وقفات لها صلة بالمرأة :

    • وقفات لها صلة بالمرأة :

      بسم الله
      وقفات مع ذكريات لها صلة بالمرأة
      عبد الحميد رميته , الجزائر


      فهرس الوقفات :

      1– " الباب اللي يَجِّيـكْ مَنُّـو الريحْ سَـدُّو واسْـتَرِيـح " :
      2 -إذا أردتم أن تكونوا رجالا لا ذكورا فقط :
      3- رسول الله أعطى النساء 1/2 الدين وبقي لهن ال1/2 الآخر :
      4-الأنثى خير:
      5-زميلي والماكياج :
      6-إمتحان التلميذات لأستاذهن :
      7-قابلي -أختي المسلمة - السيئة بحسنة :
      8-حب التلميذة العظيم لأستاذها :
      9- قمة الجهل والجرأة على الله والبعد عن الحياء :
      10- ما معنى الخلوة المحرمة بين الرجل والمرأة ؟ :
      11 - الجمالُ بين الحجاب والتبرج :
      12 – قالت لي " أصبحنا لا نستحي أن نتحدث عن الحب" :
      13- بعض النساء مغفلات , ومنه فهن يُخدعن بسهولة :
      14 – هذه أنانية عندكن يا أختنا :
      15 – جلوس تلميذ مع تلميذة خلف طاولة واحدة :
      16 – ما هو عدد زوجات الأب ؟ :
      17- أحسن ليلة في حياتي :
      18 – أسوأ قصة أو رواية قرأتُها في حياتي :
      19 – عن غض بصري مع التلميذات :
      20 -بسبب رفضي لمصافحة امرأة أجنبية :
      21-عن خلوة رجل مع نساء وخلوة امرأة مع رجال :
      22- خجلٌ يسمونه – ظلما وعدوانا – حياء :
      23- العلاقة المثلى للرجل مع زوجته :
      24- عن الماكياجِ للمرأة :
      25- لا يجوز اطلاعُ الراقي على عورة المرأة مهما كان نوعُ مرضِها ! :
      26- ما أقبحها من صورة للعروس في ليلةِ زفافها ! :
      27-أولُ امرأة طلبتُها للزواجِ قبلَ زوجتي :
      28-إن لم تغير الفتاةُ لباسَها فلن تدخلَ العروسُ بيتَ زوجِـها إلى يوم القيامة !:
      29- أقصرُ مدة "حـنة" للعروس في عُـرس من الأعراس ! :
      30- يا ليتهم كانوا أنانيين فقط ! :
      31- لو كان خوفـه من الله أكبر , لكان ذلك أفضل له ! :
      32- عندي شبه اختصاص في قضايا المرأة :


      ثم بسم الله مرة ثانية :

      1 – " الباب اللي يَجِّيـكْ مَنُّـو الريحْ سَـدُّو واسْـتَرِيـح " :

      أي " المنفذ الذي يمكن أن يأتيك شرٌّ عن طريقه , ما عليك إلا أن تُغلقَه لتستريح ". في السنة الأولى من دراستي في الجامعة ( عام 1975 – 1976 م ) لم أجد في البداية غرفة أسكن فيها بالحي الجامعي . ومنه فقد اضطررتُ للبحثِ عن سكن آخر مهما كان نوعه ولكن بتكلفة أقل , لأن عائلتي كانت فقيرة ( كنتُ من بين أفقر زملائي في الإبتدائي أو المتوسط أو الثانوية أو الجامعة ) . سكنتُ في البداية ولبضعة أسابيع في حمام عمومي وفي ظروف صعبة جدا لأنه لم يكن نظيفا ولأن الضجيج كان يسوده في الكثير من الأحيان ولأنه كان مفتوحا لي فقط لأبيتَ فيه في الليل , وأما في النهار فهو لغيري ممن يريد أن يستحم فيه . وكنتُ لذلك أدخلُ إليه في الليل بعد العِشاء وأخرجُ منه في الصباحِ قبل الساعة الثامنة , ثم لا يُسمحُ لي بعد ذلك أن أدخلَ إليه من جديد إلا بعدَ العِشاء .
      ثم انتقلتُ إلى مكان آخر ظنا مني بأنني انتقلتُ إلى مكان إقامة أفضل , ولكنني عرفتُ فيما بعدُ بأنني كنتُ في ذلك كالمستجير بالرمضاء من النارِ , لأنني هربتُ من شرّ فوقـعـتُ في شرّ أكبر منه .
      استأجرتُ حجرة عند عائلة أنا ( كنتُ جامعيا ) وإثنان آخران (كانا يدرسان في ثانوية ) , على أساس أننا في كل شهر ندفعُ تكلفةَ الكراء للشهر المقبل , وهكذا إلى نهاية السنة الدراسية . وعرفتُ خلال أسابيع بأن المرأةَ صاحبةُ البيتِ كانت تعملُ حارسة أو خادمة في بيت من بيوت ال د ع ا ر ة ( أكرمكم الله ) بمدينة ... وهذا خبرٌ أذهلني لأنني وبغض النظر عن الجواز أو الحرمة , فأنا لم أستسغْ نهائيا أن أسكنَ عند امرأة هذه هي وظيفتها . بدأتُ عندئذ أفكرُ تفكيرا جديا في مغادرة هذا البيت على الأكثر في نهاية الشهر الأول . ولكن قبل ذلك لا بد أن أبحثَ عن مكان إقامة بديل . وخلال أيام أخرى عرفتُ بأن ابنةَ المرأةِ صاحبة البيت طالبةٌ مثلي في الجامعة . جاءت في البداية ترحبُ بي مع أمها وقبلتُ الأمر على مضض واعتبرته عاديا أو شبه عادي . ولكن الأمرَ تكرر خلال أيام تكاد تكون متتالية , مرة باسم الاطمئنان على أحوالي وأحوال من معي , ومرة باسم السؤال عن الدراسة والبرامج والتوقيت والمراجع والكتب والمطبوعات وثالثة باسم ...وهكذا ...شممتُ لمدة حوالي أسبوع من خلال زيارات هذه الطالبة لي أنا والأخوين اللذين كانا معي , شممتُ ما لا يُعجبُ , فعزمتُ عزما أكيدا على أن أغادر هذا البيتِ مع تمامِ الشهرِ مهما كان الثمنُ . وبعد أيام اكتملَ علينا شهرٌ ونحن في هذه الدار , فغادرتُ الدارَ إلى الحي الجامعي , حيثُ سُمح لي – لحسن حظي ولسوء حظي في نفس الوقتِ - بأن أسكنَ في حجرة كبيرة نسبيا مع 11 طالبا , مع أنَّ حجراتِ الأحياء الجامعية يسكنُ فيها عادة في ذلك الوقت طالبان أو 3 أو 4 على الأكثر , والحمد لله على كل حال أو والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

      2 -إذا أردتم أن تكونوا رجالا لا ذكورا فقط :

      إنني أقول دوما - باستمرار ومن سنوات - للتلاميذ الذين يدرسون عندي ( في ثانوية مختلطة للأسف الشديد) : "إن الذكورَ كثيرون , ولكن الرجال قليلون ( في هذا الزمان وفي كل زمان تقريبا ) . وإن الواحدَ منكم لن يكون رجلا إلا إذا حرص على أن يدافع عن المرأة –كل امرأة- كأنها أختُـه بالضبط. إذا وجدَ الواحد منكم في يوم ما "رجلا ساقطا" يريدُ أن يعتدي على إحدى زميلاته في الثانوية (أو على أية امرأة أخرى ) , فإن عليه أن يأخذَ عصا أو سكينا أو...ويقول للآخر :"تفضل ! إنك لن تصل إليها بإذن الله إلا على جثتي !". إذا حرصتَ أيها التلميذ ( وأيها الذَّكر بشكل عام ) على شرف المرأة وحيائها وعفتها , كما تحرص على شرف وحياء وعفة أختك , وبالشكل الذي ذكرتُ فعندئذ وعندئذ فقط أنتَ تستحقُّ أن تكون رجلا وممن قال الله فيهم" من المؤمنين رجال.." , وإلا فأنت ذكرٌ ولكنكَ لستَ رجلا للأسف الشديد .

      3- رسول الله أعطى النساء 1/2 الدين وبقي لهن ال1/2 الآخر :

      ناقشي رجل في يوم من الأيام في حقوق المرأة وقال كلاما ... . قال بأن "محمدا -صلى الله عليه وسلم- أعطى المرأة 50 % من حقوقها , واليوم (القرن ال 21 ) آن الأوان أن نعطي المرأة ال 50 % من حقوقها المتبقية . قلت له "وما هي الحقوق المتبقية لها ؟!" قال " آن الأوان أن نسمح للمرأة أن تخرج من البيت بلا إذن من الرجل , وأن تختلط بالرجال كما تشاء , وأن تشارك في كل الميادين الاقتصادية والسياسية والإجتماعية و... بدون أي تفريق بينها وبين الرجل , وأن تتخلى عن وجوب لبس الحجاب , وأن تتخلص من قوامة الرجل عليها , وأن تتساوى في الميراث مع الرجل , وأن لا تقبل بأن يعطيها الرجلُ مهرا ليحل لنفسه الاستمتاع بها و."…
      وطبعا ناقشتُ الأستاذ وبينتُ خطأ أفكاره وبعدها الكبير عن الصواب . ولكن الشاهد في هذه الحكاية هو أن الرجلَ قال لي في نهاية النقاش 3 كلمات كافية ووافية يعترف من خلالها بطريقة غير مباشرة بأنه أناني مع المرأة وبأنه... :
      1- قال لي : أنا يا أستاذ أقول بين الحين والآخر لأصدقائي " أنا يمكن في يوم من الأيام أن أصبح متدينا مثل
      " رميته " , ولكن الأستاذ رميته لا يمكن أن يتحول ليصبح متحررا مثلي "! .
      2- قال لي : يا أستاذ إن زوجتي وبناتي يقلن لي في بعض الأحيان " إن الكثير من كلامك مناقض لما يعرفه أغلب الناس عن الإسلام ."!
      3- قال لي : " أنا أحب لسائر النساء التحرر , ولكنني - بصراحة- لا أقبل لزوجتي وبناتي إلا الأحكام التي تذكر أنت يا أستاذ رميته على أنها من واجبات المرأة المسلمة . أنا لا أحب مثلا لزوجتي وبناتي أن يخرجن من البيت متبرجات , ولا أن يخرجن بدون إذني , ولا أحب أن يختلطن - بدون ضرورة - مع الرجال , ولا أحب أن تُطلب ابنتي للزواج بدون مهر, ولا ... ولا ..."!!!. ولا أعلق على هذه الكلمات الثلاثة لأنها غنية عن أي تعليق .
      انتهى النقاش .
      وسبحان الله كم هم جاهلون بعض الرجال , وكم هم متناقضون وكم هم أنانيون ؟.!!!.

      4-الأنثى خير:

      "البنات هبةٌ من الله تعالى , هبةٌ مقدمة على الذكور".....عثمان الخشب , والدليل قولهُ تعالى:"يهبُ لمن يشاء إناثا ويهبُ لمن يشاء الذكورَ". هذا صحيح بإذن الله حتى لو قال المجتمعُ خلافَ ذلك وتشاءم من الإناث واعتبرهن مخلوقات من طينة أحط من طينة الذكور . والغريبُ هنا أن المرأةَ في كثير من الأحيان تُفضل الذكرَ على الأنثى لا لشيء إلا لأن المجتمع البعيد عن الدين قال هكذا!. أنا عندما كانت زوجتي حاملا بالمولود الأول كانت تقول لي : " أسأل الله أن يجعله ذكرا " , وكنتُ أقولُ لها : " في كلّ خير , ولكنني أتمنى أن يكون المولود أنثى " (لأنه جاء في بعض الآثار أن من علامات يُمن المرأةِ أن يكون أول مولود لها أنثى ). وبحمد الله كان المولود - كما تمنيتُ - أنثى ( إسمها آسيا , وهي الآن طالبة في علم النفس بالجامعة في سنتها الأخيرة ) . سألني أحدُهم بعد ذلك بيوم أو يومين , وكان داعية من الدعاة إلى الله " المولود يا شيخ عبد الحميد أنثى أم ذكر ؟!" قلت" أنثى " , فرد علي وكأنه يُصبرني على مصيبة نزلت بي " الخيرُ فيما أعطى الله يا عبد الحميد ! " , فقلتُ له " لو لم أكن أعرفك يا فلان وأحترمُك لقلتُ لك كلمة قاسية تؤلمـُـك . أنا يا فلان فرحٌ جدا ومغتبط جدا ومعتز جدا لأن الله وهبني أولَ ما وهبني أنثى . أنا أحمدُ الله ثم أحمده على ذلك . إذن لا داعي لأن تأتي أنتَ أخي العزيز فتُـصبـِّرني , وتكاد تقول لي:عظَّم الله أجرَك يا عبد الحميد فيما نزل بك! ".
      يتبع : ...



      منقول
    • بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا وحفظكم الله إخوتي وأخواتي ذخرا للإسلام والمسلمين آمين .

      ثم :


      5 - زميلي والماكياج :

      عندما كنت أدرسُ في الـ... منذ حوالي 38 سنة (حوالي عام ....) , وحيثُ كنتُ - والحمد لله - من أحبِّ التلاميذ إلى أساتذتي بسبب سلوكي الحسن وبسبب أنني كنت دوما وفي كل المواد مع ال 3 الأوائل في القسم . في تلك الفترة كان الفسادُ في الجزائر قليلا وكان الصلاح قليلا كذلك . وكان " الماكياج" لا يستعملُ في أوساط النساء إلا محدودا بسبب قلة وجوده في الأسواق , خاصة والجزائر لم تستقل عسكريا واقتصاديا من ربـقة الإستـعمار الفرنسي البغيض إلا منذ سنوات قليلة , وبسبب بقية من دين وحياء عند نسائنا . ومع ذلك لاحظتُ في يوم من الأيام على وجه أحد زملائي ما يشبه الماكياج !!!. سألتُه عن ذلك فأكد لي - وهو محرجٌ - بأنه ماكياج , وأعتذر إلي ( عذرا أقبح من ذنب ) بأنه لا يستعملُـه إلا قليلا. وأذكر أنني تعجبتُ كثيرا وكدتُ لا أصدق !. قلتُ له في ذلك الوقت ( وعمري حوالي ... سنة , أي ما زلتُ لم أبلغ بعدُ أو كنتُ مع بدء بلوغي ) بأن المرأةَ يحرمُ عليها أن تستعملَـه أمام أجانب من الرجال , وأما الرجلُ فيحرم عليه استعماله لأن في ذلك تشبها منه بالمرأة . وأضفتُ قائلا له : " لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء , والمتشبهات من النساء بالرجال ". ثم قلتُ له ثالثة " يا صاحبي ! أنا أعرفُ بأنك تطلبُ بهذا نيلَ إعجاب زميلاتي بك . وأنا أجزمُ لكَ بأن المرأةَ - أية امرأة- لن تُعجبَ إلا برجل , لا بذكر . وأما من يتشبهُ بالمرأة فإنه ليس رجلا وليس امرأة , وإنما هو شبهُ رجل أو هو ذكرٌ فقط . ولا ولن ينالَ إعجابَ امرأة به في كل الدنيا إلا أن تكون امرأة شاذة !".
      وهذه الحادثة ذكرتني بكلمة قالته لي تلميذةٌ من التلميذات المجتهدات منذُ سنوات (كانت تدرسُ في السنة النهائية , وهي الآن في الجامعة ) " والله يا أستاذ إن التلميذَ الذي يبقى أمام المرآة في صبيحة كل يوم نصفَ ساعة أو أكثر , لا يمكن أن يملأ لي عيني , ولا أسمح لنفسي أن أقبله زوجا لي أبدا ".

