حوار في الصداقة ..!! (موضوع النقاش الأسبوعي 5)

    • بداية أعتذر عن عدم مشاركتي الحوار من اوله ...
      ولكن على اية حال لا يمنع ذلك من أن نكمل مع الأخوة من النهاية

      أود أن أعلق على الصداقة بين الجنسين ....
      قبل أن نحكم بجواز هذا النوع من الصداقة ينبغي أن نعرف الهدف منها ...
      ثم الضوابط الشرعية لها ( هذا إن كان يقرها الشرع أصلا )
      ثم ما حقيقتها ؟

      طبعا حقيقة هذا النوع من الصداقة تكون مرتبطة بالهدف منها فلماذا يقوم الشاب بتكوين علاقة مع فتاة أو العكس ...
      هل لأجل أن يبث كل منهما همومه للاخر ؟؟؟
      هل لأجل أن يستشير أحدهما الآخر فيما يطرأ عليه من أمر أو يمر به في حياته ؟؟
      هل لأجل أن يمضي وقته ؟؟
      هل لأجل ان يقضي مأربه ومصالحه الدنيوية ؟؟
      هل لأجل اللذة الحرام ؟؟
      هل لأجل طاعة الله ؟؟

      كل تلك أمور واردة ....
      وفي الحقيقة فإنني أرى غبشا شديدا في مثل هذا النوع من الصداقة وخطرا عظيما ، وذلك ناتج عن خطورة الوضع من جهة ، وعن اختلاف ضراورات وحاجات كل جنس عن الآخر سواء كانت جسدية او نفسية او غيرها ... فضلا عما يرافق جسد كل منهما من تغييرات فزيولوجية وحالات نفسية يريد كل منهما أن يطلع عليها أو يستشير فيها صديقا له ، فهل يتأتى ذلك لكل جنس مع الآخر ؟؟؟؟

      ناهيكم أن الله عز وجل فطر كلا من الجنسين على حب الآخر والإنجذاب إليه .... وهنا قد لا يمكن للعقل ان يستمر على السيطرة على مشاعر الشخص إذ أن تأثير العاطفوة والغريزة الجنسية يكون أشد على الإنسان

      وأرى أن فتح هذا المجال هو من قبيل وضع النار بقرب البنزين وعدم الإكتراث بما قد يترتب على ذلك بحجة أنه لن يحصل شيء ... وهذه حجة كاذبة لا اساس لها من الصحة إذ أن الواقع يناقضها ... فلا يجوز لنا باي حال من الأحوال أن نخدع أنفسنا ...

      بل حدود الشرع والضوابط التي رسمتها الشريعة والأحكام التي جاء بها الإسلام تتنافى مع هذه العلاقة أصلا ...
      ونجد كذلك الفطرة السليمة لا ترضاها ....
      فبالله عليكم كيف يرضى اب ان تقيم ابنته علاقة صداقة مع شاب أجنبي ؟؟
      وكيف يرضى الزوج أن تكون زوجته على علاقة صداقة بشخص آخر ؟؟
      وكيف يرتاح بال الأخ وهو يعلم أن أخته أقامة صداقة مع فلان من الرجال ؟؟؟

      أبدا لا يمكن أن يتصور عاقل هذا أو يعمل به مؤمن أو يقوم به من عرف أحكام دينه

      اللهم إلا أن يكون دخل شيء من الضعف في إيمانه ، أو شيء من الخلل في عقيدته ، أو لطخ نفسه باوحال المدنية الزائفة والتطور الكاذب
      أو كان ديوثا حقيرا ...

      ناهيكم من أن مثل هذه الأمور تجر بعضها بعضا إلى أن تورد الإنسان إلى مزالق خطيرة ومستنقعات قذرة كما هو الحاصل في دول الغرب

      هذا واسال الله السلامة في الدارين
    • السلام عليكم..

      بداية أشكر أخي الطوفان على تعقيبه على محور الصداقة بين الجنسين..


