[B]جماجم كهف أدم، لغز يبحث عن اجابة!![/B]
[B][/B]




في ولاية أدم بالمنطقة الداخلية عثر شباب الولاية منذ فترة ليست بالبعيدة على جماجم وعظام بشرية في أحد الكهوف في جبل المضمار شرق الولاية والذي لا يبعد كثيرا عن مركز الولاية وتفصله عن بعض المباني الحديثة بضع كيلومترات. وجاء اكتشافهم لهذا الكهف صدفة أثناء تجوالهم في تلك الجهة من الجبل باحثين عن عسل النحل.
انتشر الخبر بين سكان ولاية أدم الذي انقسموا بين الانكار والتصديق، وعادت أساطير وحكايات السحرة والجن لمجالس كبار السن في الولاية، إذ أن بعضهم ما زال يؤمن بأن ذلك الجبل كان وما يزال مأوى للسحرة وهذه الجماجم والعظام هي لبعض ضحاياهم.
انشر الخبر أكثر فأكثر إلى أن وصل لبعض المهتمين بالآثار والذين بدورهم أبلغوا شرطة عمان السلطانية للتحقيق في الأمر قبل الشروع في فحص هذه العظام ومعرفة عمرها التقديري. وحسب رواية أهل الولاية فإن رجال التحقيقات الجنائية ذهبوا لمعاينة الكهف.
وحسب رواية كبار السن في ولاية أدم لم يكن هذا الجزء من الجبل مأهول بالسكان حيث أن معظم قبائل الحضر كانت تقطن في مركز الولاية والقبائل البدوية تقطن حول الولاية خصوصا بجنب مجاري الأودية ومناطق الرعي، وأثناء قيام مجموعة مساندي البيئة بمعسكر تنظيف بيئي بالقرب من الجبل الذي يحوي الكهف ذهبنا لمعاينة موقع الكهف الذي لا يبعد كثيرا عن مركز ولاية أدم. بداية توجهنا شرقا لمسافة ثلاثة كيلومترات باتجاه طريق أدم سناو، ومن ثم انعطفنا يسارا بعد مدرسة أسامة بن زيد للتعليم العام مباشرة. وسرنا بالسيارة على طريق ترابي لمسافة كيلومترين تقريبا لنصل إلى جبل المضمار، فأوقفنا السيارة وبدأنا صعودنا بالأرجل منحرفين لجهة الغرب قليلا في مجري لأحد الشراج الكبيرة ليصادفنا كهف جميل التكوين ذو فتحات كبيرة نسبيا ودخلناه ظنا منا أنه الكهف الذي يحوي الجماجم، ولكن حسب ما وصفه لنا أحد الذين زاروا الكهف بأن فتحة الكهف صغيرة نسبيا لا تكاد تتسع لدخول الشخص، فواصلنا طريقنا وبعد حوالي عشرين دقيقة من الصعود وجدنا فتحة صغيرة في الحافة الغربية لمجرى الشرجة، ولم نتوقع أن يكون هو الكهف الذي نبحث عنه الى أن انحنى أحدنا ورأى العظام المتناثرة وبجنبها ثلاث جماجم وبدأنا معاينة الكهف والتقاط الصور.
يوجد الكهف في مكان متوسط الارتفاع وفتحة الكهف صغيرة جدا تصل لحوالي ثلاثين سنتيمترا تقريبا وهي المنفذ الوحيد للكهف وبجوارها لاحظنا وجود حجارة صغيرة ومتوسطة والتي ربما تدل على أن الكهف كان مغطى بالحجارة ولربما ظهرت فتحة الكهف نتيجة عوامل التعرية أو أن أحدهم أزال هذه الحجارة، ولاحظنا وجود عظام متناثرة على المدخل مباشرة وكانت هناك ثلاث جماجم في وضع متوازي من الشمال الى الجنوب. وبجوار الجمجمة التي في جهة الشمال عظام متناثرة لأعضاء مختلفة من الجسم، ولاحظنا أن أحد هذه الجماجم صغيرة نسبيا وتقع في الجهة الجنوبية والتي ربما تعود لطفل بينما تعود الأخريين لشخصين كبيرين في السن، أو ربما تظهر صغيرة لعدم وجود فك سفلي بها وبجانب هذه الجمجمة توجد مجموعة عظام لأعضاء مختلفة من الجسم في جهة الغرب، والكهف يأخذ في الاتساع من الداخل قليلا ل مسافة لا تزيد عن ثلاثة أمتار تقريبا ويرتفع لمتر تقريبا كحد أقصى في الوسط بحيث أنه لا يمكن للشخص الوقوف في حالة دخوله للكهف ويقل الارتفاع تدريجيا باتجا الغرب والجنوب.
ومن الملاحظ أنه لا توجد أية أدوات أو مواد بجنب العظام ما عدا عصا صغيرة ربما ادخلها أحد زوار الكهف، وأرضية الكهف ترابية نوعا ما وهذا يرجح أن يكون هناك المزيد من العظام أو ربما بعض المواد والأدوات.
وهكذا تركنا الكهف بعد جولة قصيرة ولكننا ما زلنا نحمل أسئلة عديدة، فيا ترى ما هي قصة هذا الكهف؟ ولمن تلك العظام وكم يبلغ عمرها؟ وهل تدل تلك العظام على جريمة وقعت منذ زمن مجهول، أو أن القدر ساق هؤلاء الأشخاص إلى ذلك الكهف لاجئين من شيء ما كمياه الأمطار الجارفة وانهمرت الحجارة وغطت فتحة الكهف؟ وهل يمكن أن يكون هذا الكهف موقعا أثريا ؟ وأسئلة كثيرة تبحث عن اجابة والتي ربما سيساعد تدخل المختصين في الآثار في حل بعضها.
__________________________________ودمتم سالمين