رسالة شاب فلسطيني

    • رسالة شاب فلسطيني

      الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب.. وجعله هادياً ونذيراً.. ومرشداً وبشيراً.. لمن تمسك به.. واعتمد عليه.. في موالاته ومعاداته.. فهو له سراج منير.. والصلاة والسلام على أشرف خلقه.. وخير رسله.. محمد صلى الله عليه وسلم .. الذي مزق الله ببعثته ظلام الكفر.. وجعل من هديه عدم محاباة اليهود والنصارى جملة وتفصيلا.. وعلى آله وصحبه.. الذين تحابوا في الله حباً عظيماً.. وأرغموا فيه أنوف الأعداء.. وجاهدوا فيه أعداء الإسلام والإنسانية جهاداً كبيراً.. وتميزوا به عن أهل الضلال والفساد.. فلم يرضوا منهم بأنصاف الحلول سبيلا.. أما بعد..
      ألإسرائيــل تعلــو رايــة
      في حمى المهـد وظل الحـرم
      رب وامعتصمـاه انطلقــت
      ملء أفـواه الصبايــا اليتـم
      لامسـت أسماعــهم لكنـها
      لم تلامـس نخـوة المعتصـم


      إخوتي أينما تكونوا : من منا لا يحب أن يكون له وطن؟!! وأن تكون له أسرة يفزع إليها عند المرض أو الألم أو الخوف؟!!.. ومن منا لا يحب أن يعيش في سلام وأمن وطمأنينة ؟!! ومن منا لا يحب أن يستظل تحت سقف بيته؟!! ويأكل لقمة هنيئة من دون منٍ أو أذى؟!! ومن منا يكره أن يفارق حضن أمه الدافئ؟!! أو رؤية البسمة الرقيقة واللمسة الحانية والتي تنقلك إلى عالم من الحب والحنان!!.. ومن منا حين يصبح أو يمسي لا يرغب في تلك الطبعة على الخد والتي تنم عن الرحمة والعطف من أب حنون وعطوف؟!! ومن منا لا يحب أن يمارس هواياته وألعابه مع أخدانه والتي يتخللها براءة الطفولة العذبة!! والحياة العفوية الجميلة؟! ولكن في وطني المغصوب تلك تعتبر من ضمن الأماني!!.. وفي وطني المحتل تعتبر من ضمن الأحلام!! وتعتبر من ضمن الأوهام؟! نعم.. لقد أصبحت في وطني مجرد أحلام وأماني الطفولة المغتالة.. أماني وأحلام البراءة المغتصبة.. لقد أصبحت كأنها سراب يحسبه الظمآن ماء!! لقد كانت أمي ومنذ الصغر تنشؤني النشأة الصالحة.. وتربيني على كتاب الله وسنة نبيه.. وعلى حب الجهاد وعدم الخضوع والاستكانة لأعداء الدين والإنسانية.. وعدم قبول الدنية في الدين أو العرض.. وقد كنت أتذكر وأنا في الملجأ.. رغم صغر سني حيث كنت في المهد.. أتذكر أمي وهي تهدهدني بكلمات عظيمة لتشعرني فيها بالأمن والآمان.. فعندما كنت أبكي كانت تنشد لي بعض الكلمات فكنت أنصت لذلك الصوت العذب.. وتهدأ نفسي.. فقد كانت تلك الكلمات كأنها المخدر للآلام والأحزان .. بل بها سحر عجيب يجعلني أسكن وأهدأ.. رغم أني لا أعرف ماذا تقول!!.. ولكن كانت في حقيقة أمرها تغذيني بتلك الكلمات.. ولقد فهمت بعد ذلك ما كانت ترمي إليه.. ولقد كانت تعدني لليوم الموعود.. ليوم يعود فيه الحق لأصحابه.. والوطن لأحبابه.. ويخسأ الظلم والظلمة.. ويندحر كيد الكائدين.. وتتلاشى دولة المغتصبين.. إني أتذكر كلماتها العظيمة حينما كانت تهدهدني حيث كانت تقول :
      نم يا صغيري إن المهد يحرسه الرجاء
      من مقلة سهرت لآلام تثور مع المساء
      فأصوغها لحناً مقاطعه تأجج في الدماء
      أشدو بأغنيتي الحزينة ثم يغلبني البكاء
      وأمدُّ كفي للسماء لأستحثَّ خطى السماء
      نم لا تشاركني المرارة والمحن
      فلسوف أرضعك الجراح مع اللبن
      حتى أنال على يديك منى وهبت لها الحياه
      يا من رأى الدنيا ولكن لن يرى فيها أباه
      ستمر أعوام طوال في الأنين وفي العذاب
      وأراك يا ولدي قويَّ الخطو موفور الشباب
      تأوي إلى أمٍّ محطمة مغضَّنة الإهاب
      وهناك تسألني كثيراً عن أبيك وكيف غاب
      هذا سؤال يا صغيري قد أعد له الجواب
      فلئن حييت فسوف أسرده عليك
      فلئن متُّ فانظر من يسرُّ به إليك
      فإذا عرفت جريمة الجاني وما اقترفت يداه
      فانثر على قبري وقبر أبيك شيئاً من دماه


      إخوتي في الله .. لا أحكي لكم قصتي هذه لأني ضعيف الإيمان.. وعدم أملي في الله.. أو عدم يقيني بالنصر.. لا ورب الكعبة.. بل أملي في الله كبير.. وإني على يقين أن الله سينصرنا.. ولكن رسالتي هذه تذكرة للغافل.. وتبصير للجاهل.. وهذا حق من حقوقي قد نسي كما نسيت حقوق وواجبات كثيرة.. اعلموا أنه قد اعتدى علينا أبناء القردة والخنازير.. وأبناء الطواغيت والصلبان.. وسلبوا منا كرامتنا.. ودمروا أرضنا.. وهدموا بيوتنا.. واقتلعوا أشجارنا.. وقتلوا آباءنا.. وسجنوا إخوتنا.. واغتصبوا أمهاتنا وأخواتنا.. وشتتوا الجزء المتبقي من أهلنا.. فتهنا في الأرض نبحث عن ملجأ يضمنا.. أو حضن يحتضننا.. أو مأوى يأوينا.. أو سقف نستظل به من حرارة الصيف.. أو جدار يقينا من برودة الشتاء.. ولكنا لم نجد ذلك المكان.. رغم أنكم كنتم تشاهدون ما حل بنا.. وتعلمون ما يحاك ضدنا من مؤامرات وخطط لسلخنا من كياننا ومن أصلنا وديننا ولكنكم لم تكترثوا بذلك .. ولم تهتموا بالموضوع سوى بعض عبارات الشجب والاستنكار.. وعبارات التهديد والوعيد والتي لا تسمن ولا تغني من جوع.. لعلم الأعداء أنها مجرد ضوضاء ثم لا تلبث أن تتلاشى وتنتهي.. ومجرد كلام لم ولن يصل إلى تطبيقه على الواقع.. لقد أصبح حالكم كما ذكره الشاعر في قوله :
      كسرنا قوس حمزة عن جهالة
      وحطَّمنا بلا وعي نباله
      فمزَّقنا العدوُّ ولا جهاد
      وشردنا الطغاة ولا عداله
      وباتت أمة الإسلام حيرى
      وبات رعاتها في شرِّ حاله
      فلا الصديق يرعاها بحزم
      ولا الفاروق يورثها فعاله
      ولا عثمان يمنحها عطاء
      ويرخص في سبيل الله ماله
      ولا سيف صقيل من علي
      يفيّؤنا إلى عدل ظلاله
      ولا زيد يقود الجمع فيها
      لحرب أو يعدُّ لها رجاله
      ولا القعقاع يهتف بالسَّرايا
      فتخشى ساحة الهيجا نزاله
      ولا حطين يصنعها صلاح
      طوى الجبناء في خور هلاله
      سرى صوت المؤذن في حمانا
      وقد فقدت مآذننا بلاله
      وأقصانا يدنسه يهود
      ويعبث في مرابعه حثاله
      نشدُّ رحالنا شرقاً وغرباً
      وأولى أن نشدَّ له رحاله
      فيرتع في مرابعنا دخيل
      يطارد في حضارتنا الأصالة
      مضغنا قلب حمزة وانثنينا
      نذوق المرَّ أو نجني وباله
      مؤامرة يدبرها يهود
      ويرعاها عميل لا أبا له
    • إخوتي في العقيدة.. ألم تسألوا أنفسكم من لهؤلاء الأطفال المشردين.. ومن لهؤلاء الشباب التائهين.. ومن لهؤلاء اليتامى والمحرومين.. ومن لهؤلاء الجرحى والمكلومين.. ومن لهؤلاء الثكالى والمعذبين.. ومن لهؤلاء الأرامل والمسجونين.. ومن لهؤلاء النساء الحيارى والجائعين.. في وطني وروحي وكياني في فلسطين الحبيبة.. في أرض الطهر والقداسة؟!! في أرض الرسالات والأنبياء.. في أرض المعراج بخير البشرية إلى السماوات العلى.. في الأرض المباركة التي باركها الله .. في أرض الأقصى الشريف.. والأرض المكلومة منذ أمد.. والمغتصبة منذ سنوات عدة..
      أيا تاريخ ما اعتدنا السجودا
      لغير الله أو كنا عبيدا
      لئن دار الزمان وراح شعبي
      مع الحرمان يقتات الوعودا
      فما زادته أحداث الليالي
      وألوان الأسى إلا صمودا


      إخوتي.. لا تغرنكم الشعارات البراقة.. ولا الدعايات الجذابة عن السلام.. فلا سلام مع أعداء الدين والإنسانية والقيم والأخلاق لأنه برغم أننا نعيش في زمن السلام المزعوم!! لكن أين هو السلام؟!! بل أين هي منظمات حقوق الإنسان؟! وأين الحرية التي ينادي بها الغرب؟! بل أين هي قوانين الديمقراطية التي يصموا آذاننا بها في كل حين؟! أين هي الأمم المتحدة؟! بل أين هو المجتمع الدولي؟! أين هم الرجال الأحرار؟! في زمن أصبحوا كلهم عبيد!!.. ففي قضيتنا لا تكاد تسمع لهم همسا!!.. لقد أصبحوا خرساً وعمياناً عن سماع ورؤية ما يدور في وطني وعن وقول الحقيقة؟! لقد حذرنا جدي رحمة الله عليه منذ زمن بعيد من الاغترار بالأماني والأحلام.. وتصديق أهل الغدر والخيانة.. والجري وراء سراب يسمى في عصرنا بالسلام!!.. وقد قال ناصحاً :
      سيحدثونك يا بني عن السلام
      إياك أن تصغي إلى هذا الكلام
      كالطفل يخدع بالمنى حتى ينام
      لا سلم أو يجلو عن الوجه الرَّغام
      صدَّقتهم يوماً فآوتني الخيام
      وغدا طعامي من نوال المحسنين
      يلقى إليَّ وإلي الجياع اللاجئين
      فسلامهم مكر وأمنهم سراب
      نشر الدَّمار على بلادك والخراب


      ألم تسألوا كيف تعيش أمهاتنا وأطفالنا في فلسطين تحت ذلك الحصار الغاشم.. وتحت وابل النيران.. وتحت القصف العشوائي في الليل والنهار.. ألم تسألوا كيف يأكلون ويكيف ينامون .. سأجيب عن هذه الأسئلة والخواطر.. وأتمنى أن تعوا ما تسمعوا.. وتفكروا في حل لمشكلاتنا.. لا بالصراخ والعويل.. ولا بالتهديد والاستنكار.. ولا بالأقوال الحارة الرنانة.. كما كنتم تفعلون.. وإنما بالأعمال والأفعال..
      تـا الله مـا الدعـوات تهزم بالأذى
      أبــداً وفـي التـاريخ بـرُّ يميني
      ضـع في يـديَّ القيـد ألهب أضلعي
      بالسـوط ضع عنقـي على السكيـن
      لن تستطيـع حصـار فكـري ساعة
      أو كبــح إيمانـــي وردَّ يقينـي
      فالنـور في قلبـي وقلبـي في يـديّ
      ربّـي وربّــي حافظـي ومعينـي
      ستسيـر فـلك الحـق تحمـل جنده
      وستنتهــي للشاطـيء المأمــون
      بالله مجراهــا ومرساهــا فهـل
      تخشـى الـرّدى والله خيـر ضمين
      ولنـا بيوسـف أسـوة في صبـره
      وقـد ارتمـى في السجن بضع سنين
      وعليك بـذر الحـبِّ لا قطـف الـ
      ـجنـى والله للساعيـن خيـر معين


      إننا يا إخوتي.. لا نجد ما يكفينا من حاجاتنا الأساسية.. رغم أننا ندافع عن كرامتكم وعزتكم.. بل أين هي الكرامة.. وأنتم تشاهدون كل يوم سقوط أحد إخوتي.. ضحية رصاصة غدر.. أو قذيفة حقد.. وأنتم مستلقون على الأرائك والفرش الحريرية الناعمة.. تشاهدون المسلسلات والأفلام.. ونحن نستلقي على أكوام بيوتنا.. نفترش الأرض.. ونلتحف السماء.. ونشاهد الدمار وجثث الضحايا..
      نساء فلسطين تكحلن بالأسى
      وفي بيت لحم قاصرات وقصر
      وليمون يافا يابس في غصونه
      وهل شجر في قبضة الظلم يزهر
      ألا يا صلاح الدين هل لك عودة
      فإن جيوش الروم تنهى وتأمر
      يحاصرنا كالموت ألف خليفة
      ففي الشرق هولاكو وفي الغرب قيصر
      تناديك من شوق مآذن مكة
      وبدر تنادي يا حبيبي وخيبر
      رفاقك في الأغوار شدوا سروجهم
      وجهدك في حطين ظل مكبر


      أنتم تأكلون ما طاب لكم من الأطعمة.. وترمون البقية في السلال وأماكن القمامة.. والتي تكفي لو جمعت لشعبي كله.. ونحن نأكل ورق الأشجار إذا تيسر.. أو نصوم إجباراً.. ونوصل كلال النهار بكلال الليل.. ولكن لا أحد يحس بنا.. أو يشعر بمعاناتنا.. أو ينصت لآلامنا.. أو ينتبه لتأوهاتنا..
      أنتم تعيشون في أمن وآمان.. وسلام وطمأنينة.. ونحن نهان كل يوم.. ونعيش في خوف ورعب.. حيث القناصة اليهود.. لا يفرقون بين صغير وشيخ كبير وامرأة.. فالكل تحت وطأة رصاص الغدر والخيانة..
      يـا عابـد الحرميـن لـو أبصرتنا
      لعلمــت أنـك بالعبــادة تلعـب
      مـن كان يخضـب خـده بدموعه
      فنحورنــا بدمائنــا تتخضــب
      أو كان يتعــب خيلـه في باطـل
      فخيولنــا يــوم الصبيحـة تتعب
      ريـح العبيـر لكم ونحـن عبيرنـا
      رهج السنابـك والغبـار الأطيـب
      ولقـد أتانــا مـن مقــال نبينـا
      قـول صحيـح صـادق لا يكـذب
      لا يستـوي غبـار خيـل الله فـي
      أنـف امـرئ ودخـان نـار تلهب
      هـذا كتــاب الله ينطــق بيننـا
      ليـس الشهيـد بميـت لا يكــذب
    • أيها الأب الحبيب : إن لم تنقذ طفل أخيك اليوم فمن ينقذ طفلك غداً .. إنها دعوة لوجه الله أن تسارع في الخير لنصرتنا ونصرة هؤلاء الفتية الذين آمنوا بربهم .. إنها أمانة في عنقك فلا تضيعها حتى لا يضيعك الله .. بادر الآن ومد يد العون والمساعدة لنجدة أهلنا وإخوتنا المدافعين عن الأقصى وعن كرامتكم وامسح دمعة حزن من عين طفل برئ وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم : << والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه>>(صحيح مسلم [2699] ج4 ص2074).
      لا تخـش يـا أبتــي علـيَّ فربمـا
      قامـت على عـزم الصغيـر بــلاد
      دعنـا نسافــر فـي دروب إبائنـا
      ولنـا من الهـــمم العظيمــة زاد
      ميعادنــا النصـر المبيـن فإن يكن
      مـــوت فعنــد إلهنــا الميعـاد
      دعنــا نمــت حتى ننـال شهـادة
      فالمــوت في درب الهـدى ميــلاد


      إخوتي وأخواتي في الله .. لقد أسعدنا نهوضكم .. وزاد من معنوياتنا إحساسكم بمعاناتنا.. وهبتكم من رقدتكم.. وإفاقتكم من غفلتكم.. ونهوضكم من سباتكم العميق..
      ولنـا بيوســف أســوة فـي صبـره
      وقـد ارتمى في السجـن بضـع سنـين
      هــون عليـك الأمــر لا تعبـأ بـه
      إن الصعــاب تهـــون بالتهــوين
      أمـس مضى واليـوم يسهـل بالرضـا
      وغـد ببطـن الغيــب شبــه جنيـن
      لا تيأسـن مـن الزمــان وأهلـــه
      وتقـل مقالــة قانـــط وحزيــن
      صبـراً أخـي فـي محنتـي وعقيدتـي
      لابـد بعــد الصبــر مـن تمكـين
      سنعـود للدنيــا نطــبب جرحــها
      سنعــــود للتكبيـــر والتأذيــن
      ستسيـر فـلك الحـق تحمـل جنـده
      وستنتـهي للشاطــئ المــــأمون
      بـالله مجراهــا ومرساهــا فهـل
      تخشـى الـردى والله خيـر ضـمين


      ولكن عليكم أن توجهوا أنفسكم في الطريق الصحيح والطريقة السليمة فعلى المسلم إذا أراد أن يعبر عن غضبه.. أو يعبر عن اعتراضه على حادث ما.. سواء كان بسبب تدنيس المقدسات.. أو اغتصاب أرض.. أو هتك عرض.. أو قتل نفس بريئة بدون جريرة ارتكبتها.. أو بسبب انتهاك لحرمات الله.. أو التعدي على الرسول بالسب والشتم من قبل أناس حاقدين.. فيجب عليه أن يعبر بصورة إيجابية.. وطريقة حضارية.. وأسلوب أخلاقي.. وتمسك بمكارم الأخلاق.. لا بصيحات هستيرية لا فائدة منها.. ولا بأعمال عشوائية لا طائل منها.. ولا بتخريب وتدمير ممتلكات أناس لا دخل لهم في الموضوع والقضية.. فالله سبحانه وتعالى لم يأمرنا بمحاربة الذين لم يحاربونا في ديننا ولم يخرجونا من أوطاننا ولم ينهنا عن برهم والإحسان إليهم بل أمرنا أن نعدل معهم.. لأن الله يحب العادلين في جميع أمورهم وأحكامهم.. وقد نهانا عن صداقة ومودة الذين ناصبونا العداء.. وقاتلونا لأجل ديننا.. وأعانوا أعداءنا على إخراجنا من ديارنا.. أن نتولاهم ونتخذهم أولياء وأنصاراً وأحباباً وأخداناً.. قال تعالى محذراً من ذلك : { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ* إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } (الممتحنة: 8، 9)..
      فأسلوب التدمير والتخريب في أوطانكم.. يضر ولا ينفع.. ويفسد ولا يصلح.. فالإسلام يبني ولا يهدم.. ويعمر ولا يدمر.. حيث يجب أن يكون التعبير عن الغضب من شيء ما.. وحدث ما.. في حدود الاعتدال.. بحيث لا يضار أحد بغير ذنب جناه.. أو جرم ارتكبه.. فذلك إيذاء للأبرياء.. ومن منطلق هذا المفهوم.. عليكم أن تعبروا عن غصبكم ورفضكم للسياسة الإسرائيلية الرعناء.. وعلى الهمجية الوحشية في تعاملها مع شعبي الأعزل.. أو سياسات الغرب المتعجرفة.. أو تعبروا عن مقتكم لغطرسة هذا المعتدي الآثم على مقدسات المسلمين.. وعلى المسلمين أنفسهم.. بمقاطعة منتجاتهم وبعرض قضيتنا في المحافل والمنتديات الدولية.. وبتجميع الأموال والملابس والأغطية والمواد الغذائية وإرسالها إلينا لكي نصمد في وجه الطغيان.. فقد سلب منا كل ما نملك.. وتركنا نموت جوعاً أو من شدة البرد.. وعليكم بالدعاء لنا أن ينصرنا الله ويمكننا من أعدائنا في كل صلاة تؤدونها.. وفي كل عمل تقومون به.. فهذا هو الأسلوب الأمثل في التعبير عن المساندة والتضامن بين الإخوة..
      من ذلك إحقاق الحق ودحر الباطل.. ونصر إخوتكم في كل مكان.. بالكلمة والمال والنفس..
      وإن طوقتنــي جيــوش الظـلام
      فإنــي علـى ثقــة بالصبــاح
      وإنــي علـى ثقــة من طريقي
      إلـى الله ربِّ السَّنــا والشـروق
      فـإن عاقنـي الشـوق أو عقنــي
      فإنـي أميــن لعهــدي الوثيـق
      أخـي أخــذوك علــى إثرنـا
      وفـوج على إثـر فـوج جــديد
      فـإن أنــا مـتُّ فإنــي شهيـد
      وأنـت ستمضـي بنصـر مجيـد
      قـد اختارنــا الله فـي دعوتــه
      وإنَّـا سنمضــي علـى سنتــه
      فمنَّـا الذيــن قضــوا نحبـهم
      ومنــا الحفيــظ علـى ذمتـه
      أخـي فامـض لا تلتفـت للـوراء
      طريقـك قــد خضبتـه الدمـاء
      ولا تلتفـت هـاهنـا أو هنــاك
      ولا تتطلــع لغيــر السمــاء