      أوافقك أخي الطوفان أن الصداقة بين الجنسين ترتكز أساسا على الهدف من قيامها وحدود هذه الصداقة بين الطرفين حسب أخلاق كل واحد منهما وحسب تفكيره ومستوى التربية الدينية والأخلاقية لكل منهما ..
      نحن هنا لا ندعوا لانتشار الصداقة بين الجنسين أبدا ولكننا فقط نتحاور في نوع من الصداقة بدأ يأخذ مكانه لدى العديد من الشباب والفتيات وربما الملاحظ في هذا النوع من الصداقات هو أنها في الغالب تكون بدون حدود ولكن ليس دائما ففي الكثير من الأحيان يحافظ كل من الصديقين على وجود هذه الحدود التي تكون في محيط التشاور والمساندة بالرأي والتجربة لكلا الطرفين أما أن يتعداه للخروج معا مثلا للتنزه أو غيره فهذا بالطبع مرفوض وفق ما تربينا عليه من أخلاق وقيم تعودنا عليها في ديننا الحنيف...
      وبالنهاية يجب أن نؤكد على ضرورة وجود حدود قوية وواضحة في هذا النوع من الصداقات لكي تستمر ولكي تكون مفيدة لكلا الطرفين ..
    • وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

      أختي الفاضلة بنت عمان :

      كون الأمر أصبح موجودا ليس معنى ذلك أن نقره ... ولو بما ذكرتِ من شروط وحدود ... فإنه لا يحق إلا الحق
      وأنا ضد ما يسمى بالصداقة بين الجنسين بمختلف أنواعها ، للأسباب التي ذكرتها سابقا من جهة ، ولكون مثل هذه الأنواع وإن بدت بريئة ، أو محاطة بحدود وأطر معينة ، فإنها لا شك مع التفاعل ومرور الوقت تحدث فيها تغيرات جذرية والله المستعان ..
      ناهيكِ عن المخالفات الشرعية التي قد تحصل نتيجة لتلك العلاقة

      إذن فلتختر الفتاة صديقة ، وليختر الشاب صديقا ، كل من جنسه .

      أما إن أعرف من فتاة صدقها وعلمها وفقهها وورعها وحكمتها فأريد أن أستشيرها في أمر ما فهذا لا يمكن أن ندرجه تحت مسمى الصداقة ، وإنما ذلك من باب التعاون على البر والتقوى ، ولا شك أن الإسلام أوجد علاقة وطيدة بين الرجال والنساء لا يقوم المجتمع المسلم إلا بها ذلك حين قال تعالى : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة:71)

      فلا يفهم من كلامي أني ألغي أي تعاون أو مساعدة أو طلب مشورة أو دلالة خير بين الرجال والنساء ... لا أنا لم أقصد هذا ... وكلامي واضح بين .
    • مرحبا ...

      اذا أخي الكريم الطوفان ..
      أنت ترى بل وتصر وبشكل جميل جدا ..
      أن علاقة الصداقة بين الجنسين اذا كانت بين طرفين أجنبيين عن بعضهما هي علاقة غير سليمة وعواقبها وخيمة..

      هذه وجهة نظرك ونحن نحترمها جدا ..

      أتمنى أن أرى وجهة نظرك حول صداقة الطرفين أو الجنسين اذا كانوا من نفس العائلة مثلا ...
      بين الأخ وأخته ... أو بين الرجل وزوجه...
      ما آثارها ... وكيف يكون شكلها الصحيح برأيك ...؟؟

      الذي أرمي اليه هنا هو ...

      هل صداقة الجنسين غير ناجحة في كل الأحوال أم أنها غير ناجحة فقط اذا لم تكن هناك صلة قرابة بين الطرفين ...

      وأتمنى أيضا أن نرى مشاركات الجميع حول الموضوع ..
    • أختي الفاضلة بنت عمان إن المحور الآخير الذي قمتِ بذكره لهو محور مهم جدا ، الصداقة بين الأقارب ....
      بغض النظر عن نوع الجنسين اللذين تقوم بينهما هذه الصداقة في ظل القرابة لهي من الضرورة بمكان ....
      بين الأب وابنه .... بين الأب وابنته .... بين الم وابنها ... بين الأم وابنتها ... بين الزوج وزوجته ... بين الأخ وأخيه ، والأخ وأخته ، والأخت وأخيها ، والأخت وأختها .... الخ ...
      للأسف نجد أن كثيرا من الأسر تفقد هذا الأمر مما يوجد نوعا من اللاترابط بين أفراد الأسرة ، ونوعا من الإنعزالية بينهم ... بل ربما يؤدي الأمر إلى النفور أو إلى ما هو أبعد من ذلك ...
      وأقول أن الأب والأم هم المعنيون في المقام الأول بغرس هذا المبدأ بين افراد الأسرة ، وذلك بتطبيقه على أنفسهم أولا ....
      فلا شك أن الإنسان بحاجة إلى صديق يبثه همومه وأشجانه ... صديق يحزن لحزنه ويفرح لفرحه ... صديق يشاركه أحساسيه ومشاعره ... صديق يقف بجانبه ويواسيه ... صديق يرشده ويوجهه ... صديق يخدمه ويساعده ....
      لذلك أجدني أرى بأن هذا الأمر وهذه الرابطة مهمة جدا بين افراد الأسرة الواحدة ... فبسببها تقوى الروابط السرية ... وتستمر الحياة السعيدة .... ويثمر التعاون والتضحية والبذل والعطاء ... ويسودها التفاهم والمودة ...
      فالزوج إن لم يرتح لزوجته ويأنس بها فبأي امرأة يأنس ، وكذلك الزوجة ؟؟؟
      والإبن إذا لم يستمع ابوه لمشاكله وظروفه وحاجاته ورغباته ، ولم يجد من يوجهه ، فإلى من سيتجه ؟؟
      الفتاة إذا لم تجد عونا من أمها ولم تهتم بها ولا بأمورها المادية والنفسية وغيرها فإلى من ستتجه ؟؟؟

