هذا موضوع كتبه أحد الأخوة سأنقله لكم على حلقات
المقدمة:
الحمد لله الذي أبان لعبادة منهج التربية القويمة في قرآنه المجيد، وأوضح للعالمين مبادئ الخير والهدي والإصلاح في أحكام شرعه الحنيف، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي بعثه الله للإنسانية مؤدباً ومربياً، وأنزل عليه تشريعاً يُحقق للبشرية أسمى آيات عزها ومجدها وعلى آله وأصحابه الطيبين الأطهار، الذين أعطوا لأجيال متعاقبة نماذج فريدة في تربية الأبناء وتكوين الأمم، وعلى من نهج منهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.
وبعد،،،
حين لا تفلح القدوة ولا تستجدي النصيحة لابد إذاً من علاج حاسم يضع الأمور في نصابها الصحيح، وعلاجها الحاسم هو العقوبة.
وبعض الاتجاهات الحديثة تنفر من العقوبة وتكره ذكرها على اللسان، ولكن الجيل الذي أُريد له أن يتربى بلا عقوبة ــفي أمريكا مثلاً- جيل منحل متميع مفكك الكيان.
ولقد طال النقاش واحتد بين التربويين المعاصرين في مسألة العقاب البدني لطلبة المدارس، وحول فاعليته وسلبيته وكذلك إيجابيته وكل فريق من هؤلاء له ما يبرر أقواله، إلا أنهم متفقون جميعاً على أن يتمسك كل واحد منهم برأيه بشكل غريب، وقد قال أحد علماء التربية وهو (هوريس مان H Man) «من المحتمل ألا يوجد في أي موضوع تربوي خلاف ملحوظ بل وعداء في الرأي كذلك الخلافات الناشئة في موضوع العقاب كما لم يظهر في موضوع آخر إصراراً إن لم يكن عناداً في التمسك بالآراء التي تكونت مثلما ظهر في هذا الموضوع، فمن جهة يُحبِّذ العقاب كباعث للتعلم، ويشجب من جهة أخرى باعتباره شيئاً بغيضاً، إن مسألة مثيرة للجدل كهذه لابد أن تستفيد من الحقائق التي يوفرها لها علم النفس والمتعلقة بالنتائج المترتبة على استعمال العقاب».[/SIZE]مفهوم التربية
التربية من الناحية اللغوية:
تعود كلمة التربية إلى أصول لغوية ثلاثة وهي:
ربا رَبِيَ رَبَّ
فالأصل الأول: رَبا يربو بمعنى نما، ينمو.
والأصل الثاني: رَبيَ يَرْبي بوزن خَفِيَ يَخْفي، ومعناه نشأ وترعرع.
والأصل الثالث: رَبَّ.. يَرُبُّ.. بمعنى أصلحه وتولى أمره وساسه وقام عليه ورعاه.
ومن أراد الاستزادة فعليه بالرجوع إلى معاجم اللغة العربية كـ لسان العرب ومعجم مقاييس اللغة، ومفردات الراغب للأصفهاني، قاموس المحيط، أساس البلاغة للزمخشري.
من هذا يتبين أن التربية هي إيصال الشيء إلى كماله والكمال يتوقف إلى طبيعة الشيء الذي يخضع لعملية التربية لخير الفرد ولخير مجتمعه.
المعنى الاصطلاحي للتربية:
اختلف علماء التربية وكل من تكلم في هذا الجانب إنما نابع من الأيديولوجية التي نشأ عليها، أو بمعنى أحرى على عقيدة قائلة «فإن علماء التربية المحدثين أصحاب المدرسة السلوكية مثلاً ركزوا على أن التربية هي تعديل في السلوك الأفضل قد أنظر أنا إلى سلوك ما، إنه غير وافٍ، غيري ينظر بخلاف ذلك» وكما قلنا أنه نابع من عقيدتهم التي تُنادي بفصل الدين عن الدنيا، وبعضهم قال: أن التربية هي النمو ثم النمو ثم النمو كما يردد ذلك مؤسسة الفلسفة البراجماتية أو النفعية التي يتبناها النظام الرأسمالي وهو (جون ديوي) والذي يقول: التربية هي اتجاه نحو النمو وليس لديه إلا النمو.
أما التربية عند المسلمين أشمل من ذلك كله، فهم يُعرِّفون التربية هي: إعداد الفرد للنجاة في الدنيا والآخرة، ولك أن تقيس تحت هذين التعبيرين:
- المحافظة على نظرة الناشئ ورعايتها.
- تنمية مواهبه واستعداداته كلها.
- توجيه هذه الفطرة وهذه المواهب نحو صلاحها وكمالها.
- التدرج في هذه العملية. - إعداده للدنيا والآخرة.
إن التربية عند المسلمين تركز إلى إخراج الإنسان الصالح في دينه ودنياه، وأن تكون الدنيا هي مزرعة الآخرة، أي أنه ينشأ متوازياً يُعطي الدنيا حقها والآخرة حقها.
وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسَ نصيبك من الدنيا.
هذه هي التربية بمفهومها العام وبشكلها المختصر حسب ما تمليه علينا عقيدتنا الإسلامية.
وكما هي القاعدة عند علماء المسلمين الدنيا مزرعة الآخرة، والعاقل من يحسن عمارة مزرعته حتى يصل بها إلى الدار الآخرة ويجنيها، وكذلك يحسن العبور على قناطر النجاة.
