بعد الغياب /رواية مختلفة جدا وجديدة جدا

    • بعد الغياب/ الجزء الخامس والسبعين





      عبدالله باستغراب: وين؟؟


      فاضل بنفس الثقة: نجيب اللي انته جاي للعراق على موده..


      عبدالله بفرح مخلوط بالاستغراب: بهالسرعة؟؟


      فاضل بثقته المعتادة: لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.. واللي خاطفين نسيبك شوية اطفال معاهم سلاح ويريدون فلوس..
      ماخذوا في إيدي شوية..
      وعقب كمل فاضل باستفسار: الفلوس وياك؟؟


      عبدالله يفتح الخزنة اللي في غرفته ويطلع منها الفلوس..


      فاضل يقول له بود: جيب نص المبلغ بس.. خليناهم يسوون دسكاونت..


      عبدالله بإعجاب: والله ماوفاك راوي حقك.. خلاص النص الثاني لك.. والله العظيم ماتقول شيء..


      فاضل باستنكار وغضب: أنته تريد تهينني بوعبدالعزيز؟؟


      عبدالله باحترام: محشوم يافاضل.. هذا حقك والحق حق..
    • ماجد رجع للغرفة بعد ماهدأ شوي
      الغضب هدأ لكن الحرقة في قلبه كانت تتعمق..

      كانت دلال هي الأخرى هدت.. وتجلس في نفس مكانها على السرير بصمت..

      ماجد فضل أنه مايرجع لها.. لأنه صار يخاف من ردات فعلها
      توجه لجلسة التلفزيون وجلس هناك بصمت...

      مضى وقت طويل.. والصمت سيد الموقف..
      بعدين قرر ماجد يتمدد على الكنبة .. عشان يعطيها فرصة لو كانت تبي تنام..

      مر وقت أطول لين قررت دلال تتمدد على السرير ويغلبها النعاس وتنام..

      في الوقت اللي ماجد مانام نهائيا لحد أذان الفجر..
      لما اذن الفجر قام يتوضأ
      كانت أنوار الغرفة كلها مضاءة..
      قرر يطفيء بعضها ويترك بعضها لأنه خاف أنها يمكن تكون تخاف من الظلام.. (شيدريني بعد؟)

      قرب منها بشويش
      (خلني أمتع عيوني بطلتها.. قبل تصحى وتتخرع مني)


      (يا سبحان الخالق ملاك نايم..
      الله يجازيه زوجها الأولي لولا فعايله فيها
      وإلا كان الحين نايمة بحضني)

      ماجد كان يبي يروح للمسجد..
      لكنه خاف يخليها في البيت بروحها..
      لأنه حتى خدامة مامعها في البيت..
      هو يعرف أنها عندها خدامة في بيتها..
      بكرة بيجيبها.. عشان ماينشغل باله عليها لما يطلع..

      قرر يصلي في البيت.. مع أنه ماتعود يفوت الصلاة مع الجماعة وهو صاحي..

      لما خلص صلاة.. رجع على دلال.. صحاها بدون مايقرب منها بصوت هادئ: دلال.. دلال قومي صلي الفجر..

      دلال فتحت عينها بشويش.. وهي تشوف ماجد واقف بعيد ببيجامته الرمادية.. وشعور غريب دافئ يجتاحها..

      كانت هي أول أيام زواجها بزوجها الراحل.. هي اللي تصحيه للصلاة..
      لكن رده الدائم عليها كان كفين معتبرين يلونون في خدها الأبيض لثاني يوم..

      بعدها توقفت عن إيقاظه للصلاة..
      في محاولة لتلافي أن تبدأ يومها بالضرب..
      حتى لا يترك ضربه لها في وجهها علامات وهي متوجهة لعملها في المدرسة..
      (دلال مدرسة كيمياء في مدرسة ثانوية)

      دلال تصبرت طويلا على زوجها على أمل إصلاحه..
      وعندما يأست كانت على وشك طلب الطلاق.. لولا أن والدها توفي بعد زواجها بسنة..

      وبعدها بدأ زوجها بتهديدها.. أنه سيشوه سمعتها بل وحتى سمعة والدها الراحل.. إذا هي طلبت الطلاق منه..

      ولأنها تعرف دناءته وحقارته.. قررت الصبر من أجل ذكرى والدها وخصوصا أنه لا سند لها..
      وأن تحتسب عذابها معه عند الله سبحانه
      لأنها أعتبرت أنه هذا الزوج ليس أكثر من ابتلاء في الدنيا..