      قد يكون هناك نوع من الأمور المسلمات .... لكن في نفس الوقت فإن الصداقة بين أفراد الأسرة ترفع بقية الحواجز وتزيل العنت ، وتبني جسورا رائعة من المحبة والألفة ....

      وكم قرأت وسمعت عن حالات وقعت في كثير من الأسر بسبب النفور بين أفراد السرة ، وكم قرأت وسمعت من شكاوى من قبل بعض الفتيات أو الشباب على حالهم مع ذويهم ... هذا ناتج لسبب عدم التفاهم والترابط ... والذي قد يكون من أهم ما يشجعه الصداقة الإيمانية المتينة .
    • شكرا لك أخي الطوفان
      ما شاء الله عليك تملك فكرا صافيا ونقيا بنقاء الايمان الذي تحمله بين حنايا نفسك...

      بارك الله فيك ...
      وقد أوصلت لنا ما كنا نتمنى قرائته بشكل جميل تشكر عليه...



      أعزائي قرّاء الموضوع ومتصفحيه ومشاركين فيه..

      محورنا الأخير في هذا النقاش الجميل هو ...

      متى نحكم على أن صداقتنا بشخص معين منتهية أو يجب أن تنتهي ؟؟!!

      بمعنى آخر..

      هل ممكن أن تنتهي صداقة قوية بسهولة ..؟؟؟!!!!
      ما الدافع لذلك ...؟؟؟

      أرجو أن تشاركونا في هذا المحور بارك الله فيكم ..
    • السلام عليكم..

      أحيانا ظروف حياتنا تجعلنا نختلط بأناس ربما لا نعرفهم تمام المعرفة مثل أيام الدراسة مثلا أو ظروف العمل..
      أناس قد نثق بهم كثيرا ونراهم بأنهم يستحقون هذه الثقة ..
      فتتكون بيننا صداقة … أو علاقة جميلة من التفاهم والاحترام فنظن بأنها صداقة .. فتستمر لفترة قد تطول لسنوات ..
      ولكن فجأة وبسبب موقف معين يتضح لك معدن الانسان الذي تعتبره صديقا .. فتصدم به وتقول معقولة ؟؟!!

      وتسأل نفسك .. كيف وثقت فيه بيوم من الأيام ..؟؟!!
      كيف لم أنتبه لوجود هذا الخلق الفضيع فيه ؟؟؟!!!

      وأسئلة كثيرة جدا …
      بعدها ربما تقطع علاقتك بهذا الصديق تماما وكأن شيئا لم يكن ..!!!

      لأن الذي كان بينكما لم يكن صداقة حقيقية..
      فهو مجرد انسان وضعته الظروف في دربك وقدر الله لك أن تلتقيه وتتعامل معه وربما تنخدع به لتتعلم درسا مهما في حياتك..

      عني شخصيا..
      حدث معي مثل هذا الموقف..
      زميلة لي بالعمل .. صحيح أن هناك كان فارقا كبيرا بين مستوانا التعليمي والثقافي ولكني كنت أعتبرها أكثر من زميلة .. ربما خطئا اعتبرتها صديقة ولمدة طويلة نوعا ما .. أكثر من سنة!!
      ولأننا لا نلتقي سوى في العمل ..فلم أكن أعلم عنها الكثير ..