      إخوتي.. ما أحوج المسلمين اليوم.. في هذه الظروف الراهنة.. إلى وحدة الصف والهدف والغاية.. والعمل بجد على إزالة آثار كل اعتداء غاشم على مقدساتنا وأراضينا.. وبذلك نستعيد أراضينا المسلوبة.. وحقوقنا المنهوبة.. وكرامتنا المهانة.. وعزتنا المفقودة..
      سأحمل روحي على راحتي
      وألقي بها في مهاوي الرَّدى
      فإما حياة تسرُّ الصديق
      وإما ممات يغيظ العدا
      ونفس الشريف لها غايتان
      ورود المنايا ونيل المنى
      ولا العيش لا عشت إن لم أكن
      مخوف الجناب حرام الحمى
      لعمري إني أرى مصرعي
      ولكن أغذُّ إليه الخطى
      أرى مقتلي دون حقي السليب
      ودون بلادي هو المبتغى
      يلذُّ لأذني سماع الصَّليل
      ويبهج نفسي مسيل الدَّما
      لعمرك هذا ممات الرجال
      ومن رام موتاً شريفاً فذا


      وصلى الله على سيدنا محمد.. وعلى آله وصحبه أجمعين.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..


      من رسائلي :
      * رسالة إلى فلسطين
      * رسالة إلى الضمير الإنساني

      وترقبوا :
      التاريخ يعيد نفسه (المقاومة الإسلامية بين الماضي والحاضر)
    • الله ينصرهم ويكون في عونهم يارب
      [SIZE=1]
      [SIZE=1]ليه أشتكي للنآس ( جرحي ) وآتشكـى مـن ( شقآي ) [SIZE=1]
      [SIZE=1](( جرح ٍ )) مآهو بيوجع سوى رآعيه .. وش له ينذكر ؟
      ـــــــــ>> $$g:) << ـــــــــ
      مـآللنجِوِمِْ ـآوِطـآإن « دآمِْ آلسِمّـآ عيـوِنڪ !
    • ((دلع العوامر)) كتب:

      يسلمووووووووووووووووو
      الله يكون ووويااااهم
      الله يفرج عليهم ....
      الله ينتقم من العدو الصهيووووني...


      مشكورة أخية على المرور
      دمت في حب الله ورحمته ووفقك لطاعته
    • أم ليما كتب:

      الله يكون فعونهم وينصرهم ويثبتهم على الحق واليقين

      وان شاء الله رسالته توصل لكل العالم


      مشكورة أخية على المرور
      دمت في حب الله ورحمته ووفقك لطاعته
    • روح عمان كتب:

      الله المستعان ان شاء الله
      والله معهم بأذن الله فلسطين ستتحرر وتنتصر
      ويداً بيد لنصر غـــزه
      أكثروا من الدعاء لعسى ولعل الله يستجيب منكم


      مشكور أخي على المرور
      دمت في حب الله ورحمته ووفقك لطاعته