      6 - إمتحان التلميذات لأستاذهن :

      خلال السنة الدراسية 1981 / 1982 م كنت أدرس العلوم الفيزيائية بثانوية .... وكانت ... في ذلك الوقت ولاية جديدة وصغيرة , ولم تكن هناك ثانويات في الولاية إلا في ... و... , وطبعا في مدينة ... , أي في الثانوية التي كنت فيها أستاذا . ومنه كان التلاميذُ يأتون إلى ثانوية ... من مختلف أنحاء الولاية الفتية .كنتُ أُدرس العلوم الفيزيائية , وكانت لدي حصص فيزياء إضافية تطوعية مع التلاميذ , وكنتُ في نفس الوقت أُقدم - بالتعاون مع بعض التلاميذ - دروسا دينية يومية في مصلى الثانوية الذي كان يرتاده حوالي 120 تلميذا : حوالي 80 من الإناث و 40 من الذكور . وكانت صلتي بالتلاميذ عموما وبالمصلين خصوصا , كانت وثيقة جدا بسبب دروس الفيزياء , ثم بسبب الدروس الدينية , ثم بسبب سلوك الأستاذ المستقيم بشكل عام . وكانت محبةٌ كبيرة متبادلة بيني وبين التلاميذ , وإن كانت محبتي لهم أكبر من محبتهم لي , حتى باعترافهم هم أنفسهم . وكانت كذلك محبةُ التلميذات لي عظيمة جدا , مع وجود فرق بين المتدينات اللواتي يحببنني جدا , وغير المتدينات اللواتي لا يحببنني ولا يكرهنني .وقد نجدُ البعضَ منهن يُـردن أن يوقعنني في فخ ما لـيُشوهن الصورة الجميلة التي أمتلكُها في أعين أغلبية تلميذات الثانوية ( سواء النصف داخليات اللواتي يحضرن دروسي , أو الخارجيات اللواتي يدرسن عندي العلوم الفيزيائية أو يقرأن مواضيعي الدينية التي كنت أضعُها باستمرار تحت تصرف بنات الثانوية ) .
      وفي يوم من الأيام امتُحنتُ بدون سابق إنذار من طرف بعض البنات سامحهن الله . كنت أُكلم تلميذتين في ساحة الثانوية لمدة بضع دقائق في مسألة لها صلة بالدعوة الإسلامية داخل الثانوية. وكانت مجموعة كبيرة من التلميذات المتحجبات والمتبرجات يراقبنني من بعيد : هل أغض بصري وأكلم التلميذتين بدون أن أنظر إليهما أم أنني سأرفع رأسي وأنظرُ .
      صحيحٌ أن النظر إلى وجه الأجنبية بشهوة هو الحرام . وصحيحٌ أنني كنتُ متشددا في أمرِ غض البصر في الثانوية في السنوات الأولى من التعليم , ثم تساهلتُ مع نفسي قليلا في هذا الأمرِ . تساهلتُ مع نفسي لسببين أساسيين (سواء كانا كافيين كعذرين شرعيين أم لم يكونا كافيين ) :
      الأول : أنني كنتُ غيرَ متزوج من قبل , ثم تزوجتُ بعد ذلك , والفرق واضحٌ جدا بين كوني متزوج أو غير متزوج , ولا يحتاج الأمرُ هنا إلى زيادة بيان أو توضيح .
      الثاني : أنني من فرط مجاهدتي لنفسي ولهواي وللشيطان من جهة , ومن فرط محبتي الكبيرة لتلاميذي – ذكورا وإناثا – التي تفوقُ بكثير محبتَهم هم ليَ أنا , من جهة أخرى . قلتُ : لهذا السبب وذاك أصبحتُ مع الوقتِ أنظرُ ربما في 95 % من الأحيان تقريبا , أنظر إلى التلميذة – خاصة وهي في الثانوية – وكأنها ابنتي بالفعل , ومنه فأنا وإن رفعتُ بصري للنظر إلى وجهها , فأنا أفعلُ ذلك معها بنية حسنة وكأنها إحدى محارمي . والله أعلمُ بالصواب وهو وحده المعينُ , ولا حول ولا قوة إلا بالله .
      أواصلُ : ومع ذلك كانت مجموعة كبيرة من التلميذات - غير المهتمات بالدين - في ذلك اليوم قد قلنَ للمتحجبات : " اليوم يُمتحنُ الأستاذ رميته , فيُكرمُ أو يهانُ " , " إذا رفع بصرَه إلى وجه المرأة وهو يكلمُ تلميذة خارج القسم , فهو غيرُ أهل لأية ثقة , ولا نقبلُ منكن أن تُكلمننا عنه بعدَ اليوم أو تحدثننا عن نصائحه وتوجيهاته ودروسه و..."
      " وأما إن غضَّ بصره فلم ينظرْ ولو نصفَ نظرة إلى وجه التلميذة وهو يكلمُها , فإنه يصبحُ من اليوم فصاعدا أستاذَنا جميعا وإمامنا جميعا وقدوتَنا جميعا ...". وأنا بطبيعة الحال لم أكنْ قد سمعتُ بشيء من هذه القصة .
      كلمتُ التلميذتين ولم أرفعْ بصرا أو نصفَ بصر إلى وجه أي منهما , والحمد لله رب العالمين الذي ما أوقعني في فخ بعضِ التلميذات . ولم أسمعْ بالحكاية إلا في الغد . سمعتُ بالقصة ولا أخفي على القراء الكرام أنني فرحتُ كثيرا بنهايتها مع أن الإمتحانَ ليس سليما تماما من الناحية الشرعية , لأنني قد أنظرُ وبنية حسنة فلا أكون آثما شرعا . ومنذُ ذلك اليوم ازدادت قوةُ الصلة بيني وبين التلاميذ عموما وبيني وبين التلميذات ( الأغلبية الساحقة منهن ) على الأخص . وكم فرحتُ منذ حوالي 5 سنوات عندما استدعيتُ من طرف مديرية الثقافة لولاية ... لأقدم محاضرة دينية بمناسبة رمضان , وحضرتْ للاستماع إلى المحاضرة بعضُ النساء ومعهن أولادُهن وبناتُـهن . وفرحتي كانت كبيرة عندما علمتُ بأن البعضَ من الحاضرات كنَّ تلميذات عندي عام1981/1982م , وجئن ليستمعن مع الأولاد والبنات لمحاضرة يُـلـقيها الذي كان أستاذُهن أيام زمان.ولله الحمد والمنـة أولا وأخيرا.

      7 - قابلي -أختي المسلمة - السيئة بحسنة :

      اعلمي- أيتها الزوجة - أن العظمة ليست بالادعاء , وإنما بالفعل وبالعمل وبالجهد وبالتطبيق . فإذا أساء إليك أحد الناس وظلمك بالسب والشتم والضرب والحبس والكذب والافتراء عليك و..خلال زمن طويل ثم تمكنتِ منه في يوم من الأيام وقدرتِ على مقابلة سيئته بسيئة منك أو على معاقبته العقوبة الحلال في الدين , ولكنكِ لم تفعلي بل عفوت وتسامحت , وربما قابلتِ السيئة بالحسنة , فهذا من أعظم الأدلة على عظمتكِ عند الله ثم عند الناس .
      أما إذا قابلتِ سيئة حقيقية بسيئة مثلها فقد فعلتِ الجائزَ وكفى , وهذا لا يرفعُ من قيمتك ولا يحطُّ منها لا عند الله ولا عند الناس.أما إذا أنشأتِ من لا شيء شيئا مهولا , وضخمتِ ما كان تافها , وأسأتِ الظن و...وقلتِ:
      * "ما زارتني , إذن لن أزورها".* "ما باركت لي , إذن لن أبارك لها"."ما أعطتني , إذن لن أعطيها ".
      * "مرت بي فلم تكلمني , إذن لن أكلمها"."اتصلتُ بفلانة ولم تتصل بي , إذن لن أتصل بها" أو ...
      ثم بنت المرأةُ على ذلك مواقف معادية وقاطعت المرأةَ الأخرى وأهلها وحَرّشت زوجها وأولادها وإخوتها وأخواتها ليقاطعوها وأهلَها كذلك . إذا فعلتْ كلَّ ذلك فإنها تفعل ما من شأنه أن يحط من قيمتها عند الله وعند الناس , ولن تكون بهذا الفعل وبهذا العمل عظيمة ولا شبه عظيمة ولا فيها رائحة أدب وأخلاق ودين ولو ادعت غير ذلك .
      والمثالُ على كل ذلك المرأة التي قالتْ - منذ سنوات وسنوات , في جهة معينة من جهات الجزائر العريضة - عن أختِ زوجها : "لقد أعطتْ الأكلةَ لغيري – في مناسبة فرح معينة - ولم تعطني شيئا " , ثم قاطعتْـها بناء على هذه الحادثة التافهة , وقاطعَ زوجُها أختَه وقاطعَ الأولادُ عمَّـتَهم , وعادى الجميعُ المرأةَ وأهلها . والغريب أن المرأةَ عندما لامها من لامها قالت : "إذا سكتُّ عنها بعد أن حرمتني من ... , فإنني أكون قد أذللتُ نفسي لها , وهذا ما لا أقبله ! ". والزوجُ عندما علمتُ بخبره ذهبتُ إليه ناصحا ومُوجِّها ومُعينا له على الشيطان حتى لا يقطعَ رحمه من أجل شيء تافه , وابتغاء مرضاة زوجته , وطلبتُ منه أن يزور أخته حتما وعن قريب , حتى لا يلقى الله وهو قاطع للرحم التي أمر الله أن توصلَ . والعجيبُ في الأمر أنه رد علي " أمن أجل هذا الأمر اتصلتَ بي ؟!" , وأضاف" هذا الأمر الذي تكلمني فيه يا عبد الحميد أمر تافه لا يجوز أن نهتم به !". وشرُّ البلية ما يُضحكُ كما يقولون , سواء من كلام الزوجة آنفا أو من كلام الزوج الأخير . نسأل الله الهداية والعصمة من مثل هذا العوج الموجود عند البعض من نسائنا والذي يدل على ضعف رهيب في عقل المرأة وفي نفسيتها والذي تُرضعه المرأةُ لبناتها منذ سن الرضاعة , كما نسأله كذلك الهداية والعصمة من مثل هذا العوج الموجود عند البعض من رجالنا الذين يذوبون في زوجاتهم بحيث لا تبقى لهم أية شخصية , وتصبحُ زوجاتهم كلَّ شيء أما هم فيبقون مساويين للاشيء للأسف الشديد .
      يتبع : ...




    • 8 - حب التلميذة العظيم لأستاذها :

      علاقتي طيبة مع التلميذات اللواتي درسن وما زلن يدرسن عندي في الثانويات كلها التي درَّستُ فيها أو في الثانوية التي ما زلتُ أُدرس فيها حتى اليوم . العلاقة طيبة ووثيقة أحيانا إلى درجة المبالغة التي لا أريدها . لا أريدها حتى يبقى حبُّـهن لي مبصرا لا أعمى . والفرقُ بين الحب المبصر والأعمى هو أنني مع الحب المبصر أبقى أظهرُ أمامهن بحسناتي وسيئاتي فينصحنني ويوجهنني إذا أخطأتُ أو عصيتُ , وأما مع الحب الأعمى فإن الحسناتِ فقط تظهرُ وتختفي السيئات أمام عيني المحب , وفي هذا من الشر ما فيه . وكمثال على حبهن لي أذكر مثالا وقع منذ حوالي أسبوع بالثانوية التي أدرس بها . خصصتُ للتلاميذ كعادتي في نهاية كل سنة دراسية حصة من ساعتين إضافيتين لتقديم نصائح وتوجيهات عامة متعلقة بالتحضير للبكالوريا ثم للدراسة في الجامعة بعد ذلك وللحياة المستقبلية داخل البيت أو خارجه . وطلبتُ السماحَ من التلاميذ ونصحتُـهم بالتسامح فيما بينهم وألححتُ عليهم أن يبقى الدعاءُ لبعضنا البعض بالخير عن ظهرِ الغيب , مهما ابتعدت الأجسادُ عن بعضها البعض ... وفي نهاية الحصة رأيتُ أن الكثيرات من التلميذات تأثرن بكلامي وملن إلى البكاء حزنا على الفراق .
      وعندما خرجتُ من القسم في نهاية الحصة وجدتُ تلميذة في انتظاري ( مع زميلتها ) أمام باب القسم . والتلميذةُ هي أحسنُ تلميذة في قسمها أدبا واجتهادا , وهي من الأوائل في الثانوية كلها . سألتُـها "خيرٌ إن شاء الله يا..؟!" فقالت لي متحاشية النظر إلي حياء وأدبا " يا أستاذ إذا لم أنجحْ في امتحان البكالوريا , فإنني سأفرحُ أكثر مما أفرحُ لو نجحتُ "!!!. وسكتتْ . وفهمتُ في الحين قصدَها . قلتُ لها " لا تقولي هكذا يا... هذه هي الحياة " و " لكل بداية نهاية" و "يا محمد أحببْ من شئت فإنك مفارقه "...و" يبقى الدعاء بيننا بالخير وعن ظهر الغيب , يبقى باستمرار بإذن الله " و" ستجدين بإذن الله في الجامعة وفي كل مكان من هو خير مني بكثير " . ولعلكم فهمتم ماذا كان قصدُ التلميذة من وراء كلمتها السابقة . إنها تحبُّ أستاذَها الذي تعرفُ أنه يحبها كما يحبُّ الأبُ ابنتَـه , ولا تريد أن تفارقه بل تريدُ أن تعيد السنةَ حتى تدرسَ عنده مرة ثانية , لتتعلم منه العلوم الفيزيائية والإسلامية في نفس الوقت , وكذا تجارب الحياة التي من الصعب أن تجدها في بطون الكتب .
      والحمد لله رب العالمين وحده على ما منّ وتفضّل وتكرّم .

      9 - قمة الجهل والجرأة على الله والبعد عن الحياء :

      عندما كنتُ أُدرِّسُ في ثانوية ..., وفي الوقت الذي كنتُ فيه أعزبا , كنتُ أبيتُ أنا وبعض الأساتذة العزاب في حجرة معينة خصصتْها لنا إدارة الثانوية مشكورة . وكان الطريقُ الموصل إلى هذه الحجرة يمر على ساحة الثانوية ثم على ساحة ثانية للثانوية مخصصة لرياضة التلاميذ والتلميذات ( في ثانوية مختلطة للأسف الشديد ) . ورياضةُ البنات في ذلك الوقت كانت أسوأ مما هي عليه اليوم , لأنها كانت تتم – إجباريا- بسروال قصير جدا يكشف أكثر مما يستر ( short ) , فضلا عن أن هذه الرياضة كانت تتم بشكل عادي وإجباري مع التلاميذ الذكور وأمام الذكور من غير التلاميذ ( الذين يتفرجون على الإناث من فوق حائط الثانوية ! ) . ولكن كان هناك طريق صغير وضيق يمكن أن يمر عليه الشخصُ ليصل إلى حجرة الأساتذة العزاب بدون أن يمر على ساحة الرياضة . ولأن زملائي كانوا – منذ كنتُ صغيرا - يعتبرونني شاذا لا لأنني شاذٌّ بالفعل , ولكن لأنني لا أشاركهم فيما لا يجوز من الكفر اللفظي ومن الكلام الفاحش ومن المخالطة المحرمة للبنات و ... ومن الاطلاع المحرم على عورات النساء الأجنبيات . قلتُ : لهذا فإنني كنتُ حريصا كل الحرص على أن أتجنب المرورَ بجانب التلميذات وهن يمارسن الرياضة حتى لا أرى ما لا يجوز لي رؤيته من عوراتهن . وفي يوم من الأيام كنتُ مارا إلى حجرتنا بالثانوية من خلال الطريق الخاص , وبعيدا عن أستاذة الرياضة وتلميذاتها . وعندئذ رأتني الأستاذة من بعيد , فنادت تلميذاتها (اللواتي كن يحترمنني ويحببنني ) وصرختْ فيهم وهي تقهقهُ " تعالين وانظرن إلى الأستاذ رميته ,كيف أنه يستحي أن يمر بجانبكن حتى لا يراكن !. هههههاه أُنظرن إليه كيف يستحي من بناته !. هههههاه أنظرن إليه كيف يستحي مما لا يستحي منه غيرُه من الرجال !. هههههاه أنظرن إليه يا بنات !", ثم تضيف ضاحكة وساخرة مني "مسكين إنه يستحي منكنَّ ولا يريد أن يرى جمالكن !".
      وأنا أترك الكلمة بدون أي تعليق , لأنها غنية عن أي تعليق .

      10- ما معنى الخلوة المحرمة بين الرجل والمرأة ؟ :

      هناك جهل قد يكون مقبولا ومستساغا عرفا وعادة , وهناك جهل آخر ليس مستساغا ولا مقبولا , على الأقل في نظري بغض النظر عن كون الشخص معذور أو غير معذور من الناحية الشرعية . ومن أمثلة ذلك :
      تعودتُ من سنوات وسنوات على أن أجري مسابقة لتلاميذي في الثانوية في نهاية كل سنة دراسية أو في نهاية كل ثلاثي , من خلال حصة إضافية . المسابقة أجريها بين تلميذ وتلميذة , وأطرحُ فيها على كل تلميذ من التلميذين 3 أسئلة : في الثقافة العامة , وفي العلوم الفيزيائية , وفي العلوم الإسلامية . وأثناء المسابقة وفي نهايتها أعلقُ على الأسئلة والأجوبة وأنصحُ وأوجه وأستخلص الدروس والعبر و…ثم أعلنُ عن الفائزِ الذي أهنئه وعن الخاسرِ الذي أشجعُه على بذل جهد أكبر في المستقبل , ليكون هو بإذن الله الفائزَ في مسابقة أخرى لاحقة .
      وفي مسابقة من المسابقات طرحتُ سؤالا في العلوم الشرعية على تلميذة من التلميذات : " ما المقصود بالخلوة شرعا ؟ وما حكمها ؟ " . وفوجئتُ بجواب التلميذة البعيد حدا عن الصواب , والذي له صلة وثيقة بالأحكام الإسلامية التي يجب أن تعرفها التلميذةُ خاصة وأنها مسلمة بالغة , وهي كذلك تلميذةٌ تدرسُ في مؤسسة مختلطة – للأسف الشديد-. أجابت التلميذة " الخلوة هي الزنا " " وهي حرام "!!! .
      فوجئتُ ولم أستسغ ولم أقبل - على الأقل بيني وبين نفسي- أن تجهل التلميذةُ إلى هذا الحد .
      ولكن هذا هو حالنا للأسف الشديد , والمسؤولية طبعا لا ترجعُ إلى التلميذة فقط , بل إلى النظام ككل . الكل له مسؤولية وإن تفاوتت درجةُ هذه المسؤولية . الحكامُ مسؤولون وكذلك العلماء والدعاة والمربون والأئمة و…
      الخلوةُ في الحقيقة هي – شرعا- أن يوجدَ رجلٌ بالغ مع امرأة بالغة أجنبية , أن يوجدا في مكان لا يراهما فيه إلا اللهُ ثم الشيطانُ . والمثالُ على ذلك :
      ا-أن يوجدَ الشخصان في غابة بعيدة عن الأنظار . وأما إن وجدا في مكان عام يراهما فيه الناسُ فليس هذا بخلوة , وإن كان تجنبُ ذلك أفضلَ من الناحية الشرعية .
      ب-أن يوجدا في بيت مغلق من الداخل . وأما إن لم يكن مغلقا من الداخل فليس هذا بخلوة , وإن كان تجنبُ ذلك أحسنَ من الناحية الشرعية .
      وذهب بعض الفقهاء – منهم بعض الشافعية- إلى أن الرجلَ الواحد مع أكثر من امرأة لا يعتبر خلوة , وكذلك إلى أن المرأةَ الواحدة مع مجموعة رجال لا يعتبر خلوة .
      يتبع : ...

