النموذج الأول للأمية

    • النموذج الأول للأمية

      التغييرات التي أقدم عليها العاهل السعودي هي ليست كما يدّعي المطبلون لها بأنها جاءت لتأمين الاحتياجات الحقيقية لمجتمع متحوّل من عصر الكتاتيب والتعليم التقليدي إلى عوالم المعرفة المتقدمة التي غيرت مسارات الأمية من عدم القراءة والكتابة للأمي السابق إلى من يجهل التعامل مع الحواسيب وعالمها المفتوح على الموسوعات جميعاً لسبب بسيط هو أن الملك الذي أصدر هذه القرارات يمثل النموذج الأول للأمية الحقيقية فهو لا يجيد القراءة ولا الكتابة..!..وبذلك فإن القرار الصحيح الذي يخدم نمو وتطور بلادنا هو الإعلان الجماعي من كل أبناء أسرة آل سعود بترك شؤون الجزيرة العربية لأبنائها المتعلمين والمثقفين والاعتذار من الملك إن كان يملك الشجاعة الكافية عن كل سنين الغبن والقهر والإذلال وما نتج عنها من تخلف وتقوقع لأبناء شعب الجزيرة إبان سيطرة أسرته على شؤون البلاد والعباد ... ونعدكم بل نؤكد لكم أن بلادنا ولاّدة وليست عاقراً ، وشبابنا مبدع وخلاق متى ما توفرت له الحرية والمناخ الديمقراطي الذي يشجع على الإبداع والإنتاج للعبور بكل ثقة لاكتشاف مجاهل العصر القادم لتصبح أجيال المعرفة الجديدة هي من يدير معركة المستقبل مع المعارف والعلوم المتقدمة، وكل منجزات هذا العصر من خلال انتهاج أسلوب التعليم التقني الذي أحدث ثورة في وصول المعلومة واختزال الزمن وزوال مناهج الكتب الصفراء المتخلفة التي أثقلت الميزانيات وقيّدت الطالب والمعلم وشلّت حركته في البحث العلمي وفتح آفاق المعرفة أمام المرأة التي لازالت تتقوقع في برقعها الأسود الحزين وهي تمثل مركز الأمية وثقلها وإخراجها من تلك حتى تتناغم مع محيطها الاجتماعي والكوني، بمعنى أنه لا تكامل في التنمية ما لم يكن أعضاء المجتمع الواحد هم من يغذي بقدراتهم الانتقال من حالة لأخرى وفق اشتراطات المعرفة ومكوّناتها .