الأم بين بر الإسلام وعقوق الأنباء!!
تقوم بعض الدول المتحضرة.. في كل عام.. بتكريم الأمهات.. وقد خصصت يوماً لذلك.. يسمى بعيد الأم.. والإسلام قد سبق تلك الحضارات بتكريمها.. منذ أربعة عشر قرناً.. فالإسلام قد رفع من شأن الأم.. وحث الأبناء على إكرامها.. والعناية بشأنها.. وحسن رعايتها.. ولقد عنى القرآن الكريم.. بالأم عناية خاصة.. لأنها تحملت.. آلام الحمل.. والولادة.. والرضاعة.. ولأن الأم.. أكثر حناناً.. ورقة.. وشفقة.. وهي صانعة الأجيال.. وهي التي ترعى الوليد حتى يشب.. وتكفله بأنواع الرعاية الصحية والنفسية.. يقول سبحانه وتعالى : { وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} (لقمان:14)..
أطع الإله كما أمر
وأملأ فؤادك بالحذر
وأطع أباك فإنه
ربَّاك من عهد الصغر
واخضع لأمك وأرضها
فعقوقها إحدى الكبر
وكانت وصايا النبي صلوات ربي وسلامه عليه بالأم متكررة.. تحث على رعايتها وإكرامها.. وإطاعة أمرها.. خاصة في حالة الكبر والضعف.. سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم .. من أحق الناس بحسن صحابتي؟ فقال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك>> (صحيح البخاري[5626] ج5 ص2227)..
قالوا حياتك نور قلت يرسله
قلب كبير يشع النور مذ كانا
قالوا حياتك حب قلت واهبه
من هدهد القلب إشراقاً ووجدانا
قالوا حياتك عطر قلت مصدره
من أنبتت في حنايا القلب ريحانا
قالوا حياتك بر قلت صانعه
صدر كبير غدا للبر عنوانا
قالوا حياتك لحن قلت تعزفه
قمرية ملأت جنبي ألحانا
قالوا حياتك نبع قلت فجره
من فاض من موطن الإيمان إيمانا
قالوا فمن تلك في دنياك تملأها
عطراً ونوراً وإلهاماً وإحسانا
فقلت أمي التي هامت بها كبدي
في برها أنزل الرحمن قرآنا
لولا حنانك أمي من يعلمنا
حباً ويملأ بالتحنان دنيانا
أنت التي كابدت في حملنا زمناً
وأرضعتنا لبان الخير ألوانا
جزاك ربك يا أماه مغفرة
وجنة الخلد تكريماً ورضوانا
فيجب على الابن.. أن يحرص على رضا والديه.. لأن رضا الوالدين.. سعادة في العاجل والآجل.. وليحذر من غضبهم.. لأن غضب الوالدين.. شقاء في الدنيا.. ووبال في الآخرة.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم << رضا الله في رضا الوالد وسخط الله في سخط الوالد >>(موارد الظمآن [2026] ج1 ص496).. وقوله :<< رضى الرب في رضى الوالد وسخط الرب في سخط الوالد>> (الترمذي [1899] ج4 ص310) وقال عليه الصلاة والسلام : << بروا آباءكم تبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم>> (مجمع الزوائد ج8 ص138) ..
ربيته وهو فرخ لا نهوض له
ولا شكير ولا ريش يواريه
حتى إذا ارتاش واشتدت قوادمه
وقد رأى أنه آنت خوافيه
مدَّ الجناحين مداً ثم هزَّهما
وطار عني فقلبي فيه ما فيه
وقد تيقَّنت أني لو بكيت دماً
لم يرث لي فهو فظُّ القلب قاسيه
ومن قصص البر العظيمة التي قرأتها.. القصة التي وردت عن سيدنا موسى عليه السلام.. عندما سأل ربه أن يريه رفيقه في الجنة.. وفيما هو يسير نحو غايته.. تلقاه شاب فسلم عليه.. فقال له موسى عليه السلام : يا عبدالله أنا ضيفك الليلة.. فقال الشاب : يا هذا.. إن رضيت بما عندي.. أنزلتك وأكرمتك.. فقال عليه السلام : قد رضيت.. وكان الشاب جزاراً.. فأخذ بيد موسى ومضى به إلى حانوته.. وأجلسه حتى فرغ بيعه.. وكان الشاب.. لا يمر بشحم ولا مخ إلا عزله.. فلما كان وقت الانصراف.. أخذ بيد موسى وانطلق به إلى منزله.. وطبخ الشاب المخ والشحم.. وتقدم نحو قفة فيها شيخ كبير فد.. سقط حاجباه على عينيه من الكبر.. وأخرجه من القفة.. وغسل وجهه وثيابه.. وجففها ثم ألبسه إياها.. وعمد إلى خبز ففته.. وصب عليه الشحم والمخ.. وأطعمه حتى شبع.. وسقاه حتى روى.. ثم رده إلى مكانه.. فقال له الشيخ: لا خيب الله لك سعياً يا ولدي.. وجعل ابن عمران رفيقك في الجنة.. وفعل بقفة ثانية.. ما فعل بالأولى.. وكان فيها أمه.. فبكى موسى عليه السلام.. رحمة بهما.. ثم قدم له الشاب طعاماً.. فقال : يا أخي.. ما أنا في حاجة إلى طعامك.. ولكني سألت الله أن يريني رفيقي في الجنة.. فقال له الشاب : من أنت يرحمك الله؟!.. فقال : أنا نبي الله موسى.. فخر الشاب مغشياً عليه.. ولما أفاق.. دخل على والديه.. وأخبرهما أن الله قد استجاب دعاءهما.. وأن هذا الضيف هو نبي الله موسى عليه السلام.. قد أخبر بذلك عن رب العالمين..
