سافري يا رماحُ في ظلمةِ الأضلاعِ***منّا، وأوقدي القنديلا
أوقديهِ، نريدُ أنْ يتوارى الدربُ***في لحظة، نريدُ الوصولا!
* * *
كانَ صوتُك العذب مرفأنا الموعودَ***والدفءَ، والهروبَ الجميلا
حيثُ ننسى ضياعَنا، وانكساراتِ***رؤانا، وخَطْوَنا، والرّحيلا
ونغطّي أسماءَنا.. ونعودُ الصلبَ***والشوكَ، والقرى، والرسولا
فاصرخي يا قبورَنا، علّمي الريحَ***سُراها، وعلِّميها الصهيلا
واحصدي الضوءَ، واتركي غبشَ*** الغيرة وسيّافَهُا يَلُمُّ النصولا
وابدئي،فالقلب قد أيقظَ الموتى،***وناغى الأسى، ومسَّ الذهولا!
يوقظُ الصبحَ صوتُهُ، يشربُ الوردُ***حكاياهُ، ترتديهِ الجداولْ
يتمشّى على مدارجِهِ النجمُ***وتغفو على صداهُ القوافلْ
انت للريحِ هدأةٌ، ولصمتِ الصخرِ***همسٌ، وللغيومِ جدائلْ
رافقتك الأشجارُ في رحلةِ الذبحِ،***ومرّت على خطاك السنابلْ