بما أن حديثنا عن العقاب، والعقاب مرتبط بالأخلاق فنبدأ حديثنا أولاً عن:
يـــــــتـــــــــــــتبع|e
المقدمة:
الحمد لله الذي أبان لعبادة منهج التربية القويمة في قرآنه المجيد، وأوضح للعالمين مبادئ الخير والهدي والإصلاح في أحكام شرعه الحنيف، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي بعثه الله للإنسانية مؤدباً ومربياً، وأنزل عليه تشريعاً يُحقق للبشرية أسمى آيات عزها ومجدها وعلى آله وأصحابه الطيبين الأطهار، الذين أعطوا لأجيال متعاقبة نماذج فريدة في تربية الأبناء وتكوين الأمم، وعلى من نهج منهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.
وبعد،،،
حين لا تفلح القدوة ولا تستجدي النصيحة لابد إذاً من علاج حاسم يضع الأمور في نصابها الصحيح، وعلاجها الحاسم هو العقوبة.
وبعض الاتجاهات الحديثة تنفر من العقوبة وتكره ذكرها على اللسان، ولكن الجيل الذي أُريد له أن يتربى بلا عقوبة ــفي أمريكا مثلاً- جيل منحل متميع مفكك الكيان.
ولقد طال النقاش واحتد بين التربويين المعاصرين في مسألة العقاب البدني لطلبة المدارس، وحول فاعليته وسلبيته وكذلك إيجابيته وكل فريق من هؤلاء له ما يبرر أقواله، إلا أنهم متفقون جميعاً على أن يتمسك كل واحد منهم برأيه بشكل غريب، وقد قال أحد علماء التربية وهو (هوريس مان H Man) «من المحتمل ألا يوجد في أي موضوع تربوي خلاف ملحوظ بل وعداء في الرأي كذلك الخلافات الناشئة في موضوع العقاب كما لم يظهر في موضوع آخر إصراراً إن لم يكن عناداً في التمسك بالآراء التي تكونت مثلما ظهر في هذا الموضوع، فمن جهة يُحبِّذ العقاب كباعث للتعلم، ويشجب من جهة أخرى باعتباره شيئاً بغيضاً، إن مسألة مثيرة للجدل كهذه لابد أن تستفيد من الحقائق التي يوفرها لها علم النفس والمتعلقة بالنتائج المترتبة على استعمال العقاب».[/SIZE]مفهوم التربية
التربية من الناحية اللغوية:
تعود كلمة التربية إلى أصول لغوية ثلاثة وهي:
ربا رَبِيَ رَبَّ
فالأصل الأول: رَبا يربو بمعنى نما، ينمو.
والأصل الثاني: رَبيَ يَرْبي بوزن خَفِيَ يَخْفي، ومعناه نشأ وترعرع.
والأصل الثالث: رَبَّ.. يَرُبُّ.. بمعنى أصلحه وتولى أمره وساسه وقام عليه ورعاه.
ومن أراد الاستزادة فعليه بالرجوع إلى معاجم اللغة العربية كـ لسان العرب ومعجم مقاييس اللغة، ومفردات الراغب للأصفهاني، قاموس المحيط، أساس البلاغة للزمخشري.
من هذا يتبين أن التربية هي إيصال الشيء إلى كماله والكمال يتوقف إلى طبيعة الشيء الذي يخضع لعملية التربية لخير الفرد ولخير مجتمعه.
المعنى الاصطلاحي للتربية:
اختلف علماء التربية وكل من تكلم في هذا الجانب إنما نابع من الأيديولوجية التي نشأ عليها، أو بمعنى أحرى على عقيدة قائلة «فإن علماء التربية المحدثين أصحاب المدرسة السلوكية مثلاً ركزوا على أن التربية هي تعديل في السلوك الأفضل قد أنظر أنا إلى سلوك ما، إنه غير وافٍ، غيري ينظر بخلاف ذلك» وكما قلنا أنه نابع من عقيدتهم التي تُنادي بفصل الدين عن الدنيا، وبعضهم قال: أن التربية هي النمو ثم النمو ثم النمو كما يردد ذلك مؤسسة الفلسفة البراجماتية أو النفعية التي يتبناها النظام الرأسمالي وهو (جون ديوي) والذي يقول: التربية هي اتجاه نحو النمو وليس لديه إلا النمو.
أما التربية عند المسلمين أشمل من ذلك كله، فهم يُعرِّفون التربية هي: إعداد الفرد للنجاة في الدنيا والآخرة، ولك أن تقيس تحت هذين التعبيرين:
- المحافظة على نظرة الناشئ ورعايتها.
- تنمية مواهبه واستعداداته كلها.
- توجيه هذه الفطرة وهذه المواهب نحو صلاحها وكمالها.
- التدرج في هذه العملية. - إعداده للدنيا والآخرة.
إن التربية عند المسلمين تركز إلى إخراج الإنسان الصالح في دينه ودنياه، وأن تكون الدنيا هي مزرعة الآخرة، أي أنه ينشأ متوازياً يُعطي الدنيا حقها والآخرة حقها.
وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسَ نصيبك من الدنيا.
هذه هي التربية بمفهومها العام وبشكلها المختصر حسب ما تمليه علينا عقيدتنا الإسلامية.
وكما هي القاعدة عند علماء المسلمين الدنيا مزرعة الآخرة، والعاقل من يحسن عمارة مزرعته حتى يصل بها إلى الدار الآخرة ويجنيها، وكذلك يحسن العبور على قناطر النجاة.
بما أن حديثنا عن العقاب، والعقاب مرتبط بالأخلاق فنبدأ حديثنا أولاً عن:
يـــــــتـــــــــــــتبع|e