تربية الأولاد المسؤولية الأساسية للوالدين
أن للوالدين من خلال جهدهما التربوي تأثير مباشر في رسم طبيعة المستقبل الذي ينتظر الطفل، سواء كان ذلك باتجاه السعادة أو الشقاء.
ولكن هل يعني ذلك أن التربية هي المقدمة الضرورية والشرط الوحيد في تحديد مستقبل الطفل نحو السعادة والشقاء؟
وبتعبير آخر: هل التربية من خلال جهد الوالدين وتأثيرهما، هي (العلة التامة) فيما ينطوي عليه سلوك الطفل ومستقبله من سعادة أو شقاء؟ أم ثمة عوامل أخرى لها أثرها في تحديد بصمات هذا المستقبل؟
إننا في الوقت الذي نؤكد فيه على التأثير الخطير للتربية وجهد الوالدين في تحديد مستقبل ومصير الأولاد، فإننا نعترف أن هذا العامل لا يمثل على أهميته الفائقة (علة تامة) أو شرطاً وحيداً لتعيين هوية مستقبل الطفل باتجاه السعادة أو الشقاء. ولا يتحكم بمفرده في تحديد سلوكه، أياً كان هذا السلوك. وإنما ننظر إلى جهود الوالدين وتأثيرهما في تربية الأولاد، بوصفها مقتضيات لبناء أرضية مناسبة لمستقبل الطفل في مراحل حياته المختلفة. إذ عادة ما يقود سلوك الوالدين الملتزم وتدخلهما في تربية أولادهما إلى نتائج إيجابية طيبة تؤثر على مستقبلهم.
وعكس ذلك بالنسبة للوالدين غير الملتزمين، اللذين يهملان تربية أولادهما ورعاية أطفالهما، إذ غالباً ما يقود هذا المسلك إلى نتائج سلبية على مستقبلهم.
ولكن ـ كما أشرنا قبل قليل ـ فإن الأمر الآنف الذكر لا يمثل قانوناً حتمياً لا يمكن الحياد عنه، وبالتالي لا ينبغي أن ننظر إلى جهود الوالدين بوصفهما (علة تامة) في تحديد مستقبل الطفل، إذ كثيراً ما يولد طفل من والد منحرف غير ملتزم، وغير متقيد في مصادر لقمة عيشه، حيث لا يبالي إذا كانت من حلال أم حرام، الأمر الذي يعني أن هناك أرضية سلبية تنتظر الطفل المولود تقوده إلى الانحراف.
لكنا نرى أن هذا الطفل عندما يشب ويظفر بمحيط سالم خارج البيت، ويعيش في وسط علمائي إيماني ويندمج فيه، فإن عوامل التغيير تعتمل في داخله وتقوده بإرادته نحو السعادة والخير.
ونلاحظ العكس ـ أيضاً ـ إذ نرى ثمة أطفالاً مهيئة لهم كل شروط السعادة والخير، من خلال التزام والديهم بأصول الإسلام وأحكامه ورعايتهم لهم، ومن خلال سلامة الجو الأسري. إلا أن عوامل أخرى تلعب دورها في حياتهم، كأن ينخرطوا في جو متخلف غير ثوري، أو يندمجوا في علاقات سيئة مع رفاق السوء، مما يؤدي إلى انحرافهم رغم الأرضية السليمة التي هيأها لهم الوالدان.
إننا نحاول من خلال هذه المقدمة أن نتعرف على موقع التربية وتأثير الوالدين في مستقبل الأولاد، وليس الهدف ـ مطلقاً ـ التقليل من أهمية هذا الدور، إذ ينبغي للوالدين أن يمهدا لأولادهما الأرضية المناسبة التي تنقلهم نحو مستقبل سعيد زاهر، ويتركا البقية إلى الله تبارك وتعالى ومدى التوفيق الذي يمنحه للأولاد في ذلك.
ونؤكد مرة أخرى على أن رعاية الوالدين للأطفال من الواجبات المؤكدة بالنسبة لهما، أما المستقبل وما سيؤول إليه مصير الأولاد فهو أمر موكول لإرادة الله وتوفيقه.
وبعبارة أخرى: ينبغي للوالدين أن يراعيا مقتضيات واجبهما إزاء الأولاد، ويبذرا البذور الصالحة ويرعياها بكل ما يؤدي بها إلى الينوع والإثمار، من دون أن يصيبهما اليأس مما سيؤول إليه مستقبل الولد.
إن ولد الزنا ـ مثلاً ـ يولد وهو يواجه أمامه أرضية تقوده قوداً نحو الشقاء، ولكنه يستطيع ـ لو صح منه العزم والإرادة والتوكل ـ أن ينفلت من أرضية الشقاء هذه، ويتجه نحو مستقبل زاهر مملوء بالخير، وذلك باندماجه في وسط سليم ومعاشرته لقرناء الخير وعلماء الدين، بل ويستطيع أن يرقى إلى مراقي القرب الإلهي وينال الجنة.
وكذلك يقال لمن يولد في أسرة موبوءة لا تقيم وزناً لمصادر عيشها ورزقها، ولا لأحكام الدين الأخرى. فعلى مثل هذا الإنسان أن لا ييأس أو يقنط من الوصول إلى مقام الرضا الإلهي، لأن له إرادته التي يستطيع أن يرتقي من خلالها إلى أعلى المقامات أو ينحدر إلى أسفل السافلين. (نقل)
أن للوالدين من خلال جهدهما التربوي تأثير مباشر في رسم طبيعة المستقبل الذي ينتظر الطفل، سواء كان ذلك باتجاه السعادة أو الشقاء.
