مستقبل الF1 في يد قوانين عام 2011

    • مستقبل الF1 في يد قوانين عام 2011

      فورمولا ون جديده بالكامل مع قوانين عام 2011



      إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 750x492 وحجمها 108 كيلو بايت .



      تبدو بطولة العالم لسباقات فورمولا وان في تبدل "متواصل" بحيث أصبح من الصعب جداً متابعة جديدها من ناحية الأنظمة والقوانين وستشكل "ورقة عمل 2011" أخر الفصول التي تشغل حالياً جميع الفرق والمصانع الكبرى التي تقف وراءها، إذ سيشكل فحواها ثورة جديدة في رياضة الفئة الأولى ستغير جميع المفاهيم التقنية "التنافسية" بشكل جذري.




      وبرر البريطاني ماكس موزلي رئيس الاتحاد الدولي للسيارات "فيا" سعيه نحو تبني "ورقة عمل 2011" بأن مستقبل فورمولا وان مهدد في حال لم يتم التوصل إلى تخفيض التكلفة العالية التي تتكبدها الفرق والأخذ بعين الاعتبار المسائل البيئية.




      وطرح موزلي سؤالاً جاء فيه: "هل تعلمون مقدار انبعاث ثاني أوكسيد الكربون الذي تولده الفرق الكبرى خلال التجارب التي تجريها على هياكل السيارات لفترة أيام وعلى مدار الساعة؟ إن هذا الانبعاث يقدر بمئات آلاف الأطنان وكل ذلك من أجل تحقيق نتائج غير مرضية في سباقات باهتة ومملة".



      فكرة موزلي



      فما هو الحل المطروح من قبل موزلي للتخفيف من الأضرار البيئية والتكلفة الباهظة التي تتكبدها الفرق كل موسم؟ الجواب يتمحور حول "ورقة عمل" تقدم بها رئيس الـ"فيا" وبوركهارد غوشيل رئيس المجلس الاستشاري للمصنعين المشاركين في فورمولا وان إلى الفرق التي تدعمها المصانع الأم بالإضافة إلى فورد ومجموعة فولكسفاغن-اودي اللذين قد ينضمان إلى البطولة مستقبلاً.




      والأمر الملفت للنظر أن هذه الورقة "الثورية" لم تصل إلى مدراء الفرق لأن موزلي يسعى إلى توطيد علاقة الاتحاد الدولي بالمصنعين (فيراري وتويوتا وهوندا وبي ام دبليو ورينو) عوضاً عن تعامله مع الفرق، وهذه العلاقة بين الطرفين ستكون على مستوى مجلس الإدارة بالنسبة للمصانع الأم، ما أثار حفيظة مدير ماكلارين- مرسيدس البريطاني رون دينيس الذي كان أول منتقدي هذا الأمر.




      وقد هندس هذه "الورقة" المستشاران التقنيان في الاتحاد الدولي طوني بيرنل وبيتر رايت، وأبرز بنودها تلك المتعلقة بالمحرك الذي سيصبح من ست اسطوانات عوضاً عن ثماني وسعة 2.2 ليتر بدلاً من 2.4، فيما سيكون التعديل الأبرز عودة الشاحن الهوائي "توربو" إلى سيارات العام 2011، بعد أن كان استعمل لأخر مرة في العام 1988.




      واعتقد الجميع أن زمن الشاحن الهوائي قد ولى لأن متابعي رياضة الفئة الأولى ما زالوا يتذكرون ضجيج محركات رينو وبرابهام بي ام دبليو والأحصنة الهائلة التي كانت تتمتع بها (1500 حصان) والانبعاث الذي كان يصدر منها ويسبب بذرف دموع الأشخاص المتواجدين على بعد مائة متر من هذه السيارات.




      ويبدو أن الاتحاد الدولي وفريقه التقني وجدا طريقة للاستفادة من عودة الـ"توربو"، لكن هذه المرة بهدف استعمال قوة حصانية بديلة ومدروسة ستساهم في تخفيف انبعاث ثاني أوكسيد الكربون مع المحافظة على السرعة.



      تخفيض الاستهلاك



      وستحدد سرعة دوران المحرك بعشرة آلاف دورة في الدقيقة عوضاً عن 19 ألف حالياً، إلى جانب استعمال وقود بديل أو ما يعرف بـ"بيوكاربورانتس" ما سيقلص استهلاك الوقود بحوالي 30 % مع المحافظة على قوة حصانية عالية (770 حصان).




