الأميركيون يتعلمون فن الرقص العماني في مهرجان حياة الشعوب
المهرجان الذي يستغرق أسبوعين يبرز الثقافة والعادات والتقاليد العمانية
من مرسيدس سواريز، مراسلة نشرة واشنطن
بداية النص
واشنطن، 27 حزيران/يونيو 2005- حملت سيدة عمانية تغطي رأسها بوشاح أزرق فاتح وتتدلى على جبينها عملات معدنية ذهبية طفلا أميركيا على ذراعيها في الوقت الذي كانت تتمايل فيه بخطوات رشيقة على نغمات الموسيقى. وكان الصبي يبتسم بهدوء وأمه تشاهده من على المنصة وتصفق بطريقة إيقاعية.
كان ذلك هو المشهد في ندوة حول الرقص العماني ضمن مهرجان حياة الشعوب السنوي الذي تقيمه مؤسسة متاحف السميثسونيان والذي يسلط الأضواء هذا العام على سلطنة عُمان، وهي المرة الأولى التي يبرز فيها دولة عربية.
وصاح عبد الله العمري، معلم الرقص لفرقة المجد للرقص، داعياً الجميع إلى المشاركة في الرقص الشعبي العماني قائلا: "لا تخجلوا، تفضلوا، انضموا إليهم، جميعكم، هيا شاركونا ثقافتنا." وكانت فرقة الرقص العمانية قد أدت الرقصات الشعبية التقليدية يوم 23 حزيران/يونيو الجاري حيث استطاع البعض تعلم الرقصات الشعبية العُمانية، بينما أكتفى آخرون بمشاهدة الراقصين والراقصات العمانيين وهم يؤدون الرقصات الشعبية التقليدية.
وقد نسب أعضاء فرقة الرقص العمانية الذين ينتمون إلى منطقة صلالة في جنوبي البلاد سبب طبيعة الرقصات والموسيقي الفريدة لديهم إلى قربهم من البحر حيث أنها تأثرت بالجزيرة العربية وإفريقيا فضلا عن تأثرها بالتجار الأجانب مثل البريطانيين.
وقد أدوا رقصة تدعى صوت البحر والتي كانت أصلا قد استحدثت كشكل من أشكال الترفيه والتشجيع للرجال الذين كانوا يعملون على السفن. وأوضح العمري أنهم يجدون الوقت للغناء والرقص على سطح السفينة في الأماكن النائية. إذ وقف الراقصون من الذكور في صفين بحيث يواجه بعضهم البعض؛ حيث مثلت المجموعة الأولى الفنانين بينما قلدت المجموعة الثانية حركات العمل على السفينة. وكان الرجال جميعا يتأرجحون ذهابا وإيابا بخطى قصيرة وينقرون بأطراف أصابع أرجلهم على الأرض كما لو كانوا في البحر.
وحالما تصاعدت الرقصات المثيرة للحماس أسرع الرجال إلى الطرف الآخر للمنصة حيث تناولوا المجاديف المطلية بالألوان الزرقاء والبيضاء. وجلسوا مشكلين صفين متوازيين وأجسامهم تتحرك إلى الخلف وإلى الأمام، وهم يجدفون بمجاديفهم ويمررون تشكيلاتهم برشاقة عبر المنصة.
أما الرقصة التي تلت ذلك فكانت من الرقص الشوفاني وهو رقص يؤدى على السفن عندما تكون راسية في الميناء وعند أن تكون بعيدة عن الشاطئ في عرض البحر. فراح الرجال يرقصون الرقص الذي يؤدى عادة حالما تقترب سفينتهم من الشاطئ. وتناوب عدد من الرجال استعراض الخدع التي يمتازون بها، وابتسموا ابتسامات عريضة وهم يقفزون ويدورون ويحرّكون أذرعهم إلى أعلى. ثم دخلت مجموعة كبيرة من النساء إلى المنصة وهن يصفقن ترحيبا بقدوم الرجال إلى الشاطئ. وقد دعي الجمهور بالكامل للمشاركة في الاحتفال، وتوافد الأطفال والآباء من مختلف الأعمار على المنصة حتى اكتظت بالمشاركين الذين كانوا يدورون متماسكي الأيدي في دوائر مركزية.