    • 11 - الجمالُ بين الحجاب والتبرج :

      أولا : هل الحجابُ جمالٌ أم قبحٌ أو هل يُجمِّل الحجابُ المرأةَ أم أنه يُقبِّحها ؟.
      إذا قلنا بأنه يُجمِّلها , فيمكن لقائل أن يقول " إذن الله أراد أن يفتنَ الرجلَ حينما طلبَ من المرأة أن تتحجبَ عندما تظهرُ أمام الأجانب من الرجال"!.
      وإن قلنا بأن الحجابَ يُقبحُ المرأةَ , فيمكن لقائل أن يقول " إذن الله أراد للمرأة التي خلقها تحبُّ فطرة أن تتجملَ , أراد لها خلافَ وعكس ما تريدُ , أي أراد لها الحجابَ الذي يُـقبِّحها , مع أننا نعرف بداهة في ديننا بأن الله جميلٌ ويحبُّ الجمال"!.
      ثانيا : هل التبرجُ جمالٌ أم قبحٌ أو هل يُجمِّل التبرجُ المرأةَ أم أنه يُقبِّحها ؟.
      إذا قلنا بأنه يُجمِّلها , فيمكن لقائل أن يقول " إذن الله أراد الخيرَ للمتبرجة حين جمَّلها بالتبرج , وأراد غير ذلك للمتحجبة حين طلبَ منها وأوجب عليها الحجابَ "!.
      وإن قلنا بأن التبرجَ يُـقبِّحُ المرأةَ , فيمكن لقائل أن يقولَ " إذن لماذا يفرضُ الله الحجابَ على المرأة حتى لا تفتن الرجلَ بجسدها المكشوف , ما دام كشفُها لجسدها ( الذي هو التبرج ) هو قُبحٌ يُنفِّرُ الرجلَ منها ولا يجذبُـه إليها ؟!".
      والجواب الشافي والكافي الذي يرفع هذين الإشكالين هو أن كلا من الحجابِ ومن التبرجِ يُجَمِّلُ بوجه من الوجوه وبشكل من الأشكال . أما الحجابُ فـيُجمِّلُ المرأةَ جمالا يجعل الرجلَ يحترمُها ويُقدرها ويعرفُ لها قيمتَـها الكبرى ومنزلتها العظمى ومكانتها الجليلة .
      وأما التبرجُ فيُجمِّلُ المرأةَ جمالا يجعلُ الرجلَ يطمعُ في المرأةِ وينظرُ إليها كما ينظرُ الرجلُ إلى زوجتهِ .
      والمرأةُ الشريفةُ والعفيفة والطاهرة والنظيفة لا تحبَُ من الرجل الأجنبي عنها أن ينظرَ إليها إلا نظرةَ الاحترام والتقدير , وهي تنالُ ذلك بالحجابِ وبالحجاب فقط لا بالتبرج .
      وهي في المقابل لا تحبَُ من رجل أن ينظرَ إليها نظرةَ طمع فيها وفي جسدها , إلا أن يكون زوجَها وزوجَها فقط . وهي تنالُ ذلك – أي طمعَ زوجها فيها - بالتبرج والتزين والتكشف مع زوجها لتكسبَ بذلك رضاه , ولتنال قبل ذلك الأجرَ الكبيرَ من الله عزوجل.
      وأذكر بالمناسبة أنني سألتُ مجموعة كبيرة من الطالبات في حي جامعة من الجامعات حوالي عام 1976 م
      ( في الوقت الذي بدأ فيه الحجابُ في الانتشار في الجامعات , وأما الثانويات فالتلميذات ما زلن في ذلك الوقتِ لا يعرفن الحجابَ ) , بعدما ذكرتُ لهن بأن التبرجَ يُجَملُ جمالا وبأن الحجابَ يُجمِّلُ جمالا آخر. سألتهن "ومن منكن تحبُّ من رجل غيرِ زوجها أن ينظرَ إليها نظرةَ طمع . من ؟!" , فأجابت كلُّ الطالباتِ بالكلمة أو بالسكوت " نحن نرفضُ ذلك رفضا مطلقا , ولا نقبل به أبدا" , إلا واحدة – وكانت تدعي بأنها ملحدة أو شيوعية أو أنها لا تؤمنُ بالله تعالى - , فاجأتني بقولها " أنا أحبُّ أن يطمعَ في كلُّ الرجالِ الأجانب" !!! , فقلتُ لها " هنا نضع نقطة كبيرة , ويجب أن ننهي الآن حديثنا" , لأنه لا فائدة في أي نقاش مع امرأة مثل هذه , وصدقَ من قالَ " إذا لم تستحِ فاصنعْ ما شئتَ ". والله أعلم .

      12 – قالت لي " أصبحنا لا نستحي أن نتحدث عن الحب" :

      إنَّ الحبَّ النظيفَ الذي أقصدهُ هو حبُّ الواحدِ منا لأخيه وأخته وأمه وأبيه وابنه وابنته ولقريبه ولجاره ولصديقه وصاحبه ولأستاذه وتلميذه وكذا حبُّ الواحد منا لزوجتهِ ...ولعامة المسلمين وخاصتهم ...الخ...
      وهو كذلك حبُّ الخيرِ لنفسي ولكلِّ مسلم ولكلِّ الناسِ ولجميعِ خلق اللهِ .
      وأعظمُ الحبِّ هو بطبيعةِ الحالِ حبُّ المسلمِ لربِّه , وقبل ذلك حبُّ اللهِ لعبدِه المسلمِ .
      ومن كثرةِ ما أكدتُ لتلاميذي وتلميذاتي في مناسبات مختلفة وبطرق متنوعة , وخلال سنوات وسنوات , على المعاني النظيفة للحبِّ في الإسلامِ , قالتْ لي إحدى التلميذات في يوم من الأيامِ "والله يا أستاذ ما كنا نجرؤ أبدا على أن ننطقَ بكلمةِ الحبِّ أمام أحد والدينا حتى علمتنا أنتَ معانيه النظيفةَ , فأصبحتْ الواحدةُ منا تتحدثُ عن الحبِّ وبدون أي حرج , لا أمامَ أمها فقط بل حتى أمامَ أبيها كذلك" , والحمد لله رب العالمين .
      والله أعلم .
      يتبع :.0..




    • 13- بعض النساء مغفلات , ومنه فهن يُخدعن بسهولة :

      أنا بطبيعة الحال أتحدثُ عن نسبة كبيرة ولا بأسَ بها من النساء . هُن طيباتٌ نعم ولكنهن ساذجاتٌ ومغفلات , بحيث يُخدعن بكل سهولة , خاصة من طرف من لا يخاف اللهَ من الرجال. والأمثلة على ذلك كثيرةٌ وكثيرة جدا , أذكر منها :
      المرأة التي جاءتني في يوم من الأيام تطلبُ رقية , لأنها تشتكي من بعض المشاكل النفسية , فقلتُ لها " يجب استشارة الطبيبَ النفساني أولا " , فقالت لي " لقد استشرتُه , وما نفعني" , وبعد طولِ حديث معها علمتُ منها بأن الطبيبَ عوضَ أن يُعالجَها فعلَ معها ما لا يجوزُ . ولأنها أبقتْ على السرِّ بينها وبين نفسها ولم تَبُح به لأحد - حتى لأقربِ الناسِ إليها - تعقدتْ حالتُها النفسية أكثر وأكثر .
      الطبيبُ الساقطُ استغلَ سذاجتَها وكذا سذاجةَ أهلِـها الذين جاءوا بها إليه وطلبَ منهم أن يبقَوْا خارجَ الحجرةِ التي يفحصُ فيها مرضاه بحيثُ يبقى هو مختليا بها خلوة محرمة , وهذا غيرُ مقبول لا منها ولا من أهلها .
      ثم : طلبَ منها أن تنزع ثيابها فاعترضتْ في البداية , وعندما أخبرها بأن ذلكَ من متطلباتِ علاجِها (!) استسلمتْ لما أرادهُ منها , وهذه سذاجةٌ منها غير مقبولة البتة وبأي حال من الأحوال , مهما كانت نيتها حسنة , وحتى ولو قالتْ "إنه طبيبٌ وإنه يعرفُ ما يفعلُ وإنه ..."!!! . والطبيبُ فعلَ معها بعدَ ذلكَ كلَّ مقدماتِ الزنا ولم تبقَ إلا الفاحشةُ الكبرى ما تمكَّنَ منها , لأنَّ المرأةَ عندما أرادَ أن يصلَ إلى الخطوةِ الأخيرة امتنعتْ عليه وبقوة , فخافَ لا من اللهِ ولكن من الفضيحةِ أمامَ الناس . إن طبيبا مثلَ هذا لا يصلحُ معهُ إلا أن يُفضحَ على رؤوسِ الأشهادِ ثم تُرفعَ قضيةٌ ضدَّهُ للعدالة من أجلِ سحبِ الشهادةِ منه , وإيقاعِ العقوباتِ المناسبة عليه , لعله يتعظُ هوَ ولعلَّ غيرَه ينزجرُ.
      عندما صارحتني المرأةُ قدمتُ لها النصائحَ المناسبةَ , وبعد بضعِ أسابيع تحسنتْ حالتها إلى حد كبير . لا أقولُ بأنها شُفيتْ تماما ولكنها تحسنت كثيرا , والحمد لله رب العالمين .
      والله أعلم .

      14 – هذه أنانية عندكن يا أختنا :

      قلتُ في يوم من الأيام لامرأة من أهلي : "من الفروق الموجودة بين الرجل والمرأة , أن المرأةَ إن زوَّجتْ ابنَها فهي مهما أحبَّتْ زوجةَ ابنها , يستحيلُ أن تحبَّها إلى درجة أنْ تتمنى لها أن تكونَ خيرا منها هي في أمر من أمور الدين أو الدنيا. هذا مستحيل".
      قالتْ " لا يا عبد الحميد !. هذا كلامٌ لا ينطبقُ إلا على القليلات منا , ولا يجوزُ التعميمُ , وهناك نساءٌ الواحدةُ منهن تحبُّ زوجةَ ابنها إلى درجة كبيرة , وأنا عندما أُزوجُ ابني سأحبُّ زوجتَـه كثيرا بإذن الله , والرجلُ كذلك فيه وفيه و..." .
      قلتُ لها "سبحان الله !. لقد كتبتُ ما قلتُ لكِ في أكثرِ من منتدى , وكانت ردودُ النساء كلُّها تقريبا محصورة فيما قلتِ لي أنت الآن "!.
      قالتْ "وماذا في ذلك ؟!".
      قلتُ لها " الغريبُ عندي هو أن الرجلَ لا يَردُّ بهذه الطريقة عندما يُنتقَدُ ".
      قالتْ " كيف ؟!".
      قلتُ " كتبتُ أنا أكثرَ من مقال أذكرُ فيه البعضَ من سيئاتِ الرجلِ , وقلتُ فيها – مجموعة من المقالات- من ضمنِ ما قلتُ :
      1- في ال10 نساء مات عنهن أزواجهن تجد حوالي واحدة تتزوج بعد ذلك وحوالي 9 نساء يرفضن الزواج من أجل أولادهن . وأما على مستوى الرجال فالعكسُ هو الصحيح في الكثير من الأحيان , أي أن واحدا أو اثنين يرفضان الزواج خوفا من ضياع الأولاد وأما حوالي 8 أزواج فيتزوجُ الواحد منهم بامرأة ثانية بعد موتِ الزوجة الأولى مباشرة بأسابيع أو شهور ( أو أحيانا بعد أيام فقط ) . وهذه حسنةٌ من حسناتِ المرأةِ وهي في المقابل سيئةٌ من سيئاتِ الرجلِ .
      2- مما يُحسَبُ للمرأةِ لا عليها أن الأطفالَ الذين استطاعوا في هذه الدنيا أن يعيشوا سعداء معنيا بهم وبتربيتهم وتخريجهم على أيدي أمهاتهم بعد موت آبائهم , هم أضعافُ من نالوا هذا الحظ على أيدي آبائهم بعد فقد أمهاتهم . وللرحمة الأمومية الفضلُ العظيم في ذلك , وهذا مما يجب أن تعتزَّ به كل امرأة وتفخرَ به على الرجلِ.
      3- الرجلُ بصفة عامة أكثرُ عنفا من المرأة , وهو يُـقدِّمُ في الكثير من الأحيان جمالَ المرأة على دينها عندما يُريد الزواجَ , وهو مهما تقدم في السن يبحثُ غالبا عن صغيرة – ولو كانت في سن ابنته – ليتزوج منها , و...".
      وأضفتُ " بلْ إنكِ أنتِ بنفسِكِ كتبتِ مقالا نشرتهِ في منتدى من المنتديات في الأيام الماضية وقلتِ فيه :
      "الرجلُ الذي تكرهه جميعُ النساء : البصباص , الشكاك , الغيور , المزواج , البخيل , المنـان , ضعيف الشخصية , غير الجدير بالمسؤولية , خائن العهد , الخبيث , المنافق , النمام , المغتاب , الناعم , المترف , المهمل".
      قلتُ لها : " وكانت ردودُ الرجالِ على ما كتبتُ أنا من نقد للرجالِ , وكذا ردي أنا على ما كتبتِ أنتِ من نقد للرجال , وكذا ردودُ الرجال على ما كتبتِ أنتِ من نقد لنا ...كانت كلُّ ردودُ الرجالِ بلا استثناء هي كالآتي
      " نسأل الله الهدايةَ لهؤلاء الرجال , نسأل الله الهداية لنا ولهؤلاء الرجال , نعوذ بالله من هذا النوع من الرجال , نسأل الله أن لا يجعلنا من هؤلاء , نسأل الله أن يُبعِدَ نساءنا عن هذا النوع من الرجال , ... " , أو ما يشبه هذا الرد .
      ولم يدافعْ واحدٌ منا عن الرجالِ , ولم يقل واحدٌ منا بأن هذا النقدَ للرجلِ فيه تعميمٌ , وبأنه ليس كلُّ الرجال من هذا النوع , وبأنه هوَ ليس من هذا النوع من الرجال , وبأن ...لم يقل أيُّ رجل شيئا من هذا القبيل أو قريبا منهُ.
      قالت "ما دام سلوكي هو سلوكُ أغلبيةِ النساءِ فهو سلوكٌ طبيعي "!.
      قلت " لا أبدا !. هذا ليس صحيحا , وهذه ليست حجة لكِ عند الله تعالى . هذه أنانيةٌ عندك أختي غيرُ مقبولة . الرجلُ له حسنات وسيئات : أما الحسناتُ فمطلوبٌ منه تنميتُها والزيادةُ منها واستغلالُها الاستغلالَ الأكبر و...
      وأما السيئات فمطلوبٌ منه التعرفُ عليها وجهادُ نفسه المستمرُّ من أجل التغلبِ عليها . والمرأة لها حسناتٌ وسيئات , والمطلوب منها هو نفسُ المطلوبِ من الرجل . أما القول" هذه طبيعتنا التي خلقنا الله عليها , ومنه فنحن لا نُلام عليها " فهو قولٌ ضعيفٌ وفارغٌ ولا قيمةَ له البتة . أنا أسمعُ هذا الكلام من بعضِ النساءِ منذ كنتُ صغيرا .
      كلما نبهتُ واحدة إلى عيب من عيوب المرأة أو إلى سيئة من سيئاتها من باب النصيحة لها , إما أن تدافع عن نفسها وعن النساء وإما أن تقول " ولكن الرجلَ كذلك ..." وإما أن تقولَ " هذه هي طبيعتنا التي خلقنا الله عليها ...", وكلُّ هذه المواقف خاطئةٌ . والله ورسوله أعلم .

