رحلة عظيمة

    • رحلة عظيمة


      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      في هذا الشهر المبارك
      أستعرض لكم :


      رحلة عظيمة

      من كتاب :
      اكتب سيناريو حياتك (Plan Your Life )
      لمؤلفه :
      د. عطا بركات .
      وقبل ذلك اسمحوا لي ان ادرج نبذة عن المؤلف :
      د. عطا بركات
      - رئيس مجلس ادارة مركز صناعة العبقرية GMC .
      - مدرب ومحاضر معتمد في التنمية البشرية من المركز الكندي للتنمية البشرية .
      - دبلوم وممارس ومدرب للبرمجة اللغوية العصبية (NLP) ودبلوم دينامكية التكيف العصبي (NCD) .
      -دبلوم الارشاد النفسي والصحة النفسية .
      - مدرب لبرنامج كورت لتعليم التفكير لديبونو .
      - معتمد للقراءة السريعة وقوة الذاكرة وخرائط العقل .
      والآن مع الموضوع :
      نعيش في رحلة مع استاذ اساتذة التخطيط وعبقري الأهداف الأول .. ( سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ) .
      حينما ضاقت مكة بدعوته الجليلة
      واشتد القيظ وعلا صراخ المشركين
      آن لهذه الدعوة
      أن تخرج من الضيق الى السعة ..
      فهل كان محمد صلى الله عليه وسلم يخطط لذلك ؟
      نعم هو يعلم انه سيخرج
      منذ أن اخبره ورقة بن نوفل
      ومن يومها وهو يخطط لذلك ويعد العدة لها ..
      ولكنه كان ينتظر إذن الله عزوجل
      (أذن لنا بالهجرة ) كلمة قالها للصديق حينما أخبره جبريل بذلك ..
      فهل خطط محمد صلى الله عليه وسلم التخطيط الجيد لذلك ؟
      نعم حينما حدد الهدف : الهجرة من مكة إلى يثرب .
      الهدف واضح ، بدايته واضحة ، نهايته واضحة ..
      ووضع الهدف من الهدف .. لماذا أهاجر ؟ ما الفائدة ؟
      إن فوائد الهدف تشعل نار الحماس وتضيء مصباح الرغبة .
      - أفق جديد لدعوته .
      - دولة يريد إقامتها .
      - صحبة صالحة يريدها .
      فلماذا لم يهاجر إلى مكان آخر ؟
      وهل جعل لهدفه مستويات ؟
      كما مر بنا قبل ذلك
      أن نقسم هدفنا الى مراحل ومستويات
      ونحدد ما نريد
      ونعرف المعرفة الكاملة التامة عن الهدف ..
      1- تجهيز الأدوات ولوازم الرحلة :
      - المرشد الخبير بالطريق ( عبدالله بن أريقط ) وهو على دين آخر .
      - وسيلة النقل ( ناقتين ) واحدة له وواحدة لرفيقه .
      - اختيار الرفيق ( حبيبه وصاحبه : أبو بكر الصديق ) .
      - تحديد الاستخبارات ( عبدالله بن أبي بكر ).
      - التموين الغذائي ( أسماء بنت أبي بكر ) .
      - الأمن والسلامة ( راعي الغنم : عامر بن فهيرة )
      2- رسم خريطة الطريق :
      - الاتجاه جنوبا على غير المألوف .
      - الإقامة 3 أيام في غار ثور .
      - يأتيه المرشد وسائل النقل على الغار بعد ثلاثة أيام .
      - طريق غير معتاد ( بجوار ساحل البحر )
      - توقعه للإقامة عند أخواله وأقربائه وتحقيق أمنيته ( التوقع الإيجابي ) .
      3- العقبات والتغلب عليها :
      - فرسان مكة حول البيت .
      - علي ينام في فراشه .
      - غار ثور ( لا تحزن إن الله معنا ) .
      - سراقة وعهد الأمان .
      - الجوع والعطش وشاة أم معبد .
      هل وصل لهدفه أم لم يصل ؟
      هل كان الله قادرا على حمله كما حمله ليلة الاسراء والمعراج من مكة الى المدينة بأيسر الطرق وأسهلها أم لا ؟
