سلطنة عمان
وزارة التربية والتعليم
المديرية العامة للتربية والتعليم
مدرسة
بمنطقة
ملخص عن














للوسطية عدة معاني قد يكون بمعنى الوسطية هو العدل، كقوله تعالى: "وَكَذَلِكَجَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا"، أي عدولاً خياراً، يقصد ايضا بي الوسطية على انها التوسط بين طرفين متباعدين متنافرين. ، فالوسط ايضا هو الاهتمام المقتصد المعتدل بالأشياء، سواءٌ كانت تعبدية أو أخلاقية أو دينية أو دنيوية.
غالباً ما يكون للوسط محفوفاً برذيلتين، كما يقول الحكماء والفلاسفة رذيلة الإفراط والمبالغة، ورذيلة التفريط والإهمال.
فالوسطية لا تعني أن يضع الإنسان المسلم نفسه مركزاً للكون والحياة، ويصنف الناس على حسب موقعه، بل هي أن يلتزم خط الاعتدال في كل شيء وعدم المبالغة
وسِمة التطرف ينبغي أن لا تكون ملكاً وذوقاً خاصاً لفئة معينة توزع ذلك الوصف على من تريد، إنما يجب أن يكون هناك معايير واضحة لهذا الاستخدام، كيلا يصح ذلك ضرباً من التنابز بالألقاب، والذي لا يفيد أكثر من أننا متعصبون في تعاملنا مع بعضنا، وفي معالجة اختلافاتنا
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة) رواه البخاري
فوصف الدين باليسر لنجد أن من معالم الوسطية: التيسير، لأنه هو الذي يستوعب الناس.
ادرك الدين الاسلامي قصور العقل البشري عن إدراك كل الحق والصواب، فطلب الكمال المطلق والمطالبة به يناقض الوسطية، فالوسطية ممنوحة لمن يسدد الهدف تماماً أو يقاربه بما أوتي من قدرة.
الوسطية إشاعة لروح الاستبشار ، وعدم التنفير والمبالغة في التخويف والترهيب.
والجملة العامة في معنى الوسطية أن مدارها يعتمد على قاعدتين:
الأولى: النص الشرعي المحكم؛ لكي لا يدع مجالاً للتحكم والتشهي.
الأخرى: طبيعة التكوين النفسي والعقلي للمتلقي الذي يفسر به النصوص ويتلقاها سواءً كان عالماً أو فقيهاً أو داعيةً، فيتطلب ذلك نوعاً من الوسطية والاعتدال في قراءة النصوص وفهمها والعمل به وتفسيرها
والوسطية طريقة في التفكير والتعامل والنظر، فهي ترسم معالم الاعتدال في القراءة والطرح والتناول فهي تدخل حتى في الأخلاق، يقول الله تعالى: "رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً"، فهذا اعتدال بين الإفراط في التعلق بالماديات وبين إهمالها. وقوله تعالى: "وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا"[الفرقان:67] اعتدال بين الإسراف وبين البخل، وقول النبي صلى الله عليه وسلم المتفق عليه: (إكْلَفُوا من العمل ما تطيقون) اعتدال في العمل، واعتدال في العبادة، وأن الإنسان لا يحمل نفسه فوق طاقتها
لا يقتصر الامر على هذا وبس وانما ايضا تتطرق الوسطية الى الاعتدال العاطفي يقول علي بن أبي طالب : أحبب حبيبك هونًا ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما. وللأوزاعي كلمته المشهورة: ما من أمرٍ أمر الله به إلا وللشيطان فيه نزغتان: إما إلى إفراط وإما إلى تفريط، والوسط ما يحبه الله عز وجل.









الوسطية: مصطلح شائع، وذو قوة في دوائر البحث العلمي، ووسائل الإعلام اليوم، ولا جدل حول أهمية الوسطية والإقرار بها كمبدأ، فذلك محل اتفاق عند عموم المسلمين.
على حسب راي في هذا الموضوع فاراى ان الوسطية فكرها ومنهجها تتطلب نوعاً من المناخ المعتدل والأجواء الهادئة والتناول الموضوعي وتعويد المجتمع والناس على ذلك، والمناخ المفتوح في المجتمعات الإسلامية يسهم في صناعة الوسطية، فالانغلاق والانعزال وسد الأبواب والمنع كل ذلك يشحن النفوس ويدفعها للتطرف ويساعدها على ذلك ويقدم لها تبريراً كافياً لذلك، فالنفوس المتوترة مستعدة لكل أشكال الغلو والتطرف، والإنسان المغضب أو المقهور لا يستمع إلى العقل والمنطق والموضوعية؛ لأنه مشوش التفكير مضطرب النفس.
ولا يسعنى لا ان اقول في النهاية الا انه يجب أن لا تكون الوسطية شعاراً نرفعه ضد خصومنا، بل أن تكون منهجاً معتدلاً في قراءة الأشياء؛ لنحقق الشهادة التي فرضها الله على هذه الأمة؛ كي تقوم بواجبها، يقول الله سبحانه وتعالى: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا.."[البقرة:143].













الإسلام اليوم- قلم المشــرف - مقال المشرف - الوسطية.htm