تكمن حذاقة القائد في المهارة التي يدير بها الدفة ومحاولة الوصول بمركبه إلى شاطيء الأمان ، أما الأمواج العاتية التي تصطدم جوانب المركب ، فلا يمكنه السيطرة عليها ، لكن بشيء من الذكاء عليه أن يستفيد من طاقة ذلك الاصطدام في تحويله إلى قوة فاعلة في الداخل تتكسر عليها الأمواج ...
في الحقيقة لست مع أولئك الذين يتهمون الأنظمة العربية بالتآمر والعمالة والسفاهة وخلافه ، فلا أحد يقوض كيانه بنفسه ، لكن ما يواجه الأنظمة العربية في هذا الزمن الصعب هي قوى دولية جبارة ، لها خططها وطموحها وإرادتها ، وتملك لذلك أجهزة عالية التنظيم والدقة ، تريد ما تفعل أو تفعل ما تريد ، وهي تستطيع تمرير قرارها السياسي بفعل امتلاكها قوة ردع وتفوق عسكري قادر على إنفاذه ، وكما يقال ـ فإن الحرب امتداد للسياسة ـ
هذه القوى الخارجية بكل جبروتها ، بنت استراتيجيتها وطموحها ، على سحق دول ضعيفة ، عاجزة ، تحاول تطوير قدراتها ، وتحاول وضع عرباتها على القضبان للحاق بركب التقدم والتنمية وكأنها تسابق الزمن ... وأمام هاتين الإرادتين المتعارضتين اللتين صنعتهما ظروف تاريخية معينة ، فإن التكافؤ يصبح منعدما والمواجهة تبدو كقدر محتم لا بد منه وقد بدأت هذه المواجهة بالفعل من خلال إملاءات افعل ولا تفعل !! .. ...
وأمام هذا التأزم في الواقع العربي ، فإن الشعوب تتجه اتجاها عصابيا لا عقلانيا ليس إلى محاكمة التاريخ واستخلاص العبر وفقه الواقع ، بل إلى البحث عن ضحية تسقط عليه كل لومها وتقريعها ، وكان الحاكم العربي هو هذه الضحية الجاهزة التي يمكن أن تحاكم التاريخ في شخصه ، متناسية أن الحاكم هو النبتة التي نمت وترعرعت في نفس المجتمع ، وأنه يسري عليه قانون البشر ، وأن بروز شخصه وانسلاخه من عقد الجماعة لا يمكن أن يتم إلا بتواطؤ أفراد الجماعة ذاتها ....
ولأن قوى المواجهة بين المعسكرين الشرقي أو الشرق متوسطي المتهالك والمعسكر الغربي المتطور إلى أبعد الحدود غير متكافئة ، فإن أي نظام عربي متعقل مجبر على تفادي أي نوع من هذا الصراع الذي لن يؤدي إلى سقوطه كنظام فقط ، بل إلى انهيار تام لكل شكل تنظيمي يبقي على ملامح الدولة ، ومثال ذلك الصومال ولبنان والعراق وأفغانستان وغيرها ...
لإكمال بقية الموضوع تابع الرابط
في الحقيقة لست مع أولئك الذين يتهمون الأنظمة العربية بالتآمر والعمالة والسفاهة وخلافه ، فلا أحد يقوض كيانه بنفسه ، لكن ما يواجه الأنظمة العربية في هذا الزمن الصعب هي قوى دولية جبارة ، لها خططها وطموحها وإرادتها ، وتملك لذلك أجهزة عالية التنظيم والدقة ، تريد ما تفعل أو تفعل ما تريد ، وهي تستطيع تمرير قرارها السياسي بفعل امتلاكها قوة ردع وتفوق عسكري قادر على إنفاذه ، وكما يقال ـ فإن الحرب امتداد للسياسة ـ
هذه القوى الخارجية بكل جبروتها ، بنت استراتيجيتها وطموحها ، على سحق دول ضعيفة ، عاجزة ، تحاول تطوير قدراتها ، وتحاول وضع عرباتها على القضبان للحاق بركب التقدم والتنمية وكأنها تسابق الزمن ... وأمام هاتين الإرادتين المتعارضتين اللتين صنعتهما ظروف تاريخية معينة ، فإن التكافؤ يصبح منعدما والمواجهة تبدو كقدر محتم لا بد منه وقد بدأت هذه المواجهة بالفعل من خلال إملاءات افعل ولا تفعل !! .. ...
وأمام هذا التأزم في الواقع العربي ، فإن الشعوب تتجه اتجاها عصابيا لا عقلانيا ليس إلى محاكمة التاريخ واستخلاص العبر وفقه الواقع ، بل إلى البحث عن ضحية تسقط عليه كل لومها وتقريعها ، وكان الحاكم العربي هو هذه الضحية الجاهزة التي يمكن أن تحاكم التاريخ في شخصه ، متناسية أن الحاكم هو النبتة التي نمت وترعرعت في نفس المجتمع ، وأنه يسري عليه قانون البشر ، وأن بروز شخصه وانسلاخه من عقد الجماعة لا يمكن أن يتم إلا بتواطؤ أفراد الجماعة ذاتها ....
ولأن قوى المواجهة بين المعسكرين الشرقي أو الشرق متوسطي المتهالك والمعسكر الغربي المتطور إلى أبعد الحدود غير متكافئة ، فإن أي نظام عربي متعقل مجبر على تفادي أي نوع من هذا الصراع الذي لن يؤدي إلى سقوطه كنظام فقط ، بل إلى انهيار تام لكل شكل تنظيمي يبقي على ملامح الدولة ، ومثال ذلك الصومال ولبنان والعراق وأفغانستان وغيرها ...
لإكمال بقية الموضوع تابع الرابط