هكذا تحاور مع معارضيك
أجد أن من أبرز التحديات التي تواجه أي قائد فريق أو مسئول في موقع عمله، ظهور ما يمكن وصفه بالمعارضة، أو صدور مشكلات وتحديات من لدن أفراد محددين معروفين في موقع العمل بقوة شخصياتهم أو ولعهم الشديد بالمعارضة بسبب أو بدون في بعض الأحيان...
إن من الطبيعي أن تكون لتلك المشكلات أو المعارضات تأثيرات سلبية في كثير من الأحيان على الأفراد الآخرين العاملين في الموقع وعلى الأداء بشكل عام، بل وتعمل تشويشاً على المسئول نفسه وتجعله يفقد التركيز في أحيان كثيرة.
التحدي يبدو انه واضح في تلك المشكلات الصادرة من أولئك المعارضين، وإن التعامل مع هذا التحدي صار يتطلب مهارة وقدرة فائقة في المسئول أو القائد. وأجد نفسي أميل كثيراً إلى نقطة البدء المهمة، وهي الدخول في حديث الصراحة وحديث القلب للقلب مع المعارضين.
ربما تكون كلمة أسيء سماعها أو إشارة لم يتم فهمها بصورة سليمة صدرت منك تجاههم، هي السبب في ظهور فئة المعارضة. والحديث الأخوي الصريح يلعب دوراً مهماً في وضع النقاط على الحروف وإعادة المياه إلى مجاريها الطبيعية في موقع العمل.
لكن من المحاذير المهمة التي على المسئول الانتباه إليها وهو يعالج المشكلة، عدم مناقشة معارض أو صاحب مشكلات ومشاغبات أمام الآخرين، فإنه ربما يرى ويكتشف الخطأ الذي هو عليه ولكن لأن موقف الاعتراف بالخطأ أمام رفاقه المشاغبين الآخرين محرج، تجده يمتنع ويكابر كيلا يظهر أمام رفاقه بمظهر المهزوم، الأمر الذي يجعل المشكلة تستمر بل وربما تتعمق أكثر.. إن فقدانك لدبلوماسية الحوار واختيار الوقت والظرف المناسبين له، كثيراً ما تتسبب في تعقيد المشكلات وتأزيمها أيضاً.
اهتم أيها المسئول بالجانب النفسي لمعارضيك، لأن معظم المشكلات تكمن بشكل كبير في ضغوطات نفسية وبدنية تكون اجتاحت أو تجتاح المعارض، فيجد في المعارضة وإحداث المشكلات فرصة للتعبير عما بنفسه بصورة غير مباشرة، وفرصة للتخفيف عن احتقاناته وضغوطاته النفسية.
إن الإشادة ببعض أعماله الجيدة السابقة، ومناداته بأجمل الأسماء أو الألقاب أو الكنى التي يحبها أمام الآخرين تكفي لإذابة كل جبال المعارضة والخلاف معه، بل ربما بكلمات الثناء والمدح تلك، تكسبه إلى صفك، فيتحول إلى معاون ومؤيد كبير شديد أشد من معارضته لك.
حل المشكلات مهارة تتطلب إلهاماً وليونة وتلاؤماً مع الواقع، ونظرة شمولية لا تعرقلها الدقائق، وثقافة عامة كافية لتفهُّم كثير من النواحي الإدارية والجوانب النفسية في العاملين معك، مع ضرورة التركيز الذهني في جميع العلاقات والخيوط القريبة والبعيدة.
بقلم : عبداللــه الـعمـادي
كاتب في جريدة الوطن