ما رأيك .................أن تكون

    • ما رأيك .................أن تكون

      ما رأيكما أن تكونا بروازا جميلا؟!!




      (كرهني الأستاذ في الرياضيات)،(كرهتني الأبلة في العلوم) ، جملة كثيرا ما أسمعها على ألسنة الطلاب والطالبات،وكذلك على ألسنة كثير من الناس وصلوا إلى المراكز الجيدة في حياتهم بعد أن قطعوا شوط المراحل الدراسية الأساسية،تلك المراحل الثلاث التي تعتبر مَعْلَما شامخا في حياة الإنسان الذي ينطلق منه نحو الحياة ..
      ولكن ماذا لو كانت الجملة على ألسنتهم :كرهني الأستاذ في القرآن ،كرهتني الأبلة في القرآن أو عقدوني من القرآن..
      معلم القرآن ،أو معلمة القرآن يعتبران من أهم الشخصيات التي تصقل شخصية المرء،وإن كانت المواد الأخرى أيضا مهمة جدا فكل مادة هي حلقة في سلسلة العلوم كلها ..
      فقد حببتني معلمة الكيمياء في الكيمياء رغم صعوبة المادة بابتسامتها وبساطتها ولباقتها،وحببتني معلمة الرياضيات في الرياضيات بلباقتها وحسن سلوكها ...............فرغم مرور سنينا عديدة إلا أن وجههما المشرق والمضيء يكاد لا يغيب عن بالي
      إذاً تحبيب المادة أو إكراهها يعتمد بالدرجة الأولى على سلوك المعلم أو المعلمة ،لكن ماذا لو كانت المادة هي القرآن كتاب الله عز وجل فهنا يَعْظُم الأمر ،فقد ينسى المرء في خِضَم ّالحياة المواد الأخرى ومعلميها ،لكن لا ينسى القرآن الكريم، فهو كلما وقف للصلاة تذكر ، وكلما قعد ليقرأ حزبه تذكر وكلما أراد أن يذكر ربه تذكر .....نعم تذكر معلمه /معلمته إما بخير أو بغير
      فكروا معي عندما يكره الإنسان أو يعبر عن ضيقه وكرهه أو يعبر عن خموله وتقاعسه عن تعلم القرآن أو تعليمه بسبب أن هناك كابوسا يدور في ذهنه عندما يقلب صفحات طفولته ..فكروا في هذا الموقف وتدبروا النتائج السلبية عندها فقط قد تقدمون معي رسالة نحو المعلم والمعلمة بأن :
      · ماذا لو عملتما على مراجعة رسالة التعامل مع الآخرين في بضع دقائق كل ليلة قبل مزاولة عملكما صبيحة اليوم التالي ؟
      · ماذا لو رسمتما ابتسامة على شفاهكما مع الدخول إلى الفصل ؟
      · ماذا لو ألقيتما تحية على الطلاب الطالبات ، وماذا لو صافحتموهم في أقل من دقيقة ...ثم رجعتما إلى كرسي الإلقاء ؟
      · ماذا لو مسحتما بيدكما على رأس الطالب أو الطالبة مسحة تشعرانه بها بالأمان والحب والعطف؟
      · ماذا لو عبرتما بعدم رضاكما عن سلوك الطالب /الطالبة بقوة في نبرة الصوت مشوبة بالحب والعطف والحرص على المصلحة.
      عندها تكسبان الاحترام .
      وتعلمان الاحترام .سر تقدم الأمم
      تكسبان الحب.
      وتعلمان الجدية و الحزم.سر نجاح الأمم
      قد تجدون في كلامي مثالية .... لكن..
      المثالية هي التي تنشئ جيلا مثاليا..وماذا تخسران لو تخلقتما بالخلق المثالي،ألستما تبحثان عن المثالية في حياتكم اليومية ، فماذا لو بحثتم عنها في حياتكم الخلقية
      فالكلمة الطيبة لعظم معانيها ووقعها على السامع كان لها أجر صدقة..
      والابتسامة لعظم تأثيرها على نفسية الآخر ين كان لها أجر صدقة
      الصدقة أعظم باب من أبواب البر للمسلم..
      الصدقة التي تطفئ غضب الرب عز وجل..
      وسيلة سهلة لنيل درجة عليا .
      وقد تعتقدون أن جيل اليوم لا ينفع معه هذا الأسلوب ..
      لكن .....
      جيل اليوم هم من صناعتنا نحن..
      أنا وأنت هو وهي كلنا نصنع الجيل
      فماذا لو كنتما تدخلان الفصل بعلامات الغضب ؟
      ثم ماذا لو ألقيتما هالات من العتاب على كل من واجهتماهم ؟
      ثم ماذا لو ألقيتما على مسامعهم كلمات الدرس مخلوطة بنبرات التهديد والوعيد كرصاص الرشاش ؟
      ثم خرجتما و النظرات البريئة تلاحقكما ثم يصابون بنوبات من البكاء، وكأنكما تقولان هذا هو القرآن أو هذا هو الرياضيات أو هذا هو العلم أو هذا .....
      نعم .........تلك هي الكلمات التي عبر بها أحد الطلاب وهو يقول: ترك المعلم فيني استفهامات ؟
      قلت له:استفهامات ..!!!!! لماذا يا عزيزي؟
      قال لي :إنه يدخل كوحش ويخرج كوحش .
      قلت له(حفاظا على كرامة المعلم) :إنه معلم ويجب عليك أن تتحمل قد يكون متعبا أو متضايقا.
      ثم تابعته بسؤالي ولكن كيف ولماذا ؟
      قال لي : إنه يصرخ لكل خطأ ويهدد.(فلماذا الصريخ أيتها المعلم وأيتها المعلمة لا بد أنكما قد سمعتما أو قرأتما أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن اخبا ولا فاحشا ولا متفحشا)
      قلت له:ثم ماذا
      وإذا أراد أن يضرب يضرب كملاكم
      قلت له ملاكم ؟؟؟؟؟؟؟؟
      قال لي :نعم ملاكم فيده ضخمة .
      لم أتماسك عن الضحك فشر البلية ما يُضحك ...لكنني وأنا أضحك كنت أنظر في عيون ذلك الطفل البريء وأقرأ أفكاره فهو يرسم وهو يحدثني صورة في خياله لمدى حياته.
      وطفل آخر يعبر عن ضيقه فيقول:
      سلمت عليه وابتسمت فلم يبتسم لي.
      قلت له :قد يكون مشغولا ولم ينتبه
      قال لي:لا إنه كان واقفا ،لم يكن مشغولا .وليست هذه أول مرة ،بل كل مرة من سنة أولى وأنا الآن سنة رابع .
      لقد عبَّر بكلمات بسيطة لكنها تحمل في طيَّاتها معان عميقة .معان قد ترسم معالما على طريق الحياة
      وانظروا لروعة هذا الأستاذ والذي يعبر عنه أحد الأطفال،فيقول:
      يدخل دائما مبتسما ،
      قلت له:دائما دائما؟
      قال لي :نعم دائما دائما...ومعه كيس حلاوة ، ومهما كنا عنيدين يمسح على رأسنا ويعلمنا أن نحترم الحصة ويعطينا حلاوة .
      قلت له : هل يعطي للمشاغب أيضا .
      قال لي :حتى المشاغب يحب ذلك الأستاذ ويستحي منه .
      وفتاة تقول:أحبها أحبها أحبها ؟
      قلت لها ومن هي ؟
      قالت لي : معلمة تشرح من قلبها ،وتعاملنا بسلوك حسن لا تخاصم ولا تهدد.
      وأم تقول لي :حسبي الله عليه ما أسامحه إلى يوم القيامة ؟
      قلت لها من ؟
      قالت لي :الذي كره ولدي في القرآن.
      هي قصة من مئات القصص.
      دون مبالغة أو اعتداء...
      فأنا لا أعتدي بقولي على حق أحد أو كرامة أحد لكنني أقدم مجانا ما يجعلكما تعيشان في راحة بال،وأسعد حال،وتجعلان الآخرين يعيشون في راحة بال وأسعد حال.
      فنحن لسنا بحاجة إلى المال
      نحن بحاجة إلى راحة بال وصلاح العيال.
      فأنتما تعانيان من ضيق وهمّ رغم أنكما قد تملكان الكثير من المال،
      كل ذلك بسبب المواقف التي تعيشانها كل يوم مع الآخرين ..والتي تراكمت كالران وأصبحت همّا على القلب، قد لا تعطيان لها أهمية بالغة.
      لكن نظرة فاحصة على سلوك الجميع الذي يتعب الجميع تعكس لنا صورة تسهل الإجابة على التساؤل: من صنع هؤلاء ؟
      ما رأيكما أن تكونا بروازا جميلا لصورة جميلة في عقل طفل مدى الحياة يكون غدا فردا ناجحا راقيا دينا وخُلُقا يذكركما بخير وينشر الخير...
      والأهم من ذلك كله: يصلي الله تعالى عليكما والملائكة وتستغفر،حتى النملة في جحرها والحيتان في البحر..لأنكما تعلمان الناس الخير ....بالسلوك قبل القول


      مع تحيات القويم
      القويم يعني خطوة خطوة نحو المثالية