الحلبة:

    • [SIZE=+0]
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا إخوان




      لقد جئتكم اليوم بموضوع صحي مهم وأتمنى أن لا يكون مكرر، قراءة طيبة ونافعة إن شاء الله.



      الحلبة:



      وضع الله كثيراً منأسرار العلاج في بعض النباتات التي تكون غالباً في متناول الجميع، إما لرخص سعرهاأو لسهولة زراعتها، ومن بينها الحلبة التي تفيد في علاج العديد من الأمراض، وقد قيلفيها: لو علم الناس بما في الحلبة لاشتروها بوزنها ذهباً.

      وهذا دليل علىأنها تحتوي تشكيلة متكاملة من الأدوية التي تعالج عدداً من الأمراض أو تخفف حدتهاأو تقلِّل مخاطر الإصابة بها.. وقد وصفها عالم إنجليزي بقوله: (لو وضعت جميعالأدوية في كفة ميزان ووضعت الحلبة في الكفة الأخرى لرجحت كفة الحلبة).



      استطبابات متنوِّعة:


      وتُستخدم الحلبة في تليين الحلق والصدر والبطن إذاطُبخت بالماء، وكذلك ثبت أنها تفيد في تسكين السعال والخشونة والربو وعسر التنفسوتزيد في الباه، كما أن لها نتائج جيدة في الريح والبلغم والبواسير، واضطراباتالأمعاء، وتريح الرئتين، وتحلِّل البلغم اللزج من الصدر، وعُرف عن الحلبة أنهاتساعد على إدرار الحيض، وتُستخدم لحلِّ مشاكل الشعر، وذكر بعض علماء الأعشاب أنالحلبة إذا دققت وخلطت بالنطرون والخل تفيد في تحليل ورم الطحال، كما جرِّبت حينماتنقع بالماء وتجلس عليه المرأة التي تعاني من وجع الرحم العارض من ورم ومن قروحوغيره نفعها ذلك وخفَّف عنها ما تجد من وجع وألم، هذا بالإضافة إلى فوائدها حينماتحسى مباشرة أو مع الماء فهي تنفع الحلق، والمريء، والمعدة، أو تُؤكل ممزوجة بالتمرأو العسل، أو التين على الريق فتشفي بإذن الله من البلغم اللزج وحموضةالمعدة.

      وقد عرف العرب الحلبة منذ آماد بعيدة، وتداووا بها من كثير منالأمراض، ونصحوا باستخدامها، كما أن العلم الحديث أثبت فعاليتها، وأكَّد التحليلأنها غنية بالبروتينات والفسفور والمواد النشوية، ولها قيمة زيت كبد الحوت، وتحتويأيضاً على نسبة من الفيتامينات.



      أصل ومكونات الحلبة:



      هي من فصيلةالبقوليات وموطنها الأصلي شمال إفريقيا وبلاد شرق المتوسط، غير أنها انتشرت حالياًفي معظم مناطق العالم، وأثبت التاريخ أنها استخدمت قبل ألف وخمسمائة سنة قبلالميلاد لعلاج الحروق، ولتسهيل عملية الولادة. والحلبة تحتوي على كمية كبيرة منالبروتين والمواد الدهنية والنشويات بالإضافة إلى المواد الصمغية والسكرية والعديدمن المركبات الكيميائية الضرورية لجسم الإنسان والتي تفيد في الوقاية من الأمراض.

      وانتشرت الثقافة الدوائية للحلبة في جميع أنحاء العالم، وهي اليوم لا يكاديخلو منها أي بلد إن لم تكن موجودة في كل بيت وذلك لأهميتها كغذاء ودواء، حتى أصبحتأحد مكونات الأكلات والأدوية الشعبية عند العديد من الشعوب، وبعض الشعوب تأكلالحلبة مطبوخة للتغذية وفتح الشهية ولزيادة الوزن، ويشرب مغليها للإفادة فيالاضطرابات المعدية والصدرية، وتستخدمها الفتيات في مرحلة البلوغ لتنشيط الطمث، كماتفيد في علاج فقر الدم وإضعاف البنية ولعلاج النحافة، وقد وصفت في الطب القديمكعلاج للإمساك وأمراض الصدر والسعال والربو وإزالة كلف الوجه والضعف الجنسي، وأشارتالبحوث والتجارب إلى أن زيت الحلبة يدر الحليب للمرضع ويفتح شهيتها للطعام.