      15 – جلوس تلميذ مع تلميذة خلف طاولة واحدة :

      على الأستاذ أن يتجنب إجلاس تلميذ بجانب تلميذة خلف طاولة واحدة (بعد بلوغ كليهما واحتياطا بعد وصول كل منهما إلى السنة الثانية متوسط حيث تقترب الكثير من البنات من سن البلوغ ) . وابتعدَ عن الصوابِ من قال بأنه ليس في ذلك شيءٌ , بل إن في ذلك من الشرِّ ما فيه إذا أصبح عادة متبعة , و" ليس الذكر كالأنثى" كما قال رب العزة سبحانه وتعالى . والرجل عادة يكذبُ في تعامله مع المرأة , وهو يكذبُ حين يقولُ للمرأة بأنه لا بأسَ من جلوسِ الابن مع بنت خلفَ طاولة واحدة في مقاعد الدراسةِ , وبأن التلميذَ لا يتأثر فكريا ولا سلوكيا بهذا الجلوس !.
      إن جلوسَ التلميذ إلى جانب التلميذة مرفوضٌ شرعا لأكثر من سبب منها :
      ا-أنه اختلاط غير مبرر . الأستاذُ مفروضٌ عليه في بلدنا أن يُدرِّس في مؤسسات مختلطة , ولكن ليس مفروضا عليه أن يُجلسَ الذكرَ إلى جانب الأنثى .
      ب-أن التلميذَ وهو جالسٌ إلى جانب الأنثى يتأثرُ في الكثير من الأحيان – يتأثر أكثر مما تتأثر الأنثى - فيبقى أثناءَ الحصة يُفكرُ في التلميذة التي تجلسُ إلى جانبه أكثر مما يتابعُ الدرسَ الذي يلقيه الأستاذُ . هذا إن فرضنا بأنه لم يُحدثْ مع زميلته حركة لا تليقُ ولم يقلْ لها كلمة لا تجوزُ .
      وبالمناسبة أقولُ بأنني وخلال 29 سنة من التعليم الثانوي حتى الآن ( 20007 م ) لم أضرب إلا حوالي 7 تلاميذ منهم :
      تلميذٌ يدرسُ في ثانوية أم البواقي خلال السنة الدراسية 1981 / 1982 م , وجدتُه في يوم من الأيام عندما دخلتُ إلى القسمِ , وجدته جالسا مع زميلتِـه ( مع أنني حذرتُ التلاميذَ في بداية السنة من ذلك وبيتُ لهم سيئاتِ ذلك ) . سألتُ التلميذَ والتلميذةَ ثم ضربتُ التلميذَ بعد ذلك . ضربتُ التلميذَ لسبـبـين إثنين :
      الأول : أنه هو الذي فرضَ على التلميذة الجلوسَ أولا ثم جلسَ بجانبها ومنعها من تغيير المكان أو الطاولة.
      الثاني : أنه عندما سألتُه عن ذلك لم يعتذرْ إلي ولم يعتذرْ لزميلته , بل قال لي " وماذا في ذلك يا أستاذ , إنها مثل أختي !!!".
      ضربتُ التلميذَ في ذلك اليوم ثم جاءني التلميذُ في اليوم الموالي ليعتذرَ إلي : غفر الله لي وله ولزميلته ولجميع من يقرأ لي هذه الوقفات آمين .
      والله أعلم بالصواب .
      يتبع : ...




    • 13- بعض النساء مغفلات , ومنه فهن يُخدعن بسهولة :

      أنا بطبيعة الحال أتحدثُ عن نسبة كبيرة ولا بأسَ بها من النساء . هُن طيباتٌ نعم ولكنهن ساذجاتٌ ومغفلات , بحيث يُخدعن بكل سهولة , خاصة من طرف من لا يخاف اللهَ من الرجال. والأمثلة على ذلك كثيرةٌ وكثيرة جدا , أذكر منها :
      المرأة التي جاءتني في يوم من الأيام تطلبُ رقية , لأنها تشتكي من بعض المشاكل النفسية , فقلتُ لها " يجب استشارة الطبيبَ النفساني أولا " , فقالت لي " لقد استشرتُه , وما نفعني" , وبعد طولِ حديث معها علمتُ منها بأن الطبيبَ عوضَ أن يُعالجَها فعلَ معها ما لا يجوزُ . ولأنها أبقتْ على السرِّ بينها وبين نفسها ولم تَبُح به لأحد - حتى لأقربِ الناسِ إليها - تعقدتْ حالتُها النفسية أكثر وأكثر .
      الطبيبُ الساقطُ استغلَ سذاجتَها وكذا سذاجةَ أهلِـها الذين جاءوا بها إليه وطلبَ منهم أن يبقَوْا خارجَ الحجرةِ التي يفحصُ فيها مرضاه بحيثُ يبقى هو مختليا بها خلوة محرمة , وهذا غيرُ مقبول لا منها ولا من أهلها .
      ثم : طلبَ منها أن تنزع ثيابها فاعترضتْ في البداية , وعندما أخبرها بأن ذلكَ من متطلباتِ علاجِها (!) استسلمتْ لما أرادهُ منها , وهذه سذاجةٌ منها غير مقبولة البتة وبأي حال من الأحوال , مهما كانت نيتها حسنة , وحتى ولو قالتْ "إنه طبيبٌ وإنه يعرفُ ما يفعلُ وإنه ..."!!! . والطبيبُ فعلَ معها بعدَ ذلكَ كلَّ مقدماتِ الزنا ولم تبقَ إلا الفاحشةُ الكبرى ما تمكَّنَ منها , لأنَّ المرأةَ عندما أرادَ أن يصلَ إلى الخطوةِ الأخيرة امتنعتْ عليه وبقوة , فخافَ لا من اللهِ ولكن من الفضيحةِ أمامَ الناس . إن طبيبا مثلَ هذا لا يصلحُ معهُ إلا أن يُفضحَ على رؤوسِ الأشهادِ ثم تُرفعَ قضيةٌ ضدَّهُ للعدالة من أجلِ سحبِ الشهادةِ منه , وإيقاعِ العقوباتِ المناسبة عليه , لعله يتعظُ هوَ ولعلَّ غيرَه ينزجرُ.
      عندما صارحتني المرأةُ قدمتُ لها النصائحَ المناسبةَ , وبعد بضعِ أسابيع تحسنتْ حالتها إلى حد كبير . لا أقولُ بأنها شُفيتْ تماما ولكنها تحسنت كثيرا , والحمد لله رب العالمين .
      والله أعلم .

      14 – هذه أنانية عندكن يا أختنا :

      قلتُ في يوم من الأيام لامرأة من أهلي : "من الفروق الموجودة بين الرجل والمرأة , أن المرأةَ إن زوَّجتْ ابنَها فهي مهما أحبَّتْ زوجةَ ابنها , يستحيلُ أن تحبَّها إلى درجة أنْ تتمنى لها أن تكونَ خيرا منها هي في أمر من أمور الدين أو الدنيا. هذا مستحيل".
      قالتْ " لا يا عبد الحميد !. هذا كلامٌ لا ينطبقُ إلا على القليلات منا , ولا يجوزُ التعميمُ , وهناك نساءٌ الواحدةُ منهن تحبُّ زوجةَ ابنها إلى درجة كبيرة , وأنا عندما أُزوجُ ابني سأحبُّ زوجتَـه كثيرا بإذن الله , والرجلُ كذلك فيه وفيه و..." .
      قلتُ لها "سبحان الله !. لقد كتبتُ ما قلتُ لكِ في أكثرِ من منتدى , وكانت ردودُ النساء كلُّها تقريبا محصورة فيما قلتِ لي أنت الآن "!.
      قالتْ "وماذا في ذلك ؟!".
      قلتُ لها " الغريبُ عندي هو أن الرجلَ لا يَردُّ بهذه الطريقة عندما يُنتقَدُ ".
      قالتْ " كيف ؟!".
      قلتُ " كتبتُ أنا أكثرَ من مقال أذكرُ فيه البعضَ من سيئاتِ الرجلِ , وقلتُ فيها – مجموعة من المقالات- من ضمنِ ما قلتُ :
      1- في ال10 نساء مات عنهن أزواجهن تجد حوالي واحدة تتزوج بعد ذلك وحوالي 9 نساء يرفضن الزواج من أجل أولادهن . وأما على مستوى الرجال فالعكسُ هو الصحيح في الكثير من الأحيان , أي أن واحدا أو اثنين يرفضان الزواج خوفا من ضياع الأولاد وأما حوالي 8 أزواج فيتزوجُ الواحد منهم بامرأة ثانية بعد موتِ الزوجة الأولى مباشرة بأسابيع أو شهور ( أو أحيانا بعد أيام فقط ) . وهذه حسنةٌ من حسناتِ المرأةِ وهي في المقابل سيئةٌ من سيئاتِ الرجلِ .
      2- مما يُحسَبُ للمرأةِ لا عليها أن الأطفالَ الذين استطاعوا في هذه الدنيا أن يعيشوا سعداء معنيا بهم وبتربيتهم وتخريجهم على أيدي أمهاتهم بعد موت آبائهم , هم أضعافُ من نالوا هذا الحظ على أيدي آبائهم بعد فقد أمهاتهم . وللرحمة الأمومية الفضلُ العظيم في ذلك , وهذا مما يجب أن تعتزَّ به كل امرأة وتفخرَ به على الرجلِ.
      3- الرجلُ بصفة عامة أكثرُ عنفا من المرأة , وهو يُـقدِّمُ في الكثير من الأحيان جمالَ المرأة على دينها عندما يُريد الزواجَ , وهو مهما تقدم في السن يبحثُ غالبا عن صغيرة – ولو كانت في سن ابنته – ليتزوج منها , و...".
      وأضفتُ " بلْ إنكِ أنتِ بنفسِكِ كتبتِ مقالا نشرتهِ في منتدى من المنتديات في الأيام الماضية وقلتِ فيه :
      "الرجلُ الذي تكرهه جميعُ النساء : البصباص , الشكاك , الغيور , المزواج , البخيل , المنـان , ضعيف الشخصية , غير الجدير بالمسؤولية , خائن العهد , الخبيث , المنافق , النمام , المغتاب , الناعم , المترف , المهمل".
      قلتُ لها : " وكانت ردودُ الرجالِ على ما كتبتُ أنا من نقد للرجالِ , وكذا ردي أنا على ما كتبتِ أنتِ من نقد للرجال , وكذا ردودُ الرجال على ما كتبتِ أنتِ من نقد لنا ...كانت كلُّ ردودُ الرجالِ بلا استثناء هي كالآتي
      " نسأل الله الهدايةَ لهؤلاء الرجال , نسأل الله الهداية لنا ولهؤلاء الرجال , نعوذ بالله من هذا النوع من الرجال , نسأل الله أن لا يجعلنا من هؤلاء , نسأل الله أن يُبعِدَ نساءنا عن هذا النوع من الرجال , ... " , أو ما يشبه هذا الرد .
      ولم يدافعْ واحدٌ منا عن الرجالِ , ولم يقل واحدٌ منا بأن هذا النقدَ للرجلِ فيه تعميمٌ , وبأنه ليس كلُّ الرجال من هذا النوع , وبأنه هوَ ليس من هذا النوع من الرجال , وبأن ...لم يقل أيُّ رجل شيئا من هذا القبيل أو قريبا منهُ.
      قالت "ما دام سلوكي هو سلوكُ أغلبيةِ النساءِ فهو سلوكٌ طبيعي "!.
      قلت " لا أبدا !. هذا ليس صحيحا , وهذه ليست حجة لكِ عند الله تعالى . هذه أنانيةٌ عندك أختي غيرُ مقبولة . الرجلُ له حسنات وسيئات : أما الحسناتُ فمطلوبٌ منه تنميتُها والزيادةُ منها واستغلالُها الاستغلالَ الأكبر و...
      وأما السيئات فمطلوبٌ منه التعرفُ عليها وجهادُ نفسه المستمرُّ من أجل التغلبِ عليها . والمرأة لها حسناتٌ وسيئات , والمطلوب منها هو نفسُ المطلوبِ من الرجل . أما القول" هذه طبيعتنا التي خلقنا الله عليها , ومنه فنحن لا نُلام عليها " فهو قولٌ ضعيفٌ وفارغٌ ولا قيمةَ له البتة . أنا أسمعُ هذا الكلام من بعضِ النساءِ منذ كنتُ صغيرا .
      كلما نبهتُ واحدة إلى عيب من عيوب المرأة أو إلى سيئة من سيئاتها من باب النصيحة لها , إما أن تدافع عن نفسها وعن النساء وإما أن تقول " ولكن الرجلَ كذلك ..." وإما أن تقولَ " هذه هي طبيعتنا التي خلقنا الله عليها ...", وكلُّ هذه المواقف خاطئةٌ . والله ورسوله أعلم .

      15 – جلوس تلميذ مع تلميذة خلف طاولة واحدة :

      على الأستاذ أن يتجنب إجلاس تلميذ بجانب تلميذة خلف طاولة واحدة (بعد بلوغ كليهما واحتياطا بعد وصول كل منهما إلى السنة الثانية متوسط حيث تقترب الكثير من البنات من سن البلوغ ) . وابتعدَ عن الصوابِ من قال بأنه ليس في ذلك شيءٌ , بل إن في ذلك من الشرِّ ما فيه إذا أصبح عادة متبعة , و" ليس الذكر كالأنثى" كما قال رب العزة سبحانه وتعالى . والرجل عادة يكذبُ في تعامله مع المرأة , وهو يكذبُ حين يقولُ للمرأة بأنه لا بأسَ من جلوسِ الابن مع بنت خلفَ طاولة واحدة في مقاعد الدراسةِ , وبأن التلميذَ لا يتأثر فكريا ولا سلوكيا بهذا الجلوس !.
      إن جلوسَ التلميذ إلى جانب التلميذة مرفوضٌ شرعا لأكثر من سبب منها :
      ا-أنه اختلاط غير مبرر . الأستاذُ مفروضٌ عليه في بلدنا أن يُدرِّس في مؤسسات مختلطة , ولكن ليس مفروضا عليه أن يُجلسَ الذكرَ إلى جانب الأنثى .
      ب-أن التلميذَ وهو جالسٌ إلى جانب الأنثى يتأثرُ في الكثير من الأحيان – يتأثر أكثر مما تتأثر الأنثى - فيبقى أثناءَ الحصة يُفكرُ في التلميذة التي تجلسُ إلى جانبه أكثر مما يتابعُ الدرسَ الذي يلقيه الأستاذُ . هذا إن فرضنا بأنه لم يُحدثْ مع زميلته حركة لا تليقُ ولم يقلْ لها كلمة لا تجوزُ .
      وبالمناسبة أقولُ بأنني وخلال 29 سنة من التعليم الثانوي حتى الآن ( 20007 م ) لم أضرب إلا حوالي 7 تلاميذ منهم :
      تلميذٌ يدرسُ في ثانوية أم البواقي خلال السنة الدراسية 1981 / 1982 م , وجدتُه في يوم من الأيام عندما دخلتُ إلى القسمِ , وجدته جالسا مع زميلتِـه ( مع أنني حذرتُ التلاميذَ في بداية السنة من ذلك وبيتُ لهم سيئاتِ ذلك ) . سألتُ التلميذَ والتلميذةَ ثم ضربتُ التلميذَ بعد ذلك . ضربتُ التلميذَ لسبـبـين إثنين :
      الأول : أنه هو الذي فرضَ على التلميذة الجلوسَ أولا ثم جلسَ بجانبها ومنعها من تغيير المكان أو الطاولة.
      الثاني : أنه عندما سألتُه عن ذلك لم يعتذرْ إلي ولم يعتذرْ لزميلته , بل قال لي " وماذا في ذلك يا أستاذ , إنها مثل أختي !!!".
      ضربتُ التلميذَ في ذلك اليوم ثم جاءني التلميذُ في اليوم الموالي ليعتذرَ إلي : غفر الله لي وله ولزميلته ولجميع من يقرأ لي هذه الوقفات آمين .
      والله أعلم بالصواب .
      يتبع : ...




    • 19 – عن غض بصري مع التلميذات :

      صحيحٌ أنني كنتُ متشددا في أمرِ غض البصر في الثانوية في السنوات الأولى من التعليم , ثم تساهلتُ مع نفسي قليلا في هذا الأمرِ . تساهلتُ مع نفسي لسببين أساسيين (سواء كانا كافيين كعذرين شرعيين أم لم يكونا كافيين ) :
      الأول : أنني كنتُ غيرَ متزوج من قبل , ثم تزوجتُ بعد ذلك , والفرق واضحٌ جدا بين كوني متزوج أو غير متزوج , ولا يحتاج الأمرُ هنا إلى زيادة بيان أو توضيح .
      الثاني : أنني من فرط مجاهدتي لنفسي ولهواي وللشيطان من جهة , ومن فرط محبتي الكبيرة لتلاميذي – ذكورا وإناثا – التي تفوقُ بكثير محبتَهم هم ليَ أنا , من جهة أخرى . قلتُ : لهذا السبب وذاك أصبحتُ مع الوقتِ أنظرُ ربما في 95 % من الأحيان تقريبا , أنظر إلى التلميذة – خاصة وهي في الثانوية – وكأنها ابنتي بالفعل , ومنه فأنا وإن رفعتُ بصري للنظر إلى وجهها , فأنا أفعلُ ذلك معها بنية حسنة وكأنها إحدى محارمي . ومع ذلك يبقى مطلوبا من الرجل ( أي رجل ) دوما أن يجاهد نفسه من أجل غض البصر – مع النساء الأجنبيات - ما استطاع إلى ذلك سبيلا .
      والله أعلمُ بالصواب وهو وحده المعينُ , ولا حول ولا قوة إلا بالله .