وقام الأطفال الصغار بحمل الطبول حول حواف المنصة، حيث أخذوا يدقون هذه الطبول في فترات عشوائية. وأمسكت النساء اللائي كن يرتدين بناطيل الجينز بأيدي السيدات العمانيات الملونة بالحناء في محاولة منهن تقليد خطواتهم الجميلة.
وفي جزء آخر من الندوة، كان الرجال يلوحون أيضا بالسيوف الرفيعة اللامعة التي كانت تتأرجح وتتلألأ في أشعة الشمس المشرقة.
وقالت ديان التي راحت تتعلم كيفية طبخ الطبق العماني السمك بعصارة جوز الهند: "لقد رقصت للتو على المنصة مع الراقصين العمانيين وكان ذلك رائعا." وعلق أحد الشباب بقوله "إنه لأمر بديع؛ إذ إننا عادة لا نتأمل ولا نتفكر في سلطنة عُمان". وأضاف "أن الإيقاعات الموسيقية هي التي شدته إلى الانضمام للمشاركة في الندوة.
وبالرغم من أن الجمهور لا يتحدث نفس اللغة التي يتحدثها العمانيون، غير أنه بدا واضحا أن لغة الرقص قد قربت العلاقات بين المشاركين في الندوة والقائمين عليها. وفي ختام الندوة تصافح المدربون العمانيون والمشاركون الأميركيون وتعانقوا حيث أضفت عليهم هذه التجربة المشتركة حيوية ونشاطا.
وستستمر فعاليات المهرجان الذي يسلط الضوء على الثقافة والتراث العمانيين والندوات التي تتخلله حتى يوم 4 تموز/يوليو، عيد الاستقلال الأميركي.
يذكر أن المزيد من المعلومات الإضافية حول مهرجان حياة الشعوب لعام 2005 متاح على موقع مؤسسة متاحف سميثسونيان على شبكة الإنترنت.
|a|a
المهرجان الذي يستغرق أسبوعين يبرز الثقافة والعادات والتقاليد العمانية
من مرسيدس سواريز، مراسلة نشرة واشنطن
بداية النص
واشنطن، 27 حزيران/يونيو 2005- حملت سيدة عمانية تغطي رأسها بوشاح أزرق فاتح وتتدلى على جبينها عملات معدنية ذهبية طفلا أميركيا على ذراعيها في الوقت الذي كانت تتمايل فيه بخطوات رشيقة على نغمات الموسيقى. وكان الصبي يبتسم بهدوء وأمه تشاهده من على المنصة وتصفق بطريقة إيقاعية.
كان ذلك هو المشهد في ندوة حول الرقص العماني ضمن مهرجان حياة الشعوب السنوي الذي تقيمه مؤسسة متاحف السميثسونيان والذي يسلط الأضواء هذا العام على سلطنة عُمان، وهي المرة الأولى التي يبرز فيها دولة عربية.
وصاح عبد الله العمري، معلم الرقص لفرقة المجد للرقص، داعياً الجميع إلى المشاركة في الرقص الشعبي العماني قائلا: "لا تخجلوا، تفضلوا، انضموا إليهم، جميعكم، هيا شاركونا ثقافتنا." وكانت فرقة الرقص العمانية قد أدت الرقصات الشعبية التقليدية يوم 23 حزيران/يونيو الجاري حيث استطاع البعض تعلم الرقصات الشعبية العُمانية، بينما أكتفى آخرون بمشاهدة الراقصين والراقصات العمانيين وهم يؤدون الرقصات الشعبية التقليدية.
وقد نسب أعضاء فرقة الرقص العمانية الذين ينتمون إلى منطقة صلالة في جنوبي البلاد سبب طبيعة الرقصات والموسيقي الفريدة لديهم إلى قربهم من البحر حيث أنها تأثرت بالجزيرة العربية وإفريقيا فضلا عن تأثرها بالتجار الأجانب مثل البريطانيين.
