السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
ها هـو شهر رمـضان قد اصفـرّت شمسه ، وآذنت بالغروب فلم يبق لإلا ثلثه الأخير ، فماذا عساك قدمت فيما مضى منه ، وهل أحسنت فيه أو أسأت ، فيا أيها المحسن المجاهد فيه هل تحس الآن بتعب ما بذلته من الطاعة ؟ ! وياأيها المفرّط الكسول المنغمس في الشهوات هل تجد راحة الكسل والإضاعة وهل بقي لك طعم الشهوة إلى هذه الساعة.
وهل ضمنت أخي أنك ستعيش إلى رمضان القادم .. كم من أخٍ عزيز وكم من صديقٍ حميم كانوا معنا رمضان الماضي .. وهم الآن تحت التراب إما في نعيم وإما في جحيم ، نسأل الله من فظله
فلتستدرك مامضى بما تبقى ، وما تبقى من ليل أفضل مما مضى ، ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا دخل العشر شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله)متفقٌ عليه من حديث عائشة رضي الله عنها . وفي رواية مسلم : كان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيره.. وهذا يدل على أهمية وفضل هذه العشر أحدها : إنه صلى الله عليه وسلم كان إذا دخلت العشر شد المئزر ، وهذا كناية عن الجد والتشمير في العبادة . وثانيا: أنه صلى الله عليه وسلم يحيي فيها الليل بالذكر والصلاة وقراءة القرآن وسائر القربات . وثالثها : أنه يوقظ أهله فيها للصلاة والذكر . وربعها : أنه كان يجتهد فيها بالعبادة والطاعة .
وعليه أخي أغتنم شهرك فيما يقربك إلى ربك ، وبالتزود لآخرتك من خلال قيامك بما يلي:
1_ الحرص على إحياء هذه الليالي الفاضلة بالصلاة والذكر والقراءة وسائر القربات والطاعات، وإيقاظ الأهل ليقوموا بذلك كما كان يفعل صلى الله عليه وسلم.
2_ إجتهد في تحري ليلة القدر في هذه العشر فقد قال تعالى: ( ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر)
3_ احرص على الأعتكاف في هذه العشر . والاعتكاف : لزوم المسجد للتفرغ لطاعة الله تعالى
وينبغي للمعتكف أن يشتغل بالذكر والاستغفار والقراءة والصلاة والعبادة ، وأن يحاسب نفسه ، وينظر فيما قدم لآخرته ، وأن يجتنب مالا يعنيه من حديث الدنيا ، ويقلل من الخلطة بالخلق .
وفي آخر موضوعي أسأل الله لي ولكم القبول
الــــكـــووس