      فهل يكون ماجد هو مكافأة الله لها على صبرها؟!!

      دلال ردت برقة: إن شاء الله.. بأقوم الحين..

      خلصت دلال صلاتها ورجعت تتمدد على السرير.. وماجد متمدد على الكنبة يتقلب.. بعد دقايق ماجد نط قاعد..
      وهو يوجهه كلامه لدلال: لو ماعندج مانع أبي أفسخ القميص
      أنا ما أقدر أنام كذا.. ولو بيضايقج بأروح أنام في غرفة ثانية..

      دلال خافت يخليها بروحها في البيت الغريب عليها.. فقالت له بخجل: على راحتك..

      ماجد خلع قميصه ورجع يتمدد

    • عبدالله وفاضل في مكان التسليم
      الوقت قبل الفجر بساعة حسب توقيت بغداد..
      والمكان غرب بغداد.. طريق زراعي مهجور بالقرب من الرضوانية..

      كانت سيارات الخاطفين الثنتين واقفة على جنب الطريق..
      سيارة صغيرة.. وسيارة ميكروباص..

      وسيارة فاضل تجاوزت سيارتهم بشوي.. ووقفت..

      فاضل طلب من عبدالله ماينزل من السيارة نهائيا..
      لحد مايخلص إجراءات التسليم والاستلام ويجيب المخطوفين الثنين ويركبهم السيارة من ورا..
      بدون ماينزل عبدالله..
      اللي المفروض مايظهر في الصورة مطلقا وقفا لمخطط فاضل..


      **********************




      دلال صحت بدري من النوم..
      الغرفة أصبحت تقريبا مضيئة تماما.. مع نور الشمس المتسلل عبر الشبابيك التي لم تُغلق ستائرها البارحة..

      دلال قامت تتسحب ناحية ماجد تشوفه صاحي أو نايم..

      صدمها بعنف مظهر جسده العاري..
      فرق شاسع بين بنية ماجد الرياضية (وهو اللي أهلكه عبدالله بالركض خلفه على الكورنيش وبين نوادي رفع الأثقال طوال السنوات الخمس السابقة بعد عودة عبدالله من أمريكا)

      وبين جسد الراحل الذي عبث الشراب بصحته وكان يعاني هزالا جعل عظامه تكاد تمزق جلده من نحوله..

      تراجعت بذات عنف صدمتها.. وهي تشعر بإنفعال بالغ بعثه فيها منظر ماجد الرجولي الغريب عليها..

      غسلت وبدلت.. وقررت تنزل تتمشى في البيت.. وتسوي لماجد فطور قبل يصحى.. وتتلهى عن المنظر اللي بدت فيه صباحها..

      دلال نهائي ماعجبها ترتيب أغراض المطبخ ولا نظافته.. لقت لها مريلة جديدة.. لبستها وبدت تنظف.. وتعيد ترتيب الأغراض
      وتشوف شنو اللي ناقص وتسجله في ورقه
      قضت ساعات وهي تشتغل..
      كانت منهمكة في الشغل لدرجة أنها ما انتبهت للظل الطويل المنعكس على بلاط المطبخ.. للشخص اللي كان متسند على جانب الباب وله دقايق يراقبها بابتسامة واسعة..

      قاطع انهماكها صوت مرح يقول: فيه عروس تبدأ صباحيتها بأشغال شاقة مثل هذي..

      دلال ارتبكت.. توجهت للمغسلة وغسلت يدها عدل.. ونشفتها وخلعت المريلة بارتباك وهي تقول: صحيت بدري وحبيت أتسلى..
      ونزلت عينها بخجل بالغ وهي تشوف أن ماجد لابس قميص البيجامة بدون مايسكر إزراره..

      ماجد كان باله مشغول بطلتها الناعمة ..تنورتها القصيرة لتحت الركبة بشوي والواسعة باللونين الليموني والأخضر.. وبلوزتها الهاي نك الليمونية بدون أكمام..

      ماجد قرب منها ومسك يدها برقة وطبع عليها قبلة دافئة وهو يقول: الإيدين الحلوة هذي تنخدم ماتخدم..

      دلال انتزعت يدها من يده..و تراجعت بحدة لكن الحائط خلفها حجزها وثبتها..

      في الوقت اللي ماجد تقدم منها وهو يسند يديه على الحائط ويحبسها في الفراغ الضيق بين ذراعيه..