سراب يحسبه الظمآن ماء
ينايبع تنساب منها المواضيع ويتهاتف إليها الداني والبعيد ذلك يشرب منها فيستفيد فيروي بها حقول تأتي بالصالح والمفيد ..يغرس غرساً ويحصد زرعاً للعالمين فيه نصيب ...
أتى ليثبت ذاته ويعلم الآخرين كل ما هو جديد فكان لكلامه أثرٌ عجيب أصبح يُذكر عندهم لا لكثرة ما يكتب ولكن لعمق كلماته التى أرساها كالحديد جاء ليفيد ويستفيد فهو فائد ومفيد...
لم يكن همه المراتب ولا المناصب ولا ليعتلى المراكب العظام ويعرف بأنه صاحب عدد فريد إنما جاء بنظم منظم وخطوات سبقها تفكير فرسم لنفسه علماً يرفرف ينظره القريب والبعيد...
ثم يأتي دور السراب البقيعة الذي يحسبه الظمآن ماء يركض في خطاً واسعة وكأنه في سباق مع الزمن لا ليفوز وينتصر ويثبت لنفسه بأنه قادر على الوصول وإنما لينظر إليه الآخرون بأنه في ركض مستمر دون توقف لجاء ليحوز على الميداليات الذهبية والفضية ومرتبة الشرف...
ثم يصرخ وينادي بأعلى صوته يريد المباركة والتهنئة على ماذا على سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء .....
يا ويح نفسي أين الفوز وأنا لم أحقق أي غاية منشودة من تلك المراتب سوى أني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً...
كم يدهشني ذلك الزحام وكم أتعجب عندما أعلم أنه لم يكن لشئ لا لتحقيق غاية ولا لهدف أصبوا إليه ومن ثم أطمح في النجاح ...
لا والله سينعكس ذلك سلباً على حياتي ومستقبلي بل على علاقاتي الشخصية الأخرى خارج تلك الجداول والينابيع ...
كم ستكون المفاجأة عندما أعلم علم اليقين بأن تلك البراميل كانت مثقوبة وأن عملي بها كان هباءاً منثورا....
يضحكني كثيراً من يضحك على نفسه ويؤلمني كثيراً من يلعب بوقته بل يحزنني كثيراً الذي لا يجد نفسه فيما يكتب ...
ستصل تلك الرسالة إلى مبتغاها وسيفهمها الكثيرون وسيترجمها الآخرون ليكشفوا سر معانيها والسر يكمن في كيفية قرائتها
......
......
سؤال يطرح سؤال والجواب عند من يملك الجواب والكاتب المبدع المتميز ...
لا يحتاج لأن يترجم فهو ترجمان بنفسه يفهم أصول اللغة ...
ومفردات الحديث وبيان المعلومة وماهية الحكاية في الأصل ...
مهما كان الفرع في الواحد والأصل في الكثرة سيبقى المهيمن سر تلك الكتابة...
تتسلسل تلك المراتب ..ويترقى بها غير الكاتب ..لماذا ؟؟
لأنها بقيعة يحسبه الظمآن ماء....
ليس السر في البحث وراء المتعة لأنها في النهاية هباءاً منثورا وأنما
السر يقبع وراء كل حرف أو كلمة تقال فعندها يبقى المقال صحيحاً ..
وتبقى حروفهم مبعثرة في شتات وضياع لا يجمعه شئ ولا يحوزه أحد
وستبقى الحكاية هي أصل الكلام
وفي النهاية
بقيعة يحسبه الظمآن ماء....
بقلم/ورود