قرية الميسّر العمانية تروي حضارة الأجداد

    • قرية الميسّر العمانية تروي حضارة الأجداد





      قرية الميسّر العمانية تروي حضارة الأجداد


      القلاع والأبراج والحصون المنتشرة في بوادي وقرى سلطنة عمان تختزل الماضي المجيد للشعب العماني.


      مسقط - تحكي القلاع والأبراج والحصون البارزة التي تنتشر في مختلف قرى ومدن سلطنة عمان ملحمة متواصلة من العطاء العماني الذي لا ينضب، ولعل قرية الميسّر بشرق السلطنة واحدة من ابرز الاماكن التي يستنشق زائرها عبق التاريخ كما عاشه الأجداد.


      واحتضنت قرية الميسّر بولاية المضيبي ميلاد أعرق الحضارات القديمة في السلطنة حيث دلت التنقيبات والحفريات على عراقة التاريخ بهذه القرية التي تختزل الماضي المجيد بين مختلف جدرانها.
      والتجوال في قرية الميسّر لا تكل منه أو تمل وأنت تشاهد أغرب الحضارات القديمة وبقاياها وآثارها وغرابة هذه الحضارة وأسباب وجودها في هذه الرقعة من السلطنة ووزارة التراث والثقافة على مدار عدة سنوات أجرت بها الكثير من الحفريات والتنقيبات عن آثار عديدة حصلت عليها في مقابرها السحيقة المتناثرة في أكثر من موقع بها.
      وتبعد الميسّر عن الطريق العام المضيبي ـــ سمد الشأن بنحو ثلاثة كيلومترات وتتصل به عبر طريق مرصوف ويجاورها من الشرق وادي الميسّر ومن الغرب وادي القصف ومن الشمال منطقة الصويريج وجنوبا وادي سمد الذي يعتبر ملتقى لأودية سمدالشأن.
      ويؤكد مرافقونا في جولتنا بالميسّر بأن موقع القرية بين عدة أودية أكسبها وفرة في المياه بحيث أن فلجها لم ينضب بالرغم من صغره كما أنه يفي بمتطلبات القرية إلى جانب بقية الآبار المتوفرة بها كما يحيط بالقرية الكثير من أشجار الغاف والسدر وغيرها من الأشجار الصحراوية الأخرى وتلف القرية سلسلة جبلية على شكل حدوة الحصان مفتوحة من الجهة الشرقية.
      تاريخ قرية الميسّر عريق وقديم ضارب في جذور التاريخ لدرجة أن كبار السن لا يتذكرون شيئا من هذا التاريخ سوى القليل حيث تحتضن الميسّر مقابر في أماكن متفرقة بها أجريت فيها الكثير من الحفريات والتنقيبات من قبل وزارة التراث والثقافة حيث وجد فيها الكثير من الآثار من بينها السيوف والرماح والأدوات الفخارية والأختام وبقايا خناجر حيث شارك عدد من أهالي القرية في أعمال هذه التنقيبات حتى كبار السن وجدوا قرية الميسّر منذ نشأتها وهي تحتضن هذه الحضارة خاصة الحضارة القديمة التي تقع جنوبا من القرية وتحديدا على ضفاف مجرى وادي القصف حيث توجد بعض الآبار القديمة وبعض المقابر وبعض آثار المساكن ويعتقد بأنه كانت يتم فيها قديما تصنيع النحاس واستخراجه حيث وضعت البعثات المنقبة في هذه المواقع الكثير من علامات التنقيب .

      وتعود هذه المستوطنات في سمدالشأن ومن بينها قرية الميسّر إلى ألف عام قبل الميلاد حيث أن المدافن بها دائرية الأطراف مبنية من الحجارة الكبيرة جلبت من المحجر وذلك بقصد تأمين هذه المقابر من انجراف الأودية كما وجدت هذه المقابر متلاصقة ببعضها البعض وتشبه خلايا النحل وهي شبيهة بالمقابر التي اكتشفت في وادي (سوق) والتي تعود إلى الألف الثانية قبل الميلاد.
      وبخصوص الحارة القديمة في وسط الميسّر والتي تتوسط المساكن الحالية فيوجد بها برج أثري تحط به بعض المساكن التي يبلغ عددها قرابة العشرين مسكنا والذي بدأت وزارة التراث والثقافة خلال هذه الأيام في مشروع ترميمه كما تشهد قرية الميسّر حركة ونهضة عمرانية مستمرة خاصة خلال السنوات الأخيرة.
      وكسائر القرى فإن قرية الميسّر ولموقعها المتميز بين عدة أودية تجري عند هطول الأمطار فإنها تمتلك ثروة زراعية كبيرة بالقياس مع عدد سكانها المهتمين بأمور الأنشطة الزراعية حيث تتوفر بها أنواع عديدة من أشجار النخيل أبرزها الزبد والخلاص والمبسلي إلى جانب قيام المزارعين فيها بزراعة مختلف الأصناف الزراعية من خضار وفاكهة إلى جنب زراعة الأعلاف الحيوانية وغيرها من المحاصيل الزراعية ويعتمد الأهالي في ري هذه المحاصيل على مياه فلجها المسمى بالميسّر كما توجد بالقرية بعض المزارع الصحراوية التي يعتمد المزارعون على ريها بواسطة الآبار.
      أخيرا فإن تاريخ وعراقة وأرض قرية الميسّر تدعو الزائر للتأمل في المدافن الأثرية المتوزعة هنا وهناك في أراضيها لتدل على حضارات سحيقة استوطنت بها على مر العصور وتكشف حقيقة علاقة هذه الحضارات بالعديد من الحضارات التاريخية القديمة في العالم نظرا لبعض أوجه التشابه بين هذه الحضارة بالحضارات الأخرى من العالم.



    • مع اني ا اعرف عن تاريخ وسوالف عمان الا احس الصور تتكلم عن شي وايد حلو يخص الماضي
      كافي ان الانسان لما يوقف عن اي شي يخص الماضي كان تراب او قلعة او حصن..ـالخ
      يحس بفخر انه ينتمي منها والحمدلله..

      تسلم اميران ع هالموضوع الحلووو

      وتسلم يدك الي حطته

      والله يعطيك العافية :)
      :)