عروس الجبل،،،،(يفرن)،،،،

    • عروس الجبل،،،،(يفرن)،،،،

      عروس الجبل










      تمهيد:



      نتحدث هنا عن المدينة البيضاء والفاضلة يفرن، والتي هي أكثر من أن تكتب في سطور أو تدون بين دفتي كتاب، ولكن نحاول في هذه السطور أن نقدم صورة واضحة عن هذه المدينة الجميلة، ليتسنى لزوارها زيارتها ومعرفتها عن قرب أكثر، فهي تعتبر إحدى المدن العريقة والتي لها ثقلها ووزنها على مدى التاريخ إلى وقتنا الحاضر في الدولة الليبية، وهي مركز وسط في الجبل، لذلك فهي تعتبر نقطة التقاء القاصي والداني، من شرق الجبل وغربها، وشمالها وجنوبها، ولا نطيل أكثر ونبدأ الحديث عن مدينتنا مدينة يفرن.






      الاسم:




      يطلق عليها أسم يفرن أوئفران، والتي تعني الكهوف، وربما يرجع سبب ذلك إلى كثرة الكهوف الموجودة بها، فنرى أثر ذلك على حافة الجبل، والمعروفة بمصطلح تيريت.







      الموقع الجغرافي:






      تقع مدينة يفرن في شمال غرب ليبيا، في جبل نفوسة بالتحديد، وجنوب العاصمة طرابلس بمسافة تقدر حوالي 160كم.






      المناخ:




      تتمتع مدينة يفرن بمناخ معتدل، خال من الأعاصير والكوارث الطبيعية، حيث أن وجودها على قمة جبل نفوسة قد ساعدها كثيرا على مقاومة مثل هذه الكوارث، وخاصة من ناحية جريان مياه الأمطار وعدم انحباسها فوق الجبل، ويكون أفضل أوقاتها في شهري (مارس وأبريل)، أي في فصل الربيع خاصة، أما في الصيف فيكون الجو حار وجاف، مع وجود رياح القبلي في بعض الأيام المتفرقة، أما الشتاء فيكون بارد ممطر، مع تكاتف الضباب، مما يسبب عن حجب الرؤية، ولكن يبقى المنظر ذو طابع خاص في هذا الجو الخلاب.






      السكان:




      سكان المدينة في هذا الوقت خليط بين الأمازيغ والعرب، ولكن كل واحد منهم له حدوده ومناطقه، ولكن في الأصل كلها يرجع إلى الأمازيغ أهالي المنطقة الأصليين، حيث نجد أثر ذلك في أسماء الطوبونوميا _أسماء الأماكن والمواقع_ حيث ترجع كلها إلى جذور أمازيغية صرفة، ونذكر هنا عن بعض المناطق الأمازيغية والتي أوردها سليمان الباروني في كتاب والده الشيخ عبد الله_سلم العامة والمبتدئين_ قائلايفرن وهذا الاسم الآن يطلق على قرى متعددة هي "تقربوسبت وديسير ويقال لها الشقارنة كان بها (قصر) فيه نحو ألف وثمانمائة بيت طبقات بعضها فوق بعض خربته الدولة العثمانية وكان من أعظم حصون الجبل والقصير وتاغمة وقصبة مانة وتازمرايت وقصبة ابن مادي والمعانيين والقراديين والمشوشيين والبخابخة وفي هذه الأخيرة مدرستنا التي جددناها سنة 1322 وهي الآن عامرة بطلبة العلم الشريف والقرآن الحكيم، والظهرة..) اهـ.



      كما نضيف أيضا من المناطق القلعة، وأم الجرسان *****والغنائمة والمشاشية والخلائفة وأولاد يحيى وأولاد عطية وهؤلاء المذكورين أخيرا من العرب.






      الزراعة:




      من أهم الأشجار التي يهتم بها أهالي مدينة يفرن هي شجرة الزيتون فلا تكاد تجد قطعة أرض لا تخلوا من هذه الشجرة المباركة، ومن الأشجار الأخرى شجرة اللوز والتين وبعض أشحار الفاكهة كالخوخ والعنب والمشمش والعوينة والكمثرى والتفاح وغيرها، وكلها تكون بعلية طبيعية أي تعتمد على ما ينزل من السماء من أمطار، ومن أهم الحبوب التي يزرعونها سنويا القمح والشعير، حيث أن جل مأكولاتهم تتكون من القمح والشعير وغيرها من البقوليات، فلقد كانوا في السابق يزرعون أرض الجفارة _تحت سفح الجبل_ لهكتارات طويلة من الشعير، مما تكفيهم حاجاتهم وحاجات دوابهم وما يكتسبون منها أثناء بيعها أو يقومون بتخزينها.






      الحيوانات:




      بما أنها منطقة رعوية وتعتمد على مياه الأمطار كمصدر رئيسي، فإن فيها من النباتات الطبيعة الخير الكثير والتي تتغذى عليها معظم الحيوانات الرعوية وخاصة الأغنام _المعز والضأن_ فقلما تجد بيت يخلوا من الكوخ الخاص بالأغنام، فهو مصدر رزقهم من لحم وحليب وصوف وجلود، وكذلك في المعيشة المادية، حيث يتم تربية رؤوس الأغنام بعدد هائل ويتم المتاجرة بها في المناسبات المهمة كالعيد والأعراس.






      الصناعة:




      أهم الصناعات وأشهرها صناعات النسيج _المسدة_ المعروف بـ آزطّا، سواء الملبوس منه أو الذي يستعمل كغطاء للتدفئة من برد الشتاء القارص.






      السياحة:




      في الحقيقة إن ليبيا كلها تعتبر سياحة ولا نستطيع أن نفاضل بين منطقة وأخرى، ولكن مدينتنا هذه لها رونقها الخاص وطابعها ذات الصبغة الليبية القديمة الأصيلة، من بناء معماري أو طبيعة خلابة، وهي تتمثل في "قرى أثرية- مبان دينية- وعيون مائية".



      القرى الأثرية:



      من أهم هذه القرى قرية أتـ غاسرو، وغاسرو نـ ماجر، قصبت صفيت، وقرية الشقارنة، وغيرها من القرى المنتشرة في هذه المدينة.




      مبان دينية

      :


      وهي تشمل على المساجد والكنائس القديمة على مر العصور، ومن هذه الكنائس الكنيسة الموجودة بقرية آتـ معان، أما المساجد فنذكر منها وليس على سبيل الحصر مسجد مقّر وهو المعروف بمقام آمّي عامر، ومسجد نانّا زورغ، وغيرها الكثير والكثير.




      عيون الماء

      :

      وهي كثيرة ومشهورة فنجد أشهرها عين الرومية، وعين تامديت، والشرشارة، تالات نـ لغمان، وغيرها.






      الخاتمة:




      في ختام هذه السطور لا يسعني إلا أن أدعوكم إلى زيارة هذه المدينة الخلابة والرائعة متمنيا لكم قضاء أسعد وأمتع الأوقات فيها، ولكن فقط حافظوا على نظافتها.



      منقووووووووول