تأكيداً على أهمية المرأة في المجتمع ولأهمية مشاركتها الفاعلة في بناء النهضة الشاملة، فقد حظيت المرأة في وزارة العدل بدور مشرف وبارز وهذا لثقة الحكومة الرشيدة بقدراتها وإمكانياتها في خدمة مسيرة التنمية الشاملة التي لا تكتمل إلا بالتكاتف والتعاون بين كلا الجنسين من الشباب العماني كل حسب اختصاصه .
ومن هذا المنطلق كان لا بد أن نسلط الضوء على إحدى الوظائف التي خصت بها المرأة في وزارة العدل وهي وظيفة الباحثة الاجتماعية من خلال التقرير التالي لتتعرف المرأة على دور الباحثة الاجتماعية وكيف تستفيد من خدماتها في حالة كونها مدعية أو مدعى عليها في المحاكم .
طبيعة الباحثة الاجتماعية
والباحثة الاجتماعية هي أحدى وظائف المحكمة الابتدائية بوزارة العدل تعين فيها أنثى تحت مسمى باحثة اجتماعية
وقد إستوجب تعيين إنثى في هذه الوظيفة لأنها تتعامل مع النساء، وهي من موظفي قسم البحث الاجتماعي وتتبع رئيس المحكمة مباشرة وتعمل تحت إشرافه ومراقبته ووفق توجيهاته، كما أنها تخضع لإشراف ومراقبة مدير أمانة سر المحكمة إذا كلفها رئيس المحكمة بذلك
وقد نص القرار الوزاري رقم ( 121 / 2001م ) على وجود وظيفة باحث إجتماعي ضمن الوظائف الإدارية بالمحاكم كما حدد القرار الوزاري رقم 122/ 2001 باعتماد الهياكل التنظيمية للمحاكم وتقسيماتها الإدارية وتحديد اختصاصاتها تبعية قسم البحث الاجتماعي إلى المحكمة الابتدائية .
وتبعاً لذلك فأن الباحث الاجتماعي واحد من موظفي أمانة سر المحكمة الذين يتبعون للإدارة العامة للمحاكم وفق المادة (92 ) من قانون السلطة القضائية الصادر بالمرسوم رقم (90 / 99 ) ويخضع في ذات الوقت لإشراف رئيس الإدارة العامة للمحاكم دون إخلال بحق رئيس المحكمة التي يتبعها في الإشراف عليه ومراقبته باعتباره من الموظفين التابعين للمحكمة وفق المادة ( 93 ) من قانون السلطة القضائية .
وبما أن الباحث الاجتماعي من موظفي الوزارة فهو يخضع للتفتيش الإداري لمراقبة حسن قيامه بمهام وظيفته وفقاً للإجراءات المحددة في التفتيش الإداري .
اختصاصات الباحث الاجتماعي
حدد البند (20 ) من المادة (2 ) اختصاصات الباحث الاجتماعي بدراسة ما يحال إلى قسم البحث الإجتماعي من قضايا الأحوال الشخصية وتقصي حالة الزوجين الإجتماعية وفقاً لما تأمر به المحكمة وإعداد تقرير بذلك وكذلك القيام بمعاينة المسكن الذي أعده المطلق لمطلقته - إذا رؤي ضرورة لذلك - لبيان مدى ملاءمته ، وتوجيه النصح إلى الفتيات الراغبات في الزواج عن طريق المحكمة ، وكذلك توجيه النصح إلى النسوة اللائي يطلبن الطلاق وتقصي أسباب الخلاف بين الزوجين لمعرفة أسبابه الحقيقية وإعداد تقرير بشأنه ورفعه للمحكمة
كما يقوم الباحث الإجتماعي بدراسة ومتابعة الموقف الإجتماعي والدراسي للأطفال والأثار النفسية المترتبة على التطليق بحكم قضائي وكذلك مساعدة الزوجة ( مدعية أو مدعى عليها ) في بسط دعواها أمام المحكمة بما يساعد المحكمة في الوصول إلى تسوية أو حكم عادل .
واجبات الباحث الإجتماعي
يجب على الباحث الإجتماعي أن يحفظ الأوراق المتعلقة بعمله كاملة سواء المقدمة من الأطراف أو الأمانة أو تلك التي ينظمها بنفسه إشعاراً بما قام به من إجراءات وعليه أن يتقيد بالقوانين التي تنظم عمله كقانون الإجراءات المدنية والتجارية وقانون الأحوال الشخصية وغيرها فضلأً عن القرارات الوزارية ذات الصلة أو اللوائح أو التعليمات التي تصدر من رؤسائه والمشرفين عليه وهذه الواجبات تتطلب منه بالضرورة معرفة القوانين والقرارات والتعليمات ذات الصلة بعمله ولا يتأتى ذلك إلا بجمعها وحفظها والرجوع إليها .
كذلك يجب على الباحث الإجتماعي الإلتزام بعدم إفشاء أسرار القضايا ولا يطلع عليها أحداً غير ذوي الشأن أو من تبيح القوانين واللوائح أو التعليمات إطلاعهم عليها كموظفي الأمانة أو المفتشين الإداريين أو من يتبع لهم الباحث الإجتماعي ممن لهم الرقابة والإشراف على عمله ، كما يجب عليه أن لا يكون وكيلاً عن أي شخص أو أن يكتب له دفوعه أمــــــام محكمة أخرى غير المحكمة التي يتبعها وإلا كان الإجراء الذي قام به باطلاً بالإضافة إلى ما يلحقه من مسؤولية مسلكية أو جزائية إذا توفرت أركانها .
باستثناء ذلك يجوز للباحث الإجتماعي القيام بالوكالة عمن يمثله قانوناً كولده القاصر أو من عين وصياً عليه أو كان ولياً له أو مساعداً قانونياً له معيناً من قبل المحكمة أو عن زوجته أو والده أو جده أو ابنه أو حفيده .
كما أنه ليس للباحث الاجتماعي أن يمتنع عن إجراء أمر به القاضي ويدخل في إختصاص الباحث الإجتماعي كما ليس له أن يمتنع عن أداء واجبه بدعوى تخوفه من مقاومة أو تعد لأن القانون كفل له الحماية .
يجب أن تتحلى الباحثة الاجتماعية بالصبر وسعة الصدر وعدم الانحياز إلى أحد الطرفين دون الآخر والسعي في الوصول إلى الحق والقدرة على تقريب وجهات النظر والتفاؤل والمحافظة على سرية القضايا المحالة إليها .
المرأة كأحد أطراف القضية تفضل الحديث مع امرأة أخرى براحة أكثر من الرجل حيث يمكنها التعبير عن مشاعرها وما تواجهه بحرية أكبر، فعمل الباحثة الاجتماعي يساعد على دراسة أطرف القضية بطريقة مفصلة دقيقة .