      20 - بسبب رفضي لمصافحة امرأة أجنبية :

      ملاحظة : اختلف الفقهاء في حكم مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية بين مبيح ومحرم , ولكل أدلته القوية أو الضعيفة , الراجحة أو المرجوحة. وأنا بسبب ذلك أُوسِّع صدري مع من صافح لأن المسألة ليست محل اتفاق , ولكنني ألزمتُ نفسي منذ 1975 م بألا أصافح امرأة أجنبية عني قط –إلا الخطأ الذي يمكن أن يقع لي مرة واحدة كل 3 أو 4 سنوات -.
      أنا أعملُ منذ 29 سنة في التعليم بثانوية ... ( الجزائر ) التي لم أكن أعرفها ولم أكن أسمع بها إلا من خلال فريقها لكرة القدم , حين أسمع محبي كرة القدم يذكرون فريق أولمبي ....
      وأنا متزوج من مدينة ... منذ 1984 م , مع أن أهلي من مدينة القل , ولاية سكيكدة.
      وأنا - بسبب عملي وزواجي - أسكن بمدينة ... مع زوجتي وأولادي من زمان وحتى اليوم .
      والله يجعل – عادة - لكل شيء سببا , وسبب كوني بدأتُ التعليم ( ثم الزواج والسكن ) بمدينة ... , لا بمدينة سكيكدة أو القل , قلتُ : السببُ هو رفضي لمصافحة أستاذة .
      سمعتُ بعد تخرجي من جامعة ... مباشرة ( بليسانس كيمياء ) , بأن التلاميذ بثانوية ب... ينتظرون أستاذا في العلوم الفيزيائية , أي أن هناك منصبا شاغرا يجب أن يُملأ .
      دخلتُ الثانوية وتوجهت إلى قاعة الأساتذة , حيث وجدتُ مجموعة من الأساتذة - ومعهم أستاذة - هناك ( يعرفونني ويحترمونني بسبب أنني كنتُ أقدم دروسا دينية في المساجد في تلك الفترة ) . قاموا لاستقبالي ورحبوا بي ومدوا أيديهم للمصافحة . صافحتُـهم وتمنيتُ لو أن الأستاذةَ تكتفي بالترحيبِ بي من بعيد بدون أن تمدَّ يدها إلي للمصافحة .
      لكن الذي تمنيتُـه ما وقع .
      وقفتْ الأستاذة واتجهتْ نحوي لتصافحني . مدتْ يدَها نحوي فأعطيتُـها ظهري .تحولتْ إلى أمامي ومدتْ يدها ثانية , فاضطررتُ لمصارحتها " أعتذر يا أستاذة , لأنني لا أصافح النساء ". احمر وجهها ثم اصفر ثم .... واتجهتْ من فورها إلى مكتب السيد مدير الثانوية لتخبره كذبا وزورا وبهتانا " هذا أستاذ خوانجي ( نسبة إلى الإخوان المسلمين , أي متدين ) يريد التدريس , فرجاء يا سيدي المدير لا تقبله مدرسا في ثانويتنا " !!! .
      ثم خرجتْ . دخلتُ بعدها إلى السيد المدير طالبا قبولي كمدرس للعلوم الفيزيائية بالثانوية فرفض وكأن الثانوية ملكه الخاص . رفض بسبب وشاية الأستاذة التي غضبتْ غضبا شديدا , لأنني لم أصافحها واعتبرتني أهنتُها أمام زملائها , فإنا لله وإنا إليه راجعون , ولله في خلقه شؤون.
      نسأل الله لي ولها ولجميع المسلمين والمسلمات المغفرة والرحمة , آمين.

      21-عن خلوة رجل مع نساء وخلوة امرأة مع رجال :

      اختلف الفقهاء ، في خلوة رجل بأكثر من امرأة ، وفي خلوة امرأة بأكثر من رجل : هل تدخل في دائرة الخلوة المحرمة شرعا أوْ لا ؟ .
      1- ذهب المالكية والحنابلة إلى أنها من الخلوة المحظورة والممنوعة والمحرمة .
      2- واختلف الشافعية في ذلك ، ولكن الذي عليه محققوهم جواز ذلك . ورجحه الإمام النووي في ( المجموع ) ودليله الحديث : " لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مُغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان " , قال " ولأن النساء المجتمعات ، لا يتمكن الرجلُ في الغالب من مفسدة ببعضهن في حضرتهن " . والمغيبة : من غاب عنها زوجُها في الجهاد وغيره .
      3- واتفق الحنفية على أن الصور المسئول عنها , أي خلوة الرجل بنساء أو خلوة المرأة برجال لا تدخل في الخلوة الممنوعة , أي أنها جائزة ومباحة .
      وقال الكثير من العلماء " لا يجوز ركوب المرأة مع سائق ليس محرماً لها وليس معهما غيرهما ، لأن هذا في حكم الخلوة ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما ) . وأما إن كان معهما رجل آخر أو أكثر أو امرأة أخرى أو أكثر , فلا حرج في ذلك إذا لم يكن هناك ريبة ، لأن الخلوة تزول بوجود الثالث أو أكثر" .
      وقال عبد العزيز بن باز " لا حرج في خروج مجموعة من النساء ( من عائلة واحدة ) مع السائق , إذا كان الموجود من النساء اثنتين فأكثر ، وليس هناك ريبة . لا بأس من الخروج معه إلى المدرسة أو غيرها للحاجة على وجه لا ريب فيه . وإذا تيسر أن يكون معهن رجل فذلك خير وأصلح , ولكن لا يجب ذلك لأن وجود المحرم قد لا يتيسر في كل وقت لكل أحد " . وقال كذلك " لا يجوز أن ينفرد السائق بالمرأة الواحدة في السيارة , إلا أن يكون محرما لها لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم ) . أما إذا كان معه امرأتان فأكثر , فلا بأس لأنه لا خلوة حينئذ بشرط أن يكون مأموناً وأن يكون في غير سفر".
      وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله " ركوب المرأة وحدها مع السائق غير المحرم ، محرم بلا شك لأنه خلوة .وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم ) . وهذا أخطر من كثير من الخلوات التي لا إشكال فيها , لأن هذا السائق بيده التصرف في السيارة المركوبة ، فيمكنه أن يذهب بها إلى حيث شاء ثم يلجئها إلى ما يريد من الشر . وكذلك هي ربما تكون فاسدة أو يغريها الشيطان بسبب خلوتها مع هذا الرجل فتدعوه إلى أن يخرج بها إلى مكان ليس حولهما أحد , فيحصل الشر والفساد . أما إذا كان معها امرأة أخرى وكان السائق أميناً , فإن هذا لا بأس به , لأن هذا لا يعد خلوة . وعلى هذا فالواجب على المرأة إذا كانت تحتاج أن تذهب إلى السوق أو المدرسة أن تصطحب معها امرأة أخرى إذا لم يكن هناك محرم . والواجب على النساء وأولياء أمورهن أن يتقين الفتنة وأسبابها حتى لا يحصل الشر والفساد".
      ومعنى ذلك أن تعدد النساء أو تعدد الرجال يمنع تحقق الخلوة الشرعية المحرمة عند الحنفية وعند بعض الشافعية .
      ويستثنى مما سبق أهل الريبة ، أي أن وجودَ عدد من الرجال الذين لا ثقة بدينهم وأخلاقهم ، لا يمنع الخلوةَ ، وكذلك وجود عدد من النسوة سيئات السلوك ، لا يمنع الخلوةَ ، بل ربما ساعد العددُ هؤلاء وهؤلاء على الفساد. إذن وجود امرأة مع رجال سيئين أجانب يعتبر خلوة محرمة وغير جائزة وممنوعة , وكذلك وجود رجل مع نساء سيئات أجنبيات يعتبر خلوة محرمة وغير جائزة وممنوعة . وأما في الأحوال العادية الأخرى فالمسألة مختلفٌ في حكمها كما قلتُ قبل قليل .
      ولأن المسألةَ خلافيةٌ وليست أصولية فأنا من زمان لا أشترطُ على المرأةِ التي تطلبني للرقيةِ ( بعد استئذانها من أهلها أو من زوجِها ) أن يكونَ معها محرمٌ من الرجالِ أو زوجٌ . نعم إن كان معها محرمٌ من الرجالِ أو زوجٌ فذلك خيرٌ وبركةٌ , ولكن إن لم يكن ذلك معها فإنني لا أتشددُ معها وأشترطُ عليها فقط أن تكون معها امرأةٌ أو أكثر من الصديقات أو الجارات أو القريبات أو ... المستورات أو المعروفات بحسن سلوكهن ... وذلك فقط حتى لا يكونَ بيني وبينها خلوةٌ شرعيةٌ محرمةٌ لم يختلف العلماء في حكمها. إن وجودَ الرجلِ الواحد مع امرأتين أو أكثر ليس خلوة , وكذلك وجودَ المرأةِ الواحدة مع رجلين أو أكثر ليس خلوة , على الأقل عند بعض الفقهاء والعلماء قديما وحديثا .
      والله أعلى وأعلم وهو وحده العاصم من كل سوء .
      يتبع : ...






    • 19 – عن غض بصري مع التلميذات :

      صحيحٌ أنني كنتُ متشددا في أمرِ غض البصر في الثانوية في السنوات الأولى من التعليم , ثم تساهلتُ مع نفسي قليلا في هذا الأمرِ . تساهلتُ مع نفسي لسببين أساسيين (سواء كانا كافيين كعذرين شرعيين أم لم يكونا كافيين ) :
      الأول : أنني كنتُ غيرَ متزوج من قبل , ثم تزوجتُ بعد ذلك , والفرق واضحٌ جدا بين كوني متزوج أو غير متزوج , ولا يحتاج الأمرُ هنا إلى زيادة بيان أو توضيح .
      الثاني : أنني من فرط مجاهدتي لنفسي ولهواي وللشيطان من جهة , ومن فرط محبتي الكبيرة لتلاميذي – ذكورا وإناثا – التي تفوقُ بكثير محبتَهم هم ليَ أنا , من جهة أخرى . قلتُ : لهذا السبب وذاك أصبحتُ مع الوقتِ أنظرُ ربما في 95 % من الأحيان تقريبا , أنظر إلى التلميذة – خاصة وهي في الثانوية – وكأنها ابنتي بالفعل , ومنه فأنا وإن رفعتُ بصري للنظر إلى وجهها , فأنا أفعلُ ذلك معها بنية حسنة وكأنها إحدى محارمي . ومع ذلك يبقى مطلوبا من الرجل ( أي رجل ) دوما أن يجاهد نفسه من أجل غض البصر – مع النساء الأجنبيات - ما استطاع إلى ذلك سبيلا .
      والله أعلمُ بالصواب وهو وحده المعينُ , ولا حول ولا قوة إلا بالله .

      20 - بسبب رفضي لمصافحة امرأة أجنبية :

      ملاحظة : اختلف الفقهاء في حكم مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية بين مبيح ومحرم , ولكل أدلته القوية أو الضعيفة , الراجحة أو المرجوحة. وأنا بسبب ذلك أُوسِّع صدري مع من صافح لأن المسألة ليست محل اتفاق , ولكنني ألزمتُ نفسي منذ 1975 م بألا أصافح امرأة أجنبية عني قط –إلا الخطأ الذي يمكن أن يقع لي مرة واحدة كل 3 أو 4 سنوات -.
      أنا أعملُ منذ 29 سنة في التعليم بثانوية ... ( الجزائر ) التي لم أكن أعرفها ولم أكن أسمع بها إلا من خلال فريقها لكرة القدم , حين أسمع محبي كرة القدم يذكرون فريق أولمبي ....
      وأنا متزوج من مدينة ... منذ 1984 م , مع أن أهلي من مدينة القل , ولاية سكيكدة.
      وأنا - بسبب عملي وزواجي - أسكن بمدينة ... مع زوجتي وأولادي من زمان وحتى اليوم .
      والله يجعل – عادة - لكل شيء سببا , وسبب كوني بدأتُ التعليم ( ثم الزواج والسكن ) بمدينة ... , لا بمدينة سكيكدة أو القل , قلتُ : السببُ هو رفضي لمصافحة أستاذة .
      سمعتُ بعد تخرجي من جامعة ... مباشرة ( بليسانس كيمياء ) , بأن التلاميذ بثانوية ب... ينتظرون أستاذا في العلوم الفيزيائية , أي أن هناك منصبا شاغرا يجب أن يُملأ .
      دخلتُ الثانوية وتوجهت إلى قاعة الأساتذة , حيث وجدتُ مجموعة من الأساتذة - ومعهم أستاذة - هناك ( يعرفونني ويحترمونني بسبب أنني كنتُ أقدم دروسا دينية في المساجد في تلك الفترة ) . قاموا لاستقبالي ورحبوا بي ومدوا أيديهم للمصافحة . صافحتُـهم وتمنيتُ لو أن الأستاذةَ تكتفي بالترحيبِ بي من بعيد بدون أن تمدَّ يدها إلي للمصافحة .
      لكن الذي تمنيتُـه ما وقع .
      وقفتْ الأستاذة واتجهتْ نحوي لتصافحني . مدتْ يدَها نحوي فأعطيتُـها ظهري .تحولتْ إلى أمامي ومدتْ يدها ثانية , فاضطررتُ لمصارحتها " أعتذر يا أستاذة , لأنني لا أصافح النساء ". احمر وجهها ثم اصفر ثم .... واتجهتْ من فورها إلى مكتب السيد مدير الثانوية لتخبره كذبا وزورا وبهتانا " هذا أستاذ خوانجي ( نسبة إلى الإخوان المسلمين , أي متدين ) يريد التدريس , فرجاء يا سيدي المدير لا تقبله مدرسا في ثانويتنا " !!! .
      ثم خرجتْ . دخلتُ بعدها إلى السيد المدير طالبا قبولي كمدرس للعلوم الفيزيائية بالثانوية فرفض وكأن الثانوية ملكه الخاص . رفض بسبب وشاية الأستاذة التي غضبتْ غضبا شديدا , لأنني لم أصافحها واعتبرتني أهنتُها أمام زملائها , فإنا لله وإنا إليه راجعون , ولله في خلقه شؤون.
      نسأل الله لي ولها ولجميع المسلمين والمسلمات المغفرة والرحمة , آمين.

      21-عن خلوة رجل مع نساء وخلوة امرأة مع رجال :

      اختلف الفقهاء ، في خلوة رجل بأكثر من امرأة ، وفي خلوة امرأة بأكثر من رجل : هل تدخل في دائرة الخلوة المحرمة شرعا أوْ لا ؟ .
      1- ذهب المالكية والحنابلة إلى أنها من الخلوة المحظورة والممنوعة والمحرمة .
      2- واختلف الشافعية في ذلك ، ولكن الذي عليه محققوهم جواز ذلك . ورجحه الإمام النووي في ( المجموع ) ودليله الحديث : " لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مُغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان " , قال " ولأن النساء المجتمعات ، لا يتمكن الرجلُ في الغالب من مفسدة ببعضهن في حضرتهن " . والمغيبة : من غاب عنها زوجُها في الجهاد وغيره .
      3- واتفق الحنفية على أن الصور المسئول عنها , أي خلوة الرجل بنساء أو خلوة المرأة برجال لا تدخل في الخلوة الممنوعة , أي أنها جائزة ومباحة .
      وقال الكثير من العلماء " لا يجوز ركوب المرأة مع سائق ليس محرماً لها وليس معهما غيرهما ، لأن هذا في حكم الخلوة ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما ) . وأما إن كان معهما رجل آخر أو أكثر أو امرأة أخرى أو أكثر , فلا حرج في ذلك إذا لم يكن هناك ريبة ، لأن الخلوة تزول بوجود الثالث أو أكثر" .
      وقال عبد العزيز بن باز " لا حرج في خروج مجموعة من النساء ( من عائلة واحدة ) مع السائق , إذا كان الموجود من النساء اثنتين فأكثر ، وليس هناك ريبة . لا بأس من الخروج معه إلى المدرسة أو غيرها للحاجة على وجه لا ريب فيه . وإذا تيسر أن يكون معهن رجل فذلك خير وأصلح , ولكن لا يجب ذلك لأن وجود المحرم قد لا يتيسر في كل وقت لكل أحد " . وقال كذلك " لا يجوز أن ينفرد السائق بالمرأة الواحدة في السيارة , إلا أن يكون محرما لها لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم ) . أما إذا كان معه امرأتان فأكثر , فلا بأس لأنه لا خلوة حينئذ بشرط أن يكون مأموناً وأن يكون في غير سفر".
      وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله " ركوب المرأة وحدها مع السائق غير المحرم ، محرم بلا شك لأنه خلوة .وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم ) . وهذا أخطر من كثير من الخلوات التي لا إشكال فيها , لأن هذا السائق بيده التصرف في السيارة المركوبة ، فيمكنه أن يذهب بها إلى حيث شاء ثم يلجئها إلى ما يريد من الشر . وكذلك هي ربما تكون فاسدة أو يغريها الشيطان بسبب خلوتها مع هذا الرجل فتدعوه إلى أن يخرج بها إلى مكان ليس حولهما أحد , فيحصل الشر والفساد . أما إذا كان معها امرأة أخرى وكان السائق أميناً , فإن هذا لا بأس به , لأن هذا لا يعد خلوة . وعلى هذا فالواجب على المرأة إذا كانت تحتاج أن تذهب إلى السوق أو المدرسة أن تصطحب معها امرأة أخرى إذا لم يكن هناك محرم . والواجب على النساء وأولياء أمورهن أن يتقين الفتنة وأسبابها حتى لا يحصل الشر والفساد".
      ومعنى ذلك أن تعدد النساء أو تعدد الرجال يمنع تحقق الخلوة الشرعية المحرمة عند الحنفية وعند بعض الشافعية .
      ويستثنى مما سبق أهل الريبة ، أي أن وجودَ عدد من الرجال الذين لا ثقة بدينهم وأخلاقهم ، لا يمنع الخلوةَ ، وكذلك وجود عدد من النسوة سيئات السلوك ، لا يمنع الخلوةَ ، بل ربما ساعد العددُ هؤلاء وهؤلاء على الفساد. إذن وجود امرأة مع رجال سيئين أجانب يعتبر خلوة محرمة وغير جائزة وممنوعة , وكذلك وجود رجل مع نساء سيئات أجنبيات يعتبر خلوة محرمة وغير جائزة وممنوعة . وأما في الأحوال العادية الأخرى فالمسألة مختلفٌ في حكمها كما قلتُ قبل قليل .
      ولأن المسألةَ خلافيةٌ وليست أصولية فأنا من زمان لا أشترطُ على المرأةِ التي تطلبني للرقيةِ ( بعد استئذانها من أهلها أو من زوجِها ) أن يكونَ معها محرمٌ من الرجالِ أو زوجٌ . نعم إن كان معها محرمٌ من الرجالِ أو زوجٌ فذلك خيرٌ وبركةٌ , ولكن إن لم يكن ذلك معها فإنني لا أتشددُ معها وأشترطُ عليها فقط أن تكون معها امرأةٌ أو أكثر من الصديقات أو الجارات أو القريبات أو ... المستورات أو المعروفات بحسن سلوكهن ... وذلك فقط حتى لا يكونَ بيني وبينها خلوةٌ شرعيةٌ محرمةٌ لم يختلف العلماء في حكمها. إن وجودَ الرجلِ الواحد مع امرأتين أو أكثر ليس خلوة , وكذلك وجودَ المرأةِ الواحدة مع رجلين أو أكثر ليس خلوة , على الأقل عند بعض الفقهاء والعلماء قديما وحديثا .
      والله أعلى وأعلم وهو وحده العاصم من كل سوء .
      يتبع : ...






    • 24- عن الماكياجِ للمرأة : معروفٌ في ديننا :

      1- لا يجوزُ للمرأة أن تستعملَ الماكياجَ على وجهها ( إن كان مكشوفا ) أو على يديها أمام رجال أجانب .
      2- أما العطورُ فلا يجوز لها أن تضعها على جسدها إن خرجت من منزلها للتحرك وسطَ رجال أجانب , سواء كان وجهُـها مكشوفا أم لا .
      3- لا يجوز للمرأة أن تتوضأَ للصلاةِ أو تغتسلَ للصلاةِ والأصباغُ على يديها أو على وجهها , لأن "الصبغة" تمنعُ وصولَ الماءِ إلى البشرةِ , ومنه فإن وضوءَها يكون بذلك باطلا , وصلاتَها التي ستصليها بهذا الوضوء أو بهذا الاغتسال ستكون باطلة تبعا لذلك .
      4- استعمالُ الـمـرأةِ للعطورِ في بيـتِـها أمامَ زوجِـها أو أمام محارمها من الرجال جائزٌ بإذن الله ولا شيءَ فيه شرعا , بل إن استعمالَ العطورِ أو المسك أو العنبر أو ما شابه ذلك , استعمالَهُ من طرف المرأةِ كوسيلة من وسائلِ تزينها لزوجها هو أمرٌ مستحبٌّ يجعلُ زوجَـها يحبها أكثرَ , كما يُعَظِّمُ أجرَها عند الله تعالى .
      وأنا منذ كنتُ صغيرا كنتُ أكرهُ الماكياجَ ( الذي بدأ في ذلك الوقت يظهرُ هنا في الجزائر , أي في الستينات ) كرها شديدا ولا أستسيغه لا في المواضعِ التي يجوزُ فيها شرعا ولا في المواضعِ الأخرى المحرمةِ . وعندما تزوجتُ وجدتُ أن من الاتفاقات الجميلة أن زوجتي كذلك تكرهُ الماكياجَ منذ كانت صغيرة , ولما رأت أنني أنا كذلك أرفضُه ازدادت كراهيتُـها له , وما استعملـتْـهُ في يوم من الأيام لا قبل الزواج ولا بعده , لا أمامي ولا أمام واحد من محارمها من الرجالِ . هذا مع ملاحظة أن الذي يقوم بالدعاية والإشهار للماكياج وللأصباغ المختلفة هم عموما تجار يريدون جمعَ الأموال الطائلة بالحق وبالباطل وليسوا أطباء يريدون صحة المرأة وسلامتها .
      أنا أرى – وزوجتي كذلك توافقني على ذلك- أن أفضلَ زينة للمرأةِ هي : الوضوءُ , والنظافةُ , واللباسُ الحسن , والكحلُ , والحناءُ , والسواكُ والطيب أو العنبر أو المسك أو...غيرُ ذلكَ من مصادر الروائح الطيبة .
      والله أعلم بالصواب .

      25- لا يجوز اطلاعُ الراقي على عورة المرأة مهما كان نوعُ مرضِها ! :

      طلبني رجل في يوم من الأيام لأرقي زوجته لأنها كانت قد أصيبت بعد النفاس مباشرة بمرض في رجليها (ساقين وفخذين ووسط جسد) استمر لما يزيد عن الشهر واستعصى على الأطباء علاجه . سمعت منها ما جعلني أميل إلى أنها قد تكون مصابة بسحر . وعندما عزمت على الرقية , قرأت لها قرآنا في قليل من الماء فشربته وسألتها إذا كان قد ظهر عليها شيء . بعد ذلك طلبت منها أن تضطجع على فراش أعدته لها أمها , وكنت أنتظر حتى يستوي أمرها على الفراش وتغطي جسدها كما يلزم ثم أقرأ لها قرآنا على الناصية بعد ذلك فإذا بي ألمح من طرف العين أن أمها رفعت الغطاء من الجهة السفلى من جسد ابنتها المريضة وقالت لي " تفضل يا شيخ !!! " فقلت لها : "معاذ الله . ماذا تفعلين ؟! " قالت " كشفت لك عن موضع الألم من ابنتي لتفحصها !" قلت لها : " أستغفر الله. إن هذا حرام ثم حرام . إن الفرق واضح وشاسع بين الطب العضوي والرقية . أما في الطب العضوي فيجوز للطبيب -مع عدم وجود طبيبة-أن يطلع على عورة المرأة المغلظة إذا كان الفحص وتشخيص المرض والعلاج يستدعي ذلك , أما من أجل علاج السحر أو العين أو الجن بالرقية الشرعية فلا يجوز أبدا رؤية غير الوجه والكفين من المرأة ولا يجوز مس ولو شعرة من رأسها مهما كان الجزء الذي يؤلمها من جسدها".بعد الرقية بأيام قليلة اتصل بي أهل المرأة فأخبروني بأنها شفيت تماما والحمد لله رب العالمين .
      يتبع : ...






    • 26- ما أقبحها من صورة للعروس في ليلةِ زفافها ! :

      منذ حوالي 15 سنة حضرتُ زواجَ إحدى قريباتي . وفي الليلة التي سبقت عرسَها أو سبقت زواجَـها ( وبعد العشاء من تلك الليلة ) طلبني أبوها على جناحِ السرعة . ذهبتُ إليه فأخبرني بأن ابنـتَـه العروسَ تريدني من أجل طرح بعض الأسئلة الفقهية علي . توقعتُ أن تكون الأسئلةُ مستعجلة وأن تكون الأسئلةُ خاصة بالنساء , بحيث يستحي الرجلُ عادة أن يطرحها عوضا عن ابنـته خاصة في ليلة ما قبل زواجها , ومنه قلتُ له " مرحبا بابنـتك وأسئلتها " . نادى ابنـتَـه التي كانت في حجرة مجاورة فدخلت علينا . طرحت علي ما شاءت من الأسئلة وأجبتها على أسئلتها بتوفيق من الله , وكانت الأسئلةُ على خلافِ ما توقعتُ : كانت عامة وليست خاصة , ولم تكن مستعجلة . ومع ذلك ما دمتُ قد أتيتُ عندها وطرحتْ علي أسئلـتَـها فإنني أجبـتُـها . وكان يمكن أن أجيبها بالتفصيل عما سألتْ عنه وأن أجيـبَـها كذلك عما لم تسألْ عنه , كما كان يمكن أن أستغلها فرصة – كعادتي – لتقديم النصائح والتوجيهات المناسبة لها , كما ... ولكنني وعلى خلاف العادة أجبـت العروسَ باختصار شديد وعما سألت عنه فقط , ثم دعوتُـها بطريقة غير مباشرة للإنصراف. لماذا ؟ , لأنني رأيتُ أمامي عجبا حينما دخلتْ علينا هذه العروسُ أنا وأبوها . رفعتُ بصري لأنظرَ إليها على اعتبار أنها من محارمي , ولكنني رأيتُ ما جعلني أغضُّ بصري في الحين لأجيبَ عن أسئلتها بسرعة ولأصرفها بسرعة عني وعن أبيها بطريقة لبقة . المرأةُ – في أصلها - كائنٌ جميلٌ جدا , وهي من أجملِ ما في الكون ( ماديا ) , ومنه فهي تجلبُ إليها الرجلَ عادة سواء كان أجنبيا عنها أو كان من محارمها [ وإن كان الجلبُ يختلف في طبيعته بين الأجنبي عنها ومحرمها ]. وأنا مع هذه العروسِ بالذاتِ فإنني كنتُ سأغضُّ بصري عنها بسرعة وأصرفُـها عني بسرعة , حتى ولو كانت أجنبية عني . وبصراحة لن أفعل هذا , فقط لأنها أجنبية عني ولأن الله طلب منا – نحن الرجال - غض البصر عن الأجنبيات عنا , ولكنني كنتُ سأغض بصري عن هذه العروس – حتى ولو كانت أجنبية عني - لبشاعةِ المنظرِ الذي رأيـتُـه أمامي , وهو من أبشع المناظر التي رأيـتُـها في حياتي . وهذا الذي رأيـتُـه منها رأيته في حوالي 5 أو 10 ثواني فقط .
      1-رأيتُ عروسا , وجهةُ نظري فيها أنها لا تشبهُ المرأةَ ولا تشبهُ العروسَ . رأيتُ عروسا لا أذكرُ من صورتها إلا اليدينِ وما تعلق بالجزء العلوي من جسدها , أي العنق وما فوقه .
      2-رأيتُ يدين بأظافر طويلة ومصبوغة لا تشبه يدي عروس , ولكنها تشبهُ يدين أو رجلين لحيوان مفترس.
      والحنة في نظري تُجمل المرأةَ ولكن الأصباغَ - خاصة إن زادت عن التوسط والاعتدال – تُقبحها وتُشوه صورتها كل التشويه .
      3-رأيتُ وجها يشبه كلَّ شيء إلا أن يشبهَ وجهَ امرأة : وجها على سطحه أشياء اصطناعية تلمعُ من بعيد , ولا تعبِّـرُ عن أي جمال حقيقي , بل هو لمعانٌ يقول بلسانِ حاله بأن هذا الجمالَ لوجه المرأة هو جمالٌ كاذبٌ , وما أبعد الفرقَ بين المسكِ أو العنبر أو حتى العطور الكحولية وبين هذه الأشياء اللامعة التي تُـقبِّح ولا تُـجَمِّـل والتي تكذبُ ولا تصدُقُ .
      4- رأيتُ أصباغا على وجه المرأة سمكُـها كبيرٌ جدا وتُـغطي مساحة كبيرة جدا من وجه المرأة بالطريقة التي تُـصبحُ معها العروسُ تصلحُ – في نظري – أن تكون وسيلة لتخويف الغير خاصة في أماكن مظلمة , ولكنها لا تصلحُ أبدا أن تكون عروسا تـتـزينُ لزوجها من أجل إدخال الفرحة على قلبه وكذا من أجل تحصينه . رأيت أصباغا يصعبُ معها أن تعرفَ أين هو وجه المرأة الحقيقي لأن أغلبه مُغطى بالأصباغِ .
      5-رأيتُ عينين مصبوغٌ محيطُ كلّ منهما بالأصباغِ من كل لون , والصبغةُ تغطي كذلك الرموشَ والأجفانَ . رأيت عينين لم يـبـق أمامَ العروسِ أو صاحباتها أو أهلها أو ... إلا أن يُدخلوا الأصباغَ إلى داخل العينينِ من العروسِ ليطمسوا لها بصرَها نهائيا . ما أبعدَ الفرقَ بين الكحلِ للعينينِ وبين هذه الأصباغ القبيحة والمـَقَـبِّـحـة .
      6- ولكنَّ أبشعَ ما رأيتُ في تلك الليلةِ هو شعر هذه العروسِ : ومهما وصفتُ الشعرَ وشكلَـه فلن أقدرَ مهما كنتُ شاعرا أو أديـبا أو لُـغويا أو فيلسوفا أو ... الذي أنا متأكدٌ منه – على الأقل من وجهة نظري – هو أن شعرَ هذه العروسِ كان يُـشبه كلَّ شيء إلا أن يُـشبه شعرَ إنسان ولا أقولُ شعرَ امرأة ولا أقولُ شعرَ عروس . رأيتُ شعرا كأن الماشطة طُـلبَ منها أن تُـشوِّشه لا أن تُـصلحَـه وتُـزينه , أن تُـقبحه لا أن تُـجمله , أن تَـخلطه لا أن تُـنظِّـمه , أن تخلطَـه وتُـشبكه لا أن تُـسرحه , ... والشعر كذلك مصبوغٌ بطريقة مبالغ فيها , وكان عليه أشياءٌ تلمعُ لمعانا زائدا : لمعانَ الكذبِ والزور والبهتانِ .
      وباختصار لقد رأيتُ في تلك الليلة منظرا تمنيتُ أن لا أراه في حياتي كلِّـها . وبعد أن خرجت العروسُ وغادرتُ أنا دارَ أبيها جلستُ مع نفسي لأسترجعَ ما مرَّ بي وعليَّ , وكأنني كنتُ في حلم مزعج .
      وأنا أنبه في نهاية هذه الوقفة من ذكرياتي إلى جملة مسائل :
      1- الحنةُ , والسواك , والمسك والعنبر وكذا العطور الكحولية و... والكحلُ أفضلُ مليون مرة من الأصباغ المختلفة .
      2- الذي يقوم بالإشهارِ للأصباغ التي تضعها المرأةُ على يديها أو وجهها أو عينيها أو شعرِها تجارٌ وليسوا أطباء .
      3- أجملُ امرأة في العالم هي المرأةُ الطبيعية .
      4- الذي يُـقدِّرُ جمالَ المرأة التقدير الأسلمَ هو الرجل ( وليس المرأة ) قبلَ أن تكونَ هي المرأة , ومنه فلا يليقُ أن يقولَ لي قائلٌ " أنت يا هذا رجلٌ , ولذلك أنتَ لا تعرفُ ما يُجمِّلُ المرأةَ وما يُقبحُـها ".
      5- يصل حاليا ثمنُ أو تكلفةُ "ماشطة العروس" , يصل أحيانا إلى مليون سنتيم ( وهو ما يعادل نصف مرتب موظف عادي في الجزائر لشهر كامل ) , وهذا مبلغٌ باهظ جدا وكبير جدا وضخمٌ جدا , وهو نوعٌ من أنواع الجنون عند البعض من أبناء وبنات هذا الجيل . وأنا أعتبر دوما بأنه لا يليقُ أن تحترمَ العاداتِ والتقاليدَ إلا بشرطين وهما : كون العادة أو التقليد حلالٌ في الشرع , ثم كون العادة والتقليد غير مكلفة للمسلم التكليف الزائد والشاق . إذا لم يتوفر الشرطان معا , فلا يليق احترامُ العادة أو التقليد . ومنه فإنني أقولُ بأنه غير مقبول نهائيا وغير مقبول البتة من ولي العروسِ أن يترك ابنـته العروسَ تخسرُ هذا المبلغَ الباهظ من أجل " الماشطة " . إنني أعتبر أن في هذا من الإسراف والتبذير ما فيه , فضلا عن أنه لا يُـجمِّل المرأةَ أبدا بل إنه يُـقبحُها كل القبح . والعادةُ جرت في الكثير من الأحيان ( ولا أقول دوما ) – وهذا رأيي- على أنه كلما كان المبلغُ أكبرَ كلما كانت " المشطةُ " أسوأَ وأقبحَ .
      6- العروسُ في العادة تخسرُ ما تخسرُ على الأصباغ وكذا على الماشطة , لا لأنها مقتنعةٌ بصواب ذلك ولكن لسببين آخرين : أولهما مراعاة لعادات وتقاليد النساء , حتى لا يقال عنها بأنها لم تفعل مثلَ " الناس" , وثانيهما من أجل التفاخرِ مع غيرها حين تخبرهن بأنها دفعت من أجل زينتها ومن أجل " مشطتها " مبلغا أكبر مما دفعت أيُّ عروس أخرى .
      7- العروس تفعل بمناسبة زواجها ما يُـقبحها لا ما يُـجملها حقيقة , وتخسر ما لا يجوز لها أن تخسرَه و... وهي تعلمُ خطأ ذلك . ولقد سألتُ خلالَ سنوات وسنوات , سألتُ عشراتِ العرائس وربما مئات النساء الأخريات فأجابتني الأغلبيةُ الساحقةُ منهن بأنهن يفعلن ذلك فقط من أجل " الناس" ليس إلا .
      نسأل الله أن يحفظنا وأن يحفظ نساءنا وأن يُـطهر أعراسَـنا من كل بدعة أو حرام أو إسراف أو تبذير آمين.

