ماذا ستفعل ؟
(لا تفعل يا صديقي شيئا .... فقط تخيل أشياء قد تحدث لك يوما .... وقد لا تحدث أبدا .....)
ماذا ستفعل ؟
إذا توهمت يوما أنهم عيناك ...
وأنك ترى الوجود من خلال وجودهم معك ....
ثم رأيتهم يسعون إلى إطفاء نورك ويتفننون في وضع العراقيل في طريقك
كي يتمتعوا برؤيتك وأنت تتخبط في ظلامك بعد أن سرقوا النور من عالمك.
ماذا ستفعل ؟
إذا قسوت يوما على إنسان يحبك بإخلاص ...
وعاملته بجفاء ...
وعاقبته على ما لم يرتكب من الأخطاء ...
واتهمته بأبشع الصفات وحرمته من فرصة الدفاع عن نفسه ...
وهدمت بإصرار وعناد كل الجسور الممتدة بينك وبينه ...
ولم ترحم خضوعه لك ...
ودموعه عليك ...
ثم اكتشفت بعد مرور الأيام أنه كان أصدق الناس معك ..
وأنك حملته من الظلم والقسوة والعذاب مال لم يستحق .
ماذا ستفعل ؟
إذا غادرك أحدهم وأنت في أمسس الحاجة إليه
وعلمت بعد غياب طويل انه اختار سواك وتجاهل عذابك
ومعاناتك وضياعك لرحيله وغيابه عنك ..
وحين عوضتك الأيام بآخر
يحبك ويخاف عليك بصدق ..
عاد إليك الأول معتذرا ...
ويطلب اللجوء إلى عالمك من جديد .
ماذا ستفعل ؟
إذا قررت يوما السفر إلى البعيد
هربا من همومك وأحزانك وذكرياتك
التي تحولت مع مرور الأيام إلى وحش ينقض عليك
ويقف عائقا بينك وبين معاودة الحياة من جديد ...
لكنك اكتشفت بعد فترة من الغربة والهروب .
أن الغربة الحقيقة في داخلك أنت ...
وأن أحزانك نابعة منك أنت ...
وليست للمكان أو الزمان صلة بها .
ماذا ستفعل ؟
إذا اكتشفت أن الزمان في قلوبهم لم يعد زمانك ...
وأن الذين أضعت عمرك في انتظارهم
وأفنيت لياليك في البكاء عليهم قد تخلوا عنك
ووضعوك تحت أقدامهم عند القطرة الأولى من الطوفان...
وخلفوك خلفهم كالأطلال...
وأطلقوا عليك لقب (( ماض))بعد
أن كنت حاضرهم ومستقبلهم وأيامهم كلها ...
وأن صلاحيتك لديهم قد انتهت تماما ...
وان وجودك معهم قد يؤذيهم .
ماذا ستفعل ؟
إذا كنت تسير يوما فوق شاطئ البحر وقت الغروب ...
وخرجت إليك من البحر حورية جميلة
ونادتك باسمك ...
وطلبت منك أن تتمنى أمنية واحدة فقط كي تحققها لك في الحال
وأنه ليس أمامك سوى عشر ثوان لتحديد الأمنية .
ماذا ستفعل ؟
إذا كنت تتجول يوما في أحد المراكز التجارية ...
فظهر أمامك إنسان هو نسخة طبق الأصل منك
فظننت أنك تنظر لنفسك في المرآة
أو انك تغط في سبات عميق وتعيش أحداث حلم مدهش
لكن دهشته التي تشبه دهشتك ...
أكدت لك حقيقة ما ترى .
ماذا ستفعل ؟
إذا اكتشفت بعد سنوات طويلة من عمرك
انك أنت لست أنت
وأن اهلك الذين قاسمتهم أجمل سنوات عمرك لا يمتون لك بصلة
وأن لوجودك بينهم حكاية مؤلمة
تعمدوا إخفاء تفاصيلها عنك
وأن الشبه بين ملامحك وملامحهم مجرد كذبة
تعمد البعض أن يؤكدها لك
وأن عليك أن تبحث عن أهلك وهويتك من جديد .
ماذا ستفعل ؟
إذا زرعت الورد ... وخصدت الشوك
وزرعت الحب ... وحصدت الكراهية
وزرعت الصدق ... وحصدت الكذب
وزرعت الوفاء ... وحصدت الغدر
وتوصلت لحقيقة مؤلمة تنص
على أنه في هذا الزمان ليس
بالضرورة أن نحصد ما نزرع...
فالبعض قد يحصد ما لا يزرع.
عفوا
قد يذكرك ما قرأته بالأفلام الهندية..
لكنه كان مجرد دعوة عامة للخيال ...
والدخول مجانا ...
فإن كنت لست من هواة الخيال...
فتقبل خالص اعتذاري.
: 
: 
: