موت فلاح

    • موت فلاح

      لم يكن يوما مثلنا يستعجل الموتا
      لأنه كل صباح كان يصنع الحياة في التراب
      و لم يكن كدأبنا يلغط بالفلسفة الميتة
      لأنه لم يجد الوقتا
      فلم يمل للشمس رأسه الثقيل بالعذاب
      و الصخرة السمراء ظلت بين منكبيه ثابتة
      كانت له عمامة عريضة تعلوه
      و قامة مديدة كأنه وثن
      و لحية الملح و الفلفل لوّناها
      و وجهه مثل أديم الأرض مجدورُ
      لكنه، و الموت مقدورُ
      قضى ظهيرة النهار، و التراب في يدهْ
      و الماء يجري بين أقدامهْ
      و عندما جاء ملاك الموت يدعوهُ
      لوّن بالدهشة عينا و فما
      و استغفر اللهَ
      ثمّ ارتمى
      و جاء أهله و أسبلوا جفونهْ
      و كفّنوا جثمانه و قبّلوا جبينهْ
      و غيّبوه في التراب في منخفض الرمال
      و حدّقوا إلى الحقول في سكينه
      و أرسلوا تنهيدة قصيرة...قصيره
      ثمّ مضوا لرحلة تخوضها بقريتي الصغيره
      من أوّل الدهر الرجال
      من أوّل الزمان
      حتّى الموت في الظهيره