الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب.. وجعله هادياً ونذيراً.. ومرشداً وبشيراً.. لمن تمسك به.. واعتمد عليه.. في موالاته ومعاداته.. فهو له سراج منير.. والصلاة والسلام على أشرف خلقه.. وخير رسله.. محمد صلى الله عليه وسلم .. الذي مزق الله ببعثته ظلام الكفر.. وجعل من هديه عدم محاباة اليهود والنصارى جملة وتفصيلا.. وعلى آله وصحبه.. الذين تحابوا في الله حباً عظيماً.. وأرغموا فيه أنوف الأعداء.. وجاهدوا فيه أعداء الإسلام والإنسانية جهاداً كبيراً.. وتميزوا به عن أهل الضلال والفساد.. فلم يرضوا منهم بأنصاف الحلول سبيلا.. أما بعد..
ألإسرائيــل تعلــو رايــة
في حمى المهـد وظل الحـرم
رب وامعتصمـاه انطلقــت
ملء أفـواه الصبايــا اليتـم
لامسـت أسماعــهم لكنـها
لم تلامـس نخـوة المعتصـم
إخوتي أينما تكونوا : من منا لا يحب أن يكون له وطن؟!! وأن تكون له أسرة يفزع إليها عند المرض أو الألم أو الخوف؟!!.. ومن منا لا يحب أن يعيش في سلام وأمن وطمأنينة ؟!! ومن منا لا يحب أن يستظل تحت سقف بيته؟!! ويأكل لقمة هنيئة من دون منٍ أو أذى؟!! ومن منا يكره أن يفارق حضن أمه الدافئ؟!! أو رؤية البسمة الرقيقة واللمسة الحانية والتي تنقلك إلى عالم من الحب والحنان!!.. ومن منا حين يصبح أو يمسي لا يرغب في تلك الطبعة على الخد والتي تنم عن الرحمة والعطف من أب حنون وعطوف؟!! ومن منا لا يحب أن يمارس هواياته وألعابه مع أخدانه والتي يتخللها براءة الطفولة العذبة!! والحياة العفوية الجميلة؟! ولكن في وطني المغصوب تلك تعتبر من ضمن الأماني!!.. وفي وطني المحتل تعتبر من ضمن الأحلام!! وتعتبر من ضمن الأوهام؟! نعم.. لقد أصبحت في وطني مجرد أحلام وأماني الطفولة المغتالة.. أماني وأحلام البراءة المغتصبة.. لقد أصبحت كأنها سراب يحسبه الظمآن ماء!! لقد كانت أمي ومنذ الصغر تنشؤني النشأة الصالحة.. وتربيني على كتاب الله وسنة نبيه.. وعلى حب الجهاد وعدم الخضوع والاستكانة لأعداء الدين والإنسانية.. وعدم قبول الدنية في الدين أو العرض.. وقد كنت أتذكر وأنا في الملجأ.. رغم صغر سني حيث كنت في المهد.. أتذكر أمي وهي تهدهدني بكلمات عظيمة لتشعرني فيها بالأمن والآمان.. فعندما كنت أبكي كانت تنشد لي بعض الكلمات فكنت أنصت لذلك الصوت العذب.. وتهدأ نفسي.. فقد كانت تلك الكلمات كأنها المخدر للآلام والأحزان .. بل بها سحر عجيب يجعلني أسكن وأهدأ.. رغم أني لا أعرف ماذا تقول!!.. ولكن كانت في حقيقة أمرها تغذيني بتلك الكلمات.. ولقد فهمت بعد ذلك ما كانت ترمي إليه.. ولقد كانت تعدني لليوم الموعود.. ليوم يعود فيه الحق لأصحابه.. والوطن لأحبابه.. ويخسأ الظلم والظلمة.. ويندحر كيد الكائدين.. وتتلاشى دولة المغتصبين.. إني أتذكر كلماتها العظيمة حينما كانت تهدهدني حيث كانت تقول :
