فـي بيان لجمعية الفلكيين:
رؤية الهــلال مسـاء الجمـعة لم تكـن سهــلة ومراصد العالم الإسلامي لم تستطع رصده
رصدنا كوكب الزهرة قبل المغرب بساعتين والغيوم والغبار حجبا رؤية الهلال
رؤية الهــلال مسـاء الجمـعة لم تكـن سهــلة ومراصد العالم الإسلامي لم تستطع رصده
رصدنا كوكب الزهرة قبل المغرب بساعتين والغيوم والغبار حجبا رؤية الهلال
[INDENT][INDENT]
أكدت جمعية الفلكيين العمانية أن رؤية هلال ذي الحجة يوم الجمعة الماضي لم تكن سهلة بسبب الكثير من العوامل الطبيعية التي تلعب دورا كبيرا في رؤية الهلال سواء بالعين المجردة أو عن طريق المناظير المتطورة . وكانت جمعية الفلكيين قد تلقت الكثير من الاستفسارات بعد تعذر رؤية هلال ذي الحجة بعد مغيب شمس يوم الجمعة الماضي . وقالت الجمعية في بيان حصلت «عمان» على نسخة منه : إن رؤية هلال شهر ذي الحجة هذا العام كانت ممكنة مساء يوم الجمعة 29 من ذي القعدة لو كان الجو صافيا من الغيوم ونقيا تماما من الغبار.
وأكد البيان أن عددا من الفلكيين توجهوا ظهر الجمعة الماضي لمناطق تبعد أكثر من 200 كيلومتر من العاصمة مسقط تجنبا للغيوم المتكونة فوق المحافظة وسلسلة جبال الحجر والتماسا للظروف الأنسب لرؤية الهلال وقد تمكنوا من رؤية كوكب الزهرة قبل غروب الشمس بساعتين بالمنظار ولكن لم يتمكنوا من رؤية الهلال وقت المغرب .
وحسب البيان فإن فلكيين من دول في المغرب وباكستان واستراليا والسويد وإيران والقطيف والمدينة المنورة والكويت ونيجيريا والجزائر والولايات المتحدة وكندا وموريتانيا والسنغال وبنجلاديش والجابون لم يستطيعوا رؤية الهلال مساء الجمعة أيضا حسب تقرير المشروع الاسلامي لرؤية الأهلة. ورغم إن بعض هذه الدول بدأ الشهر لديهم يوم السبت إلا أن ذلك راجع إلى إكمالهم عدة شهر ذي القعدة ثلاثين يوما.
وجاء في البيان «مع الأسف الشديد في السنوات الأخيرة دب خلاف مستثار حول رؤية الأهلة وبداية المناسك وختامها مما عكر ذلك الصفو الروحي وشغل الناس عن المعاني السامية والجواهر النفيسة التي ينبغي على المسلم الاهتمام بها وترك ما سواها». فنجد من ينادي بالاعتماد على شهادة الأفراد اعتمادا كاملا بدون تطبيق آليات التثبت المتاحة وآخرين ينادون باعتماد لحظة الاقتران على ضوء الحساب الفلكي دون الحاجة إلى الاستهلال يوم 29 من الشهر بحجة تعدد المؤثرات الجوية الطبيعية والاصطناعية ولكونهم يرون من منطلق قرائن قرآنية أن أمر الرسول الكريم بالرؤية هو حل لزمان يتعذر فيه الحساب. في حين ما زال نخبة يتمسكون بمنهج الوسطية بين التوجهين فيعتمدون على الرؤية المتضافرة ويستخدمون مخرجات الحسابات الفلكية كآلية للتثبت من صحة الرؤية. ولا شك أن هذا المنهج هو الأرجح والأصعب في التطبيق وخاصة مع توفر الأجهزة والبرمجيات الحديثة التي ينبغي الاستفادة منها كما هو الحال في جوانب الحياة الأخرى، فتمحيص الشهادات ضرورة قبل ان تبنى عليها بداية ونهاية مناسك ملايين المؤمنين والمؤمنات.
