الحرب الأمريكية البريطانية المزمعة على العراق لا تقتصر أهدافها على الشؤون العراقية فحسب ولن تتوقف عند حدود العراق الجغرافية بل ستمتد لتشمل الوطن العربي بأكمله ... فأمريكا لا يمكن أن تقوم بهذه الحرب وتخرج عن الاجماع الدولي إلا إذا كانت أهداف هذه الحرب تستحق ذلك ... وبالنظر للاهداف المعلنة من قبل أمريكا للحرب نجد أنها نزع أسلحة الدمار الشامل لدى العراق (إن وجدت أصلا) ونشر الديموقراطية والحرية .. وهذه الاهداف لا تستلزم حربا حتى لو لم يتجاوب العراق مع المفتشين الدوليين .. ثم أيضا أن غير المنطقي أن يكون من بين أهداف حرب تزهق فيها أرواح آلاف البشر ويشرد بسببها الملايين تطبيق الحرية والديموقراطية ... وإذا كانت الأهداف المعلنة غير منطقية فهذا يعني ان هناك أهدافا أخرى تكمن وراء هذه التضحيات من قبل أمريكا... واعتقد أن من بين أهداف الحرب الفعلية ثلاثة أهداف هي:
الهدف الأول :

تقسيم العراق الى دويلات صغيرة كخطوة أولى لرسم الخريطة الجديدة للمنطقة والتى تحدث عنها الأمريكيون في أكثر من مناسبة... فالنجاح في تقسيم العراق الى دويلات سيتبعه مطالبة الأقليات في الدول العربية بالاستقلال والحكم الذاتي مما يؤدي في النهاية الى تقسيم الدول العربية الى دويلات صغيرة... وستكون اسرائيل الدولة العظمى بينها على المدى البعيد ..

الهدف الثاني :

السيطرة على النفط العراقي والتحكم من خلاله باسعار النفط والاقتصاد العالمي بشكل عام خصوصا الدول المستوردة للنفط... فسيطرة أمريكا على العراق سيجعل أمريكا تتحكم باسعار النفط وستنخفض الى أدنى مستوى وسيصل النفط الخليجي ليس العراقي فقط الى أمريكا بأبخس الأثمان حيث لن يكون النفط الخليجي ذو اهمية على اقتصادها ... مما ينعكس في النهاية على المستوى الاقتصادي لهذه الدول وهذا سيؤدي الى إضعاف الدول الخليجية والدول العربية عموما حيث تمثل الدول الخليجية القوة الاقتصادية للدول العربية...

الهدف الثالث:

التحكم بمسير القضية الفلسطينية بل ووأدها فالحرب على العراق ستحول الأنظار لفترة طويلة الى العراق وستستغل إسرائيل هذه الأحداث لتعمل ما تشاء في ظل الإنشغال الدولي في قضية العراق.. ومن ناحية أخرى سيكون في المصير العراق تهديد غير مباشر للدول العربية الأخرى التي لن تقف في وجه أي حل أمريكي للقضية والذي سيصب في مصلحة إسرائيل ...

ولو تأملنا في هذه الأهداف لوجدناه تصب في مصلحة إسرائيل أولا ... ولو تأملنا من يدعم هذه الحرب لوجدناه من كانوا سببا في وجود إسرائيل أمريكا وبريطانيا... وهذه الحرب إن قامت ستكون بداية الطريق لإسرائيل لتحقيق أطماعها التوسعية أو مايسمى بإسرائل الكبرى!!!
وهناك سبب أخر للحرب وهو أن الإقتصاد الأمريكي في مازق وحرج شديد . و ذلك يعني أنّ فرص بوش في فترة رئاسية أخرى في غضون سنتين تبدو كالحة.

فنصرٌ سريعٌ على صدام سيعيد له شعبيته ... بالضبط كما حصل لتاتشر في حرب ( الفولكلند ) .

و هذا ما يتمناه على الاقل.

هذا الجنط المتصدأ ( بوش ) يرى أن أفضل سيناريو له ( و ربما الرأسمالية العالمية بجميع دولها الكافرة ) هو نصر سريع في العراق ، بقوات أمريكية لا تلحقها الا خسائر طفيفة نسبيًا ونظام جديد مدعم من الولايات المتّحدة.

إن أسواق الأسهم المالية العالمية ما زالت تحلم بـ "هذا السيناريو الجيد" الذي سنكون نحن جميعاً ضحاياه .

لكن الله لهم بالمرصاد ،،،، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون