الحب والغضب

    • الحب والغضب

      الحب والغضب








      بينما كان الأب يقوم بتركيب مصدات معدنية لسيارته الجديدة باهظة الثمن


      إذا بابنه الصغير يلتقط حجراً حاداً ويقوم بعمل خدوش بجانب السيارة باستمتاع بالغ.








      وما أن انتبه الأب لابنه حتى طار لبه وغضب غضباً شديدا... وهو في قمة غضبه فقد شعوره وهُرِعَ إلى الطفل آخذاً بيده ضارباً عليها مرات كثيرة وعديدة.


      ولكنه لم يشعر أن يده التي ضرب بها ولده كانت تمسك بمفتاح الربط الثقيل الذي كان يستخدمه في تركيب المصدات، مما جرح طفله جرحاً غائراً واضطر إلى أخذه للمستشفى.





      وفي المستشفى حاول الأطباء ما استطاعوه من أجل علاج الولد لكنهم في النهاية اضطروا لبتر أصابع من يده... وبعد أن انتبه الابن ورأى ما آلت إليه يده سأل أباه بخوف واسترحام أن : "يا أبي قل لهم يرجعوا إليَّ أصابعي وأعدك ألا أفعلها ثانية" ؟








      فتألم الأب غاية الألم وعاد مسرعاً إلى السيارة وأخذ يركلها عدة مرات في غضب هستيري حتى صابه الإرهاق فجلس على الأرض منهكاً ، ولما جلس على الأرض نظر إلى الخدوش التي أحدثها الابن فوجده قد كتب بها............ ( أحبك يا أبي ).


      فنال الأب من الأسى ما ناله وقال في نفسه ودموعه تتفجر : "والله لو كنت أعلم ما كتبت ، لكتبت بجانبها وأنا أحبك أكثر يا بني".









      الفوائد :
      قد يكون ما تكرهه يحمل في طياته ما تحبه ، ولكن غضبك وتسرعك لم يجعلك تراه
      لا تظن أن نظرك للأمور كامل، بل حاول أن تنظر للأمر من جانب آخر حتى تستبين لك الصورة.
      تذكر أن الله تعالى ((( لم ))) يُنَصِّبُكَ قاضياً،،، بل مربياً إن كنت أباً أو أماً، ومديراً إن كنت مسؤولاً، وابناً إن كان لك أب أو أم ، وهكذا. فلا تتعدى حدودك وتُصِّيرَ نَفْسَكَ قاضياً.
      تذكر حديث : " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته "
      تذكر حديث : " اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فشق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به "
      ليس كل ما تراه هو الصحيح، وليس ما يراه غيرك، كذلك، هو الصحيح فلا تتصارع مع غيرك، بل ما هو في نظر الشارع صحيح فهو الصحيح وما في نظر الشارع سيء فهو السيء، فلا تجبر الناس على الأخذ بما تراه أنتَ أو أنتِ من غير دليل عليه.
      وتذكر وتذكري حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيح : "يا عائشة ! إن الله رفيق يحب الرفق . ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف . وما لا يعطي على ما سواه " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.
      تذكر أنك لست تعيش في حلبة مصارعة، إما غالب أو مغلوب ولست تعيش في غابة إما آكل أو مأكول، بل أنت تعيش وأنتِ تعيشين مع إخوة وأخوات وأبناء وبنات وآباء وأمهات... فتذكر ذلك إن كان لك حظ منه "{ فإن الذكرى تنفع المؤمنين }"