رحــــلة في اعمـــــاق انثى

    • رحــــلة في اعمـــــاق انثى

      رحــــلة في اعمـــــاق انثى
      ( الفصـــل الاول )
      كثيرا ما أتردد على نفس المكان لأشرب قهوتي ، هذي عادتي في كل مساء ، ولكن هذا المساء هو مساء مميز، رب صدفة خير من ألف ميعاد هكذا يرددون دائما ، لم أكن على يقين بذلك حتى التقيتها صدفة ، كانت تجلس مع عائلتها ، كنت أرمقها .. فتاة بمنتهى الانوثة والجمال ، فتاة ليست كأي فتاة ، اقتحمت عالمي الخاص من دون سابق انذار ، لوحة من العشق وهيجان الذات هي عينيها ، يطغو على ملامحها جمال أسطوري ، ويغلب على ابتسامتها شفافية البراءة ، أخذت نظراتي تلاحقها بكل تفاصيلها ، وكأنها قد شعرت بأني أطيل النظر اليها ارتابني الشعور بالخوف قليلا ، ولكنه تبدد بعد وهلة عندما التفتت الي وقد رسمت شفاهها ابتسامة ممزوجة بألوان الحنان ، فقد فتحت لي ابوابا كنت اعتقد انها موصدة أمامي ، وقد بان لي نور الامل بأن اقتحم عالمها ، ولكن فرحتي لم تكتمل ، فقد التفت لي أخاها وأخذ يرمقني بنظرات يفيض منها الشرار ، وكأنه قد كشف أمرما ، فقمت بتحويل مسار نظراتي لمكان آخر وكأن شيئا لم يكن ، وبدأت بالتصرف بشكل اعتيادي ، ولكن شيئا ما بداخلي يرغمني على استراق النظر بين الحين والآخرغرقت في بحر من الافكار وانا احاول الوصول الى متنفس ما لأجد السبيل نحوها ، وبينما انا كذلك واذا برسالة تصلني تحمل عنوان من تكون ، فتحتها لاعرف مضمونها واذا بها تقول حادثني بحلول الواحدة صباحا على هذا الرقم ، تمعنت بها جيدا لأستوعب ما الذي حدث منذ ثانية فقط ، التفت اليها ، رمقتني بنظرة غريبة وهزت برأسها قليلا وكأنها تقول لي نعم انا من ارسلتها ، أخذت كلي وهممت بالخروج مسرعا من المكان ، يتملكني شعور محير وتعتريني تساؤلات لا حصر لها ، ولكنه وقت قصير يفصلني فقط عن اجاباتها ، وها قد شارفت عقارب الساعه معلنة ابتداء موعدي معها ، هـا قد اقترب لقــائي بمن تملكت لحظاتي تلك ، بمن شغلت حيزا من بنات افكـاري ، بدأ قلبي بالخفقان ، وقد تملكت ملامحي الاضطراب ، أحاول ان ارتب حروفي تلك التي سوف انطق بها ، يعتريني البوح ويكتسيني الشوق و تحتويني الرعشة وانا احاول الاتصال بها ، وما ان أجابتني وبكل لهفة حتى تلبسني الصمت ، تحادثني وانا غارق في صمتي ، أحاول التمرد عليه ولكن من دون جدوى ، حتى كسرت جداره هي بعصبيتها ، اين انت ولماذا كل هذا التأخير !! أيقنت انها متلهفة لسماع صوتي وقد قضت الدقـــائق والساعـــات وهــي تنتظر مكالمتي ، فــبادرتهــا أحقــا كــنت تنتظريني ، فجــاءت اجـــابتها كـــما البلــــسم ، لقــــد تأخـــرت كــــثيرا
      ( الجـــزء الثـــاني )
      كنت انتظرك منذ وقت طويل ، وهنا بدأت رياح الحروف تنطلق بيننا لتمر الساعات من دون ان يشعر اي احد منا بمرور الوقت ، تعارفنا على بعضنا وما ان ادركت اني شاعر حتى صممت أن أسمعها بضع ابيات ، فلها ما أرادت واذا بها تعيش أجواء القصيد وبكل احساس وتناهيد ودفئ قد استشعرته من خلال انفاسها ، تشير عقارب الساعه الى الرابعة والنصف فجرا ، تعاهدنا على ان يكون للحديث بقية وانتهت المكالمة ، حاولت ان أغمض عيني ولو قليلا لأتواجد بمقر عملي في الصباح ولكنها أبت ان تنثني للنوم ، فتلك الفتاة قد استغرقت كل تفكيري ، في التاسعه صباحا عاودت الاتصال بي ، سألتني ان كنت قد استسلمت للنوم بعد انهاء المكالمة فأجبتها بأني لم اذق طعمه منذ تلك اللحظة ابدا، وعندما وجهت لها السؤال نفسه ، وجدتها تجيبني بكل لهفة تعتريها انها لم تستطع ذلك لان صورتي لم تفارق مخيلتها ابدا ، وهكذا بدأ سيل من الاحاديث يتهاوى بيننا ، ومع مرور الايام حتى وصلنا لمرحلة همسات العشق ، تلك التي تذيب صفحات الجليد المكسوة بيننا ، لتنثر عبق المشاعر هنا وهناك ، ولتجعل صولات احاسيسنا تدفئ ما كان يعترينا ، اقترب موعد لقائنا الاول ، وقد استعديت له بكل ما يتملكني من حب يفيض بروحها ، بجانب أمواج البحر قد وقفنا ، يداي لم تفارق ايديها ، أتأملها وبكل رقه ، لم تفارق نظرتي ملامحها ، عشنا أجمل اللحظات وقضينا أمتع الاوقات حتى أعلنت الشمس مغيبها ليحل القمر ضيفا خفيفا ليزيد من جمال وشاعرية تلك اللحظات ، اسندت برأسها على صدري لتعلن وقت انبثاق المشاعر ، حاول كل منا ان يكسر جدار عزلته ليصل الى الآخر ، لحظات قد كساها لهيب الوجدان ، واصبحنا نتحادث بلغة الشفائف ، أخذتنا العاطفة لمنعطف لم نكن نريده ولكنها قد أرغمتنا لنكسر تلك الحواجز التي حاولت ان تبني سياجها بيني وبينها ، بادرتني بسؤالها .. الى اين سوف ننتهي بتلك المشاعر ؟ والى اي الدروب سوف نسلك مع تلك العــواطف ؟ فأسكتها بأني آخـذهــا الى مملكــة العــشــق لنراقـــص ألحــــان الغـــرام .



      للحكاية تكمله
      هذه القصه ليست حقيقيه وانما من تأليفي ومن ضمن كتابي الذي سيحمل اسم مذكرات مراهق على رصيف العشق

      فيصل المريسي