ولكن هل يعني ذلك أن التربية هي المقدمة الضرورية والشرط الوحيد في تحديد مستقبل الطفل نحو السعادة والشقاء؟
وبتعبير آخر: هل التربية من خلال جهد الوالدين وتأثيرهما، هي (العلة التامة) فيما ينطوي عليه سلوك الطفل ومستقبله من سعادة أو شقاء؟ أم ثمة عوامل أخرى لها أثرها في تحديد بصمات هذا المستقبل؟
إننا في الوقت الذي نؤكد فيه على التأثير الخطير للتربية وجهد الوالدين في تحديد مستقبل ومصير الأولاد، فإننا نعترف أن هذا العامل لا يمثل على أهميته الفائقة (علة تامة) أو شرطاً وحيداً لتعيين هوية مستقبل الطفل باتجاه السعادة أو الشقاء. ولا يتحكم بمفرده في تحديد سلوكه، أياً كان هذا السلوك. وإنما ننظر إلى جهود الوالدين وتأثيرهما في تربية الأولاد، بوصفها مقتضيات لبناء أرضية مناسبة لمستقبل الطفل في مراحل حياته المختلفة. إذ عادة ما يقود سلوك الوالدين الملتزم وتدخلهما في تربية أولادهما إلى نتائج إيجابية طيبة تؤثر على مستقبلهم.
وعكس ذلك بالنسبة للوالدين غير الملتزمين، اللذين يهملان تربية أولادهما ورعاية أطفالهما، إذ غالباً ما يقود هذا المسلك إلى نتائج سلبية على مستقبلهم.
ولكن ـ كما أشرنا قبل قليل ـ فإن الأمر الآنف الذكر لا يمثل قانوناً حتمياً لا يمكن الحياد عنه، وبالتالي لا ينبغي أن ننظر إلى جهود الوالدين بوصفهما (علة تامة) في تحديد مستقبل الطفل، إذ كثيراً ما يولد طفل من والد منحرف غير ملتزم، وغير متقيد في مصادر لقمة عيشه، حيث لا يبالي إذا كانت من حلال أم حرام، الأمر الذي يعني أن هناك أرضية سلبية تنتظر الطفل المولود تقوده إلى الانحراف.
لكنا نرى أن هذا الطفل عندما يشب ويظفر بمحيط سالم خارج البيت، ويعيش في وسط علمائي إيماني ويندمج فيه، فإن عوامل التغيير تعتمل في داخله وتقوده بإرادته نحو السعادة والخير.
ونلاحظ العكس ـ أيضاً ـ إذ نرى ثمة أطفالاً مهيئة لهم كل شروط السعادة والخير، من خلال التزام والديهم بأصول الإسلام وأحكامه ورعايتهم لهم، ومن خلال سلامة الجو الأسري. إلا أن عوامل أخرى تلعب دورها في حياتهم، كأن ينخرطوا في جو متخلف غير ثوري، أو يندمجوا في علاقات سيئة مع رفاق السوء، مما يؤدي إلى انحرافهم رغم الأرضية السليمة التي هيأها لهم الوالدان.
إننا نحاول من خلال هذه المقدمة أن نتعرف على موقع التربية وتأثير الوالدين في مستقبل الأولاد، وليس الهدف ـ مطلقاً ـ التقليل من أهمية هذا الدور، إذ ينبغي للوالدين أن يمهدا لأولادهما الأرضية المناسبة التي تنقلهم نحو مستقبل سعيد زاهر، ويتركا البقية إلى الله تبارك وتعالى ومدى التوفيق الذي يمنحه للأولاد في ذلك.
ونؤكد مرة أخرى على أن رعاية الوالدين للأطفال من الواجبات المؤكدة بالنسبة لهما، أما المستقبل وما سيؤول إليه مصير الأولاد فهو أمر موكول لإرادة الله وتوفيقه.
وبعبارة أخرى: ينبغي للوالدين أن يراعيا مقتضيات واجبهما إزاء الأولاد، ويبذرا البذور الصالحة ويرعياها بكل ما يؤدي بها إلى الينوع والإثمار، من دون أن يصيبهما اليأس مما سيؤول إليه مستقبل الولد.
إن ولد الزنا ـ مثلاً ـ يولد وهو يواجه أمامه أرضية تقوده قوداً نحو الشقاء، ولكنه يستطيع ـ لو صح منه العزم والإرادة والتوكل ـ أن ينفلت من أرضية الشقاء هذه، ويتجه نحو مستقبل زاهر مملوء بالخير، وذلك باندماجه في وسط سليم ومعاشرته لقرناء الخير وعلماء الدين، بل ويستطيع أن يرقى إلى مراقي القرب الإلهي وينال الجنة.
وكذلك يقال لمن يولد في أسرة موبوءة لا تقيم وزناً لمصادر عيشها ورزقها، ولا لأحكام الدين الأخرى. فعلى مثل هذا الإنسان أن لا ييأس أو يقنط من الوصول إلى مقام الرضا الإلهي، لأن له إرادته التي يستطيع أن يرتقي من خلالها إلى أعلى المقامات أو ينحدر إلى أسفل السافلين. (نقل)