سالت الدموع فوق الحطام
استقبلتها الرياح من تحت الركام
أبلغت للرياح على شفير الوئام
قالت للرياح : أنا ابنة الأوهام
ابنة ضاعت في الظلام
لا الموت أراحني ولا الحياة أمان
استمرت الدموع بالهطول مثل الفيضان
لم تتحمل الحبال بكائها ولا الوديان
قالت للرياح :أنا ابنة مختلفة الأزمان
أجول في الصباح مثل الراعي المقدام
احمل فأسي وأجوب به الصحاري والهضبان
أتساءل أحيانا:هل أنا ابنة الأوهام حقا
أم رعشة البكاء أجبرتني على ذلك الاحتدام
طالت تأملاتي
وانفجرت أصابع الاتهام
علي من دون إنذار
أدركت حينها إنني في خطر محتدم
غادرت إلى قرية ليست لها هوية أو عنوان
بدأت داخلها مشيا على الأقدام
حتى حلول الظلام
ثم حان موعد النوم المستدام
فنمت فحلمت نفسي في المنام
حلمت اركب حصانا طويل القوام
شديد البياض والهيام
أجوب به العالم
دون آبهة بالتعب والهلكان
وأبرز نفسي به أمام الحشود والوجدان
ثم بعدها توقفت
توقفت وقفة في غاية الجلال والإحترام
بعدها تسآلت مجدداً
هل كنت ابنة الأوهام حقا
هل كنت اشرب الأوهام مثل السكران
وأترنح بفاعليتها بين الجداول والخلجان
أم كنت ابنة الآمال والأحلام
دارت الأيام
تائهة أنا بداخلها
أصارع الجذام
خوفا من الإنتقام
انتقام الأوهام والأحزان
انتقام يشد على إثره كافة الأبدان
فهل ياترى تصدق الرؤيا
ويصبح للطيور أسنان .
………………………………………………………..