

تعليم حديث
سلطنة عمان: رهان التنمية البشرية يبدأ من التعليم
تطوير برامج التعليم سمح برفع مستوياته الى حد يسمح بتحويله الى استثمار يحقق عائدات متزايدة للاقتصاد الوطني.
مسقط – يقول مسؤولون عمانيون ان استراتيجية التنمية التي شرعت بها سلطنة عمان منذ اكثر من ربع قرن اعتمدت على التنمية البشرية بوصفها حجر الزاوية لضمان الرخاء الإقتصادي النسبي، بعيدا عن الاعتماد على الموارد الطبيعية.
وتشير البيانات الرسمية الى ان التعليم يحتل مكانة مركزية في برامج التنمية البشرية التي حققت خلال العقدين الماضيين تقدما ملموسا سمح لسلطنة عمان بان توفر فرصا للملايين من أبنائها وبناتها لتحويل تعليمهم الى استثمار يحقق عائدات كبيرة ومتزايدة للاقتصاد الوطني.
وتقول وثائق حكومية عمانية ان عدد الطلاب في مختلف مدارس محافظات ومناطق السلطنة التعليمية بلغ ما يقارب 553125 طالباً وطالبة، فيما بلغ عدد المدارس 1052 مدرسة. وبلغ عدد المعلمين 42029 معلماً ومعلمة، وبالنسبة للمدارس الخاصة فقد بلغ عددها 170 مدرسة منها ثلاث مدارس عالمية هي: مسقط، والباطنة، وصحار ومدرسة واحدة دولية وهي مدرسة الشويفات، كما بلغ عدد الشعب فيها 1725 شعبة، بينما بلغ عدد الطلبة المقيدين بها 36140 طالباً وطالبة كما بلغ عدد المعلمين 2775 معلماً ومعلمة فيما بلغ عدد الإداريين نحو 464 إدارياً.
وتركز هذه الوثائق على القول ان التعليم يعتبر من أهم الأولويات التي تعتني بها الحكومة وتعده من أهم ركائزها على كافة الأصعدة لما له من دور بالغ الأهمية من أجل تخريج جيل متعلم ومثقف على مستوى من الوعي فحرصت على إيجاد تعليم حديث لا يفقد أصالته، ويأخذ بمتطلبات عصر الثقافة والمعلومات عبر تطبيق نظام التعليم الأساسي، جنباً إلى جنب مع نشر التعليم وجودته والاهتمام بمختلف شرائحه.
وشهدت التربية الخاصة في السلطنة تطوراً ملحوظاً خلال العقدين الأخيرين في مختلف المجالات، والتي تهدف بالدرجة الأولى إلى تقديم أفضل البرامج والخدمات التربوية والتدريبية والإرشادية لطلاب ذوي الإعاقة، لجعلهم أعضاء فاعلين متفاعلين ومنتجين مواكبين حركة العصر ومتطلباته. ومن أهم المدارس التي تعنى بالتربية الخاصة مدرسة الأمل للصم، ويدرس بها خلال العام الدراسي 2007/2008، (279) طالباً وطالبة في حين بلغ عدد الهيئة التدريسية 78 معلماً ومعلمة، ومدرسة التربية الفكرية ويدرس بها 335 طالباً وطالبة فيما بلغ عدد الهيئة التدريسية 61 معلماً ومعلمة، ومعهد عمر بن الخطاب للمكفوفين ويدرس به 120 طالباً وطالبة في حين بلغ عدد الهيئة التدريسية 43 معلماً ومعلمة، ومركز الوفاء لتقنية المكفوفين.
وتشير معلومات دائرة الإحصاء الى ان أعداد المدارس في سلطنة عمان كانت 993 مدرسة، عام 2001، أما أعداد الطلبة في ذلك العام فبلغت 554845 طالباً وطالبة، بينما كانت أعداد المعلمين 26416 معلماً ومعلمة.
وخطت السلطنة خطوات ثابتة لإيجاد قاعدة متينة للتعليم العالي تستفيد من تطورات العصر، ويمكن القول أن عام 2007 شهد نقلة نوعية لعل من أبرز ملامحها مراجعة المحاور الأساسية للإستراتيجية، واستكمال المناقشات حولها مع الجهات المعنية بالدولة تمهيداً لرفعها لمجلس الوزراء للاعتماد.