      لماذا كل هذا العناء والمشقة والتعب ؟
      كل ذلك رسالة لنا عبر الزمن ..
      لا بد أن نخطط لأهدافنا
      ثم نتعب في سبيلها
      وبعد ذلك نترك ونفوض الأمر لله ..
      ( فسيبها لله ) عشوائية نحياها فالكثير منا يتخذ هذه الكلمة المغلوطة للبعد عن التخطيط ورسم المستقبل .
      ولكننا نقول ونردد مقولة الرسول الكريم المخطط صلى الله عليه وسلم : " أعقلها وتوكل " .
      ابدأ
      وافعل كل ما في وسعك
      ثم بعد ذلك قل :
      ( فعلت ما علي وتركت الأمر لك ) .
      وكما قال ( ستيقن هاينز ) صاحب كتاب التخطيط الاستراتيجي :
      " إذا فشلت في أن تخطط فإنك تخطط لفشلك " .
      كل العظماء في هذه الدنيا
      كان لهم أهداف واضحة وخطط محددة
      وكانوا يرون نجاحهم وتحقق أهدافهم
      أمام أعينهم حينما كانوا غيرهم والمحيطين بهم يتوقعون فشلهم
      بل ويصفونهم بالتخلف والجنون ..
      وتاريخنا مليء بقصص النجاح الرائعة
      ولكننا لا نقرأ التاريخ .
      فهذا عبد الرحمن بن عوف
      خرج من مكة
      مهاجرا
      إلى المدينة ..
      وهو لا يملك من حطام الدنيا شيئا
      ترك ماله وبيته وتجارته
      ترك كل ما يملك
      مع أنه كان من الأغنياء الأثرياء ..
      آخى النبي صلى الله عليه وسلم
      بينه وبين صحابي من الأنصار هو " سعد بن الربيع "
      ماذا قال له سعد ..؟
      قال له :
      " يا أخي أنا أكثر الأنصار مالا ، فهيا أشاطركه ، وعندي زوجتان فانظر أيهما رغبت أطلقها وتتزوجها إذا انقضت عدتها "
      بماذا أجاب عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرين بالجنة ؟
      .. هل قال له على الرحب والسعة فهو رزق رزقني الله به ..لماذا أرفضه ؟
      لا لم يقل ذلك ولم يخطر له على بال ..
      ولكنه قال :
      " بارك الله لك في مالك وأهلك ، ولكن دلني على السوق فإني رجل تاجر " .
      ولأن الناجح لا يصعد على أشلاء الآخرين ولكنه يصعد مع الآخرين ..
      حدد عبد الرحمن هدفه
      وعمل له
      ومارس مهنته وأتقنها ..
      دخل السوق وهو لا يملك شيئا
      بدأ في التفيذ
      ربح عقال بعير
      ثم ربح البعير في النهاية ..
      امتدت تجارته حتى بلغت أعلى درجات النجاح فهو القائل :
      " لقد رأيتني لو رفعت حجرا لوجدت تحته فضة وذهبا ".
      فهل أنت مصمم على تحقيق هدفك ؟
      هؤلاء العظماء وضعوا لأنفسهم أهدافا عظيمة
      وخططوا لها
      حتى وصلوا لقمة النجاح
      وصلت رسالتهم
      وتحققت أهدافهم .
      فهذا " عبد الحميد بن باديس " :-
      الكثير منا لا يعرفه
      ولكنه نبراس
      أضاء ظلام الجزائر ..
      تربى أن يكون هدفه الإسلام
      ورايته الجزائر
      حلم أن يراها
      حرة عزيزة
      يرفرف عز الاسلام على جبال أطلس
      وتكون العربية لسانها الناطق ..
      كافح وجاهد ولم ييأس
      أسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
      والتي لها وما زالت دورا مهما في التعريف بالإسلام وحمل رايته ..
      هل تحققت أهدافه ؟
      نعم
      فهذه الجزائر
      حرة عزيزة
      ترفرف عليها آفاق الحب والتسامح
      ولقد كتب الله لي زيارتها
      وزيارة مسقط رأس الشيخ ابن باديس .
      ( قسنطينة )
      وكم أعجبتني
      وسحرت بمناظرها الجميلة