نم يا صغيري إن المهد يحرسه الرجاء
من مقلة سهرت لآلام تثور مع المساء
فأصوغها لحناً مقاطعه تأجج في الدماء
أشدو بأغنيتي الحزينة ثم يغلبني البكاء
وأمدُّ كفي للسماء لأستحثَّ خطى السماء
نم لا تشاركني المرارة والمحن
فلسوف أرضعك الجراح مع اللبن
حتى أنال على يديك منى وهبت لها الحياه
يا من رأى الدنيا ولكن لن يرى فيها أباه
ستمر أعوام طوال في الأنين وفي العذاب
وأراك يا ولدي قويَّ الخطو موفور الشباب
تأوي إلى أمٍّ محطمة مغضَّنة الإهاب
وهناك تسألني كثيراً عن أبيك وكيف غاب
هذا سؤال يا صغيري قد أعد له الجواب
فلئن حييت فسوف أسرده عليك
فلئن متُّ فانظر من يسرُّ به إليك
فإذا عرفت جريمة الجاني وما اقترفت يداه
فانثر على قبري وقبر أبيك شيئاً من دماه
إخوتي في الله .. لا أحكي لكم قصتي هذه لأني ضعيف الإيمان.. وعدم أملي في الله.. أو عدم يقيني بالنصر.. لا ورب الكعبة.. بل أملي في الله كبير.. وإني على يقين أن الله سينصرنا.. ولكن رسالتي هذه تذكرة للغافل.. وتبصير للجاهل.. وهذا حق من حقوقي قد نسي كما نسيت حقوق وواجبات كثيرة.. اعلموا أنه قد اعتدى علينا أبناء القردة والخنازير.. وأبناء الطواغيت والصلبان.. وسلبوا منا كرامتنا.. ودمروا أرضنا.. وهدموا بيوتنا.. واقتلعوا أشجارنا.. وقتلوا آباءنا.. وسجنوا إخوتنا.. واغتصبوا أمهاتنا وأخواتنا.. وشتتوا الجزء المتبقي من أهلنا.. فتهنا في الأرض نبحث عن ملجأ يضمنا.. أو حضن يحتضننا.. أو مأوى يأوينا.. أو سقف نستظل به من حرارة الصيف.. أو جدار يقينا من برودة الشتاء.. ولكنا لم نجد ذلك المكان.. رغم أنكم كنتم تشاهدون ما حل بنا.. وتعلمون ما يحاك ضدنا من مؤامرات وخطط لسلخنا من كياننا ومن أصلنا وديننا ولكنكم لم تكترثوا بذلك .. ولم تهتموا بالموضوع سوى بعض عبارات الشجب والاستنكار.. وعبارات التهديد والوعيد والتي لا تسمن ولا تغني من جوع.. لعلم الأعداء أنها مجرد ضوضاء ثم لا تلبث أن تتلاشى وتنتهي.. ومجرد كلام لم ولن يصل إلى تطبيقه على الواقع.. لقد أصبح حالكم كما ذكره الشاعر في قوله :
كسرنا قوس حمزة عن جهالة
وحطَّمنا بلا وعي نباله
فمزَّقنا العدوُّ ولا جهاد
وشردنا الطغاة ولا عداله
وباتت أمة الإسلام حيرى
وبات رعاتها في شرِّ حاله
فلا الصديق يرعاها بحزم
ولا الفاروق يورثها فعاله
ولا عثمان يمنحها عطاء
ويرخص في سبيل الله ماله
ولا سيف صقيل من علي
يفيّؤنا إلى عدل ظلاله
ولا زيد يقود الجمع فيها
لحرب أو يعدُّ لها رجاله
ولا القعقاع يهتف بالسَّرايا
فتخشى ساحة الهيجا نزاله
ولا حطين يصنعها صلاح
طوى الجبناء في خور هلاله
