الامبراطورية العمانية في عمان وزنجبار
--------------------------------------------------------------------------------

السيد سعيد بن سلطان هو الذي كون هذه الإمبراطورية ..
تولى السيد سعيد بن سلطان مقاليد الحكم سنة 1806م، وقد اتسع النفوذ العماني في عهده إلى أقصى مداه، حيث امتدت الإمبراطورية العمانية من بندر عباس على ضفاف الخليج العربي إلى ميناء زنجبار على الساحل الشرقي لإفريقيا، بالإضافة إلى بعض الجزر الواقعة في منطقة الخليج وبحر العرب والمحيط الهندي بما فيها أرخبيل جزر القمر.
وفي عهده ازدهرت الحياة الاقتصادية، وتعايشت الأجناس من عرب وأفارقة وآسيويين وغيرهم تعايشا حسنا، وقد كان مفهوم الاقتصاد في عهد السيد سعيد بن سلطان يعتمد على تنمية حرية التجارة مع مختلف الشعوب دون تمييز، حيث بنى أسطولا تجاريا ضخما تسانده قوة بحرية فتية، توطيداً للعلاقات التجارية المتميزة مع كل من (الصين) و (شرق آسيا) و (الهند) و (سيلان) و (إيران) وغيرها من الدول.
أرسل السلطان سعيد بن سلطان سفينة عمانية (السلطانة) إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكانت تقل أول سفير عماني في تلك البلاد وهو أحمد بن النعمان الكعبي ويعتبر أول مبعوث عربي يصل إلى هناك.
وقد أشاد معظم الباحثين بالسياسة الحكيمة والمتزنة التي انتهجها السلطان سعيد بن سلطان حيث عقد اتفاقيات مع 22 دولة وتبادل الرسائل مع 33 دولة، وكان يعامل الدول الأخرى بمبدأ المعاملة بالمثل، ونأى بنفسه عن التورط في المشاكل الدولية، ومن ذلك رفضه تلبية طلب خديوي مصر آنذاك لمشاركته في حروبه ضد الدول المجاورة.
وفي عهده اشتد التنافس الفرنسي البريطاني على كسب ود السلطنة، فقد اهتمت فرنسا في عهده بتدعيم علاقاتها التجارية الثنائية مع السلطنة على الرغم من مقاومة بريطانيا لهذا التقارب، ولكن بريطانيا اضطرت أخيرا للرضوخ عندما رأت أنه ليس من صالحها توتير الوضع.
وفي عهده اشتد التنافس الفرنسي البريطاني على كسب ود السلطنة، فقد اهتمت فرنسا في عهده بتدعيم علاقاتها التجارية الثنائية مع السلطنة على الرغم من مقاومة بريطانيا لهذا التقارب، ولكن بريطانيا اضطرت أخيرا للرضوخ عندما رأت أنه ليس من صالحها توتير الوضع.
العصر الذهبي
يعتبر المؤرخون أنّ فترة السيد سعيد بن سلطان هي الفترة الذهبية في التاريخ العماني لاعتبارات مهمة منها:
1- اتساع نفوذ دولة عمان بشكل لم تشهده قط، كما سبق وأن ألمحنا.
2- المركز المرموق الذي احتله السلطان سعيد في المجال الدولي، والاحترام الذي كان يتميز به بين حكام أوروبا وآسيا وأفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية في ذلك العصر هذا بالإضافة إلى شعبيته الواسعة بين أفراد شعبه.
3- استقرار الحكم العماني، رغم المطامع والمؤامرات الأجنبية، ففي الوقت الذي كانت الصراعات العربية- العربية مستمرة على سواحل الخليج العربي، وفي شبه الجزيرة العربية، فضلا عن التنافس الشديد بين المطامع البريطانية والفرنسية والفارسية استطاع السيد سعيد المحافظة على استقلال بلاده بتوازن دقيق مستخدما الدبلوماسية أكثر من القوة العسكرية من أجل الوصول إلى أهدافه.
4- قوة الاقتصاد العماني، المستند إلى تقدم وتطور التجارة العمانية التي كانت تعتمد هي الأخرى على أسطول تجاري ضخم (اعتبره الخبراء ثاني أكبر أسطول في المحيط الهندي في ذلك الوقت) تسانده قوة بحرية متميزة. حيث طوّر السيد سعيد بن سلطان اقتصاد مملكته في شرق أفريقيا بالإضافة إلى التجارة العمانية الواسعة مع الصين وجنوب شرق آسيا والهند وسيلان وإيران.
