
العاشق المخدوع
مدي يمينك أني هائما" أكفُ
جهد الصبابة في عيني تعتكفُ
أروض الحزن تهوي بي عزائمهُ
و أنشد الصبر و الدمعات تنذرفُ
يا مهجة الروح يا عشقاً أصاب دمي
رفقا" بقلبٍ به الألام تحترفُ
قد أستخارك في الحب بنفسجةً
و اليوم يبصر أن في خيرته تلفُ
فلتنظري زهرة العشرين كيف فتىً
مجعد الوجه قد يهوي أذا يقفُ
في لامتيه بياضٌ خلته قببٌ
و في نواظره أن أحدقة رهفُ
ما عاد يسمع أو يبدي سوى خبراً
ماذا يخبر رسولي اليوم عن رهفُ
من يوم ما فارقته لا يرى أحداً
كئنها في عينه أودعت سجفُ
حرق العذاب بحشو العين مكتحلاً
و غفوة الهم ما آنة لها طرفُ
لما تبين أن البعد يصرعهُ
أن المراسيل لا تجني سوى الوجفُ
سارت به ركب العذاب نحو هدى
عرافةٍ ما أخطئت لها هدفُ
لما رأته رائ في عينها دمعٌ
قالت بربك كذا قد يفعل الشغفُ
لا تشك لي شوقاً توقد فيك جوىً
أني سأعقد فيها الشوق و الكلفُ
نم أنت و أهنئ خلي البال منشرحاً
غدا" ستئتي لا تبكي و لا تخفُ
و اليوم يمضي و الأيام تتبعهُ
و ما تجيئ سوى نارٌ بها لهفُ
و عدت أطرق باب الكوخ مكتئباً
من لي بصبرٍ فعض الصبر كالصلفُ
أين الوعود التي قد قلتها سلفاً
دمعي علي أراه اليوم قد يطفُ
قالت تريث فهاذي الجن لا تغفُ
لا تبك عيناك أني قلتها سلفُ
أني رفعت لشيخ الجن ما تشكو
زدني بمالٍ فأمرك يبتغي الكلفُ
وسرت أمشي على خيطان كذبتها
تبا" لشيخ الجن أنه خرفُ
فلتنظروا لهفة الساعات تقتلني
ها حرقة الشوق في العينين تعترفُ
ما بين دورت عقرب و استقامتهي
تسغي المسامع للأبواب و الشرفُ
هل يا ترى جاءت و الوجد يسكنها
مثل الورود أذا ما تسكن الخزفُ
يا ويح عقلي كيف ذاك يقنعهُ
أني عهدت بهِ لبن بهِ شرفُ
عد مثلما كنت قف في ورد شرفها
و استعطف الحسن أذ من طبعه العطفُ
أسترقق القول و نادهم بهل فعسى
أن يرحموا في هواهم هائم أكفُ
و نادهم بعيونٍ كلها لججاً
قل بعد عينيك صارت دنيتي سجفُ
تركتموني معا عرافة" خسئت
أن تجعل الوصلي ما بيننا يقفُ
ما دمت في القلب لا نجماً ولا رملاً
تنجي فؤاداً من الهجران يرتشفُ
أن ساءت الأحوال في هواك أذاً
أني سأغزل حبل الوت يا رهفُ
*** *** *** *** *** ***