سرى صوت المؤذن في حمانا
وقد فقدت مآذننا بلاله
وأقصانا يدنسه يهود
ويعبث في مرابعه حثاله
نشدُّ رحالنا شرقاً وغرباً
وأولى أن نشدَّ له رحاله
فيرتع في مرابعنا دخيل
يطارد في حضارتنا الأصالة
مضغنا قلب حمزة وانثنينا
نذوق المرَّ أو نجني وباله
مؤامرة يدبرها يهود
ويرعاها عميل لا أبا له
ألإسرائيــل تعلــو رايــة
في حمى المهـد وظل الحـرم
رب وامعتصمـاه انطلقــت
ملء أفـواه الصبايــا اليتـم
لامسـت أسماعــهم لكنـها
لم تلامـس نخـوة المعتصـم
إخوتي أينما تكونوا : من منا لا يحب أن يكون له وطن؟!! وأن تكون له أسرة يفزع إليها عند المرض أو الألم أو الخوف؟!!.. ومن منا لا يحب أن يعيش في سلام وأمن وطمأنينة ؟!! ومن منا لا يحب أن يستظل تحت سقف بيته؟!! ويأكل لقمة هنيئة من دون منٍ أو أذى؟!! ومن منا يكره أن يفارق حضن أمه الدافئ؟!! أو رؤية البسمة الرقيقة واللمسة الحانية والتي تنقلك إلى عالم من الحب والحنان!!.. ومن منا حين يصبح أو يمسي لا يرغب في تلك الطبعة على الخد والتي تنم عن الرحمة والعطف من أب حنون وعطوف؟!! ومن منا لا يحب أن يمارس هواياته وألعابه مع أخدانه والتي يتخللها براءة الطفولة العذبة!! والحياة العفوية الجميلة؟! ولكن في وطني المغصوب تلك تعتبر من ضمن الأماني!!.. وفي وطني المحتل تعتبر من ضمن الأحلام!! وتعتبر من ضمن الأوهام؟! نعم.. لقد أصبحت في وطني مجرد أحلام وأماني الطفولة المغتالة.. أماني وأحلام البراءة المغتصبة.. لقد أصبحت كأنها سراب يحسبه الظمآن ماء!! لقد كانت أمي ومنذ الصغر تنشؤني النشأة الصالحة.. وتربيني على كتاب الله وسنة نبيه.. وعلى حب الجهاد وعدم الخضوع والاستكانة لأعداء الدين والإنسانية.. وعدم قبول الدنية في الدين أو العرض.. وقد كنت أتذكر وأنا في الملجأ.. رغم صغر سني حيث كنت في المهد.. أتذكر أمي وهي تهدهدني بكلمات عظيمة لتشعرني فيها بالأمن والآمان.. فعندما كنت أبكي كانت تنشد لي بعض الكلمات فكنت أنصت لذلك الصوت العذب.. وتهدأ نفسي.. فقد كانت تلك الكلمات كأنها المخدر للآلام والأحزان .. بل بها سحر عجيب يجعلني أسكن وأهدأ.. رغم أني لا أعرف ماذا تقول!!.. ولكن كانت في حقيقة أمرها تغذيني بتلك الكلمات.. ولقد فهمت بعد ذلك ما كانت ترمي إليه.. ولقد كانت تعدني لليوم الموعود.. ليوم يعود فيه الحق لأصحابه.. والوطن لأحبابه.. ويخسأ الظلم والظلمة.. ويندحر كيد الكائدين.. وتتلاشى دولة المغتصبين.. إني أتذكر كلماتها العظيمة حينما كانت تهدهدني حيث كانت تقول :
نم يا صغيري إن المهد يحرسه الرجاء
من مقلة سهرت لآلام تثور مع المساء
فأصوغها لحناً مقاطعه تأجج في الدماء
أشدو بأغنيتي الحزينة ثم يغلبني البكاء
وأمدُّ كفي للسماء لأستحثَّ خطى السماء
نم لا تشاركني المرارة والمحن
فلسوف أرضعك الجراح مع اللبن
حتى أنال على يديك منى وهبت لها الحياه
يا من رأى الدنيا ولكن لن يرى فيها أباه
ستمر أعوام طوال في الأنين وفي العذاب
وأراك يا ولدي قويَّ الخطو موفور الشباب
تأوي إلى أمٍّ محطمة مغضَّنة الإهاب
وهناك تسألني كثيراً عن أبيك وكيف غاب
هذا سؤال يا صغيري قد أعد له الجواب
فلئن حييت فسوف أسرده عليك
فلئن متُّ فانظر من يسرُّ به إليك
فإذا عرفت جريمة الجاني وما اقترفت يداه
فانثر على قبري وقبر أبيك شيئاً من دماه
إخوتي في الله .. لا أحكي لكم قصتي هذه لأني ضعيف الإيمان.. وعدم أملي في الله.. أو عدم يقيني بالنصر.. لا ورب الكعبة.. بل أملي في الله كبير.. وإني على يقين أن الله سينصرنا.. ولكن رسالتي هذه تذكرة للغافل.. وتبصير للجاهل.. وهذا حق من حقوقي قد نسي كما نسيت حقوق وواجبات كثيرة.. اعلموا أنه قد اعتدى علينا أبناء القردة والخنازير.. وأبناء الطواغيت والصلبان.. وسلبوا منا كرامتنا.. ودمروا أرضنا.. وهدموا بيوتنا.. واقتلعوا أشجارنا.. وقتلوا آباءنا.. وسجنوا إخوتنا.. واغتصبوا أمهاتنا وأخواتنا.. وشتتوا الجزء المتبقي من أهلنا.. فتهنا في الأرض نبحث عن ملجأ يضمنا.. أو حضن يحتضننا.. أو مأوى يأوينا.. أو سقف نستظل به من حرارة الصيف.. أو جدار يقينا من برودة الشتاء.. ولكنا لم نجد ذلك المكان.. رغم أنكم كنتم تشاهدون ما حل بنا.. وتعلمون ما يحاك ضدنا من مؤامرات وخطط لسلخنا من كياننا ومن أصلنا وديننا ولكنكم لم تكترثوا بذلك .. ولم تهتموا بالموضوع سوى بعض عبارات الشجب والاستنكار.. وعبارات التهديد والوعيد والتي لا تسمن ولا تغني من جوع.. لعلم الأعداء أنها مجرد ضوضاء ثم لا تلبث أن تتلاشى وتنتهي.. ومجرد كلام لم ولن يصل إلى تطبيقه على الواقع.. لقد أصبح حالكم كما ذكره الشاعر في قوله :
كسرنا قوس حمزة عن جهالة
وحطَّمنا بلا وعي نباله
فمزَّقنا العدوُّ ولا جهاد
وشردنا الطغاة ولا عداله
وباتت أمة الإسلام حيرى
وبات رعاتها في شرِّ حاله
فلا الصديق يرعاها بحزم
ولا الفاروق يورثها فعاله
ولا عثمان يمنحها عطاء
ويرخص في سبيل الله ماله
ولا سيف صقيل من علي
يفيّؤنا إلى عدل ظلاله
ولا زيد يقود الجمع فيها
لحرب أو يعدُّ لها رجاله
ولا القعقاع يهتف بالسَّرايا
فتخشى ساحة الهيجا نزاله
ولا حطين يصنعها صلاح
طوى الجبناء في خور هلاله
سرى صوت المؤذن في حمانا
وقد فقدت مآذننا بلاله
وأقصانا يدنسه يهود
ويعبث في مرابعه حثاله
نشدُّ رحالنا شرقاً وغرباً
وأولى أن نشدَّ له رحاله
فيرتع في مرابعنا دخيل
يطارد في حضارتنا الأصالة
مضغنا قلب حمزة وانثنينا
نذوق المرَّ أو نجني وباله
مؤامرة يدبرها يهود
ويرعاها عميل لا أبا له