كما شهد عام 2007 نقلة نوعية لكليات العلوم التطبيقية، مع صدور المرسوم السلطاني رقم (62/2007) القاضي بتحويل خمس من كليات التربية إلى كليات علوم تطبيقية، وهي: كليات صحار وصور ونزوى وعبري وصلالة، وتم قبول 1650 طالباً وطالبة في كليات العلوم التطبيقية، و350 في كلية التربية بالرستاق.
ويشهد العام الدراسي 2008- 2009 طرح تخصصات علمية في كلية التربية بالرستاق وهي الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء واللغة الإنجليزية مع استحداث خمس مختبرات للشبكات في الكليات الخمس، وإنشاء برنامج حاسوبي للنظام الإداري والمالي خاص بالكليات التطبيقية.
جامعة السلطان قابوس
وسعت جامعة السلطان قابوس منذ افتتاحها عام 1986 لتأكيد ريادتها العلمية في السلطنة، والقيام بدورها في تنمية الموارد البشرية العمانية ورفع مستوى كفاءتها من خلال تقديم نوعية متميزة من التعليم العالي، واستحداث برامج للتعليم والتدريب المستمر لجميع قطاعات المجتمع.
كما سعت الجامعة لفتح آفاق أرحب للتعاون مع مؤسسات تعليمية أخرى، فقامت خلال العام الأكاديمي المنصرم بتوقيع وتجديد سبع مذكرات تفاهم واتفاقيات تعاون مع نظيراتها من الجامعات والمؤسسات البحثية الأخرى.
ومضت الجامعة في فتح مزيد من الأبواب أمام خريجي الشهادة العامة، وشهد العام الأكاديمي 2007/2008 زيادة في عدد المقبولين في مختلف التخصصات والدرجات العلمية حيث وصل عددهم إلى (3356) طالب وطالبة ليبلغ عدد الدارسين في الكليات الثمان 15177 طالبا وطالبة، وأضافت الجامعة إلى برامجها الأكاديمية الحالية برامج أخرى على مستوى الشهادة الجامعية الأولى والدبلوم، وشهد العام الأكاديمي 2006/2007 الموافقة على طرح برنامج البكالوريوس في علم الموسيقى بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، وطرح برنامج الدبلوم العالي في التوجيه المهني بكلية التربية، وبرنامج الدبلوم المتوسط في الإحصاء التطبيقي بكلية العلوم لترفد هذه الإضافات المجتمع العماني بمجموعة من المتخصصين.
وعملت الجامعة على تطوير برامج الدراسات العليا باعتبارها عنصراً أساسياً في دعم وتحديث المجالات البحثية، متبعة منهجية تطويرها لتوسيع قاعدة الدراسات العليا على مدى الأعوام الخمسة عشر الماضية، ويبلغ عدد الطلاب الملتحقين حالياً ببرامج الدراسات العليا 852 طالباً وطالبة، كما بلغ عدد خريجي الجامعة من حملة درجة الماجستير 791 طالبة وطالبة، وأقر مجلس الجامعة مؤخراً عدداً من برامج الدراسات العليا في مجال الدكتوراه حيث يتوقع أن تبدأ كليات العلوم والهندسة والعلوم الزراعية والبحرية والطب والعلوم الصحية في تقديم برامجها خلال العام الأكاديمي 2008/2009.
يذكر أن جامعة السلطان قابوس تتضمن ثماني كليات هي: العلوم، التربية، الهندسة، الآداب والعلوم الاجتماعية، التجارة والاقتصاد، العلوم الزراعية والبحرية، الطب والعلوم الصحية، والحقوق، وتمنح الجامعة الدرجات العلمية التالية: البكالوريوس والدبلوم العالي والماجستير والدكتوراه.
ومنذ أن فتح الباب أمام القطاع الخاص للاستثمار في التعليم العالي فإن حركة التطور لم تتوقف لحظة، وقدمت الحكومة تسهيلات عديدة ودعم متواصل لإنشاء مؤسسات التعليم العالي الخاصة، ومن بينها منح الجامعات الأهلية 50% من رأس المال المدفوع بحد أقصى ثلاثة ملايين ريال عماني، وأكدت المكرمة السامية بدعم كل جامعة أهلية بمبلغ 17 مليون ريال على الدور الوطني في دعم هذه المؤسسات وأهميتها في البناء التعليمي.
وخلال السنوات الأخيرة الماضية شهد التعليم العالي في السلطنة تطوراً ملموساً، فقد بلغ عدد المؤسسات العاملة فيه 24 مؤسسة في العام الأكاديمي 2007/2008، كما بلغ عدد الطلبة 25988 طالباً وطالبة بزيادة 27.6% عن العام الأكاديمي 2006/2007، ومن المتوقع إنشاء ثلاث جامعات خلال الفترة المقبلة وهي مسقط والشرقية والبريمي، علماً أن غالبية مؤسسات التعليم العالي بالسلطنة ترتبط باتفاقيات تعاون أو ارتباط أكاديمي مع مؤسسات خارجية ذات سمعة معروفة في بلدان عربية وأجنبية لضمان المستوى الأكاديمي لخريجيها والحفاظ على جودة برامجها.
الكراسي العلميـة
تشرف وزارة التعليم العالي على عدد من الكراسي العلمية وهي كرسي السلطان قابوس بن سعيد في مجال الاستزراع الصحراوي بجامعة الخليج العربي في المنامة (أنشيء عام 1994)، وكرسي سلطان عمان للدراسات العربية والإسلامية بجامعة ملبورن الاستراليـة (أنشئ عام 2003)، وكرسي السلطان قابوس بن سعيد لإدارة المياه والتنوع الاقتصادي بجامعة أترخت الهولندية (أنشئ عام 2005)، وكرسي أستاذية سلطان عمان للدراسات الشرقية بجامعة ليدن الهولندية.
مركز القبول الموحد
يعمل مركز القبول الموحد على خدمة الطلبة ومؤسسات التعليم العالي، ويقوم بدور كبير في التنسيق مع هذه المؤسسات فيما يتعلق بأسس وشروط القبول الخاصة بكل مؤسسة تعليمية وفق التخصصات والطاقة الاستيعابية لها، وإنشاء قاعدة بيانات عن المتقدمين لمؤسسات التعليم العالي وغيرها من الجوانب الهادفة إلى تنسيق الجهود بما يخدم مسيرة التعليم العالي في السلطنة.
وكانت وزارة التربية والتعليم قد شرعت منذ عشر سنوات تقريبا ببرنامج تحديث اتخذ منحى يرمي إِلَى تطوير التعليم، بشكل يجعله متمشياً مع متطلبات العصر وتطلعات المستقبل، واحتياجات التنمية في البلاد. فجاء الاهتمام بالنوعية وإعداد جميع الخطط وتوفير كل الإمكانيات لتحقيق هذه الأهداف.
وبدأ برنامج تطوير التعليم منذ عام 1996 بسلسلة إجراءات شملت:
- إلغاء المدارس الابتدائية التي تعمل في الفترة المسائية من خلال بناء مدارس جديدة أَوْ بناء إضافات بالمدارس القائمة.
- تدريس اللغة الإنجليزية من الصف الأَوَّلْ الابتدائي.
- تطوير مناهج جميع المواد الدراسية.
- تدريب المعلمين عَلَى تدريس المناهج المطورة.
- تطبيق نظام المعلم الأَوَّلْ لكل مادة إذا توفر عدد من معلمي المادة لا يقل عن ثلاثة.
- تدريب الفنيين المسؤولين عن تشغيل مراكز مصادر التعلم بالمدارس.
- رفع كفاءة العاملين بالمدرسة من خلال التدريب والتأهيل
- تخفيض الكثافة في الفصول الدراسية بحيث لا تتجاوز 30 تلميذاً، بصفوف المرحلة الأولى من (1-4) و 35 بصفوف المرحلة الثانية من (5-10).
- إدخال الحاسوب بالمدارس.
وحققت هذه الخطة نجاحا كبيرا سمح حتى الآن بجعل مستويات التعليم في عمان مساوية لأحدث مستويات التعليم في العالم، وتحظى شهاداته بالقبول في معظم جامعات العالم، شرقا وغربا.
من ميدل ايست اونلاين