      وستصبح الفرق مجبرة على استعمال المحرك لخمسة سباقات متتالية عوضاً عن سباقين حالياً بالإضافة إلى استعمال علبة السرعات لأربع سباقات متتالية.



      أما على صعيد أجهزة التعليق، فسيعود جهاز التحكم بتماسك السيارة "تراكشين كونترول" إلى الواجهة في العام 2011 بعد أن تم استبعاده اعتباراً من العام 2008، بالإضافة إلى استخدام نظام الدفع الرباعي لأول مرة.




      وستستعين سيارات العام 2011 بمحول القوة أو ما يعرف بـ"باور بوست" الذي يستعمل حالياً في سيارات سباقات "أي وان"، وهو سيسمح للسائقين بتجاوز منافسيهم عبر "دفع حصاني" إضافي، دون أن يحدد عدد المرات التي يمكن أن يستعمل فيها السائقون هذا المحول، علماً أنه يستعمل لمرة واحدة في السباق في "أي وان".



      تغيير الهيكل



      أما البند الذي سيشكل جدلاً واسعاً في أوساط هذه الرياضة فسيكون إلزام الفرق على استعمال الهيكل ذاته كما هي حال سيارات "أي وان"، بهدف تخفيض التكلفة العالية أولاً، ثم لتكون السيارات مراعية للمسائل البيئية ومشاكل الاحتباس الحراري، وثالثاً لتكون التقنية المستعملة في سيارات فورمولا وان قريبة من تلك المستعملة في سيارات الإنتاج.




      ومبدئياً، فإن هذه التعديلات تلقى مساندة الغالبية العظمى من المصنعين وعلى رأسهم بي ام دبليو، خصوصاً أن غوشيل يشغل منصب العضو التنفيذي في مجلس إدارة الشركة الألمانية، فيما سيكون المعترضون الأساسيون الفرق غير "المصنعة" مثل ماكلارين-مرسيدس أكثر المنتقدين لهذه التعديلات كما هي حال معظم المدراء التقنيين في الفرق الذين يرون أن أية تعديلات جذرية يحتاج التأقلم معها إلى أمد طويل لن يساهم في تسهيل مهمتهم نحو تحقيق نتائج جيدة في البطولة، خصوصاً أن عملهم شاق للغاية حالياً دون أن يكونوا مضطرين لتبني تحولات جديدة في هذه الرياضة.




      ورأى معظم مستشاري الفرق أنه من المستحيل تخفيض التكلفة العالية التي تتكبدها فرقهم عبر تدخلات "قانونية"، لأن الفرق ستنفق كل ما يتاح لها من إمكانيات مادية، أولا لأنها تملك هذه الإمكانيات وثانياً لأنها تريد أن تفعل ذلك بهدف التنافس وتحقيق الفوز.




      ويضاف إلى هذا الواقع أن تبني هذه التعديلات والآلية التي تحتاجها الفرق من اجل تطبيقها تتطلب ميزانيات ضخمة، فأين التوفير؟ بحسب أحد مدراء الفرق الكبيرة.



      التعديلات البيئية



      أما في ما يخص الناحية البيئية والنتيجة المرجوة من التعديلات في ما يخص هذا الأمر، فلا يحتاج المرء إلى نابغة ليستنتج أن رياضة المحركات هي هدف سهل لناشطي البيئة، خصوصاً أن السيارات (المستعملة يومياً) هي السبب الأساسي في المشاكل البيئية التي تؤثر على طبقة الأوزون وتسبب بارتفاع حرارة الأرض.




      وأصبحت المشاكل البيئية مسألة حيوية في "الأجندات" السياسية والاجتماعية وفكرة أن سيارة فورمولا وان تستهلك كماً هائلاً من الوقود خلال لفة واحدة يجعل هذه الرياضة عرضة لانتقاد واسع، وتخفيض الاستهلاك بحوالي 30 % عما عليه الوضع حالياً يعتبر خطوة هامة إلى الأمام لكن هل سيكون ذلك كافيا؟.




      إن ما تسببه سيارات فورمولا وان خلال موسم واحد أقل من الضرر الذي تسببه طائرة شحن واحدة خلال رحلة واحدة، في حين أن إحدى النظريات العلمية تقول إن رياضتي كرة المضرب والغولف تتسببان بإضرار بيئية أجسم من تلك التي تتسبب بها فورمولا وان.