وذكرت جمعية الفلكيين في بيانها أن مدارات الأجرام تكون بيضاوية بعض الشيء مما يجعلها تسرع إذا كانت قريبة (الحضيض) من مركز الكتلة وتنخفض سرعتها قليلا إذا كانت بعيدة عن مركز الكتلة (الأوج). وبعبارة أخرى قد يزداد ارتفاع الهلال من يوم لآخر بشكل كبير وقد تكون الزيادة في الارتفاع محدودة. لكونه يجب ان ينتقل إلى الافق الشرقي ليلة الرابع عشر أي بعد 13 يوما. فيتوجب على الهلال أن يبتعد عن الشمس بالمتوسط 12 درجة يوميا حتى يتمكن من إكمال قرابة 180 درجة فيشرق من الشرق وقت الغروب بمنتصف الشهر. كما أن ميلان مدار القمر يؤثر على تغيير الارتفاع أيضا. وعليه فارتفاع الهلال يوم الثلاثين أو يوم غرة الشهر فوق الشفق أمر طبيعي جدا يسميه الأجداد «هلال وفاء» ، بل فلكيا إذا لم يكن كذلك فرؤيته في اليوم السابق تكون شبه مستحيلة.
ومن خلال الصور المرفقة بمنزلة القمر يومي الجمعة والسبت نجد ازدياد ارتفاع القمر 9 درجات تقريبا اي ما يعادل 18 قرصا قمريا وهي زيادة منخفضة نسبيا بسبب ميلان المدار واقتراب القمر من وضع الأوج.
ولمراقبة تغير موضع القمر فوق الأفق الغربي يجب مراقبة القمر بعد صلاة الفجر أو وقت طلوع الشمس يومي الخامس عشر من ذي الحجة ويوم السادس عشر في نفس الوقت حتى يتضح بالمشاهدة العينية درجة التغيير الممكنة لارتفاع القمر، فيزداد معرفة ودراية بأحوال القمر وتنقلاته من يوم لآخر. فبسبب قربه من نقطة الحضيض سيزداد ارتفاعه ب 12 درجة خلال 24 ساعة أي أكثر مما هو عليه الحال في بداية الشهر. وخلاصة القول زاوية ارتفاع القمر لا تؤخذ علميا بشكل منفصل عن العوامل الأخرى كمعيار لإمكانية الرؤية.
تأثير الغلاف الجوي
وحول تأثير الغلاف الجوي والغبار الموجود به على ضوء الهلال الرفيع أوضحت الجمعية أننا «لا نستطيع النظر إلى الشمس عندما تكون مرتفعة بالسماء ولكن يسهل النظر إليها لدقائق معدودة حين تبدو كقرص برتقالي محمر اللون وقت المغيب والشروق وكذلك الوضع بنسبة للبدر النير وسط السماء والوديع الخافت لحظة الشروق والغروب. وكذلك الحال بالنسبة للنجوم والكواكب فقد تختفي عن النظر قبيل وصولها الأفق الغربي. والتفسير العلمي لذلك بأن طبقات الغلاف الجوي القريبة من سطح الأرض أقل صفاء من تلك الموجودة بالطبقات العليا. وعليه فمسار الضوء لحظة الغروب والشروق معظمه يمر خلال الطبقات القريبة من السطح فيعاني قدر كبير من التشتت فتظهر أشعة الشمس الحارقة عادة خافتة وقت المغيب. وبالمثل يتعرض ضوء القمر الرفيع لهذا التشتت مما يجعل ضوءه أقل قدر من وهج الشفق بعد المغيب فتتعذر رؤيته على الرغم من وجوده بالسماء. وخلاصة القول بأن القمر إذا كان مكثه بالسماء أقل من مكث الشفق او بعبارة أخرى كان الهلال داخل الشفق فرؤيته ليست سهلة.