      وفيدراسة حديثة ورد أن مستخلص بذور الحلبة أبدى نتائج إيجابية في كبح الخلاياالسرطانية في الإنسان مثل سرطان الرئة والقولون والثدي، حيث جُرِّبت على بعضالحيوانات ووجد أنها تخفض الكوليسترول في الدم نتيجة للألياف والمواد المكوِّنةلبذور الحلبة، وكذلك خافضة للسكري، وذلك لوجود حمض التبغ، وهي مضادة لبعضالفيروسات.



      الاستعمالات:


      يستعمل مغلي بذور الحلبة لعلاج عسر التبول وجلبالطمث وعلاج الإسهال، ويمزج بالعسل بمعدل ملعقة صغيرة من الحلبة وملعقة عسل علىثلاث مرات يومياً فإن ذلك يفيد قرحة المعدة والاثني عشر.

      ويُسف مسحوق بذورالحلبة بمعدل ملعقة متوسطة قبل الأكل بمعدل ثلاث مرات يومياً لتخفيض نسبة سكر الدم،غير أن الأطباء ينصحون بعدم تناول الحلبة عند بدء فترة الحمل لأنها تساعد علىالإجهاض في الأشهر الثلاثة الأولى، في حين يفضَّل تناولها بعد الولادة لفوائدهاالعظيمة في إدرار الحليب، وإفادة آثار الولادة في الرحم وفي المهبل، وتعويض النفساءكثيراً مما فقدته أثناء فترة الحمل، بل تزيد وزنها خلال فترة النفاس.

      أما منقوعالحلبة بالماء فهو يفيد في حالات كثيرة أولها أنه مشهٍ للطعام، فإذا أخذ الإنسانمنها ما مقداره ملء ملعقة أكل في كوب ماء وتُنقع لمدة ساعتين وتُؤخذ قبل الأكلمباشرة فإن ذلك يقوِّي المعدة ويسهل عملية الهضم ويفتح الشهية للمزيد من الأكل،بالإضافة إلى دور منقوع الحلبة الفاعل في قتل الديدان وخصوصاً إذا أُخذ على الريقبمقدار كوب صغير يومياً.

      ويستخلص زيت الحلبة، وإذا أعطي المرضع بمعدل 20 نقطةثلاث مرات يومياً فإنه يساعد على زيادة الحليب، ويزداد حجم الأثداء وتنفتح شهيتهاللأكل.



      الحروق والدمامل :


      دلَّ الطب الشعبي على أن الحلبة تفيد كثيراً فيعلاج الدمامل، حيث تستخدم لبخة من بذور الحلبة، وتمزج مسحوقة مع ماء فاتر وتحريكهالمدة من الزمن حتى يصبح المزيج على شكل عجينة متماسكة، فيوضع على الدمامل ويلفبقطعة من القماش، واعتبرت هذه أفضل طريقة لعلاج الدمامل وشفائها، ولا تقتصر هذهالوصفة على الدمامل فقط، بل جُرِّبت على كثير من القروح والخراجات وقروح الأصابع،والأثداء، وجروح الشرج والناسور وقروح الأقدام وغيرها.

      وللحروق يمزج مسحوق بذورالحلبة مع زيت الورد ويدهن به موضع الحريق حتى يشفى، وقد أفادت الحلبة في علاجتشقّق الجلد وتحسين لون البشرة، حيث يستعمل مغلي بذور الحلبة كغسول للأماكن المصابةمرتين كل يوم.

      أما إذا أُضيفت الحلبة إلى عناصر أخرى مثل الثوم وزيت السمسمفإنها تعطي مفعولاً سحرياً في علاج الروماتيزم والبرد وآلام العضلات، وذلك بعد سحقبذورها ومزجها مع الثوم وزيت السمسم وتدلك بها مناطق الألم في الجسم.



