الجوارقبل الحوار:
من يلاحظ ساحات الحوارالمذهبي، يشاهد الكم الهائل من الإثارات والإستفزازات المعادة والمكررة، وبعضهاالمتعمدة، بين المتحاورين من أهل سنة وشيعة، وكل منهم يريد الإيقاع بالآخر، ليسجل عليه نقطة ضعف وإنهيار، بل نقاط خوروإقرار!!! بأنه على صواب وغريمه على خطأ!!!
ولسوء الحظ والفأل، فهذه حالة مستديمة ومستعصية على الحل!!
بمعنى هناك جهدهائل يستباح ويهدر، ليذهب سدى وبدون طائل، للوصول لربح منظوروحاصل.
المشكلة تتعلق أساسابالمحاور، وولعه باللجاجة والمحاججة!!
فلولاحظناالمسابقات التلفيزيونية، مثل لعبة الحظ عندنا، في بلداننا العربية وWheel of fortune في شمال أمريكا، نشاهد إنشدادالمشاهدين بشكل هستيري لمثل تلك الإلعاب، فهي مشوقة ومسلية ومفيدة في آن واحد!! مفيدة في تنميةالمعلومات اللغوية وإستعمالاتها، كما في لعبة دولاب الحظ في شمال أمريكا، فضلا عن ربح بعض المال، أوالسفرات الترفيهية أو...أو...الخ.
وهذاالإنشدادعندالمشاهد، نابع من الإستعدادالفطري للتحدي عندالبشر، وإظهارالمقدرة على قهرالصعاب، للتباهي والحصول على النشوة الذاتية بعدم الخواء والضعف بل إمتلاك القوةوالقدرة.
ومن هذه الإستعدادت الفطرية عندالفرد، جاءت الرغبة الجامحة للتحدي في إثبات وجهة النظر.
ومن هناجاءت الدوامة المستمرة في الرد على الرأي وردالردعليه، من الجانب الآخر، فردالرد على الرد، وهكذادواليك.
مشكلة المشاكل عندالشرقي إنشداده البالغ في الزيادة، للمثل والقيم،فهويعشق الكرم ويتغنى به وإن كان بخيلا!! وينبهربالشجاعة ويقرأ قصصهاكثيرا وإن كان جبانا!!! وعندماتكون القيمة دينية وبمثالية، تتفاقم المشكلة لتصبح عبودية عمياوية!!!!
فالجهادي، يتعطش للشهادة ويعشقها، إيمانا منه بقيمة دينية لهاأعظم مردود مثالي يحلم به!!! وهوالفوزبرضى الله، فجنان الخلد، وحورالعين، ومالاعين رأت، ولاأذن سمعت!!! لذلك كان التفاهم مع هكذا توجه صعب جداإن لم يكن مستحيلا.
ومن أجل كل ذلك، أصبح الحوار وتبادل الرأي، عند المتحاورين الشرقيين، وخاصة المذهبي عقيماوغيرمنتجا.
بقراءتناالمتأنية لواقع الحال، نكون قد شخصناالمشكلة المستعصية،والأدواء المتفشية بيننا، تشخيصادقيقا!!
وهذاالتشخيص قد يساعد في ترشيدالحواروتسديده بدلا من هدرالوقت وتبديده!! ومن هنا جاء عنوان الموضوع (الجوارقبل الحوار)
العنوان يشيرإلى الجوار، بمعنى أولا لنجاورمن نودحواره قبل أن نبدأبحواره !!! بمعنى لنتعلم كيف نتعايش معه ونتحمله، ونعلمه كيف يتحملنا كمرحلة أولى!! وبعدها لكل حادث حديث!!
قبل الدخول في حوارمن نرغب بحواره، يجب أن نعرفه!! هل المحاورجدي قََدِمَ ليعرف؟؟وبالنتيجة فهوصديق منصف!! أم ضدي جاء ليحرف؟؟وبالنتيجة فهوعدواني ومقرف!!
فإن كان جديا وراغبافعلا في حل إشكال حصل له،عاملناه بمنتهى اللطف والإحترام، حتى وإن لم يتفق معنا!! ليس مهما أن يتفق، بل المهم أن يتفهم وجهة النظركماهي، وليس كما يصورهاالمعاند المضادد.
وإما من نجده حضرلاهيا لاغيا، هدفه المشاكسة والمعاكسة!! فوتناعليه الفرصة بعدم الحوار!! وبذلك إغلقناالباب بوجه شوشرته وتفرغنالماهومهم ومجدي وإبتعدنا عماهومضيعة وقت،ووجع رأس.
التوقف عن الحوارمع المعاند الهادف للشوشرة، يدخله مرحلةالمجاورة، ليعرف بإنناجديين وحديين، ، في تعاملنامع الآخرين!! وعن اللغو معرضين!! وبهذا يكون المشاغب قد تعلم الدرس الأول، وهوالجدية في الحوار!! فإن غيرإسلوبه ووافق على الطريقة التي نقترحهاعليه تعاملنا معه، وإلا خليه يبقى مجاوراومراقبا،وليس محاورامناورا.
وللموضوع بقية: