هل شعرت يوماً أن صلاتك لم تعد تنهاك عن الفحشاء والمنكر؟

    • هل شعرت يوماً أن صلاتك لم تعد تنهاك عن الفحشاء والمنكر؟

      هل شعرت يوماً أن صلاتك لم تعد تنهاك عن الفحشاء والمنكر؟

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      من المعلوم لدينا كمسلمين أن الله سبحانه لم يخلقنا عبثآ ولم يوجدنا سدى

      وإنما خلقنا لغاية هي من اجلّ الغايات... ألا وهي عبادته سبحانه

      يقول تعالى( وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون)

      فمن أجلها خلقت الجنة والنار...وأظلم الليل وأضاء النهار..وانقسم الناس في شأنها إلى أبرار وفجار

      وإن من أعظم ما عبد الله به بعد الشهادتين هو هذه الصلاة

      فهي حبل الله المتين... وعامود هذا الدين...من حافظ عليها افلح وغنم ..ومن أضاعها خاب وغرم... وهي عصمة من الفتن والشهوات والشبهات

      وهي منجاة عند حلول المصائب والملمات

      " وأى دعوة تريد أن تستقيم ألى الله فعليها أن تد لف من باب الاستقامة وبابها المحراب"

      فالله سبحانه وتعالى حين انتد ب محمد عليه الصلاة والسلام للدور الكبير

      قال له(يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً )

      فكان الإعداد للقول الثقيل والدور العظيم هو قيام الليل, فهي العبادة التي تفتح القلب وتوثق الصلة , وتشرق بالنور والراحة والإطمئنان

      وهي آخر وصية وصى بها النبي صلى الله عليه وسلم أمته عند مفارقة الدنيا حيث جعل يقول - وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة : ( الصلاة الصلاة ، وما ملكت أيمانكم ) .


      يقول سبحانه وتعالى في حقها مبينآ عظيم أثرها على الفرد والمجتمع

      ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)

      فما موقعنا من هذه الأية !!!؟ هل إزد د نا بصلاتنا طهرآ وقربآ من الله ؟ أم أنا مازلنا سادرين في غينا ولهونا وعبثنا!!!؟

      نصلي ولكن نغش ونكذب....نصلي ولكن نرابي ونسرق...نصلي ولكن نجاهر الله بالمعاصي ونعلن

      بل قد بلغ ببعضهم أن يخطط للمعصية ويمني نفسه بها وهو واقف بين يدي الله سبحانه وتعالى!!!

      فلا ترى من صلا تهم إلا أجساداً تهوي إلى الأرض خفضاً ورفعاً. أما قلوبهم فخاوية، وأرواحهم فبالدنيا متعلقة، ونفوسهم بالأموال والأهلين مشغولة.

      فكم من مصل لاتنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر، وأنوار الإيمان في قلبه خافتة وضعيفة ,والإنتفاع بها إنما يكون بقدر كمال حضور قلوبنا مع الله عند أدائها، وإقبالها عليه، واخلاصها وخضوعها له وعدم التفاتها عنه وبمقدار تدبرنا فيها وتعقلنا لها ولمعانيها.
      ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس للرجل من صلاته إلا ما عقل منها».

      فكلما ازداد العبد معصية وبُعدًا، كلما تثاقل عن الطاعة وحرمها، وألف المعصية وأحبها، وهي سبب لهوان العبد على ربه، عن جبير بن نفير

      قال: لما فتحت قبرص فرّق بين أهلها،فبكى بعضهم إلى بعض، فرأيت أبا الدرداء جالسًا وحده يبكي فقلت: يا أبا الدرداء، ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله

      فقال: ((ويحك يا جبير، ما أهون الخلق على الله إذا أضاعوا أمره، بينما هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى)).


      قال الحسن البصري: هانوا عليه فعصوه، ولو عزوا عليه لعصمهم، ويكفي قول أحكم الحاكمين( وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ)

      والمعاصي أيضآ تستدعي نسيان الله لعبده وتركه، وتخليته بينه وبين نفسه وشيطانه،ولقد كان من دعائه عليه الصلاة والسلام:

      ((ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل من ذلك)).


      وهي تورث الذل، فإن العز كل العز في طاعة الله (مَن كَانَ يُرِيدُا لْعِزَّةَ فَلِلَّه ِا لْعِزَّةُ جَمِيعاً) قال ابن القيم رحمه الله: أي فليطلبها بطاعة الله، فإنه لا يجدها إلا في طاعة الله.وكان من دعاء بعض السلف: اللهم أعزني بطاعتك، ولا تذلني بمعصيتك .

      ولنحذرأيها الأخوة من التمادي في الغفلة والإعراض عن الله، وإيثار الحياة الدنيا على الآخرة، ولنعظم ماعظم الله سبحانه

      وعظم رسوله صلى الله عليه وسلم, وسلفنا الصالح

      لقد كانوا يستعدون للصلاة قبل إقامتها، ذكر الذهبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه قال: (ما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء)

      وهذا سعيد بن المسيب لم تفته صلاة الجماعة مدة أربعين سنة، بل كان يقول: (ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد)

      بل إن سليمان بن مهران كان يقول لابنته وهي تبكي عند رأسه في مرض موته: (ابكي أو لا تبكي فوالله ما فاتتني تكبيرة الإحرام مع الجماعة ستين سنة)

      وكان بعض السلف إذا توضأ أخذته رعشة فسئل يومآ عن ذلك فقال: كيف لا وأنا سأقف بين يدي رب العالمين

      رحمهم الله لقد بذ لوا المجهود من أنفسهم وأعجزوا من جاء بعدهم

      أنى لنا لحاق بقوم لسان حالهم يقول:

      تركنا البحار الزاخرات وراءنا ******* فمن أين يدري الناس أين توجهنا

      وحسبنا أن نكون على جادتهم, وإن أبطأ بنا السيرفإن أميرالقوم يرعى القافلة

      وأعلم أن الراحة للرجال غفلة,كما قال الفاروق, وأتعب الناس من جلت مطالبه

      وأبواب الملوك لاتطرق بالأيدي و تضرب بالأحجار, بل بنفس المحتاج,فأنزل حوائجك بباب الملك العلام


      اللهم ردنا إليك رداً جميلاً
    • شكرا لك اخي الكريم

      ولنعلم أن الصلاة تفتح ابواب الخير وتعين على المحافظة على بقية الواجبات
      وتنهى عن الفحشاء والمنكر

      فلنحرص على المحافظة عليها
      ولا نكن من المصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون