(فقدت صغيري)

    • (فقدت صغيري)

      ....خاطرة تجسد فقدان الأم لابنها...


      ما أجمل تلك اللحظات اللتي ضممت بيداي فلذة كبدي لحظة أن رأت عيناه النور..أحسسن بأنني أعيش حلما لن أستيقظ منه أبدا..
      لا زالت ذاكرتي تحتفظ بذلك المنظر الرائع,,,عندما عانقت عيناي عيناه
      كنت أحاول قراءة ما يجول بخاطره،،،وكأن لسان حاله يقول:من أنت؟!
      لم يكن بيننا سوى لغة العيون نتخاطر بها ..لحظتها أنشأت أرسم له الأمنيات والأحلام،،شيدت له بمخيلتي قصرا من السعاة وطريقا مفروشا بأجمل الورود ،ومزينا بشموعالحب والإيمان تضيء طريقه وقلبه..
      أقبلت جموع المباركين تشاركني فرحتي وأحلامي وتتمنى لصغيري ما تمنيت.
      تنقضي الايام سراعا كانقضاء السحب من بعد الغيث في كبد السماءزكان كلما اسدل الليل ستاره على الكون وعمت السكينة وغفت الجفون،،صدح طفلي ببكائه،،يخترق بصوتي حاجز السكون ذاك،فيختفي نومي وهدوئي بعدها،،
      لم أتذمر يوما من بكائه..على العكس كانت دموعه سهاما من الالم تخترق قلبي الصغير وتدميه،فلا أنفك بعدها اكفكف دمعه،وامنحه من الحب والدفء ما تعطيه شمس الكون للعباد،ومن السكينة ما يمنحه الليل للنيام..
      كبر صغيري وصارت ارجاء البيت تحتظن ضحكاته ولعبه ومزاحه
      كنت دائما أجمع ما تناثر من اقدامه الصغيرة بلا كلل او ملل
      لا زالت صورته ترن في مخيلته وهو يستعد للذهاب إلى المدرسة.كان يزفر العبرات كيلا يغادرني،فأضطر بعدها الى مرافقته لعل وجودي يخفف لوعة الوحدة والفراق التي كانت تجتاحه.,.
      مرت السنون سريعة بما حملته من افراح وأتراح واصبح صغيري شابا كبيرا يرسم اولى خطواته للجامعه،،جاء يستشيرنيفي التخصص اللذي سيبدأ بدراسته ..لم اتوانى لحظة في بذل ما أستطيع لأشجعه على ما عزم عليه..
      بعد أن أنهى دراسته الجامعية أقبل إلي يخبرني بأنه يرغب في أن يكمل نصف دينه..كم اجتاحتني السعادة لحظتها فلطالما حلمت بذلك اليوم اللذي أحمل فيه حفيدي بين يدي كما حملت ولدي من قبل.
      مرت أيام على ما كاشفني به ..كنت جالسة في احدى زوايا بيتي أرقب عودته
      طال انتظري وبعدها وردني اتصال من مجهول

      -هل انت ام أحمد؟
      -نعم انا.من انت؟
      -أنا آسف لأخبرك بأن ابنك توفي في حادث سيارة

      لم أستوعب ما قال،،سقطت سماعة الهاتف من يدي فهرعت اجري الى غرفته لعلي أجد أثرا.
      لم أدع غرفة في البيت الا وبحثت فيها عنه بلا فائده
      خانتني دموعي حينها فلم تستطع النزول،،لم ادري ما أفعل،،مر شريط حياته يمر سريعا امام عيني
      أين الآمال التي رسمتها ؟؟
      أين الأحلام اللتي انتظرتها؟!
      أين ابني اللذي ضممته بيدي
      أين أحمد
      I'am alone
    • عزيزتي جـرح..
      أسعدني تواجدي بين سطور كلمآتكـ
      لكـِ مني خآلص التحآيا
      وفقكـِ المولى
      :)
      ** كُل آضوآء هذه المديِنةُ لآ تَجعلني آبصرُّ ! ..