الداعية المسلم، ومواكبة عصر الفتوحات العلمية

    • الداعية المسلم، ومواكبة عصر الفتوحات العلمية

      في عصر عُرف بأنه عصر الفتوحات العلمية، وعصر التقدم التكنولوجي، نجد كثير من دعاة أمتنا لا زالوا يدعون بأسلوب القرون الوسطى، حيث لا هم لهم إلا الولاة والبراءة، واللحية وغيرها من القضايا الأخرى، حتى أن أحد الزملاء كان يحضر مع مجموعة من أولئك الدعاة حلقة علم (نقاشية)، واستغرقوا ما يقارب النصف ساعة في مناقشة ما إذا كان الرسول (ص) يستخدم خوص النخيل، لإخراج الطعام المتبقي بين أسنانه. وأنا هنا وللتوضيح ، ولإزالة اللبس، أحب أن أكد أني لست ضد اللحية أو الولاة والبراءة، ولكن ألا تعتقدوا معي أن الداعية المسلم يجب أن يطور من أسلوب دعوته، وأن يهتم بالقضايا المواكبة، ويحاول أن يربطها بالشريعة. فهناك الكثير من الأمور الحيوية التي يجب الاهتمام بها، كالنظام السياسي والاقتصادي، والدعوة للعكوف على الأمور الحديثة والتكنولوجيا واكتساب المهارات الضرورية لبقائنا كأمة ودين في عالم تتضاعف فيه العلوم تضاعفا رهيباً، بينما نحن ما زلنا نعيش عقليا وعلميا في حقبة زمنية اقرب ما تكون إلى عصور الظلام في أوربا. فلم نرث على سبيل المثال عن أجدادنا العظام تفوقهم العلمي والحضاري وإنما أغرقنا في
      التفا هات وأهملنا المهم والأهم.
      إذا ألا تعتقدوا معي، أن الداعية المسلم مطالب الآن وأكثر من أي وقت أخر، بأن يطور أسلوبه الدعوى، ويرقى به لمخاطبة المتلقي ( سواء كان الشرق أو الغرب) بصيغة حديثة تلائم مقتضيات العصر.
    • تشكر أخي الطيب البواشق على هذا الموضوع واني واذاأني أشاطرك الرأي فأني أود كذلك أن أشاركك بنقل لك هذا الكلام فالدعوة إلى الله ليست في الحقيقة عملاً عـلمياً بحتاً، بقدر ما هي عمل احتماعي، يتخاطب فيه الداعية مع أصناف من البشر، ومستويات من المدارك والأفهام، إضافة إلى شبكة كاملة من العلاقات الاجتماعية لها حساسيــاتها تجـاه الكـلام والخطاب والألفاظ، وهذا كله مما يوجب على الداعية المسلم الاحتفاظ بقدر عال من الـذكـاء والحضـور الذهـني، وقبـل ذلك وبعده إلى قدر عال من الذوق والأدب ورهافة الحس، بالنظـر إلى كونـه يمثل تجسيداً فردياً للوجود الإسلامي في المجتمع.إن نزعة تسقط الغرائب والفرائد في الخطاب الدعوي، هي ولا شك فعل المبتـدئين، وقليلي العلم والخبرة معاً، ولكننا على كل حال لابد أن ننبه كل من تصدى إلى الـدعوة، إلى شـرط جوهري وبسيط، وهو أن يمتلك الذوق والأدب الرفـيع والرهافة، وأن يحـدث الـنـاس بـمـا يعرفون ويحتملون، لا أن يتلمس لهم من الفـرائـد والـنوادر ما يجرح مشـاعرهــم أو يصـدم خواطرهم، بل عليه أن يسمو بهم في خطابه.