      لقد جاء في أحد تقارير المجلات المتخصصة أن موسم فورمولا وان يتوزع على 18 مرحلة، فيما أن موسم رياضة الغولف يتوزع على 75 حدثاً كبيراً، في حين تقام 130 دورة كرة مضرب خلال العام الواحد.




      ويترافق مع هذه البطولات والدورات ضرراً كبيراً بالبيئة نظراً لاستعمال وسائل نقل متنوعة لانتقال من بلد إلى آخر وينطبق الأمر على الرياضيين ومشجعيهم، إلا أن التركيز ينصب على رياضة المحركات وفي الواجهة رياضة الفئة الأولى، إذ أن رياضتي كرة المضرب والغولف لن يكونا وبأي شكل من الأشكال مشكلة بيئية بالنسبة لناشطي البيئة الذين يرون في فورمولا وان مفتاحاً أساسياً قد يساهم بحلول كبيرة بسبب الدعم الذي تحصل عليه هذه الرياضة من مصانع السيارات والشركات الأم.




      ويرى ناشطو البيئة أن أية تقنية جديدة تهدف في هذه الرياضة إلى تقليل الانبعاث ستنسحب على المصنع الأم وعلى سيارات الإنتاج، وهو ما دفع الاتحاد الدولي للعمل جنباً إلى جنب مع المصانع المشاركة في هذه الرياضة لكي يضمن مستقبل فورمولا وان.



      تأثير التعديلات



      ويتشارك الاتحاد الدولي مع البيئيين حول أهمية علاقة رياضة الفئة الأولى مع المصانع الكبرى في ما يخص التكنولوجيا الجديدة التي يبدأ فيها العمل أولا في سيارات فورمولا وان قبل أن تتحول إلى سيارات الإنتاج، معتبراً أن التركيز على التكنولوجيا "السليمة بيئياً" في هذه الرياضة سيؤثر على سيارات الإنتاج التي ستستعملها بعد نجاحها.




      ويبقى السؤال ما مدى تأثير هذه التعديلات على مستوى رياضة الفئة الأولى وسرعة سياراتها ونسبة التنافس، خصوصاً في حال اعتماد هيكل موحد في 2011؟




      التاريخ يؤكد أن هذه الرياضة لم تتأثر بالتعديلات التي طرأت عليها منذ انطلاق البطولة بشكل رسمي على حلبة سيلفرستون البريطانية في العام 1950، والدليل الأبرز على ذلك هو أن تحول المحركات من 12 اسطوانة إلى عشر ثم ثماني مع تحجيم سعتها، لم يؤثر على السرعة والتنافس وهي ما تظهره الأزمنة المسجلة على كل حلبة، إذ أن سيارات اليوم تحقق الزمن نفسه إن لم يكن أفضل من تلك الذي حققته سيارات محرك العشر اسطوانات في السابق أو المحركات المزودة بشاحن هوائي.




      وقد يكون الضجيج الذي يصدره محرك الست اسطوانات سعة 2.2 ليتر أقل من ذلك الذي يصدره المحرك الحالي أو الذي سبقه، إلا أن ذلك لن يؤثر على متابعي السباقات لأن واقع الأمور يشير إلا أن مشاهد سباقات اليوم لا يتذكر أو يقارن بين ضجيج محرك العشر اسطوانات ومحرك الثماني اسطوانات والحالة نفسها ستنطبق على محرك العام 2011.




      ويبقى السؤال هل سيتوصل المصنعون إلى اتفاق "كونكورد" جديد مع الاتحاد الدولي من أجل الالتزام بتعديلات العام 2011، وأين موقع "عراب" البطولة البريطاني بيرني إيكليستون من "ورقة العمل" الجديدة، خصوصاً أنه لم يعلق عليها حتى الآن؟




      ستكون الأشهر الستة القادمة حاسمة في هذا الموضوع، إذ أنها المدة التي وضعها موزلي أمام المصنعين ليتقدموا بتعليقاتهم وأفكارهم، مؤكداً أنه سيناقش هذه الأمور معهم بطريقة منطقية لكن في كل الأحوال ستدخل بعض قوانين العام 2011 حيز التنفيذ اعتباراً من الأول من كانون الأول/ديسمبر 2008.