الشهيد القسامي
وحيد حامد الهمص
رجل القسّام جمع بين قوة السيف و الكلمة!!
وحيد حامد الهمص
رجل القسّام جمع بين قوة السيف و الكلمة!!
و ها أنت ترحل عنا يا وحيد .. صفحاً : أنا لن أرثيك ميتاً .. فكلنا نتمنى حياةً كنت عنها باحثاً .. و نجوت بقدرةٍ من عار عروبتك .. لتعلو لربك مجاهداً .. إصعد , فأرضك السماء .. و الأرض باتت للجبناء .. باتت لأهل الكروش .. القابضين على القروش .. بدمٍ بارد .. باتت للهاربين من البنادق ... ليقطنون القصور العالية ... و يصافحون العدو .. بسلامٍ كاذب .. إصعد يا وحيد فمن لم يمت شهيداً مات موتاً خاسراً ..
أيها الراحل عنا .. كل جزء فينا تاه .. فاللهفة تحيي ذكراك فينا .. و فجيعتنا بك أننا .. على غيابك , لم نعد نقوى يا غالياً .. و أقسمنا , ألا نبكيك مودعين ... حتى نهيّئ للقائك موعداً ... و أنا ....سأظل أكتب ... بأقلامي الثائرة ... و أوزع كل حرفٍ من اسمك ... ليزيّن كلّ صفحةٍ أخطّها لفلسطين الغالية .
يُشرقُ وجهك يا وحيد من بين الظلمة في زمنٍ مرّ على صحراء يبست فيه ضروع الأرض و جفت كل عيون الماء و صار الموت نذيراً لكلِ حرٍّ .... وحيد أيها الراحل عنا .. غصنك الفارغ رغم النار ما زال ندياً شموخاً و صموداً بهياً إصعد يا وحيد ستبقى ذكراك بيننا .. لم تغادرنا ... هنا وجهك مرسوم على جدارنا ... و سنبني لك تمثالاً في حيّنا ... فقد وهبتنا شرفاً ... و صنعت لنا اسماً نفخر به دائماً .. وحيد أيها الراحل عنا ... قد تحجّرت دموعنا ... و حشا نزيف الحقد أحشاءنا ... لم نبكِ و لم نصمت ... فأنت واحد من آلاف مؤلفة ... انطلقوا للأوطان مهراً .
المولد و النشأة :
ولد الشهيد وحيد حامد الهمص في مخيم يبنا للاجئين الفلسطينيين بمحافظة رفح عام 1983م و تعود جذور وحيد لأسرة لاجئة مجاهدة تعود جذورها إلى بلدة يبنا أرض فلسطين المحتلة عام 1948م .
حفظ الشهيد وحيد كتاب الله منذ صغره و كان من شباب مسجد الهدى ، درس وحيد المرحلة الابتدائية و الإعدادية في مدارس رفح للاجئين و المرحلة الثانوية بمدرسة بئر السبع الثانوية ثم التحق بكلية الهندسة - سنة ثالثة - بالجامعة الإسلامية بغزة .
وحيد ابن الحماس :
لأنه الشاب المتديّن المواظب على صلاته انضم وحيد إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس و كان أهم ما يميّزه من صفات التواضع و الأخلاق الحميدة كان فيه صفات القيادة و الريادة .
و كان وحيد يمتلك فصاحة اللسان و رجاحة العقل و الحكمة و قوة الجهر بالحق و قوة المنطق و انخرط وحيد في صفوف الكتلة الإسلامية في مدرسة بئر السبع الثانوية و من ثم انتقل إلى مجلس الطلاب في الجامعة الإسلامية و انتخب نائباً للرئيس ، و أفنى وحيد وقته و جهده لإخوانه الطلبة و كان بمثابة الشمعة التي احترقت من أجل غيرها ..
وحيد رجل المهمات الصعبة :
التحق وحيد بصفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام في بداية هبة انتفاضة الأقصى و كان من الرجال الذين أخذوا على عاتقهم تلقين جنود الاحتلال دروساً في فنّ القتال و انتقل للعيش في مدينة غزة و غاب عن الأنظار .
وحيد .. لقد صدق فيك قول الشاعر :
أيها الراحل عنا ..
وطنُ ناداك هيا فطويت العمر طياً ..
بعد أن ضاقت بك الدنيا ..
تتحدى , تتخطى ..
بزمن القهر تتصدى ..
و الصمت يجول فيك ..
عاصفةً و قوة ..
و مضيت ....
تحفر بالصخر اسماً ..
فالحر لا يطيق بعد اليوم صبراً .
عرس الشهادة :
خرج الشهيد وحيد برفقة إخوانه الشهداء أحمد رشدي اشتيوي و الاستشهاديين محمد كنعان أبو لبدة و أحمد محمد أبو هلال اللذان كانا من المفترض أن ينفّذا عملية اقتحام لمغتصبة نتساريم إلا أن حالة الاستنفار التي أعلنتها قوات الاحتلال الصهيوني في أعقاب اغتيال القائد المهندس إسماعيل أبو شنب حالت دون ذلك فعاد المجاهدون أدراجهم و أثناء سيرهما على الطريق الساحلي قبالة قوات الـ 17 أطلقت طائرات الأباتشي خمسة صواريخ باتجاههم فخرجوا بسرعة من السيارة و لاحقتهم الصواريخ و وصلوا إلى مستشفى دار الشفاء بغزة جثثاً متناثرة ، و نعت كتائب القسام في بيانٍ لها وزّع على الصحافيين كوكبة من فرسانها الشهداء الأبرار الذين اغتالتهم طائرات العدو الصهيو - أمريكية مساء الأحد و هم الشهيد المجاهد البطل / أحمد رشدي اشتيوي - 25 عاماً - من سكان حي الزيتون بمدينة غزة ، الشهيد المجاهد البطل / وحيد حامد الهمص -21 عاماً - من سكان مخيم يبنا في مدينة رفح ، الشهيد المجاهد البطل / محمد كنعان أبو لبدة - 23 عاماً - من سكان حي البرازيل في مدينة رفح ، الشهيد المجاهد البطل / أحمد محمد أبو هلال - 23 عاماً - من سكان مخيم يبنا في مدينة رفح .
و أكّدت كتائب القسام أن الرد على جرائم الاحتلال الذي وعدت به كتائب القسام قادم بإذن الله و إنما هو مسألة وقت نتركه لخلايانا المجاهدة لتقدّر متى تضرب ضربتها الموجعة .