      الحلبة وأمراض السكر والكوليسترول:


      في الماضي وبالتجارب فقط، واستناداًإلى الطب العربي القديم اهتدى الناس إلى استخدام الحلبة في الكثير من الأمراض،ولمسوا فعاليتها وأهميتها ونتائجها الباهرة، حتى قبل التمكن من التشخيص الواسعللأمراض، وقيل إنها كانت تقاوم السكر، وتخفض الكوليسترول دون أن يدرك الناس ذلك، بلكان الغالبية العظمى من الناس يكتفون بنتائجها، ويحتفون بها، ويعتبرونها نبتة ساحرةدون معرفة مكوِّناتها والأمراض التي تساعد على الشفاء منها. لكن العلم الحديث دلَّعلى خصائص الحلبة وعظيم فوائدها، حيث أُجريت عليها العديد من الدراسات التي أثبتتفعاليتها في خفض الكوليسترول وسكر الدم، بينما أكَّدت مفعولها الكبير في تسهيلالولادة، وحققت الحلبة نتائج مذهلة في التقليل من مخاطر سرطان الكبد عندما جُربتعلى حيوانات مصابة، هذه التجارب والدراسات تمت في أكثر من دولة أوروبية ونتائجهامحفوظة في مراكز البحوث العالمية، وبالإضافة إلى سكر الدم والكوليسترول فإن الحلبةأثبتت فعاليتها في خفض الدهون الثلاثية، وعلاج الالتهابات الموضعية والمفصلية، كماأنها قلَّلت من حالات التشنج، واستخدمتها النساء كمنشط للرحم ومسهِّل للولادةولالتئام آثارها.


      وقد بدأت بعض الشركات في تحضير الكثير :



      من الأدويةالمكونة أساساً من الحلبة، لمعالجة الأمراض التي جُربت الحلبة في علاجها، وحالياًتوجد أدوية بالصيدليات مصنوعة من الحلبة، وخصوصا أدوية النحافة وفتح الشهية، وتليينالمعدة وتقوية الجهاز الهضمي.



      علاج القولون العصبي :



      لم يكن أحد يتصوّرأن لمثل هذه النباتات علاقة بعلاج القولون العصبي وغيره من الأمراض ذات الارتباطاتالنفسية والجسدية معاً، لكن التجربة أكَّدت دور الحلبة في هذا الجانب، ويستطيع الآنمرضى القولون العصبي استخدام الحلبة للعلاج وفقاً لتقارير الأطباء والخبراء.

      حيث تُؤخذ ملعقة من مسحوق الحلبة وتُمزج بكوب من الماء وتُطبخ على نار هادئةلفترة حتى يكون حجم الماء بمقدار الربع ثم يُبرد قليلاً ويُصفى ويتناوله المريض علىالريق يومياً وبإذن الله يحدث له الشفاء، وإذا استمر في العلاج بنفس الوصفةوبالتزام صارم سيجد أن القولون استعاد وضعه الطبيعي، وخصوصاً أن علاج الحلبة أصبحاليوم متوفراً في أكثر من هيئة، إما حبوب أو كبسولات أو مسحوق أو غيره.


      مخاطر الحلبة:


      رغم أن الحلبة لها فوائد جمَّة في علاج الكثير من الأمراضلكنَّها تحتوي على بعض المخاطر منها أنها لا تعطى الرضيع الصغير فهي تؤثِّر علىجهازه الهضمي سلبياً، كما أن استخدامها أكثر من الحد المعقول سيؤدي إلى نتائج عكسيةبالتأكيد.

      وبما أن الحلبة منشِّطة لكافة أجهزة الجسم فإنه ليس من الحكمةإعطاؤها المرأة الحامل فهذا يساعد على تنشيط الرحم ومن ثمَّ المساعدة على إسقاطالجنين ويُنصح بتجنب تناول الحلبة لمرض السكر المعتمد على الأنسولين إلا بعداستشارة طبية.

      [/SIZE]