      27-أولُ امرأة طلبتُها للزواجِ قبلَ زوجتي :

      تزوجتُ من مدينة ميلة ( العقد يوم 30/ 8 / 1982 م , والدخول يوم 13 جويلية 1984 م ) . ولكن قبل أن أتزوجَ بزوجتي حاليا وشريكةِ حياتي وربةِ بيتي وأمِّ أولادي و... طلبتُ 4 بنات : 3 من مدينة القل (مسقط رأسي) وواحدة من مدينة ميلة ( مسقط رأس زوجتي) , وقدَّرَ اللهُ أن لا أتزوجَ بأي واحدة منهنَّ .
      أما الأولى فكانت تلميذة حاصلة على شهادة البكالوريا من ثانوية القل , وكانت أول تلميذة تلبسُ الحجابَ في الثانوية حوالي عام 81 – 82 م . طلبتُها لدينها ليس إلا , وكنتُ لا أعرفُ حتى صورتَـها ولم أرَها ولو مرة واحدة قبل ذلك . بل إنني لم أطلبْ حتى صورتَها – مع أن ذلك عُرضَ علي ورفضتُ - , ولم أطلبْ ولو رؤيتَـها في بيتها أمام محارمها - وهو أمر جائز أو مستحب في ديننا - . طلبَ أبوها من أبي – رحمه اللهُ - مهلة للتفكير ولاستشارة ابنته وللسؤال عني , وبعد أيام أعلن لأبي رفضَه . وكان السببُ هو " إبنك خوانجي ( أي متدين نسبة إلى الإخوان المسلمين ) , وأنا لا أعطي ابنتي لخوانجي !". ثم سمعتُ فيما بعدُ من بعضِ الإخوة والأخوات بأن الفتاةَ كانتْ موافقة على زواجها مني , وأهلُـها كلُّـهم كانوا موافقين على زواجي ممن طلبتُ , ولكن الأبَ مارس دكتاتوريـتَـه على أهلِـه وابنـته ومنعني من أن أتزوج ابنـتَـه , خاصة وأنه كان مسئولا في حزب جبهة التحرير الوطني ( حزب السلطة والحزب السياسي الوحيد في البلاد في ذلك الوقت ) .
      وهنا أقولُ وأعلِّـقُ :
      1- مُهمٌّ جدا أن لا يطلبَ الرجلُ في المرأةِ التي يريدُها أن تكونَ زوجة له , أن لا يطلبَ إلا الدينَ أولا , قبل أن يطلبَ الجمالَ أو النسبَ والحسبَ أو المالَ أو القدرةَ على شؤون البيت أو الثقافةَ والشهادةَ العلمية أو...
      2- مُهمٌّ جدا أن لا تتزوج المرأةُ – أية امرأة - إلا برضى والديها خاصة وبرضى أهلها عامة , ولكن مُهمُّ جدا كذلك أن لا يمنعَ الأبُ ( أو الأهلُ بشكل عام ) ابنتَهُ من أن تتزوجَ ممن تُـحبُّ إن كان من أحبَّـتهُ صاحبَ دين وخلق وأمانة و...ولم يكن فيه عيبٌ من العيوب . يا ليتَ الأبُ يُـفكرُ 100 مرة قبل أن يمنعَ ابنَـتَـه أن تتزوجَ ممن تحبُّ . وكما أنه هو عندما كان صغيرا تزوجَ هوَ بمن أحبَّ من النساءِ , فمن حق ابنته اليومَ أن تتزوجَ بمن تحبُّ من الرجالِ , بلا فرقَ , وهذا هو منتهى العقلِ والمنطق والشرعِ .
      3- عند الناس عموما الضدان السيئان , كما أن عندهم الإفراط السيئ والتفريط المذموم :
      ا- نجد في مجتمعاتنا رجالا يتركون الحبلَ على الغارب لبناتهم ليفعلوا ما يشاءون بلا أدنى حسيب أو رقيب من البشر , ومنه فإننا نجد البنتَ تدخلُ – عند بعض العائلات - إلى البيتِ وتخرج منه كما تشاء وبلا إذن من أحد , وتلبسُ ما تُـحبُّ من اللباسِ الجائزِ والحرامِ , وتخالطُ من الناسِ من تريد داخلَ البيتِ أو خارجَه , وتتصلُ بمن تشاءُ من الرجالِ بالهاتفِ وبالرسائلِ المكتوبة وبالاتصالِ الجسدي , بدون أن تجد أيا كان من أهلِـها يعترضُ عليها أو يقول لها " لـمَ ؟ " أو " قفي عند حدك " أو يحاسبُها أو يوبخها أو يعاتبها أو يلومها أو ... كما نجد هذه البنت تـتـزوج – حين تتزوجُ إن تزوجتْ - كما تحبُّ هي وتريد وتشاء – هي فقط - بغض النظر عن رأي أهلها , وبغض النظر عن كون الرجل الذي تريده زوجا لها صالحا أم طالحا !!!.
      ب- وفي المقابل نجد في مجتمعاتنا رجالا يمارسون الدكتاتورية ضد بناتهم فلا يسمحُ الواحدُ منهم لابنته أن تخرجَ من البيت إلا نادرا , ويمنعُـها من إكمالِ دراستها بعد الانتهاء من الابتدائي مباشرة
      ( ويمكنُ أن يمنعُـها من الدخولِ إلى المدرسةِ أصلا ) , ويمنعُـها من المخالطةِ إلا للقريبةِ جدا من عائلتها , ويمنعُـها أن تُكلمَ أو تنظرَ إلى أي رجل أجنبي مهما كانت الأسبابُ . وحتى إن مرِضت ولم تجد إلا طبيبا رجلا فإنها يمكن أن تموتَ ولا تعالج نفسَها , و...وعند وصولِـها لسنِّ الزواجِ فإن الوليَّ لا يسمحُ لها بأن تتزوجَ إلا بمن يحلو له هو لا هي , ثم ليسَ للبنتِ الحقُّ في أن ترى هذا الرجلَ أو تُكلمَه (ولو أمام أهلها وفي وجود محارمها) أو تعرفَ عنه شيئا , وإنما يُـفرضُ عليها الزوجُ بالقوة وتؤخذُ هي - وكأنها أمة - إلى بيتِ زوجها ليَـدخلَ بها رجلٌ لا تعرفُ عنها أيَّ شيء !!!.
      ما أبعد التناقضات في مجتمعاتنا , ولله في خلقه شؤون .
      نسألُ الله أن يحفظنا في الدنيا وفي الآخرة آمين .
      يتبع :...



    • -إن لم تغير الفتاةُ لباسَها فلن تدخلَ العروسُ بيتَ زوجِـها إلى يوم القيامة !:

      أنا مقتنعٌ هنا – وأنا مع وقفة من الوقفات المتعلقة بالأعراس - بجملة أمور مهمة وبسيطة وبديهية , أذكرُ منها :
      1- إن أردتَ أن تعرفَ مستوى مجتمع من المجتمعاتِ الإسلاميةِ الصغيرة أو الكبيرة ( قُـربا من الإسلامِ أو بعدا عنه ) فانظرْ إلى حالِ الأعراسِ فيها . إنْ وجدتَ بأن الولائمَ والأعراسَ نظيفةٌ وطيبةٌ وتكادُ تكونُ خالية من أيِّ بدعة أو محرم , فاعلمْ أن المجتمعَ بخير بإذنِ اللهِ . وأما إن وجدتَ غير ذلكَ , أي إن وجدتَ بأن العرسَ سيءٌ وخبيثٌ وأن أغلـبَـهُ بدعٌ ومحرماتٌ تُرضي الشيطانَ وتُغضبُ الرحمانَ , فاعلمْ أن المجتمعَ بِشَرّ والعياذُ بالله وأنه يحتاجُ إلى الكثيرِ من الجهدِ والوقتِ والمالِ من أجل إصلاحهِ.
      2- إن أغلبَ مفاسدِ أعراسِ المسلمينَ اليومَ آت من النساءِ ضعيفاتِ الإيمانِ , ومن الرجالِ الذين يُسَـلِّمون غالبا زمامَ توجيهِ الأمورِ في الولائمِ والأعراسِ لهؤلاء النسوةِ البعيداتِ عن الإيمانِ الحقيقي بالله واليوم الآخرِ , سواء كنَّ زوجات أو أخوات أو بنات أو أمهات , أو ... الخ...
      3-المرأةُ في العرسِ – مهما كانت ضعيفةَ الإيمان أو بعيدة عنِ الإسلامِ - , إن وجدتْ رجلا مسئولا عن إدارةِ أمورِ العرسِ , إن وجدتهُ مسلما مؤمنا قويَّ الشخصيةِ حازما جادا يُـحسِنُ إلى النساءِ ولكنهُ يقيمُ حدودَ اللهِ في العرسِ ولا يسمحُ بحرام أو بدعة ولا يخافُ في اللهِ لومةَ لائم , فإنها قد تستاءُ منه في البدايةِ ولكنها بإذنِ اللهِ غالبا ستهابهُ بعد ذلك ثم ستحترمهُ في النهايةِ . وأما إن وجدت رجلا ضعيفَ الشخصيةِ لا يُـهِـمُّـه في العرسِ إلا أن يفرحَ الناسُ بالحلال أو بالحرام , ولا يُـهِـمُّـه إلا إرضاءُ النساءِ والناسِ ولو بسخطِ الله تعالى , فإنها قد تفرحُ بهِ في البداية , ولكنها بإذن الله وغالبا ستحتقِرُهُ بعد ذلك ولن تحترمَهُ في النهايةِ أبدا .
      في يوم من الأيام ومنذ حوالي 20 سنة , تزوجَ بنُ عم لي بإحدى قريباته , وكان العريسُ قد كلفني أنا وأخي الأكبرَ بالمسؤوليةِ عن العرسِ : أنا في المسائلِ الشرعيةِ حتى لا أسمحَ بحرام أو بدعة في العرسِ , وأخي الأكـبـرُ في المسائل التقنية المتعلقة بالأكل والشرب والمواعيد والسيارات وشراء مستلزمات العرس وغير ذلك ... وعندما ذهبنا يوم الجمعةِ صباحا إلى القريةِ التي تسكنُ فيها العروسُ لنأتي بها إلى بيتِ زوجها , لاحظنا أن إحدى المرأتين اللتين خرجـتا معها من بيتها إلى السيارةِ ( جرت العادةُ على أن امرأتين تقودان العروسَ من بيتِ أهلها إلى دارِ زوجِـها ) كانت خارجة مع العروسِ وهي متبرجة ( لابسة لـثياب قصيرة , والفتاةُ عارية الصدر والشعر والعنق و.. ) , مع أنني أنا وأخي اتـفقنا مسبقا مع أهل العروس من أجل أن لا يخرجَ مع العروس إلا امرأتان متحجـبـتان . أكدنا – قبل ذلك وبعد ذلك - لأهلِ العروس على أن المرأةَ وإن لم نستطعْ أن نفرضَ عليها الحجابَ بعيدا عن العرسِ , ولكنـنا نريدُ لها إذا تحركت معَ العروسِ فيما بـيـن بيتِ العروسِ ودار زوجها , نريد لها أن تتحرك بحجابها الكاملِ , وذلك حتى تصلَ إلى بيتِ العريسِ , ثم عندما ترجعُ إلى أهلها فـلـتـلبسْ ما تشاء بعد ذلك : إن أحسنتْ أحسنتْ لنفسِـها وإن أساءت فعلـيـها. أشرنا إلى أهلِ العروس بأن يُـرجعوا تلك الفتاة إلى بيتِ العروسِ إما من أجلِ أن تُـغـيِّـر لباسَـها وإما من أجلِ أن تُـستبدلَ بامرأة أخرى مُـتحجبة كما يحبُّ اللهُ ورسولهُ . رجعت الفتاةُ ورجعتْ معها العروسُ والمرأةُ الأخرى , ووقع لغطٌ داخلَ بيتِ العروسِ بين من يريدُ أن يعملَ بنصيحتنا وبين من يريدُ العنادَ . استشارني أخي الأكبرُ " ما رأيكَ يا عبد الحميد ؟! " , فقلتُ لهُ " لا نقبلُ منهم أبدا إلا أحدَ أمرين : إما نفس الفتاة بلباس مقبول شرعا , وإما امرأة أخرى متحجبة مكانها . وأما أن تُـصِرَّ هذه الفتاةُ على أن تذهبَ هي مع العروسِ وبهذا اللباسِِ الفاجرِ بالذاتِ فإننا لن نقبلَ منهم هذا أبدا ". قال لي أخي " وليكن الأمرُ كما رأيتَ " . اتصل أخي بأهلِ العروسِ وأكَّدَ لهم ما نحن عازمون عليه , فقال له أبُ العروسِ ( الذي كان معـنـا بقلبه , ولكنه كان في واقعه مع أهله من النساء ) " أنا معكم يا ... ولكنني مغلوبٌ على أمري . النساءُ رفضن إلا أن تـخرجَ نفسُ الفتاةِ مع العروسِ وباللباسِ الذي تريدُ هي لا الذي طلبتم أنتمْ منها " . قلتُ عندئذ أنا وأخي لأب العروس ولمجموعة كبيرة من رجال أهله , قلنا لهم وبصوت عال " إننا نعطيكم ربع ساعة فقط , ووالله إن لم تخرجْ العروسُ بحجابها ومعها امرأتان كل واحدة منهما بحجابها , والله لن تدخلَ العروسُ إلى بيتِ زوجِـها إلى يوم القيامة "!.
      أنا أعرف الآن – 2007 م - أن هذه الكلمةَ قاسيةٌ جدا , وأن هذا الموقفَ متشددٌ جدا , ومع ذلك فإنني أرى أن الذي دعا إليه سببان أساسيان : الأولُ أنني كنتُ صغيرا في ذلك الوقتِ , ومن خصائصِ الشبابِ الحيويةُ والنشاطُ والاندفاعُ الزائدُ سواء في الخير أو في الشر . ومنه لو وقعتْ هذه الحادثةُ اليوم وعمري 52 سنة ( وليس 32 سنة ) , فلربما تصرفتُ حيالها بطريقة أقل تشددا . وأما الثاني فهو أن الواحدَ منا يجدُ نفسَـه ميالا للتشددِ الزائدِ كلما رأى الطرفَ الآخرَ متساهلا التساهل الزائدِ , ولذلك فإنني عندما رأيتُ من الطرفِ الآخرِ نوعا من الاستهتار بالدينِ وبالحجابِ فإنني تشددتُ أنا عندئذ .
      أعطينا أهلَ العروسِ مهلة ل 15 دقيقة , وسمعنا بعد ذلك لغطا أكبر من سابقة , سمعناه يأتي من داخل بيتِ العروس , وكنتُ أنا وأخي مصممين على تنفيذ ما هددنا به , خاصة ونحن قد تلقينا الضوءَ الأخضرَ من العريسِ حين أعطانا المسئولية الكاملة , وكان يثق فينا الثقةَ الكافية والحمدُ لله . هذا كله مع ملاحظة أن السيارات كلها كانت تنـتـظرُ خلالَ كلِّ تلك الفترة الماضية الإشارةَ من أخي لـتـتحرك راجعة إلى دار العريس , وكنا في المقابلِ أنا وأخي ننتظرُ خروجَ العروسِ والمرأتين كما اشترطنا نحنُ على أهل العروسِ .
      وصدِّقْ أيها القارئ أو لا تصدقْ , فإنه وبعدَ حوالي 10 دقائق ( أي قبل انـتهاء المهلة بحوالي 5 دقائق ) خرجت العروسُ ومعها المرأةُ المحجبةُ التي خرجت معها في المرة الأولى , وكذلك خرجت معها فـتاةٌ ( غيرُ الأولى ) بحجابها وكذا بنقابـها , والحمد لله رب العالمين . ولكن كان الأمرُ واضحا بأن بعضَ أهلِ العروسِ كانوا غاضبين منا ومن تشددنا – أنا وأخي - , ومن علاماتِ غضبهم أن أمَّ العروسِ لم تخرجْ مع ابنتها لتذهبَ معها إلى بيت أو دار العريس ( جرت العادة على أن أمَّ العروس تذهبُ مع ابنتها العروس إلى بيتِ الزوج لترجعَ إلى بيتها هيَ بعد بضع ساعات أو بعد بضعة أيام أو بعد أسبوع كامل . أعطينا عندئذ الإشارةَ للسيارةِ الأولى لتنطلقَ ولتنطلقَ معا بقيةُ السياراتِ وكذا نحن ( أنا وأخي ) وجميعُ الموكبِ , لنأخذَ العروسَ إلى دارِ زوجها .
      لم تخرج أمُّ العروس مع ابنتها في ذلك اليوم تعبيرا منها عن غضبها علينا - أنا وأخي - وعن زوج ابنتها الذي أعطانا الضوءَ الأخضر لنُسَـيِّـرَ العرسَ كما نرى نحن ذلك مناسبا .
      قلتُ : لم تخرجْ أمُّ العروسِ ( وهي قريـبة من قريباتي أنا ) مع ابنتها في ذلك اليوم , ولكنها لحقت بابنـتها في الغد بعد أن هدأ غضبُها . والذي أفرحني أكثر في هذه القصة , ومازال يُـفرحني حتى اليوم , أن العريسَ قالَ لعمـتـه ( أم زوجته ) عندما ذهبت عنده في اليوم الموالي من العرسِ , قال لها بلهجة حازمة وجادة وقوية وشجاعة وبصوت مرتفع " والله يا عمتي : لو أن عبد الحميد وأخاه تركا زوجتي ولم يأتيا بها إلي بالأمس , والله ما كانت عندئذ لتدخلَ بيتي إلى يوم القيامةِ "!.
      غضبت أمُّ العروس في ذلك الوقت علي وعلى أخي وعلى زوج ابنتها ولكنها وبعد أيام قليلة فقط سكن غضبُها , وتحول غضبُـها علي إلى محبة لي , ما دمتُ فعلتُ ما فعلـتُهُ إرضاء لله . ومن ذلك اليوم وهذه المرأة تحبني وتحبني كثيرا , وأذكرُ أنني التقيتُ بها في آخر مرة ( وبعد 20 عاما من تلك الحادثة ) , التقيتُ بها في نهاية صيف
      2007 م ( شهر أوت ) في بيتها حيث فرحت بي أيما فرح , وصدق الله العظيم " ومن يتوكل على الله فهو حسبه " , أي كافيه .
      والله ورسوله أعلم , وهو وحده الموفق والهادي لما فيه الخير .

      29- أقصرُ مدة "حـنة" للعروس في عُـرس من الأعراس ! :

      أنا أظنُّ أن مواعيدَ النساءِ غيرُ مضبوطة خاصة في مناسباتِ الأعراسِ , ولكونِ جُل الرجالِ مغلوبين من طرفِ النساءِ خاصة في الأعراسِ فإن فوضى المواعيدِ غيرِ المضبوطة تصبحُ أكثر وضوحا . قلتُ : مواعيدُ النساء غير مضبوطة , ومنهُ فقد تقولُ لكَ المرأةُ " يلزمنا من أجل فعل (كذا ) ساعةٌ واحدة من الزمانِ " مثلا , ولكنها تبقى معها ساعتين . وقد تقولُ لكَ المرأةُ – زوجةٌ أو أخت أو أمّ أو بنتٌ أو... – " أنا الآن آتيةٌ معكَ " , ومع ذلكَ لنْ تصلَ إليكَ ولن تأتيكَ بالفعلِ إلا بعدَ ربعِ ساعة أو أكثر أو نصف ساعة أو ... وهكذا قِسْ على هذين المثالين مئاتِ الأمثلةَ الأخرى المشابهةَ من مناسباتِ الأعراس أو من غيرها . في يوم من الأيام – ومنذ حوالي 15 سنة - كنتُ أنا وزوجتي مدعوين إلى عُرس من الأعراسِ , من طرفِ أهل العريسِ , وكنا مدعوينِ عشيةَ ذلك اليومِ للذهابِ إلى بيتِ العروسِ من أجل " الحنة " للعروسِ في تلك الليلةِ , قبل أن نذهبَ في الغدِ للإتيان بالعروسِ إلى بيتِ زوجِها . ولما كانَ أهلُ العريسِ أعطوني – مع بدايةِ العرسِ- أنا وزوجتي المسؤوليةَ الكاملةَ على مراقبةِ العرسِ من أجلِ تخليصهِ من بدعِ ومحرماتِ الولائمِ الكثيرةِ والمنـتشرةِ في أغلبِ أعراس الناسِ اليوم أو في ذلك الوقتِ ( زوجتي على مستوى النساء وأنا على مستوى الرجالِ ) , وكذا من أجلِ مراعاةِ النظامِ العام في العرسِ . طلبتُ من زوجتي أن تستشيرَ النساءَ عن الموعدِ المناسبِ لـ " الحنة " ذهابا وإيابا , ولكنني طلبتُ منها أن تؤكدَ لهن بأن الموعدَ بعد أن يُضبطَ , يجبُ أن يُحترمَ ,وبأننا لن نقبلَ أيَّ تسيب أو فوضى في الموعدِ. اتفقت النسوةُ على أن يكون الموعدُ 10.00 ليلا (ذهابا ) , والواحدة صباحا ( إيابا ) . ذهبتُ أنا وحوالي 5 رجال و 6 نسوة قبيلَ العاشرةِ ليلا إلى بيتِ العروسِ . قضيتُ أكثرَ من ساعتين ونصف أنا ومن معي من رجالِ أهلِ العريس مع أهلِ العروسِ من الرجالِ , قضينا هذه المدةَ مع دردشات وتعارف ونُـكت , وقدمتُ للحاضرين نبذة من أحكام الإسلام وآدابه وأخلاقه و... المتعلقة بالزواج والأعراس , ونبهتُ نفسي والحاضرين إلى جملة من النصائح والتوجيهات المتعلقة بالأعراس والولائم في الإسلام , وأوصيتُ الرجالَ بالنساءِ خيرا والرجلَ بزوجتِهِ خيرا , وأكلنا وشربنا و... وعندَ الساعةِ 12.45 ( بعدَ منتصفِ الليلِ ) بلَّـغتُ لزوجتي حتى تُـنـبِّـهَ النسوةَ إلى أنه لم يبقَ لهنَّ إلا ربعُ ساعة فقط , وقلتُ لزوجتي " عند الواحدةِ بالضبط , أنا أريدُ أن أراكنَّ جميعا خارجَ حجرةِ العروسِ حتى نَـرجعَ إلى بيتِ أهلِ العريسِ كما هو نصُّ الاتفاقِ بيني وبينكنَّ ". قالت لي زوجتي " أنا أطلبُ منهن ذلك منذ حوالي ساعة , ولكن العروسَ مازالتْ لم تخرجْ إليهن بعدُ , ومنه فلربما لم تنـتَـهِ " الحنةُ " إلا حوالي الساعة الثانية صباحا "!.
      قلتُ لها " قولي لهن : أنا أنتظرُكن حتى الواحدةِ صباحا بالضبطِ , وواللهِ سأنطلقُ أنا ومن معي – راجعين- على الساعة الواحدة بالضبط , سواء وضعـتُـنَّ الحنةَ للعروس أم لا , وسواء زيَّـنـتُـنَّ العروسَ بهذه
      " الحنة " أم لطخـتُـنَّـها فقط بها , ولن أنـتظرَ بعدَ الواحدةِ صباحا ولو دقيقة واحدة , حتى ولو كلَّـفني هذا أن أتركهنَّ هنا هذه الليلة في بيتِ أهلِ العروسِ على خلافِ الاتفاقِ الذي تمَّ بيننا ". وصدِّقْ أيها القارئ أو لا تصدقْ , إنني قلتُ لزوجتي الكلامَ السابقَ حوالي 12.47 دقيقة , وعند الساعة 12.59 دقيقة بالضبط كانت زوجتي مع كل من كان معها , كنَّ خارجَ بيتِ أهلِ العروسِ ينتظرنني أنا ومن معي من الرجال . وعندما وصلتُ إلى بيت أهل العريس والتقيتُ بزوجتي وخلوتُ بها ضحكتْ زوجتي طويلا وقالت لي " والله أنا أعتبر ما وقع هذه الليلة نكتة : ظاهرُها مُقلقٌ ولكنَّ باطِـنَـها مُضحِكٌ للغاية . لقد كانت الحنةُ سريعة جدا إلى حد أنها يمكنُ أن تُدرجَ ضمنَ الأرقام القياسية في مناسباتِ الأعراس , لأنها تمت في حوالي 3 دقائق فقط . وكان نصفُ الحنة زينة للعروسِ ونصفُها الآخر تلطيخا لها , والنساءُ استأنَ في البداية من هذه الحنة السريعة ولكنهن ضحكنَ وضحكن كثيرا في النهاية - بمن فيهن العروسُ وأهلُـها من النساء – لأنهن رأين أن هذه الحنة لطيفةٌ وطريفةٌ في نفسِ الوقتِ . وعندما كنا راجعات في السيارةِ كانت النسوةُ من أهلِ العريسِ يشعُـرن – في بدايةِ الأمر- ببعضِ الحرجِ من تشددكَ معهنَّ , ولكنهن قلنَ قبل نزولنا من السيارة [ ومع ذلك يا ليتَ كلّ الرجال يتشددون مع النساء في مثل هذه الأمور حتى يعمَّ النظامُ في الأعراس وتتقلصُ فيها الفوضى] ".
      اللهم يا معلم إبراهيم علمنا , ويا مفهم سليمان فهمنا آمين .

      30- يا ليتهم كانوا أنانيين فقط ! :

      قلتُ في أكثرِ من مناسبة وفي أكثرِ من مكان وزمان وظرف وحال و ... بأن بعضَ الرجالِ ( بل الكثير ) أنانيون في تعاملِـهم مع المرأةِ , بحيثُ يُحبُّ الواحدُ منهم لبنتِ أهلهِ ( زوجة أو أما أو بنتا أو أختا أو ...) الشرفَ والعفةَ والعفافَ والحياءَ والأدبَ والخلقَ و... وأما بالنسبةِ لبنتِ الناسِ أو لبنتِ الغيرِ فإنه يرى أنه لا يلزمُـها كلُّ ذلكَ حتى تبقى مغفلة يستطيعُ أن يلعبَ بها
      ( وبشرفها وعفتها وحيائها و...) هو أو أيُّ فاجر أو فاسق أو ساقط أو مريضِ قلب من الناسِ . إن في هذا السلوكِ من بعض الرجالِ ما فيه من الأنانية وحبِّ الذاتِ لأنهم لو لم يكونوا أنانيين لأحبُّـوا لبنتِ الغير نفسَ ما يحبون لبناتهم " لا يؤمن أحدُكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". وفي هذا المعنى كتبتُ من شهور موضوعا تحت عنوان " بعضُ الرجالِ أنانيون مع المرأة ".
      ولكنني الآن - وهنا – أقولُ بأنني تمنيتُ لو أن بعضَ الرجالِ بَـقـوا أنانيين , ولكن أنانيتَـهم تبخرتْ للأسفِ الشديدِ , ولم يبقَ لهم إلا الدياثةُ أو ما يشبهُ الدياثةَ . والفرقُ بين الأناني والديوثِ هو أن الأنانيَّ حتى وإن لم يحبَّ الخيرَ لبنتِ الغيرِ فهو – على الأقلّ- يحبُّ الخيرَ لبنـتِـهِ هوَ . وأما الديوثُ فإن قلـبَهُ ماتَ وإن فطرتَهُ فسدتْ , ومنه فإنه أصبحَ لا يغارُ لا على بنتِ الناسِ ولا على بنـتِهِ هوَ .
      كنتُ في يوم من الأيامِ – منذ حوالي 10 سنوات - وفي عرس من الأعراس وفي اليوم الذي جيء فيه بالعروس إلى بيت زوجها , كنتُ أُقدمُ عشيةَ ذلك اليومِ , درسا بسيطا ( أمام حوالي 40 أو 50 شخصا من أهل العريسِ ) عن المرأةِ في الإسلام وعن الزواجِ وأهدافه وعن بدعِ ومحرمات الولائم وعن حقوقِ الزوجين
      و... وفي طياتِ الدرسِ قلتُ لمن كان أمامي " أنا الآن أصارحُـكم بنصيحة ثقيلة جدا ومُحرجة جدا ولكنها مهمة جدا . أقدمُـها لكم لأنني أحـبُّـكم , واعلموا أن الذي يحبكم حقيقة هو الذي ينصحُـكم لا الذي يجاملُـكم . أنا اليومَ رأيتُ من البعضِ منكم عجبا وقبيحا وسيئا . عندما كانَ أهلُ العريسِ خارجين اليوم من هذا البيتِ ليذهبوا إلى بيتِ العروس للإتيانِ بها هنا , كنتُ أراقبُ الأمرَ من بعيد ( مِن على بعد حوالي 250 مترا ) فرأيتُ نساء خارجات - من هنا – وهنَّ متبرجات وهن في كامل زينتهن وهن لابسات الضيقَ والشفاف والقصير والمفتوحَ و ... مع كلِّ الأصباغِ على الوجهِ واليدينِ . خرجتْ هؤلاءِ النسوةُ من هذا البيتِ أمامَكم أنتم ولا أحدَ يمنعُ ولا أحدَ ينكرُ مع أنهن زوجاتُ البعضِ منكم وبناتُ البعضِ منكم وأخواتُ البعضِ منكم وأمهاتُ البعضَِ منكم ". قلتُ لهم" كلُّ هذا كان سيئا , ولكن الأسوأََ منه والأقبحَ منهُ هو " رأيتُ – من بعيد – البعضَ منكم واقفين هنا أمام البيتِ - أي في طريقِ النساء الخارجاتِ من الدارِ – والواحدُ منكم ينظرُ إلى بنتِ الرجلِ الذي يقفُ إلى جانبِهِ أمام البيتِ , ينظرُ إليها النظرةَ المحرمة ويُقلِّـبُ النظرَ إليها من أعلى رأسِها إلى أسفلِ قدميها . والغريبُ جدا في هذا الأمرِ أن هذا الرجلَ ( وهو ينظرُ إلى بنت من يقفُ بجانبهِ ) يرى الرجلَ الآخرَ ينظرُ – في نفسِ الوقتِ – إلى بنـتِهِ هوَ النظرةَ المحرمةَ . وعوضَ أن يُنكرَ على الغيرِ نظرتَـهُ الحرامَ إلى ابنـتِـهِ , هو منهمكٌ في النظرِ إلى ابـنَـةِ الآخر , وهكذا ... وكأن كلَّ واحد من الرجلين – من البعضِ منكم يا إخوتي – يقول لصاحبه [ أُنظر أنتَ على راحـتِـك إلى ابنتي , ولكن اتركني في المقابل أنظرُ أنا كما أشاء إلى ابنتك أنتَ !!!] ". وقبلَ أن أُكمل حديثي سألتُهم " أليسَ ما أحكيهِ عما وقعَ من البعضِ منكم اليومَ صحيحا ؟!" , فقالَ البعضُ منهم " بلى يا شيخ . هو صحيحٌ كل الصحة " , وطأطأَ البعضُ الآخرُ رؤوسَهم ساكتين وصامتين , سكوتا يدلُّ على الاعترافِ بصوابِ ما قلتُ.
      قلتُ لهم في النهاية " يا إخوتي أنا رأيتُ في حياتي الكثيرَ من المناظرِ القـبـيـحةِ ولكنني أشهدُ أن هذا من أقبحِ المناظرِ التي رأيتُها في حياتي .
      يا إخوتي أنا رأيتُ في حياتي الكثيرَ من المناظرِ السيئةِ ولكنني أشهدُ أن هذا من أقبحِ ما رأيتُ في حياتي .
      يا إخوتي أنا رأيتُ في حياتي الكثيرَ من المناظرِ الغريـبـةِ ولكنني أشهدُ أن هذا من أغربِ المناظرِ التي رأيتُها . يا إخوتي هذا الذي أتحدثُ عنه ليس أنانية من البعضِ منكم ولكنه دياثةٌ والعياذُ بالله تعالى . والله إن هذا لمنكرٌ وخزي وعار وحرام ولا يجوز , فضلا عن أنه قبيحٌ جدا وغريبٌ جدا وسيءٌ جدا !!!".
      نسأل الله أن يحفظنا وأن يحفظ نساءنا وأهالينا في الدنيا وفي الآخرة , آمين .
      يتبع : ...