نضح اللسان ونبض الجنان في رثاء الشيخ سعود بهوان

    • نضح اللسان ونبض الجنان في رثاء الشيخ سعود بهوان

      نضح اللسان ونبض الجنان في رثاء الشيخ سعود بهوان
      وتتوالى الأحزان ُ وتتوافد ُ القوافي مضطربة ً بين الجلال والجمال ، وبين السعادة لخاتمته وبين الحزن لفقده والترحال . فالبيان واللسان يعجزان فالبلاغة تتخلى عنهما بسبب حالة الاصطلام والهيام والوجد لذاك اعذروني إن قل مستوى هذه القصيدة عن القصيدة التي شرفتموني بقراءتها سابقا والتي سميتها ب { حزن الأوزان في رثاء الشيخ سعود بهوان} ومروركم يجبر كل نقص ٍ . والآن ألقي جنازة حروفي ونضح لساني ونبض جناني فلنبتهل لله تعالى أن يحفظ جلالة السلطان قابوس حفظه الله في حله وترحاله ، وأن يديم الله تعالى لسلطنة عُمان الحبيبة على يديه نعمتي الأمن والإيمان. اللهم إني أحبه وأحب من يحبه فاكتبها شهادة لي . وأرحم الفقيد سعود بهوان وأمواتنا وأموات المسلمين. ومن قال آمــــــــــــــــــــــــــــــــــين.

      بكى الفؤادُ ووادي العين ِ قد ثارا = وطرفـُها في دجى شمس ِ الضحى حارا
      وهذه الناسُ سحّت دمعَها بدم ٍ = فالحزنُ أقعدها مذ عنهم ُ سارا
      من بيننا بانَ جودٌ شاملٌ فغدت = أجزاءُنا بعضَ وجد ٍ كلُّه ُ جارا
      نعمْ أنوحُ كثكلى أُوتـِرت يُـتُم ٌ = وراودَ الموتُ نفسا ضيفُها زارا
      يا كاسيَ الفقرا حسبي بذكركم ُ= لسانُ جودكم ُ في بخلهمْ مارا
      وروضكمْ جنة ٌ أنهارُها مَطَـر ٌ = ونبعُه دائمٌ فينا فلا غارا
      يبني التقى درجات ٍ يومَنا وغداً = وأنت يومُك يبني والغدُ الدارا
      أغرت فعالكُ حبري فاستحال ثناً = وأوقدَ الحزنُ في إلهاميَ النارا
      هي المواجيدُ خمرٌ أسكرت جبلا = حتى اسْتقامَ، فمات الخيرُ فانهارا
      لواءُ مدحِكَ يعلو هامة َ الكلم ِ = وفعلـُكَ البر حبا في الحشا وارى
      تبكيك عينُ مُحِبِّيكَ الذين رأوا = سعودَ نجم ِ سعود ٍ طيرُه ُ طارا
      سقَتْـك َ رحمة ُ ربي للقا دِيَما ً = يا مَنْ لنهج الهدى والأتقيا جارى
      أزكى صلاتي لخير الخلق سيّدِنا = تعم ُّ آلا ً وأصحابا وأخيارا
      ================

      وهذه قصيدتي السابقة حزن الأوزان لكن ببعض التصليحات

      حزن الأوزان على رحيل الشيخ سعود بهوان


      همى قلبي وبالأحزان سالا = وأمطرني الجوى سحبا ثقالا

      وصاح أخي قد انقلب الغمام=إلى الأخرى فذكرني بلالا(1)

      بكى الناس الفقيد فقلت مهلا= لقد كان الخلود له مآلا

      يداه تلك فينا لا تزال= تطاول قمة فاقت طــــــــــــــــــوالا

      رأى فيه الكفيف شعاع نور=كشمسٍ في المطالع إذ تلالا

      غدا أملا لآماق ٍ تمنت= قبيل نداه موتا أو خبالا

      فصار لها كآفاق لعمق ٍ = خشى هضما وداء حشا ًعضالا

      رأينا الشمس هذا اليوم حسرى=سقاها الحزن ليلا دون لا لا (2)

      وشاهدنا الليالي دون بدر= فما اسطعنا قصيدا أو مقالا

      سقى اللهُ الفقيدَ كؤوس عفوٍ = وخفّفَ في غدٍ عنه السؤالا

      وعامله بعطف ٍ ثُــــم َّ لُطْــف ٍ = وأكرمَ والديه والعيالا (3)

      فكم كانت عطاياه سهاما= على فقر رمى قوما نبالا

      لعمري في وفاة شقيق ِ بر= حياةٌ تقلق القوم الكسالى (4)

      ذوو مالٍ وجاهٍ صار يسعى= وخولهمْ به المولى تعالى

      فما احترموا فقيرا أو مريضا= وما بذلوا ولا بلغوا احتمالا (5)

      فيا أحياءُ سحوا المال سحا= فما تُعْطِون يبقى ثَمَّ ما لا (6)

      وأدقعني البيان عن التملي = بساحته وأنعلني نعالا

      بكائي سدُّ وادٍ سالَ حزنا=من الدم فالدموع غدت محالا (7)

      ويسأل ربنا سبحانه إن=دنت شمس غدا يُجْزى ظلالا (8)

      ويَلقى طه في يوم القيام= وصحبا ناصروه ثم آلا (9)

      فهاأنا ذا سأنهي مثل بدئي=همى قلبي وبالأحزان سالا
      ........
      1- أي تذكرت موقف سيدنا بلال رضي الله عنه والصحابة عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .
      2- دون أن يستمع لرجائها ول (لا)لا أريد الحزن ، ولا ل (لا) لا أريد مزيد.
      3- الأحياء منهم والمنتقلين.
      4- شقيق بر شبهته والبر بأنهما شقيقان لا ينفصلان عن بعضهما.د
      5- أعني به بعض الذي لم يوفقهم الله تعالى لفعل البر وهم قادرون وكنيت في هذا البيت عدم محادثة نفسهم للبر والخير باحنمال اراداته.
      6- الأحياء هنا من أحيا فيهم موت الشيخ سعود حب البر عندما يرون إقبال الناس وحزنهم على رحيله . فما تعطون أي الذي تنفقونه في حياتكم على الفقراء والمساكين هو الذي تلقونه في الأخرى ليس ما تتركونه .
      7- قال أهل الشأن أن العين تنزف الدم بعد نفاد كمية الدمع الذي نزفته في الحزن.
      8- شبهت هذا الدمع والبكاء بشخص يدعو للفقيد.
      9- " وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً " (النساء، 69) أخذتها من هذه الآية.