وقد أدوا رقصة تدعى صوت البحر والتي كانت أصلا قد استحدثت كشكل من أشكال الترفيه والتشجيع للرجال الذين كانوا يعملون على السفن. وأوضح العمري أنهم يجدون الوقت للغناء والرقص على سطح السفينة في الأماكن النائية. إذ وقف الراقصون من الذكور في صفين بحيث يواجه بعضهم البعض؛ حيث مثلت المجموعة الأولى الفنانين بينما قلدت المجموعة الثانية حركات العمل على السفينة. وكان الرجال جميعا يتأرجحون ذهابا وإيابا بخطى قصيرة وينقرون بأطراف أصابع أرجلهم على الأرض كما لو كانوا في البحر.
وحالما تصاعدت الرقصات المثيرة للحماس أسرع الرجال إلى الطرف الآخر للمنصة حيث تناولوا المجاديف المطلية بالألوان الزرقاء والبيضاء. وجلسوا مشكلين صفين متوازيين وأجسامهم تتحرك إلى الخلف وإلى الأمام، وهم يجدفون بمجاديفهم ويمررون تشكيلاتهم برشاقة عبر المنصة.
أما الرقصة التي تلت ذلك فكانت من الرقص الشوفاني وهو رقص يؤدى على السفن عندما تكون راسية في الميناء وعند أن تكون بعيدة عن الشاطئ في عرض البحر. فراح الرجال يرقصون الرقص الذي يؤدى عادة حالما تقترب سفينتهم من الشاطئ. وتناوب عدد من الرجال استعراض الخدع التي يمتازون بها، وابتسموا ابتسامات عريضة وهم يقفزون ويدورون ويحرّكون أذرعهم إلى أعلى. ثم دخلت مجموعة كبيرة من النساء إلى المنصة وهن يصفقن ترحيبا بقدوم الرجال إلى الشاطئ. وقد دعي الجمهور بالكامل للمشاركة في الاحتفال، وتوافد الأطفال والآباء من مختلف الأعمار على المنصة حتى اكتظت بالمشاركين الذين كانوا يدورون متماسكي الأيدي في دوائر مركزية.
وقام الأطفال الصغار بحمل الطبول حول حواف المنصة، حيث أخذوا يدقون هذه الطبول في فترات عشوائية. وأمسكت النساء اللائي كن يرتدين بناطيل الجينز بأيدي السيدات العمانيات الملونة بالحناء في محاولة منهن تقليد خطواتهم الجميلة.
وفي جزء آخر من الندوة، كان الرجال يلوحون أيضا بالسيوف الرفيعة اللامعة التي كانت تتأرجح وتتلألأ في أشعة الشمس المشرقة.
وقالت ديان التي راحت تتعلم كيفية طبخ الطبق العماني السمك بعصارة جوز الهند: "لقد رقصت للتو على المنصة مع الراقصين العمانيين وكان ذلك رائعا." وعلق أحد الشباب بقوله "إنه لأمر بديع؛ إذ إننا عادة لا نتأمل ولا نتفكر في سلطنة عُمان". وأضاف "أن الإيقاعات الموسيقية هي التي شدته إلى الانضمام للمشاركة في الندوة.
وبالرغم من أن الجمهور لا يتحدث نفس اللغة التي يتحدثها العمانيون، غير أنه بدا واضحا أن لغة الرقص قد قربت العلاقات بين المشاركين في الندوة والقائمين عليها. وفي ختام الندوة تصافح المدربون العمانيون والمشاركون الأميركيون وتعانقوا حيث أضفت عليهم هذه التجربة المشتركة حيوية ونشاطا.
وستستمر فعاليات المهرجان الذي يسلط الضوء على الثقافة والتراث العمانيين والندوات التي تتخلله حتى يوم 4 تموز/يوليو، عيد الاستقلال الأميركي.
يذكر أن المزيد من المعلومات الإضافية حول مهرجان حياة الشعوب لعام 2005 متاح على موقع مؤسسة متاحف سميثسونيان على شبكة الإنترنت.
|a|a
http:Arabgiawts.com-davidoff