الكذب

    • السلام عليكم


      موضوعي اليوووووم عن الكذب ؟؟؟

      شو رايكم في الشخص الي يكذب بهدف المصلحة الشخصيه لاكن بدون ان يضر اي انسان ؟؟؟؟
    • ان الإسلام يحذر من الكذب بوجه عام ، ويعده من خصال الكفر أو النفاق …ففي القرآن نقرأ : (إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون ) النحل :105.
      وفي السنة : ( آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا عاهد غدر )(رواه الشيخان) وفي رواية لمسلم : ( وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم ) .
      وفي حديث آخر : ( أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا ، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا أؤتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر ).
      ولهذا جاء عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه مرفوعًا وموقوفًا : ( الكذب مجانب الإيمان ) (رواه البيهقي وصحح الموقوف .)
      وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يطبع المؤمن على كل خلة غير الخيانة والكذب )(رواه البزار وأبو يعلى ورواته رواة الصحيح والدارقطني مرفوعًا وموقوفًا ، وقال : الموقوف أشبه بالصواب .)
      وفي حديث مرسل رواه مالك : قيل يا رسول الله ، أيكون المؤمن جبانًا ؟ قال : ( نعم ). قيل له : أيكون المؤمن بخيلا ؟ قال نعم ) . قيل له : أيكون المؤمن كذابًا ؟ قال : ( لا ) ( رواه مالك مرسلا عن صفوان بن سليم .)
      ولهذا قالت عائشة : ( ما كان من خُلق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب )(رواه أحمد والبزار وابن حبان والحاكم وصححاه )
      وهذا كله يدلنا على مدى نفور الإسلام من الكذب . وتربية أبنائه على التطهر منه ، سواء ظهر من ورائه ضرر مباشر أم لا . يكفي أنه كذب ، وإخبار بغير الواقع ، وتشبه بأهل النفاق .
      وليس من اللازم ألا يلتزم الناس الصدق إلا إذا جر عليهم منفعة ، ولا يجتنبوا الكذب إلا إذا جلب عليهم مضرة ، فالتمسك بالفضيلة واجب ، وإن كان وراءها بعض الضرر الفردي المباشر واتقاء الرذيلة واجب وإن درت بعض النفع الآني المحدود .
      وإذا كان الإنسان يكره أن يكذب عليه غيره، ويخدعه باعتذارات زائفة ، وتعللات باطلة ، فواجبه أن يكره من نفسه الكذب على الآخرين، على قاعدة : عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به .
      على أن من أكبر وجوه الضرر في الكذب أن يعتاده اللسان ، فلا يستطيع التحرر منه ، وهذا هو المشاهد الملموس ، الذي عبر عنه الشاعر قديمًا فقال :

      عوِّد لسانك قول الصدق وارض به
      إن اللسان لما عوَّدت معتاد

      ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحذرنا من ولوج هذا الباب الذي ينتهي بصاحبه بعد اعتياد دخوله إلى أن يكتب عند الله من الكذابين . فيقول : ( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر ، والبر يهدي إلى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا ، وإياكم والكذب ، فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، والفجور يهدي إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب ، حتى يكتب عند الله كذابًا )
      ومع هذا فإن من خصائص الإسلام أنه دين يجمع بين المثالية والواقعية في توازن وتناسق ولا يكتفي بالتحليق في أجواء المثاليات المجنحة ، دون النزول إلى أرض الواقع الذي يعيشه الناس ، كما فعل بعض فلاسفة الأخلاق المثاليين من أنصار مذهب الواجب لذاته ، مثل الفيلسوف الألماني الكبير "كانت " الذي لم يرخص في الكذب ونحوه في أي موضع ، ولأي سبب ومهما تكن النتيجة .
      أما الإسلام فهو منهج الله الذي يعلم من طبيعة الحياة ، وضرورات الناس فيها ، ما جعله يرخص في الكذب في مواضع معينة ، مراعاة لطبيعة البشر ، وتقديرًا لما ينزل بهم من ضرورة قاهرة أو حاجة ملحة .
      ولم أجد من وضَّح هذا الجانب ، ووفاه حقه من البحث والشرح مثل الإمام أبي حامد الغزالي في موسوعته الإسلامية " إحياء علوم الدين " ويحسن بي أن أنقل هنا مقتطفات من حديثه بلفظه ، لما فيها من التحقيق والبيان حيث يقول :
      " اعلم أن الكذب ليس حرامًا لعينه ، بل لما فيه من الضرر على المخاطب أو على غيره ، فإن أقل درجاته أن يعتقد المخبر الشيء على خلاف ما هو عليه ، فيكون جاهلا ، وقد يتعلق به ضرر غيره ، ورب جهل فيه منفعة ومصلحة ، فالكذب محصل لذلك الجهل ، فيكون مأذونًا فيه ،وربما كان واجبًا.
      قال ميمون بن مهران : الكذب في بعض المواطن خير من الصدق ، أرأيت لو أن رجلا سعى خلف إنسان بالسيف ليقتله ، فدخل دارًا ، فانتهى إليه ، فقال : أرأيت فلانًا ؟ ما كنت قائلاً ألست تقول: لم أره ؟ وما تصدق به . وهذا الكذب واجب .
      فتقول : " الكلام وسيلة إلى المقاصد ، فكل مقصود محمود يمكن التوصل إليه بالصدق والكذب جميعًا ، فالكذب فيه حرام ، وإن أمكن التوصل إليه بالكذب دون الصدق فالكذب فيه مباح إن كان تحصيل ذلك القصد مباحًا ، وواجب إن كان المقصود واجبًا ".
      |•--{لســت الأفــضل .. ولــكن لي أســـلوبي }--•|
      سأضل دائما .. اتقبل رأي الناقد والحاسد
      فالأول يصحح مساري .. والثاني يزيد من اصراري
      سكوتي لا يعني [ جهلي ] بما يدور حولي ,, ولكن ماحولي لايستحق [ الكلام ]