هدية العيد "2"

    • هدية العيد "2"

      وتمضي الأيام بسرعة وتقترب نفحات العيد من بعيد وهي تتراقص مع ابتسامة الطفولة ، تتراقص له وهو ينظر لتباشير العيد من نافذة الدار ، يتعقب الأنجم في السماء تارة وتارة أخري ينظر للمارة وهو يرى ملامح العيد على وجوههم ، وفي سويعات كثيرة تجده حالما طائرا بأحلامه بعيدا ناحية تلك الأنجم البراقة ، أيا ترى لماذا ينظر إليها ؟
      - راشد حبيبي هيا للنوم ؟
      - دقائق يا أمي وسأذهب ؟
      - ماذا تنظر هناك ؟
      - انظر أبى من خلال النجوم ، ألم تقولي لي منذ زمان بأن كل مسافر نجمه في السماء ؟
      - نعم يا ولدي ، والان هيا للنوم ؟
      - دعيني انتظر أبى يمكن بيرجع الان ؟
      - لا يا حبيبي أبوك سوف يعود ليلة العيد ؟
      - يعني غدا ؟
      - نعم يا ولدي ، وما هي إلا ساعات وسيحضر ؟
      - أيا ترى أي نوع من الهدايا اشتراها لي ؟
      - لا تستعجل يا راشد ؟
      - صدقيني يا أمي ، وغدا قريب
      - اذا هيا للنوم ...
      - تصبحين على خير أمي
      - وأنت من أهل الخير يا ولدي ... مسكين راشد سوف يطير من الفرحة بوصول أبيه .

      وتقفل الاضاءه ويغمض الطفل عينية بسلام ولكنه ما يزال يحلم أحلام اليقظة قبل نومه ، ما يزال يرسم لنفسه شكل الهدايا التي سوف يجلبها له أبوه من السفر ، ساعتها غط في نوم عميق وهو يبتسم لأنه رسم أباه في نومه باسما وهو يقدم له الهدايا ..

      - هيا يا راشد أنهض من النوم لننظف البيت ؟
      - ( متكاسلا ) حاضر يا أمي ..
      - إذا هيا أغسل وجهك أولا ؟
      - حاضر سأتبعك فورا ؟

      كان راشد يعمل بكل همه ونشاط في مساعدته لأمه في تنظيف البيت ، كان يعمل بلا كلل أو ملل .. يحرك تلك المخدة ، ويرتب الفراش ، وتارة يلعب مع نفسه وهو فرح مسرور لقرب وصول أبيه ...

      - أمي في أي ساعة سوف يصل أبى ؟
      - في الحادية عشر ليلا ....
      - الوقت متأخر ولكني سوف انتظره ولن أنام ؟
      - إذا هيا نسرع من التنظيف .
      - نعم يا أمي هيا ....

      وبدأ الليل يوزع سواده على القرية ، وبدأت زقزقة العصافير تهدأ ، بينما ظهرت أصوات ليلية لحشرة الصراصير ، ونقيق الضفادع القادمة من القلج القريب من الدار ، وبدأ الناس يرجعون لمضاجعهم ليغطوا في سبات عميق ، ما عدا أم راشد وراشد اللذين جلسا ينتظران أبا راشد بفارغ الصبر ، وتدق الساعة العاشرة وما زال راشد يحارب النعاس ولكنه ينهزم معه أخيرا وينصاع لأوامره ، فغط في نوما عميق .. ما هي إلا ساعة من الزمن حتى قرع الباب ....!!!!

      - من الطارق ؟
      - افتحي يا أم راشد أنا محمد ..
      - أبو راشد الحمد لله على سلامتك ؟
      - الله يسلمك لقد اشتقت إليك كثيرا ، ولصغيري راشد .
      - ونحن أيضا أشتقنا لك يا أبا راشد
      - أين راشد ؟
      - أنتظرك طويلا ولكنه لم يستطع الانتظار فنام ..
      - لقد أحضرت له هدية العيد ، وهي أجمل هدية وأغلاها ..
      - سيفرح بها حتما ؟
      - يجب أن أوقضه ، فأنا مشتاق له كثيرا .
      - راشد قم يا راشد ، راشد لقد جلبت لك هديتك التي كنت تحلم بها ، هيا انهض !!!!؟
      - ( الأم فزعه ) أبو راشد ، راشد لا يتحرك ؟
      - راشد راشد راشد راشد