لأمـك حـق لـو علمـت كبيـر
كثيـرك يـا هـذا لديـه يسيـر
فكـم ليلة باتـت بثقـلك تشتكـي
لهـا مـن جواهـا أنـة وزفيـر
وفي الوضع لو تدري عليها مشقة
فمـن غصص منها الفؤاد يطيـر
وكم غسلـت عنك الأذى بيمينـها
وما حجرهـا إلا لديـك سريـر
وتفديـك ممـا تشتكيـه بنفسـها
ومن ثديـها شـرب لديك نميـر
وكم مرة جاعت وأعطتك قوتـها
حنــواً وإشفاقـاً وأنت صغيـر
فآها لـذي عقل ويتبـع الهـوى
وآها لأعمى القلـب وهو بصيـر
فدونك فارغب في عميم دعائـها
فأنـت لمـا تدعـو إليـه فقيـر
وقيل أوحى الله إليه.. من لم يبر والديه.. فليس له جزاء عندي إلا النار.. فأقرب ما يتقرب به العبد إلى ربه.. بر والديه وإكرامهم والإحسان إليهما.. وقد أوصى بذلك المولى جل شأنه.. فقال :{ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } (البقرة:83)، (النساء:36)، (الأنعام:151).. وقال : {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا } (الإسراء: 23).. وقال جل شأنه : { وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ } (لقمان: 14)..
يا أيها الناس فلتنجوا بأنفسكم
ولا تكونوا كمن ضلت مساعيه
عودوا إلى الله ينقذكم برحمته
من الشقاء الذي بتنا نعانيه
ولتستقوا من كتاب الله منهجكم
فليس في الأرض منهاج يدانيه
ولتدركوا هذه الدنيا بدعوتكم
حتى تطبوا لها جرحاً تقاسيه
فقد تردت وهدي الله ينقذها
وجرحها غائر والدين يشفيه

أطع الإله كما أمر
وأملأ فؤادك بالحذر
وأطع أباك فإنه
ربَّاك من عهد الصغر
واخضع لأمك وأرضها
فعقوقها إحدى الكبر
وكانت وصايا النبي صلوات ربي وسلامه عليه بالأم متكررة.. تحث على رعايتها وإكرامها.. وإطاعة أمرها.. خاصة في حالة الكبر والضعف.. سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم .. من أحق الناس بحسن صحابتي؟ فقال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك>> (صحيح البخاري[5626] ج5 ص2227)..
قالوا حياتك نور قلت يرسله
قلب كبير يشع النور مذ كانا
قالوا حياتك حب قلت واهبه
من هدهد القلب إشراقاً ووجدانا
قالوا حياتك عطر قلت مصدره
من أنبتت في حنايا القلب ريحانا
قالوا حياتك بر قلت صانعه
صدر كبير غدا للبر عنوانا
قالوا حياتك لحن قلت تعزفه
قمرية ملأت جنبي ألحانا
قالوا حياتك نبع قلت فجره
من فاض من موطن الإيمان إيمانا
قالوا فمن تلك في دنياك تملأها
عطراً ونوراً وإلهاماً وإحسانا
فقلت أمي التي هامت بها كبدي
في برها أنزل الرحمن قرآنا
لولا حنانك أمي من يعلمنا
حباً ويملأ بالتحنان دنيانا
أنت التي كابدت في حملنا زمناً
وأرضعتنا لبان الخير ألوانا
جزاك ربك يا أماه مغفرة
وجنة الخلد تكريماً ورضوانا
فيجب على الابن.. أن يحرص على رضا والديه.. لأن رضا الوالدين.. سعادة في العاجل والآجل.. وليحذر من غضبهم.. لأن غضب الوالدين.. شقاء في الدنيا.. ووبال في الآخرة.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم << رضا الله في رضا الوالد وسخط الله في سخط الوالد >>(موارد الظمآن [2026] ج1 ص496).. وقوله :<< رضى الرب في رضى الوالد وسخط الرب في سخط الوالد>> (الترمذي [1899] ج4 ص310) وقال عليه الصلاة والسلام : << بروا آباءكم تبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم>> (مجمع الزوائد ج8 ص138) ..
