أنا طفلة فلسطينية.. جميلة بهية.. كنت في بلدي أعيش عيشة كريمة.. وأحيا فيها حياة رغيدة.. كان لدي أخوة ثلاثة.. الأكبر اسمه "أحمد" والأوسط "مصطفى" والأصغر "عمر".. وكانا أبوينا يرعيانا باستمرار.. ويحفانا بالعطف والرحمة والحنان.. أطلق عليَّ أبي اسم "ثورة".. وكانت تناديني أمي باسم "أمينة".. ولدي أخت في المهد أسميتها "رحمة".. كانت لي قرية جميلة في فلسطين.. فيها الحدائق والبساتين.. وأشجار الجوز والتين.. وأشجار الليمون والرمان.. كنت ألعب فيها مع أخوتي وأترابي.. وكنا نتسابق في ربوعها باستمرار.. ونتسلق الجبال والأشجار.. ونسابق الرياح ونقطف الأزهار ونجني الثمار..
كان أبي يذهب هو وأخوتي إلى المسجد للصلاة الفجر ثم يأتون إلى الإفطار وبعد ذلك يذهبون كل إلى عمله فأبي يذهب إلى عمله وأخوي "أحمد" و"مصطفى" يذهبا إلى المدرسة.. وأبقى أنا وأمي وأخي "عمر" وأختي "رحمة" في البيت فكانت أمي تحفنا بالرعاية وتعد لنا طعام الغداء أما أخي "عمر" فيخرج في ساحة الدار ليلعب مع صديقة "لؤي" حيث كانا أعز صديقين ولا يفترقان إلا في أوقات الغذاء أما أنا فكنت أداعب أختي "رحمة" وقد كانت لدي دمية جميلة.. سميتها "سحر".. ألعب معها باستمرار.. ونتسامر حتى منتصف النهار.. وكانت حياتنا تعمها السعادة.. ويظللها الأمن والأمان.. وفي المساء نلتقي على مائدة الطعام.. ونتسامر كل يبث ما حدث له في النهار.. وكنت أخبرهم عن لعبتي وما دار بيننا من حوار..
كانت لي جدة تسمى "صفية".. تقص لنا حكاية عن قرية جميلة.. عاشوا أهلها عيشة هنيئة.. كانت تسمى "كفر ياسين".. تحفها أشجار الرمان والزيتون والتين.. وكانت تنعم بآلاء الرحمن.. ويعمها الأمن والآمان.. وفي يوم من الأيام.. كانوا أهالي القرية نيام.. هجم عليهم وحش كاسر.. فدمر البيوت واقتلع الأشجار.. وعاث في الأرض الفساد والدمار.. وقتل الشيوخ والأطفال.. وخطف الأمير الجميلة.. كانت جدتي دائماً تخوفنا من الخروج من البيت حتى لا يلتهمنا ذلك الوحش.. لأنه نزعت من قلبه الرحمة.. وأصبح قلبه قاسي مثل الصخرة.. يتلذذ بآلام الآخرين.. وسفك دماء الأبرياء..
وفي إحدى الليالي المظلمة.. حدثت أمور مفزعة.. فقد سمعنا ضوضاء خارج الدار.. فهرعنا إلى حجرتنا لنختبئ تحت السرير.. خوفاً أن يكون الوحش قد أتى من جديد.. وسمعنا الصراخ والعويل يقترب من بعيد.. ونحن تحت السرير ندعو ربنا أن يرحمنا وينجينا من هذا المصير.. وخرجت أنت يا أبي لتستطلع ما جد من جديد.. ولكن لم ترجع إلينا منذ ذلك الوقت.. وأصبحنا نخاف أن نخرج من بيوتنا حتى في وضح النهار.. فعشنا في قريتنا كالعبيد لا الأحرار.. نترقب عودة والدي إلى الدار..
إني الآن يا أبتي أعيش في خيمة بالية.. لا تحمينا من برد الشتاء.. ولا تقينا من حرارة الصيف.. ولا تمنعنا من الأمطار.. أعيش في بلادي غريبة يتيمة.. لا أم تحنو عليَّ ولا أخ يعطف لحالي.. ولا أجد ما يسد رمق جوعي.. ولا ما يلأم جراحات جسدي.. ولا ما يسكن خوفي وفزعي..
أبتاه.. لمن تركتنا لهذه الحياة.. ألعدو كي يتجهمني أم لعلج يغتصبني.. أم للوحوش تنهش جسدي.. أم لأخوة لم يهمهم أمري..
أبتاه.. أصبحت بعدكم يتيمة.. كنت في السابق وردة نظرة.. ومثل الشمس المشرقة.. أم الآن فقد ذبلت وأظلمت الحياة في وجهي..
أبتاه.. إلى متى هذا الهوان.. إلى متى العذاب.. إلى متى هذا الذل.. إلى متى هذه القسوة.. إلى متى هذا الظلم.. إلى متى.. إلى متى.. إلى متى..
نسبـى ونطــرد يـا أبـي ونبــاد
فإلـى متــى يتطــاول الأوغــاد؟
وإلـى متــى تدمـي الجـراح قلوبنا؟
وإلـى متــى تتقــرح الأكبـــاد؟
نصحـو على عـزف الرصـاص كأننا
زرع وغــارات العــدو حصــاد
يتسامــر الأعـــداء فـي أوطاننـا
ونصيبنــا التشريـــد والإبعــاد
وتفــرّخ الأمــراض فـي أجسادنـا
أوّاه ممــا تحمـــل الأجســاد!!
أو مالنــا فـي المسلميــن أحبّــة
فيـهم مـن العـوز المميـت سـداد؟
هــذي بساتيــن الجنـان تـزينت
للخاطبيــن فأيــن مـن يرتــاد؟
يـا ويحنـا مـاذا أصـاب رجالنـا؟!
أو مالنــا سعـــد ولا مقـــداد؟
أوّاه يــا أبتــي علـى أمجادنــا
يختــال فــوق رفاتــها الجـلاد
يا ليـل أمتنــا الطويـل متى نـرى
فجــراً تغــرّد فوقـه الأمجــاد؟
كان أبي يذهب هو وأخوتي إلى المسجد للصلاة الفجر ثم يأتون إلى الإفطار وبعد ذلك يذهبون كل إلى عمله فأبي يذهب إلى عمله وأخوي "أحمد" و"مصطفى" يذهبا إلى المدرسة.. وأبقى أنا وأمي وأخي "عمر" وأختي "رحمة" في البيت فكانت أمي تحفنا بالرعاية وتعد لنا طعام الغداء أما أخي "عمر" فيخرج في ساحة الدار ليلعب مع صديقة "لؤي" حيث كانا أعز صديقين ولا يفترقان إلا في أوقات الغذاء أما أنا فكنت أداعب أختي "رحمة" وقد كانت لدي دمية جميلة.. سميتها "سحر".. ألعب معها باستمرار.. ونتسامر حتى منتصف النهار.. وكانت حياتنا تعمها السعادة.. ويظللها الأمن والأمان.. وفي المساء نلتقي على مائدة الطعام.. ونتسامر كل يبث ما حدث له في النهار.. وكنت أخبرهم عن لعبتي وما دار بيننا من حوار..
كانت لي جدة تسمى "صفية".. تقص لنا حكاية عن قرية جميلة.. عاشوا أهلها عيشة هنيئة.. كانت تسمى "كفر ياسين".. تحفها أشجار الرمان والزيتون والتين.. وكانت تنعم بآلاء الرحمن.. ويعمها الأمن والآمان.. وفي يوم من الأيام.. كانوا أهالي القرية نيام.. هجم عليهم وحش كاسر.. فدمر البيوت واقتلع الأشجار.. وعاث في الأرض الفساد والدمار.. وقتل الشيوخ والأطفال.. وخطف الأمير الجميلة.. كانت جدتي دائماً تخوفنا من الخروج من البيت حتى لا يلتهمنا ذلك الوحش.. لأنه نزعت من قلبه الرحمة.. وأصبح قلبه قاسي مثل الصخرة.. يتلذذ بآلام الآخرين.. وسفك دماء الأبرياء..
وفي إحدى الليالي المظلمة.. حدثت أمور مفزعة.. فقد سمعنا ضوضاء خارج الدار.. فهرعنا إلى حجرتنا لنختبئ تحت السرير.. خوفاً أن يكون الوحش قد أتى من جديد.. وسمعنا الصراخ والعويل يقترب من بعيد.. ونحن تحت السرير ندعو ربنا أن يرحمنا وينجينا من هذا المصير.. وخرجت أنت يا أبي لتستطلع ما جد من جديد.. ولكن لم ترجع إلينا منذ ذلك الوقت.. وأصبحنا نخاف أن نخرج من بيوتنا حتى في وضح النهار.. فعشنا في قريتنا كالعبيد لا الأحرار.. نترقب عودة والدي إلى الدار..
إني الآن يا أبتي أعيش في خيمة بالية.. لا تحمينا من برد الشتاء.. ولا تقينا من حرارة الصيف.. ولا تمنعنا من الأمطار.. أعيش في بلادي غريبة يتيمة.. لا أم تحنو عليَّ ولا أخ يعطف لحالي.. ولا أجد ما يسد رمق جوعي.. ولا ما يلأم جراحات جسدي.. ولا ما يسكن خوفي وفزعي..
أبتاه.. لمن تركتنا لهذه الحياة.. ألعدو كي يتجهمني أم لعلج يغتصبني.. أم للوحوش تنهش جسدي.. أم لأخوة لم يهمهم أمري..
أبتاه.. أصبحت بعدكم يتيمة.. كنت في السابق وردة نظرة.. ومثل الشمس المشرقة.. أم الآن فقد ذبلت وأظلمت الحياة في وجهي..
أبتاه.. إلى متى هذا الهوان.. إلى متى العذاب.. إلى متى هذا الذل.. إلى متى هذه القسوة.. إلى متى هذا الظلم.. إلى متى.. إلى متى.. إلى متى..
نسبـى ونطــرد يـا أبـي ونبــاد
فإلـى متــى يتطــاول الأوغــاد؟
وإلـى متــى تدمـي الجـراح قلوبنا؟
وإلـى متــى تتقــرح الأكبـــاد؟
نصحـو على عـزف الرصـاص كأننا
زرع وغــارات العــدو حصــاد
يتسامــر الأعـــداء فـي أوطاننـا
ونصيبنــا التشريـــد والإبعــاد
وتفــرّخ الأمــراض فـي أجسادنـا
أوّاه ممــا تحمـــل الأجســاد!!
أو مالنــا فـي المسلميــن أحبّــة
فيـهم مـن العـوز المميـت سـداد؟
هــذي بساتيــن الجنـان تـزينت
للخاطبيــن فأيــن مـن يرتــاد؟
يـا ويحنـا مـاذا أصـاب رجالنـا؟!
أو مالنــا سعـــد ولا مقـــداد؟
أوّاه يــا أبتــي علـى أمجادنــا
يختــال فــوق رفاتــها الجـلاد
يا ليـل أمتنــا الطويـل متى نـرى
فجــراً تغــرّد فوقـه الأمجــاد؟