عندما تتقطع حبال العقل
حوار الصم والبكم الجاري بين الفصائل الفلسطينية، لا يجدي نفعا ولا يمسح دموع الثكلى والأيتام والمشرّدين وعائلات المسجونين والمقبورين من الأحياء والأموات في غياهب السجون الإسرائيلية.
غياب الحوار بين الفلسطينيين لا يوفر مناخا للحوار مع الآخرين، فإسرائيل تتحدث بصوت واحد، بشرط واحد: أن يأكل الواحد لحم أخيه بالرغم من أن التناقضات في الطاقم الحكومي الواحد لا تحصى.
التنافر بين فتح وحماس وصل ذروته من شدة الاقتتال بين الإخوة الأعداء، وأساسه الحكم، الصراع على الحكم أو بالأحرى على الجزء الضئيل من الحكم الذي تمنحه إسرائيل كاف للتناحر، ثم يذهبون إلى جوالات الحوار مع العدو وهم لا يدركون تدرج العداوة التي يكنون إلى هذا أو ذاك. إنما الصور التي تبثها الفضائيات تثبت أن عباس يصافح نتانياهو ولا يصافح هنية. قد يمد يده إلى من يحلم بمسه من فوق الأرض ولا يمدها إلى من ينافسه في الحكم. وهذا الحماسي لا يتحمس هو الآخر لمعانقة أخيه الفتحاوي، بل يتمنى موته لأنه لا يتركه ينام، بل كابوسه أبشع من القنابل التي تسقط فوق بيوت غزة.
لكن صلابة الموقف الفلسطيني في القضية التي أضحت ملحمة هذا العصر مما تحمله من مآسي تكمن في التماسك وتوحيد الخطاب مهما كانت الخلافات. أما إذا ذهبوا إلى واشنطن أو القاهرة أو أنابوليس ثانية وثالثة ستذهب ريحهم وتتلاشى شروطهم في الفسحة السياحية التي تقام من حين إلى آخر في العواصم الغربية الساحرة تحت الرذاذ الذي يذكّرنا بالأندلس قبل السقوط.
فمحكوم على الفلسطينيين التفاهم فيما بينهم مهما كانت الخلافات لأنه لا يوجد أحد فوق الأرض يهديك السلم الذي لا تطلبه وقد لا تؤمن به وكأنك تتمنى أن يبقى الوضع على حاله بمنطق ''عليّ وعلى أعدائي''.
حوار الصم والبكم الجاري بين الفصائل الفلسطينية، لا يجدي نفعا ولا يمسح دموع الثكلى والأيتام والمشرّدين وعائلات المسجونين والمقبورين من الأحياء والأموات في غياهب السجون الإسرائيلية.
غياب الحوار بين الفلسطينيين لا يوفر مناخا للحوار مع الآخرين، فإسرائيل تتحدث بصوت واحد، بشرط واحد: أن يأكل الواحد لحم أخيه بالرغم من أن التناقضات في الطاقم الحكومي الواحد لا تحصى.
التنافر بين فتح وحماس وصل ذروته من شدة الاقتتال بين الإخوة الأعداء، وأساسه الحكم، الصراع على الحكم أو بالأحرى على الجزء الضئيل من الحكم الذي تمنحه إسرائيل كاف للتناحر، ثم يذهبون إلى جوالات الحوار مع العدو وهم لا يدركون تدرج العداوة التي يكنون إلى هذا أو ذاك. إنما الصور التي تبثها الفضائيات تثبت أن عباس يصافح نتانياهو ولا يصافح هنية. قد يمد يده إلى من يحلم بمسه من فوق الأرض ولا يمدها إلى من ينافسه في الحكم. وهذا الحماسي لا يتحمس هو الآخر لمعانقة أخيه الفتحاوي، بل يتمنى موته لأنه لا يتركه ينام، بل كابوسه أبشع من القنابل التي تسقط فوق بيوت غزة.
لكن صلابة الموقف الفلسطيني في القضية التي أضحت ملحمة هذا العصر مما تحمله من مآسي تكمن في التماسك وتوحيد الخطاب مهما كانت الخلافات. أما إذا ذهبوا إلى واشنطن أو القاهرة أو أنابوليس ثانية وثالثة ستذهب ريحهم وتتلاشى شروطهم في الفسحة السياحية التي تقام من حين إلى آخر في العواصم الغربية الساحرة تحت الرذاذ الذي يذكّرنا بالأندلس قبل السقوط.
فمحكوم على الفلسطينيين التفاهم فيما بينهم مهما كانت الخلافات لأنه لا يوجد أحد فوق الأرض يهديك السلم الذي لا تطلبه وقد لا تؤمن به وكأنك تتمنى أن يبقى الوضع على حاله بمنطق ''عليّ وعلى أعدائي''.