      كما أن هذا الشعب
      شعب أصيل
      حر أبي كريم
      مات الرجل
      ولم يشهد تحرر الجزائر
      ولكن حلمه تحقق .
      فهو رائد نهضة الجزائر وهو القائل :
      " أنا زارع محبة ولكن على أساس من العدل والإنصاف والاحترام مع كل أحد من أي جنس كان ومن أي دين كان " .
      وهذا الشيخ حسن البنا :-
      الأستاذ والمعلم والملهم الموهوب
      والذي عاش بحلمه
      ووضع أهدافه
      وخطط لهذه الأهداف
      وهو الوحيد
      ولكنه كان له من الأثر الجم الكثير
      أو تراه يختلف كثيرا عنك
      لماذا لا تكون صاحب أهداف عظيمة وتسعى لتحقيقها ؟
      أراك تقدر ..
      شغل الرجل بتأليف القلوب
      عن تأليف الكتب
      وانتشرت دعوته
      فبلغت الآفاق
      وما من دولة في العالم
      إلا وبها من زرعه ثمار ..
      وهو القائل :
      " إنما تنجح الفكرة إذا قوى الإيمان بها وتوفر الإخلاص في سبيلها وازدادت الحماسة لها ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها " .
      فهل يمكن لك
      أن تؤمن بأهدافك
      وتخلص لها
      وتتحمس
      وتستعد
      للتضحية في سبيلها .
      وهذا عمر المختار :-
      شيخ المجاهدين
      وأسد الصحراء
      وضع هدفه
      أما عينه
      وجاهد
      قرابة العشرين عاما من أجل تحقيق هدفه ..
      كم تعب
      وكم لاقى من المشاق
      وفاز بالشهادة
      في سبيل هدفه ..
      وهو القائل :
      " الضربة التي لا تقسمني تقويني " .
      فهل تتخذ من بعض العوائق والإخفاقات
      حافزا للتقدم والنجاح ..
      هذا هو" بديع الزمان سعيد النورسى " :-
      صاحب القبر المجهول
      والمجاهد التركي العظيم
      والذي كان له من ثورة الإسلام والخوف عليه وحميته
      عظيم الأثر في تركيا ..
      وهو القائل :
      " لو ان لي ألف روح لما ترددت أن أجعلها فداء لحقيقة واحدة من حقائق الإسلام " .
      وغيرهم الكثير
      من العظماء
      الذين حملوا أهدافهم وخططوا لها وتحققت ..
      فهل نتشبه بهم
      إن لم نكن مثلهم
      هل يمكن أن يكون لنا
      أهداف سامية
      نجاهد
      ونتعب
      في تحقيقها ؟
      أظنك تفعل
      لنكون
      أمثال
      هؤلاء ..
      والعديد والعديد من الذين لا نستطيع حصرهم
      عاشوا بأهدافهم
      وماتوا عليها
      هل تصبح مثلهم ؟
      ننتظرك
      فلا تخذلنا ..
      هل حددت أهدافك .. ؟
      وعرفت ماذا تريد ؟
      ورسمت طريقك ؟
      وحددت زادك ؟
      وأعددت راحلتك ؟؟
      هيا بنا
      لنركب سفينة الحياة ..
      لنصل
      إلى شط الأمان ..
      نتسلح بسلاح الإيمان
      وقوة الحماس
      والرغبة المشتعلة ..

      ختاما :
      - لا تنس معادلة النجاح هي :


      أهداف ( واضحة ومحددة )
      +
      تخطيط ( سليم )
      +
      تنفيذ ( قرار فعال وخطوات سهلة )
      +
      تقييم ( وتعديل ومعيار انجاز )
      =
      تحقيق ( الهدف والنتائج المرجوة )
      - ولا تنس معادلة السعادة :

      رؤية (واضحة )
      +
      رسالة ( محددة )
      +
      أهداف ( نافعة )
      +
      تخطيط ( سليم )
      +
      تنفيذ ( متقن )
      +
      صمود ( وإرادة )
      +
      تقييم ( ومحاسبة )
      =
      سعادة ( وراحة ) .