هذه القصة إهداء إلى صديقي الجديد دحووم
الأصدقاء الطيبون
مشهد حواري للأطفال
المكان: باحة المدرسة
الممثلون: جاسم وخالد وأحمد وسعد وفهد ومحمود
المكان: باحة المدرسة
الممثلون: جاسم وخالد وأحمد وسعد وفهد ومحمود
إعداد: د.طارق البكري
جاسم وخالد وأحمد وسعد وفهد في حوار..
جاسم بصوت عال شديد: ما فعلته يا خالد لم يكن محقاً.. لماذا ضربت محمود؟
خالد دون اكتراث ولا مبالاة: لا يهمني محمود ولاغيره..
جاسم: لكنك أسأت إلينا جميعاً.. وأنا لا أقبل أن تعتدي على من هو أصغر منك وتظن نفسك قوياً أمامه.. هل تجرؤ مثلاً على شتم مهند والعراك معه.. سوف يضربك فهو أكبر سناً وأقوى منك..
سعد: وأنا أيضاً لا أوافقك يا خالد.. نحن لا نقبل أن نشاركك في الاعتداء على الآخرين..
خالد: لا يهمني..
فهد: لو واصلت تصرفاتك هذه يعني أنك تتخلى عن صداقتنا لأنّك تحب المشاجرة والعراك؟
أحمد: أنا لا أقبل أن أعتدي على أحد، ولا أحب أن يعتدي علي أحد.. وسوف أضرب من يضربني ولو كان أكبر مني سناً.. لذلك لا أقبل أن يعتدي أحد على الآخرين ولو كان صديقي..
جاسم: اسمع يا خالد، إمّا أن تعتذر من محمود أو لن تكون صديقنا بعد اليوم..
خالد بصوت حزين: ولكنكم أصدقائي الآن.. ويجب أن تقفوا معي لا مع محمود..
أحمد: صديقك من صَدَقك يا خالد لا من صدًّقك.. والرسول الكريم يقول: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً.. أي أن تمنعه عن الظلم.. لا أن تقف معه وتؤيده في ظلمه..
فهد: هل ترى يا خالد؟؟ كلنا نرفض المشاجرة وأنت تقبلها.. وليس معك حق.. أنت من باشرت المدافعة وقد دفعته أرضاً ونحن كنا ننتظر الطابور لنتشري من كانتين المدرسة... وأنت استقويت على محمود لأنّه ضعيف البنية ولما دافع عن نفسه ضربته وكدت تؤذيه لو لم نمنعك..
سعد: لقد كان يريد أن يخبر الناظر لكننا رجوناه أن لا يفعل ذلك.. وقد كان لطيفاً وقال إنه سامحك..
خالد يفكر.. ثم يقول: لكنّه شتمني.
جاسم: هل نسيت أنك ألقيته أرضاً.. وكدنا ندوس عليه باقدامنا في زحمة الكانتين لولا أن قام بسرعه..
خالد: عندما قام محمود دفعني إلى الخلف ولذلك ضربته..
فهد: كانت حركته طبيعية.. هل تريد أن تدفعه وتسقطه ارضاً ويقول لك شكراً..
خالد: لم أكن أقصد..
فهد: لا نصدقك فأنت تفعل ذلك دائماً مع من هم أضعف منك.. ألم تسمع الحديث الشريف: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا".
سعد: وأنت كلمته بكلام سيء.. وقد سمعناك تشتمه.. نحن لا نحب ذلك أبداً يا خالد.. الشتيمة ليست من خلق المسلم ألم تسمع الحديث الشريف الذي يقول "إنّ المسلم ليس بشتام ولا لعان"..
خالد: معك حق.. لكن..
فهد: لكن.. لكن.. ما هذا يا خالد؟ إلى متى ستبقى قاسياً على الآخرين..
خالد: والله لست أدري..
سعد: ومن يدري إذن؟!
أحمد: كثير من الطلاب في المدرسة أصبحوا يبتعدون عنك ولا يحبون التكلم معك.. ويقولون إنك سيئ الطبع..
خالد: آه.. كم أنا سيئ.. وماذا يقولون أيضا؟
أحمد: أحد اصدقائنا بالفصل كان يلومني لأنني أتكلم معك.. وقال إنه لا يتشرف بأن يكون عنده صديق يؤذي الآخرين.. وطلب مني أن ابتعد عنك لأنني مسالم ولا أحب الشتائم ولا العراك والمشاجرة بعكسك أنت تماماً..
خالد: هل تتكلم صدقاً يا أحمد.. إلى هذا الحد أصبح الطلاب يكرهونني؟!
أحمد: نعم يا خالد.. إن إيذاء الناس يكوِّن عنك فكرة سيئة كما أن الله تعالى لا يقبل الأذية.. بينما أنت تظن هذه بطولة..
سعد: جاء في الحديث الشريف أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي المسلمين خير؟ قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده". وقال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: "من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم".
قال خالد: يا الله، لا حول ولا قوة إلا بالله.. إلى هذا الحد أنا سيء.
فهد: هل تـظن أنّ إيذاء الآخرين أمر بسيط؟
خالد: نعم.. نعم.. كم كنت مخطئاً.. لكني أحيانا لا استطيع أن أضبط نفسي.. وأقوم بفعل لا أفكر فيه..
أحمد يضحك: ومن هنا تقع الأخطاء الكبيرة والصغيرة..
فهد: أنسيت الحديث الشريف الذي علمنا إياه مدرس الدين:"إذا مـكنتـك قدرتـك على إيـذاء النـاس فتـذكـر قـدرة الخالق عليـك".
خالد: نعم أذكره..
جاسم: ومتى ستقرر أن تطبقه.. فنحن جميعاً نحاول أن نطبقه ولا نؤذي أحداً قد ما نستطيع... لأن اكتمال الدين لا يتم حتى يحب المسلم أخاه المسلم ويترك إيذاءه بلسانه، وبيده.. ولا يتم إسلامه حتى يشغل لسانه في الأعمال التي يكون فيها نفع.
خالد: نعم.. نعم.. يكفي.. يكفي.. لقد قررت أن أطبق بدءاً من هذه اللحظة...
فهد: الحمد لله..
أحمد: وماذا ستفعل الآن؟
في هذه اللحظة يقترب محمود وهو يمر صدفة في المكان وعندما يشاهد خالد يحاول أن يغير طريقه..
خالد يناديه: محمود.. محمود.. لا تذهب..
محمود: ماذا تريد؟؟.. هل تريد أن تضربني مرة ثانية؟؟
يحاول محمود أن يذهب بسرعة..
أحمد: انتظر يا محمود لحظة..
فهد: لا تقلق يا محمود فنحن معك.. لا تقلق.
محمود: أخاف أن يضربني خالد.
خالد: لا تخف.. أنا اخطأت بحقك.. تعال لأقبل رأسك واعتذر منك أمام الجميع..
يقترب محمود ببطء .. ويقول: هل ما أسمعه حقيقي.. أكاد لا أصدق نفسي.. لعلها خدعة؟
يقترب خالد ويقبل رأس محمود.. فيستغرب محمود وتظهر عليه آثار التعجب..
خالد: لا تستغرب يا محمود.. والفضل لأصدقائي.. فقد نصحوني وعلموني وقبلت النصيحة..
محمود: حمداً لله.
خالد: هل تقبل أن نكون بدءاً من اليوم أصدقاء يا محمود.
محمود: بكل تأكيد..
يحضن خالد محمود.. ويضحك الجميع ويصفقون من شدة الفرح..