      وصرخت الأم المسكينة صرخة أيقظت القرية بأكملها ، وبكى الأب بكاء مريرا ، وراشد ودعهم بابتسامته الطفولية الظاهرة على وجهه ، ودعهم وذهب بعيدا بعد أن تحقق حلمه أخيرا ، للأسف رحل قبل أن يرى أباه في ليلة العيد ، قبل ان يلاعب هديته ، قبل ان يلبس ملابس العيد ويخرج مع أطفال قريته للحدائق ليلعبوا بهدايا العيد ، رحل ورحلت معه كل أحلامه الطفولية ، رحل مخلفا وراءه لعبة العيد وابتسامة الوداع .
    • دندنة على سن القلم دائما تبهرني كتاباتك وبصراحة أريد أعرف ليش أبو راشد ـاخر عن الحضور
      وأسباب وفاة الطفل راشد هل هي طبيعية أم حالة مرضية

      بصراحة هذه الاسئلة ماتنقص من قيمة قصة أخي دندنة
      أنما زيادة لفكرك الواسع

      شكراً
      والى موضوع جديد ومثير


      أخوك
      عاشق الاطلال
      $$e$$e$$e$$e$$e
    • سيدي ..دندنة على سن القلم
      لا أجد حتى الكلمات التي أشكرك بها ..عندما تمتزج.. ألوان الريشة بحبر الكلمات تتجسد اضاءات ..الإبداع ..لتترجم صمت العيون .. لغة تلخص أسطورة الجمال ..دائما مبدع ..وهذه احدى الابداعات التي تروينها بها كل حين .. فشكري يصلك مكرر .. وتقبل اعذب تحياتي ..
    • [TABLE='width:70%;'][CELL='filter: dropshadow(color=darkblue,offx=4,offy=4) shadow(color=black,direction=135) glow(color=darkblue,strength=5);']
      برغم نهاية القصة حزينة وفاجأتني جدا ...
      ألا أن أسلوبك الشيق هو ما جعلنا نتابعها وبشدة ...
      تحية مخلصة وننتظر كل ما تدندنه على سن قلمك المتألق ...
      [/CELL][/TABLE]
    • الرسالة الأصلية كتبت بواسطة:عاشق الاطلال

      دندنة على سن القلم دائما تبهرني كتاباتك وبصراحة أريد أعرف ليش أبو راشد ـاخر عن الحضور
      وأسباب وفاة الطفل راشد هل هي طبيعية أم حالة مرضية

      بصراحة هذه الاسئلة ماتنقص من قيمة قصة أخي دندنة
      أنما زيادة لفكرك الواسع

      شكراً
      والى موضوع جديد ومثير


      أخوك
      عاشق الاطلال
      $$e$$e$$e$$e$$e



      دوما سباق عزيز عاشق الاطلال ، ماشاء الله عليك .. وشكرا على هذه العبارات الرنانة التي افرحت القلب وجعلته في نشوى وفرح وسرور .. وإليك الاجابة على تساؤلاتك عزيزي ..

      ليش ابو راشد تأخر عن الحضور ؟
      تأخر ابو راشد ما هو إلا بوح كاتب ومن ضمن العقده القصصية والتشويق القصصي ..

      وأسباب وفاة الطفل راشد هل هي طبيعية أم حالة مرضية
      ربما هي الاسباب التالية :
      - للتشويق القصصي ، والتفاعل من قبل القاريء
      - لزيادة حدة العاطفه .
      - الجذب القصصي
      - تكون الوفاة هي خاتمة للقصة ..
      - والوفاة هي بطبيعة الحال طبيعية


      شكرا لك عزيزي على هذه المداخله ، وعلى العكس ملاحظاتك وتساؤلاتك لم تنقص من القصة في شيء بل العكس زادتها اشراقا ...
    • الرسالة الأصلية كتبت بواسطة:غضب الأمواج

      سيدي ..دندنة على سن القلم
      لا أجد حتى الكلمات التي أشكرك بها ..عندما تمتزج.. ألوان الريشة بحبر الكلمات تتجسد اضاءات ..الإبداع ..لتترجم صمت العيون .. لغة تلخص أسطورة الجمال ..دائما مبدع ..وهذه احدى الابداعات التي تروينها بها كل حين .. فشكري يصلك مكرر .. وتقبل اعذب تحياتي ..