ربيته وهو فرخ لا نهوض له
ولا شكير ولا ريش يواريه
حتى إذا ارتاش واشتدت قوادمه
وقد رأى أنه آنت خوافيه
مدَّ الجناحين مداً ثم هزَّهما
وطار عني فقلبي فيه ما فيه
وقد تيقَّنت أني لو بكيت دماً
لم يرث لي فهو فظُّ القلب قاسيه
ومن قصص البر العظيمة التي قرأتها.. القصة التي وردت عن سيدنا موسى عليه السلام.. عندما سأل ربه أن يريه رفيقه في الجنة.. وفيما هو يسير نحو غايته.. تلقاه شاب فسلم عليه.. فقال له موسى عليه السلام : يا عبدالله أنا ضيفك الليلة.. فقال الشاب : يا هذا.. إن رضيت بما عندي.. أنزلتك وأكرمتك.. فقال عليه السلام : قد رضيت.. وكان الشاب جزاراً.. فأخذ بيد موسى ومضى به إلى حانوته.. وأجلسه حتى فرغ بيعه.. وكان الشاب.. لا يمر بشحم ولا مخ إلا عزله.. فلما كان وقت الانصراف.. أخذ بيد موسى وانطلق به إلى منزله.. وطبخ الشاب المخ والشحم.. وتقدم نحو قفة فيها شيخ كبير فد.. سقط حاجباه على عينيه من الكبر.. وأخرجه من القفة.. وغسل وجهه وثيابه.. وجففها ثم ألبسه إياها.. وعمد إلى خبز ففته.. وصب عليه الشحم والمخ.. وأطعمه حتى شبع.. وسقاه حتى روى.. ثم رده إلى مكانه.. فقال له الشيخ: لا خيب الله لك سعياً يا ولدي.. وجعل ابن عمران رفيقك في الجنة.. وفعل بقفة ثانية.. ما فعل بالأولى.. وكان فيها أمه.. فبكى موسى عليه السلام.. رحمة بهما.. ثم قدم له الشاب طعاماً.. فقال : يا أخي.. ما أنا في حاجة إلى طعامك.. ولكني سألت الله أن يريني رفيقي في الجنة.. فقال له الشاب : من أنت يرحمك الله؟!.. فقال : أنا نبي الله موسى.. فخر الشاب مغشياً عليه.. ولما أفاق.. دخل على والديه.. وأخبرهما أن الله قد استجاب دعاءهما.. وأن هذا الضيف هو نبي الله موسى عليه السلام.. قد أخبر بذلك عن رب العالمين..
لأمـك حـق لـو علمـت كبيـر
كثيـرك يـا هـذا لديـه يسيـر
فكـم ليلة باتـت بثقـلك تشتكـي
لهـا مـن جواهـا أنـة وزفيـر
وفي الوضع لو تدري عليها مشقة
فمـن غصص منها الفؤاد يطيـر
وكم غسلـت عنك الأذى بيمينـها
وما حجرهـا إلا لديـك سريـر
وتفديـك ممـا تشتكيـه بنفسـها
ومن ثديـها شـرب لديك نميـر
وكم مرة جاعت وأعطتك قوتـها
حنــواً وإشفاقـاً وأنت صغيـر
فآها لـذي عقل ويتبـع الهـوى
وآها لأعمى القلـب وهو بصيـر
فدونك فارغب في عميم دعائـها
فأنـت لمـا تدعـو إليـه فقيـر
وقيل أوحى الله إليه.. من لم يبر والديه.. فليس له جزاء عندي إلا النار.. فأقرب ما يتقرب به العبد إلى ربه.. بر والديه وإكرامهم والإحسان إليهما.. وقد أوصى بذلك المولى جل شأنه.. فقال :{ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } (البقرة:83)، (النساء:36)، (الأنعام:151).. وقال : {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا } (الإسراء: 23).. وقال جل شأنه : { وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ } (لقمان: 14)..
يا أيها الناس فلتنجوا بأنفسكم
ولا تكونوا كمن ضلت مساعيه
عودوا إلى الله ينقذكم برحمته
من الشقاء الذي بتنا نعانيه
ولتستقوا من كتاب الله منهجكم
فليس في الأرض منهاج يدانيه
ولتدركوا هذه الدنيا بدعوتكم
حتى تطبوا لها جرحاً تقاسيه
فقد تردت وهدي الله ينقذها
وجرحها غائر والدين يشفيه