دعيت بتاريخ الخميس الموافق 26يونيو 2009م لحضور حفل سحب جوائز المسابقة الثقافية لفريق الجزيرة بعنوان (وطني) تلكم المسابقة التي جاءت في نسختها الأولى مضمخة بأريج حب الوطن الذي لزاماً أن يكون ساكناً في قلوب الجميع .. فما أسمى هذا النهج ، وما أروع ذلك الإختيار .
يممت وجهتي نحو بلدة وادي الأعلى التابعة لولاية بهلا ، حيث معقل الفريق يشمخ في هذه البلدة الوديعة المشتق اسمها من العلو والتسامي والشموخ لتمترسها وسط هضبة جبلية شاهقة الارتفاع ، وتحت حراسة جبل الكور الأشم..
فيما تتمايل أشجار النخيل بطلعها النضيد وسط مزارع البرسيم كتمايل الحسناء في يوم زفافها .. وترسل أزهار الورد والياسمين والنرجس نفحاتها الشذية ، فتعطر بشذاها الفواح سائر أرجاء وادي الأعلى الجميل.
كان وصولنا للبلدة وقد بدأت عساكر الظلام تخيم على المكان ، إلا أن قناديل النهضة القابوسية الحديثة ساهمت في تبديد العتمة ، وأججت في نفسي حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي قوبلنا بها من جانب أهالي البلدة الداعمين لمسيرة الفريق أن أتذكر ما قرأته من روائع الكرم العربي .. بيد أنني عجبت أشد العجب لعدم تسمي الفريق بمسمى هذه البلدة الجميلة المضيافة!!!
بدأت مراسم السحب على جوائز المسابقة في مقر فريق الجزيرة ، و تناوب على توزيع الجوائز أصحاب الشركات والمؤسسات الراعية ، بالإضافة إلى الشخصيات الداعمة لأنشطة الفريق ، في تجسيد رائع لمعاني التلاحم والتكاتف بين المؤسسات الأهلية والشبابية .
لقد أكدت المسابقة نجاح نسختها الأولى من خلال انتشار رقعة توزيعها في سائر أرجاء الوطن بدليل حصول مشاركين من مختلف ولايات السلطنة على العديد من جوائز المسابقة ، الأمر الذي يعطي مؤشراً بأن النسخة الثانية من المسابقة ستكون أكثر نجاحاً وتألقاً بمشيئة الله وتوفيقه ، ويا حبذى مراعاة أن تكون مادة المسابقة دسمة وأكثر ثراءً في جانبها المعرفي ، وأن تعطي للعقل البشري فرصة البحث الجاد عن الإجابة لكي يسبح في فضاءات وأنهار المعرفة .
فتحية عاطرة لفريق الجزيرة الذي أعطى مساحة من محيط اهتمامه للحراك الثقافي الذي يعيش الآن سباتاً طويلاً ، إن لم يكن في غيبوبة، أو وفاة إكلينيكية ، بسبب تغييب الأنشطة الثقافية من دائرة اهتمامات الفرق الأهلية ، فغدت غالبيتها تلهث وراء كرة منفوخة لا تحفظ للعقول إلاً ولا ذمة ، وشكراً لإدارة الفريق التي كرست جهودها لإنجاح هذه الغاية النبيلة ، والشكر موصول لأهالي بلدة وادي الأعلى ولكل من ساهم في إنجاح المسابقة ، والله ولي التوفيق والسداد .
: 
: 
: