الحقيقة

    • المشهد الأول

      مكالمة غرامية في منتصف الليل أو بعده بقليل، يفاجأ الشاب بوالدهِ يدلف إلى غرفته، ويعرف من هيئته وإرتباكه ماذا يفعل .. الأب يوبخ ابنه ويتوعده بتزويجه !!
      وفي الجانب الآخر، ترفع الأم سماعة الهاتف الأخرى فتسمع ضحكة ابنتها تجاوبها ضحكة شابٍ مجهول، تقتحم الأم الغرفة برفقة الأب وابنهما الأكبر، وتبدأ ملاحم الدفاع عن الشرف الرفيع على جسد الفتاة، والتي تنتهي غالباً بجروح وكسور مختلفة القوة والخطورة مع الحرمان التام من الخروج والدخول ومن كافة أجهزة الاتصال وكل متع الحياة وحتى الجامعة أصبحت من المحرمات ، وتظل الفتاة تقاسي الأمرين من أبيها وأخيها اللذان فعلا مافعلته ذات يومٍ !!

      المشهد الثاني
      شاب وفتاة في فراش الخطيئة، وتنتهي سهرتهم الحمراء في قسمٍ للشرطة أو مركزٍ لرجال الحسبة، وعند استدعاء أولياء أمورهما، يكون نصيب الشاب بعض التقريع والتعنيف وأحياناً صفعة أمام رجال الشرطة لإستجداء التعاطف ولكن ماذا عن الفتاة ؟؟ نراها تقابل في بيتها بأخوة مدججين بالسلاح، وكل واحدٍ منهم يود أن يحظى بشرف قتلها وغسل عارها، وإن كانت ذات حظٍ سعيد فانها (فقط) تُسامُ سوء العذاب وتحبس وتحرم حتى من الأكل والشرب و (الزواج) !! وتُسقطُ نهائياً من سجل العائلة، وشبح إسقاطها من سجل الأحياء لا يبرح مخيلتها !!


      المشهد الثالث

      زوج وزوجة في ليلة زفافهما، الجو غارقٌ في الرومانسية، والأمور تمضي بوتيرة متصاعدة ومثيرة وعند إتمام الإتصال، يفاجأ الرجل بأنه ليس الأول، وأن هناك من سبقه لقطف الثمرة، فيرغي ويزبد ويضرب ويركل، ولا تمضى تلك الليلة حتى تكون الفتاة في بيت أهلها يكسوها الخزي والذل والعار، ويعتصرها الألم، ويحيط بهاالخوف، ويقتلها الندم !! وعلى النقيض، فلو كانت البنت درة مصونة لم تنكشف إلا ليلة زواجها على شابٍ اتضح لها منذ الوهلة الأولى أنه يحمل من الخبرات الحميمة ما الله به عليم، تلك الخبرات التي لا تكتسب بالقراءة ولا بالمشافهة، بل بالممارسة، والممارسة المستفيضة أيضاً !! ثم ماذا ؟؟ تسير عجلة الحياة رغماً عن الفتاة، مع تأكدها التام بأنها لم تكن الأولى في حياة زوجها المبجل !!

      تعاني مجتمعاتنا العربية كافة من إزدواجية المعايير وإزدواجية النظرة تجاه إنحراف الشباب والشابات فالشاب (يشيل عيبه) كما يقال دائماً، بينما الفتاة تأتي بالعيب والشنائع لأهلها حتى ولو لم يكن جرمها أفدح من جرم شريكها.

      يظن الكثيرون بأن العذرية مقتصرة على الإناث فقط، فالفتاة هي التي يجب أن تزف إلى عريسها وهي تامة الشرف والعفاف، أماالشاب فلا بأس أن يكون قد خاض بعض التجارب مع الجنس الآخر، واكتسب بعض الخبرات التي يفاخر بها أقرانه ويراها من مكتسباته ومن ماضيه الجميل، أما عفته وحق زوجته في زوج لم ينكشف على غيرها فتذره الرياح !!

      الآباء والأمهات هم الملومين في هذه الرزية، فهم يرفضون بالقطعية انحراف بناتهم، بينما يغضون الطرف عما يفعله الأولاد وإن رأوا تمادياً من الابن في هذاالشأن فلا مناص من تزويجه كي يصبح عاقلاً، وليترك عنه غيه القديم !!

      الإسلام لم يفرق بين زنا الرجل وزنا المرأة، فعقابهما واحد مائة جلدة لغير المحصن، والرجم لمن أحصن وحتى القذف، فعقاب من اتهم رجلاً بشرفه هو ذات العقاب الذي يقع على من وصف امراةً بذات الصفة.

      إذاً نحن لم نستمد هذاالشيء من ديننا الحنيف، بل من عاداتنا وتقاليدنا التي أصبحت مصدراً آخر من مصادر التشريع التي لم ينزل الله بها من سلطان.

      تألمت كثيراً لقصص فتيات طُردنّ من بيوتهن من قبل آبائهن نظراً لمخالفاتهن السلوكية، وأنا هنا لست بصدد الدفاع عنهن أو التبرير لتصرفاتهن، ولكني أنظر لمدىً أبعد قليلاً، ماذا سيكون مصير هولاء الفتيات ؟؟
      إنه الإنحراف المقنن، وطريق الرذيلة الذي لا محيد ولا رجوع عنه.

      ولكن هل سمعتم عن أبٍ طرد ابنه لعدم رضاه عن سلوكه ؟؟ أجزم أن لا، مع أن الشاب سيشق طريقه بالحياة بالتأكيد بدون الإعتماد على والده، فظروف المجتمع تخدم الرجل، وتقتل المرأة !!

      ما أدعوا اليه ليس التغاضي عن زلات الفتيات ومساواتهن بالشباب، فهذا هو عين الخطأ، وهذا ما سيدفع المجتمع نحو مزيدٍ من الإنحلال والتفسخ.

      ولكني أطلب أن يعاقب الشاب المنحرف بنفس عقاب الفتاة، فيضرب ويهان ويسلسل بالسلاسل الغليظة ويسجن بل وحتى يطرد من المنزل.

      عند إتمام هذا الأمر تكون هذه العقوبات دائماً أمام نظر الشباب، وعندها فأنا أجزم أنهم سيفكرون ألف مرةٍ قبل الإقدام على مغامرة جديدة، مغامرة من شأنها عند إفتضاح أمرهم أن تنهي حياتهم ومستقبلهم.

      وهذا بالتالي سيؤدي إلى تناقص نسبة الشباب المنحرف خوفاً لا إقتناعاً ومن ثم تناقص نسبة الرذيلة في مجتمعاتنا بالكلية وهذا مانسعى إليه جميعاً.

      ولا تنسوا أن (من أمن العقوبة ..أساء الأدب)

      وأختم حديثي بمقطع من قصيدة لعشقي (نزار قباني) وهو يتحدث على لسان فتاة :

      أرجمُوني .. سدِّدوا أحجاركُم
      كلُكم يومَ سقوطي بطلُ
      ياقُضاتي ، يارُماتي ، إنكم
      إنكم أجبنُ من أن تعدلوا
      لن تخيفوني ففي شُرعتكُم
      يُنصرُ الباغي ، ويٌرمى الأعزلُ
      تُسألُ الأُنثى إذا تزني .. وكم
      مُجرمٍ دامي الزنا .. لا يُسألُ
      وسريرٌ واحدٌ ... ضمهُما
      تسقطُ البنتُ ... ويُحمى الرجل

      اختكم
      الهدى
    • اقف عاجزة امام قلمك ..رائع اختي

      بالفعل لو عوقب الشاب مثل عقوبة الفتاة لكانت الدنيا بخير

      ولكن في المجتمع العربي ككل الشاب يزني وياتي بالمنكرات ويناله عقاب في لحظته
      لا يلبث ان ينساه بعد فترة ليست بطويلة.

      ويعود كالسابق واشد من ذلك.

      تحياتي لكي
    • بالفعل اختي العقاب واحد في الشريعه علي الفتاه و الرجل و لكن كما نوهت هنا (إذاً نحن لم نستمد هذاالشيء من ديننا الحنيف، بل من عاداتنا وتقاليدنا التي أصبحت مصدراً آخر من مصادر التشريع التي لم ينزل الله بها من سلطان.).. فلو التزمنا بمبادئنا الاسلاميه و قدمناها علي التقاليد لما انتشرت هذه الظواهر المخزيه في وطننا الاسلامي

      اشكرك خويتي علي الطرح الجميل
    • مشكورة اختي على هذا الموضوع علما ان الفتاه هي التي تسمح بحدوث الخطا اكثر من الشاب

      ولو انها لم تعطي الشاب الفرصة لما حدث اي شي .....

      وهما في الخطا سوى ... ولكن المجتمع يفرق بين الشاب الفتاة ....


      نسال الله الستر في الدينا والاخرة ......
    • شكرا لكي يا اختي الهدى
      بنسبه عن
      الإسلام لم يفرق بين زنا الرجل وزنا المرأة، فعقابهما واحد مائة جلدة لغير المحصن، والرجم لمن أحصن وحتى القذف، فعقاب من اتهم رجلاً بشرفه هو ذات العقاب الذي يقع على من وصف امراةً بذات الصفة.
      لستُ مجبوراً أن أُفهم الآخرين من أنا 00 فمن يملك مؤهِلات العقل والإحساس سأكـون أمـامهُ كالكِتاب المفتـوح وعليـهِ أن يُحسِـن الإستيعاب إذا طـال بي الغيــاب فَأذكـروا كـلمــاتي وأصفحــوا لي زلاتـي انا لم اتغير.. كل مافي الامر اني ترفعت عن (الكثير) ... حين اكتشفت... ان (الكثير) لايستحق النزول اليه كما ان صمتي لا يعني جهلي بما يدور (حولي) ... ولكن أكتشفت ان ما يدور (حولي) ... لايستحق الكلام
    • شكرا لكي يا اختي الهدى
      بنسبه عن
      الآباء والأمهات هم الملومين في هذه الرزية، فهم يرفضون بالقطعية انحراف بناتهم، بينما يغضون الطرف عما يفعله الأولاد وإن رأوا تمادياً من الابن في هذاالشأن فلا مناص من تزويجه كي يصبح عاقلاً، وليترك عنه غيه القديم !! بافعل الاب لو زوج بنته لا صار هذا او الابن كذالك .
      وشكرا
      لستُ مجبوراً أن أُفهم الآخرين من أنا 00 فمن يملك مؤهِلات العقل والإحساس سأكـون أمـامهُ كالكِتاب المفتـوح وعليـهِ أن يُحسِـن الإستيعاب إذا طـال بي الغيــاب فَأذكـروا كـلمــاتي وأصفحــوا لي زلاتـي انا لم اتغير.. كل مافي الامر اني ترفعت عن (الكثير) ... حين اكتشفت... ان (الكثير) لايستحق النزول اليه كما ان صمتي لا يعني جهلي بما يدور (حولي) ... ولكن أكتشفت ان ما يدور (حولي) ... لايستحق الكلام