أحببت أن أشارك بهذه الكلمات
منذ زمن كنت أتمنى لقاء الأخوة الشعراء الذين دار بيني وبينهم حوار شعري برهة من الزمن ولا يعرف احدنا الآخر إلا بالرمز أو اسما مكتوبا دون أن نلتقي, فمديح وعتاب, ومرح واكتساب, وبذل غال ورخيص, في إثراء هذا المنتدى العظيم بالشعر الفصيح, والغزل المليح, والنبطي الذي لا يحتاج إلى تنقيح , ومنه المسبعات وآخر لا يحتاج إلى وصف ولما بدئ طالع السعد, واهتزت السماء بدون رعد, أعلنت الساحة العمانية إقامة أمسية شعرية, فقلت في نفسي محجوب, فلن أرى اسمي في الساحة مكتوب, ولكني سأحضر لأرى إخوان الصفا, وأعوان الوفاء, فذهبت لأشاركهم الفرحة, فمن محاسن الصدف صليت في جامع الكلية, وصادفت الدكتور جين المدير العام فتصافحنا.
كنا على معرفة من قبل وما إن دخلت القاعة, إلا والطالع السعيد, وكأنه نجم من بعيد, (علي الكعبي) ما كنت اعرفه ولا تشرفت بلقائه من قبل كان يرتب بعض الأوراق على مدخل القاعة, فسلمت عليه مع بعض الصحب, ثم دخلنا إلى القاعة لنستوي على الكراسي, فإذا (بالصقر الجريح) بوجهه المليح يتلقانا بهدوئه وسكونه مع شيء من الاستغراب فقلت في نفسي إن هذا لشيء عجاب غير انه دمث الأخلاق محب الرفاق هادئ الطبع قليل الكلام ولكنه إن نطق بز, وان خطب هز, شعره ينبئ عن كثرة اطلاعه, ونثره عن تمكنه واضطلاعه, يدبر أموره بحكمة وحنكة رأيته من قبل وما كنت اعرفه لا باسمه ولا بلقبه, أدام الله محياه, وسلمه وحياه.
ثم بدأت الوفود تتوالى فأتى راعي الحفل بعصاه مجهول الهوية مع بعض ليس إبعادا ولا بغض, ولكن لحكمة رآها المنظمون, فتلقاه الصقر الجريحح وقعد بجنبه يتبادلان الكلام الفصيح, مشرف ومدير فبينما نحن جلوس إذا (بولد شناص) يفتح الباب, كنت أتخيل صورته في صفحات الساحة فإذا بها طبق الأصل والفرع مرجعه الأصل وما إن دخل واستقر إلا والصقر الجريح يتلقاه بصدر رحب وبشاشة قلب فجلس في يمين القاعة ينتظر الجماعة وما هي إلا دقائق حتى دخل طالع (سعد من آل سعد) الذي هز المنبر بقصيدته الوطنية التي لم يكتفي بإلقائها جالسا وإنما قام ليعبر عن حبه لعروبته ويلهب النفوس النائمة ويوقظ القلوب الهائمة.
وأين ياآل سعد عزم نجدتكم** وانتم لرسول الله أحضان
وتنفست الصعداء من (آل عامر بن صعصعة) عتاب وغزل وكلام جزل يفهم معناه ويسري إلى القلوب مغزاه تنطق في ثبات وتفتخر إنها من البنات لا فض فوها ولا انتصر حاسدوها.
ودقت الساعة بدخول (العريف الدهماني) الذي أدار فأجاد وتحدث فأفاد شكر الله سعي الجميع ووفقهم لما فيه صالح البلاد والعباد.
والى امسيات قادمة ان شاء الله.