وكان رؤية الهلال في اليوم التالي (بعد مغيب شمس يوم السبت)عندما ارتفع فوق الشفق سهلة للجميع بعد الصلاة وقد يراه البعض وقت الآذان لكونه على ذلك الارتفاع يتعرض لقدر أقل من التشتت، تخيل الشمس بذلك الموضع هل تستطيع ان تحدق بها. والعامل الآخر هو أن مراقبة الهلال بعد انحسار ضوء الشفق بيوم الثلاثين ووجود الهلال خارج الشفق أيسر بكثير من اليوم السابق عندما كان يتعرض لتشتت كبير وداخل الشفق الساطع. والدليل على ذلك تم رصد الهلال بإيران ظهر الجمعة عندما كان وسط السماء بمرصد نياسار ولم يتمكن الراصدون من إيران والكويت والقطيف والمدينة المنورة وباكستان واستراليا والمغرب والجزائر ونيجيريا وموريتايا والسنغال والسويد من رؤيته بعد مغيب شمس الجمعة.
الجدير بالذكر أنه على مستوى العالم أقل مكث لهلال تمت رؤيته بالعين المجردة هو 29 دقيقة حسب إحصائيات موقع المشروع الإسلامي لرصد الأهلة وأقل مكث لهلال تمت رؤيته بالمنظار هو 21 دقيقة.
وجاء في بيان المملكة المغربية، وهي مثيلة السلطنة في عملية استطلاع الهلال: ( ... واتصلت بجميع نظار الأوقاف ومندوبي الشؤون الإسلامية بالمملكة، وبوحدات القوات المسلحة الملكية المساهمة في مراقبة الهلال، فأكدوا جميعا عدم ثبوت رؤيته وعليه .... سيكون عيد الأضحى هو يوم الثلاثاء ...)، فلم يتمكنوا من رؤيته بعد غروبه بالسلطنة بأربع ساعات، وقد صار عمر الهلال أكثر من 24 ساعة. والجدير بالذكر أن أقل مكث لهلال تمت رؤيته بالعين المجردة على مستوى العالم هو 29 دقيقة، حسب إحصاءات موقع المشروع الإسلامي لرصد الأهلة، وأقل مكث لهلال تمت رؤيته بالمنظار هو 21 دقيقة.
تطلعات المسلمين
وحول تطلعات المسلمين أن تكون أعيادهم ومناسكهم واحدة قال بيان الجمعية : إن ذلك مقصد نبيل ولكن الوسيلة غير مناسبة وذلك لكوننا نعيش في كوكب كروي اقتضت حكمة الخالق أن يدور بنا بتؤدة ويرتحل مع رفيقه القمر بالفضاء ليضفي علينا تجدد أطوار القمر وتعاقب الليل والنهار في منظومة إبداع وإتقان تدل على خالق عظيم وإله حكيم عليم. فتستحيل توحيد مناسك المسلمين في نفس الوقت فهناك من يرى الهلال الآن ومنهم من أشرق عنده بساعات وآخرين في الجانب الآخر مازالوا ينتظروا طلوعه أو قدوم الليل ومن أشرق النهار لديهم بساعات.
وينتهي البيان بالقول «لئن كانت الرؤية هي معيار دخول الشهر الهجري فستظل - إلى الأبد - دول يبدأ فيها الشهر في يوم، ودول أخرى - دولة واحدة - يبدأ لديها في يوم آخر». فحكمة الخالق في كروية الأرض وتغير طقسها يترتب عليه ذلك التباين. ويظهر في الشكلين الآتيين منحنيات إمكانية رؤية الأهلة، وفق معطيات الهلال وارتفاعه فوق الأفق، وبعده عن الشمس، ومعطيات أخرى، ويتضح اختلاف إمكان الرؤية باختلاف الموقع على كوكبنا الأرضي.
المصدر : جريدة عُمــان
:):):)
:):):)
[/INDENT][/INDENT]