
لم تتوقع الأسرة الألمانية التي تبنّت الطفل الفيتنامي فيليب روزلر قبل نحو 35 عاما أن هذا الرضيع اليتيم من الممكن أن يحمل إحدى الحقائب الوزارية بألمانيا.
روزلر الذي اختارته مؤخرا المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وزيرًا للصحة في حكومتها الجديدة صار محور اهتمام كثيرٍ من وسائل الإعلام الألمانية، وهو ما بدا واضحًا فيما نشرته اليوم الأحد 25-10-2009 صحيفة "بيلد آم زونتاج" عن قصة حياة الوزير البالغ من العمر 36 عامًا.
وبحسب الصحيفة، فإن أسرةً من شمال ألمانيا تبنّت الوزير الشاب عندما كان طفلاً من إحدى دور الأيتام في فيتنام، ومنحته اسم فيليب لما بلغ شهره التاسع، وأصبح والده بالتبني مثله الأعلى في الحياة حتى بعد انفصاله عن زوجته حينما كان الطفل فيلب في الرابعة من عمره.
وعاش فيليب في كنف أبيه بالتبني، وحصل على الثانوية العامة، والتحق بالخدمات الطبية بالجيش الألماني، وعمل بالسياسة بعد حصوله على عضوية الحزب الديمقراطي الحر.
وبعد حصوله على هذه العضوية بدأ نجم فيليب يلمع بين شباب الحزب، وتزوج من طبيبة زميلة له قبل 6 أعوام، وأنجب منها طفلتين توأم.
ويتمتع فيليب في وجهة نظر أصدقائه بالذكاء الحاد وبروح الدعابة وبالإحساس بآلام الآخرين، وهو الأمر الذي دفعه لدراسة الطب.
البحث عن الأصول
ولم يمنع ما حققه من نجاحٍ في ألمانيا من البحث عن والديه، حيث سافر مع زوجته إلى فيتنام للبحث عن جذوره.
وبعد هذه الرحلة التي يبدو أنها لم تكلل بالنجاح عاد إلى ألمانيا ليحصل على درجة الدكتوراه، وبعدها بعامين يتم اختياره رئيسًا لشباب الحزب في ولاية سكسونيا السفلى ليتولى في فبراير/شباط الماضي منصب وزير ونائب رئيس حكومة الولاية.
ويعترف فيليب الذي يصفه خصومه "بالصيني" أنه أصيب بالدهشة وببعض "الدوار في الرأس" عندما علم باختياره وزيرًا للصحة في ألمانيا، وأضاف "اختياري وزيرًا يؤكد أن ألمانيا هي بلد التسامح والتحرر والانفتاح على العالم".
كما أكد فيليب عزمه اعتزال العمل السياسي بعد بلوغه سن الخامسة والأربعين؛ وهو السن الذي يرى فيه أن الإنسان يتغير في طموحه وسلوكه ونظرته في الحياة.