      ولكن مع الزمن بدأت تتضح لي أمور كثيرة في شخصيتها وافكارها وطريقة تعاملها مع الناس…
      فأصبحت الآن أعتبرها مجرد زميلة في العمل ليس الا ..

      اذا من الممكن أن تنتهي الصداقة …
      ولكن ليست أي صداقة ..
      هناك صداقات لا تنتهي أبدا لأنها تكون صداقات قوية ليست قائمة على مصلحة أو هدف سوى الأخوة في الله ..
      مثل هذه الصداقات لا تنتهي وان تباعدت المسافات ..

      سبحان الله..
    • محور جيد هذا الذي طرحته أختي بنت عمان ...
      ولكن يا ترى هل حقا هنالك نهاية للصداقة ؟؟؟
      هل سيأتي وقت ما بعد طول صداقة يقول فيه الصديق لصديقة إلى هنا وانتهت صداقتنا ؟؟؟

      أنا لا أتوقع ذلك ... هذا طبعا إن بنيت تلك الصداقة على طاعة الله عز وجل ، وكانت خالصة من الأهواء الشخصية والرغبات النفسية ، والعوالق الدنيوية ... فإنها تموت بموت الإنسان ... بل والله تستمر مع الطرف الآخر الحي ولو مات صديقه ... حيث لا ينسى ذكراه ، ولا يغفل عن الإحسان إليه وإلى من يحب ولو بعد موته ... لماذا ؟؟
      لأنها بنيت على اساس متين ، وغذيت بالإيمان وسقيت من محبة الله ... فتبقى ما بقي الدهر صرحا شامخا لا تؤثر فيه المجريات ولا الأحداث ولا المتغيرات ...
      أما لو أن اساس تلك الصداقة كان هشا من البداية ... أو لم تبنى أصلا لوجه الله ، وإنما لمصالح دنيوية ونزوات شخصية ... حينها يمكن لها أن تتهاوى في أي لحظة ولأي سبب لأنها أساسا مجرد وهم ...
      ولكن لا ينبغي في المقابل أن نغفل عن حقيقتنا البشرية وطبيعتنا النفسية ... وما ركب الله فينا وفطرنا عليه .. وهنالك أناس لا يطيب لهم أن تبقى الصداقة متينة بين شخصين ، ولا يرضيهم أن تستمر العلاقة إيمانية بين عزيزين فيسعون إلى هدم تلك الروابط المتينة ، وقطع تلك الأواصر الطيبة .. فأولئك هم المفسدون في الأرض .. أولئك هم النمامون .. فيثيرون الأحقاد والفتن ... وهنا ينبغي للمسلم العاقل أن يكون فطنا لمثل هذه الأمور .. وأن لا يصدق كل ما يقال ... بل عليه أن يضرب بكلام أولئك عرض الحائط ...
      هذا من جهة .... ومن جهة أخرى فقد تعرض بعض الأمور بين الصديقين نتيجة لمعطيات الحياة ولمستجدات الظروف ولتغيرات الأحداث ... وهي إن أثرت قليلا على تلك الصداقة فإنما يكون تأثيرها ضعيفا ومحدودا ولفترة وجيزة ... لأن الصداقة أكبر من ذلك بكثير فتعود المياه إلى مجاريها بسرعة ....
      وليس فاهما للصداقة من لا يتقبل نصحا أو تأنيبا أو عتابا من صديقة ...
      وليس عارفا بمعاني الصداقة من لا يسع إلى دفع الضر عن صديقه ، وجلب النفع له .. ولو كان ذلك بنهيه عن غيه وارغامه على الخير ...
      والمثل يقول صديقك من صدقك لا من صدّقك
      كذلك الصداقة لا يمكن أن تقضي عليها المسافات أو اختلاف المستويات ، أو تغير الأوضاع ، أو تعارض المصالح ... هذا طبعا ـ كما اسلفت ـ أن لو بنيت على اساس متين .
    • أخي الطوفان..

      بارك الله فيك وبارك لك في علمك وفهمك للأمور على وجهها الصحيح..

      والصداقة الحقيقية أصبحت بالفعل نادرة ... الصداقة من أجل نيل رضوان الله ... المحبة في الله

      ما أعظمها من صداقة هي بالفعل قوية ورائعة ...

      رزقنا الله واياكم الصديق الصدوق التقي الذي يعيننا على نيل رضوان الله في الدنيا ويكون لنا رفيق خير في الآخرة ..

      آمين يا رب العالمين