على أرضٍ ليست لي أسير، فوق ترابٍ ليس ملكي أمشي، في كونٍ لا وجود لي فيه أحيا، غريبةٌ أنا...
الناس من حولي ليسوا أهلي، وفي كوكبٍ فسيحٍ أضيع، وكأنَّ ذرّاتِ الترابِ تطردني وتدعوني بالغريبة، غريبةٌ أنا...
يا دنيا أيُّ ذنبٍ جنيتُ وأيّةُ جريمةٍ ارتكبت وفي حقِّكِ هل أخطأت؟؟
غريبةٌ أنا... قذَفتِني في بئرٍ عميقةٍ، ورميتني بسهامِكِ في غربتي، وألقيتني في وادٍ سحيقٍ وغدرتِ بي يا دنيا وعذّبتِني، غريبةٌ أنا...
قطعتِ حبال الوصلِ بيني وبين أحبتي وأضعتِ منّي كلَّ لحظةٍ كدتُ أرى السعادةَ فيها، غريبةٌ أنا...
الأرضُ ليست أرضي الناسُ ليسوا أهلي، الدّنيا، الأحلام، الذكريات، كلُّ هذا لا شيءَ لي فيه ولا شيءَ لي في أيِّ شيءٍ.. وإذا لم يكن لي شيءٌ في هذه الدنيا فلماذا أحيا ولماذا أعيش وما هذا الواقع الذي أنا فيه ويفرضُ نفسّهُ عليَّ وعلى حياتي...
لا أملكُ ذرة ترابٍ ولا قطرةَ ماءٍ، غريبةٌ أنا.. غريبةٌ أنا والغربةُ تقتلني ونارها تكويني وتحرق مشاعري وكياني... فليس أصعبَ من أن نشعرَ بالغربةِ ونحن بين أهلينا وأحبابنا وفوق ترابنِا...
من القلبِ الجريحِ تخرجُ أنّاتٌ باكياتٌ صارخاتٌ في وجهي.. غريبةٌ أنا، غريبةٌ أنا...