      كالنور التي تضيء الظلمة الحالكة السواد ، نعم كلما اجد حروفك احس فيها كالانجم في السماء ، حروف تزيد من جماليات احرفي الشيء الكثير .. شكرا والف شكر عزيز على هذه الكلمات الرائعه ، وما زلت اقول وساقول للابد بأنني كالطفل الصغير يتعلم ابجديات هذا الادب الرائع .. وما هذا الابداع إلا محاولات وشذرات كتابية تنتابني بين الحين والاخر ..
    • [TABLE='width:70%;'][CELL='filter:;']
      دندنة على سن القلم

      أبدعت صراحة برسم هذه الصوره بعمق معانيها و حقيقة واقعها ..
      لقد أمتزجت الافراح بالاحزان فى هذه القصة
      فسلم قلمك لابداعه المتقن ..
      ما أسرع اللقاء ؟ ....... انقضى ......... في طرفة عين .......
      ولو كان انتظاراً ما انتهى إلا بعد أعوام ....
      تلك هي اقدار الله وخلجات كاتب القصة
      فراق ودموع
      لقاءات وفرح
      موت وولاده
      كلها كتناقضات بحياتنا
      تحملها لنا الاقدار
      [/CELL][/TABLE]
      كيف لقلمي أن يهمس لسواكِ و القلب قد خلا إلا منكِ .. ]
      كيف أكتب عن سواكِ و العين لا ترى غيركِ ... ]
      كيف لا أفكر فيكِ و الذهن لا يشغله غيركِ .. ]
      كيف لا أشتاق إليكِ و انا كلي حنين إليكِ .. ]
    • الرسالة الأصلية كتبت بواسطة:أمل الحياة

      [TABLE='width:70%;'][CELL='filter: dropshadow(color=darkblue,offx=4,offy=4) shadow(color=black,direction=135) glow(color=darkblue,strength=5);']
      برغم نهاية القصة حزينة وفاجأتني جدا ...
      ألا أن أسلوبك الشيق هو ما جعلنا نتابعها وبشدة ...
      تحية مخلصة وننتظر كل ما تدندنه على سن قلمك المتألق ...
      [/CELL][/TABLE]



      شكرا لمشرفتي الغاليه أمل الحياة على الكلمات الجميلة الرائعة ، والقصة لن تتألق إلا بوجود احرفك مشرفتي ، فكم افرحني تواجدك ، وكم اسعدتني كلماتك ، وأتمنى فعلا بأن القصة نالت على الاستحسان ...
    • الرسالة الأصلية كتبت بواسطة:الكـــــاتــب

      [TABLE='width:70%;'][CELL='filter:;']
      دندنة على سن القلم

      أبدعت صراحة برسم هذه الصوره بعمق معانيها و حقيقة واقعها ..
      لقد أمتزجت الافراح بالاحزان فى هذه القصة
      فسلم قلمك لابداعه المتقن ..
      ما أسرع اللقاء ؟ ....... انقضى ......... في طرفة عين .......
      ولو كان انتظاراً ما انتهى إلا بعد أعوام ....
      تلك هي اقدار الله وخلجات كاتب القصة
      فراق ودموع
      لقاءات وفرح
      موت وولاده
      كلها كتناقضات بحياتنا
      تحملها لنا الاقدار
      [/CELL][/TABLE]


      سيدي الكاتب :
      أحس بهذه الاحرف الرائعه كنقد بناء أتمنى ان اقراءه من زمان بعيد .. كلماتك الرائعه زادت من دندنتي اشراقا جميلا ، وزادها من ذاك الاشراق هو تواجد احرفك بهذه الدندنة ...