مكان مميز جدا

    • مكان مميز جدا

      [FONT=&quot]مكـــان مميـــز جـــداً[/FONT]

      [FONT=&quot] [/FONT]

      [FONT=&quot] [/FONT]

      [FONT=&quot]تلفني الوحدة ويقتلني الصمت .. ابحث عن مخدتي القديمة والتي كانت تتحمل عناق جسمي المثقل آلاماً وحسرة .. انفضها قليلاً ليتساقط منها بقايا ذلك الشعر الأبيض والذي تسلل خلسةً بين فتوة رأسي وشبابه .. مددت يدي بعدها لأتحسس نبضات قلبي فقد خفت أن تكون قد رحلت مع ذلك الأمل الذي شع بين شرايين أهدابي ثم انطفأ فجأة !! لم اسأل نفسي كثيراً عن سبب اختفاءه لأنني أيقنت بعدها بأنني لستُ سوى كومةٍ من أحزانٍ وألم …[/FONT]
      [FONT=&quot]رمى بالقلم فجأة بعدما أغلق مذكراته اليومية ثم اتجه خلف ذلك الشباك القديم والذي نسجت عليه العنكبوت بيوتها في كل مكان .. نظر إلى بصيص نورٍ كان يخترق سواد الليل الموحش ثم سرح بذاكرته المشتتة إلى شهرين تقريباً كان يجلس حينها مع أصدقاء حياته أحمد وخالد ، فسأله خالد بكل دعابه : أين ستقضي شهر العسل ؟؟ فقاطعه أحمد قبل ان ينهى كلامه : لا بد انه سيقضيه في تايلند أو ماليزيا فهي موطنٍ للعرسان الجدد .. ابتسم قليلاً ثم قال سنذهب إلى … آآآه أنه سر لقد تذكرت باني وعدت حبيبتي أمل بأننا لن نخبر أحداً عن مكان سفرنا وقضاء شهر العسل لأنه سيكون مكاناً مميزاً جداً …[/FONT]
      [FONT=&quot]نعم انه مكان مميز جداً حتى أنا لا ادري أين هو ذلك المكان ، قالت بأنها ستفاجئني عندما أرى التذاكر بيدها ونحن ذاهبون من الفندق إلى المطار لأنها كانت تعمل في شركة الطيران وتحصل على تخفيضات هائلة[/FONT] [FONT=&quot] جداً هناك وتذاكر سفر إلى أي دولة تريدها بالمجان .. يا الله كم تمنيت أن تسرع الأيام وتهرول .. كم حلمت وأنا امسك بيد حبيبتي أمل وهي ترتدي فستانها الأبيض الطويل والذي كانت تجره بين ممرات ذلك الفندق المزحوم بالمعازيم .. [/FONT]
      [FONT=&quot]كنت أنظر إلى الساعة الكبيرة المركونة على آخر زاوية من زوايا تلك القاعة الفارغة من نور حبيبتي ..[/FONT] [FONT=&quot] والفارغة ايضاً من وجود أخي سالم .. !![/FONT]
      [FONT=&quot]نعم أين ذهب أخي سالم يا ترى .. !! لقد كان بجواري قبل ساعات .. أين اختفى ؟؟[/FONT]
      [FONT=&quot]وما سر ذلك الاتصال الغريب فجأة والذي قلب ميزان وجهه ثمانين درجة .. لقد رئيت تقاسيم وجهه تتلون بالأحمر .. كنت أظن عن حبيبته الأخيرة هي السبب في حالته السيئة ولكني تذكرت بعدها بأنه لا يبالي بزعلها لان قائمة الحبيبات لديه طويلة جداً ..[/FONT]
      [FONT=&quot]ولكن لماذا ذهب مسرعاً إلى الخارج .. ولماذا كان يردد كلمة المستشفى في اتصاله .. لماذا لا يرد على اتصالي ورسائلي .. لقد قال بأنه سيرجع بعد دقائق ، وها هي ساعة تمر عليه الآن وهو لم يأتي .. [/FONT]
      [FONT=&quot]المعازيم تتزايد والورود تلفني في كل جسمي .. الدقائق تمر ثقيلة عليّ وأنا انتظر وصول حبيبتي أمل بفستانها الأبيض الجميل والذي كانت تتباهى به كثيراً بين أخواتها الصغار .. سرحت قليلاً في تلك الأيام التي جمعتني بها قبل الخطوبة .. يا الله ما أجملها من ذكريات ، أتذكر بداية تعارفنا جيداً .. أتذكر ذلك الشاطئ الجميل والذي كنا نلتقي فيها مساء كل يوم .. وطبعاً لن انسي أول يوم تعرفت فيه عليها قرب القارب الأزرق هناك .. لقد كانت تجمع الأصداف وانا انظر إليها بكل ذهول ، سحرتني بجمالها الخلاب .. أسرتني بابتسامتها الهادئة الرقيقة .. كنت أظنها حوريه من حوريات البحر الجميلات لأنني وبكل أمانه لم أصادف امرأة في جمالها ورقتها .. حاولت الاقتراب منها لكي أتعرف عليها وأتمكن من التلذذ بسماع تلك الحروف العذبة التي تخرج من شفتيها كالعسل عندما كانت تتحدث مع بقية أخواتها .. حاولت أن اقترب أكثر منها ولكنها قالت بصوتٍ هادئ مصحوب بنغمات خوفٍ عذبه إن أهلي معي أرجوك انصرف .. ولكن لن انسي طبعا ذلك الموقف البطولي عندما سجلت رقم هاتفي على الرمل هناك بكل جرأة .. يا الله لقد مللت من الجلوس في هذا الكرسي الأحمر والمنقوش عليه حرفينا أنا وعروستي امل من الخلف ، مللت وتعبت مقلتاي من التحديق في المعازيم .. مللت التحديق في الساعة ، مللت الانتظار .. حاولت أن اقتل خوفي ونبضاتي المتضاربة لتأخر حبيبتي أمل ورحيل أخي سالم المخيف بالتخمين في المكان الذي سنذهب إليه لقضاء شهر العسل .. كنت أجزم بأنها تركيا لأنها كانت تعشقها لحد الجنون ربما لأنها تأثرت كثيراً بذلك المسلسل التركي المدبلج " نور " والذي كنت لا أطيق رؤيته ، وأحياناً أسافر بأفكاري إلى هولندا بلد الزهور الجميلة لأنها كانت تحب الزهور جداً لدرجة إنها تملك حديقة خاصة للزهور الطبيعة في منزلهم .. وأحياناً أخرى اذهب إلى............[/FONT]
      [FONT=&quot]ماذا يحدث ؟؟[/FONT]
      [FONT=&quot]لماذا كل هذا الصريخ ؟؟[/FONT]
      [FONT=&quot]ولماذا توقفت تلك الموسيقي الصاخبة فجأة ؟؟[/FONT]
      [FONT=&quot]الكل يركض خارج القاعة .. حاولت أن اسحب قدماي المخدرتان لا ارادياً لأرى ماذا هناك ولماذا هذه الضجة الكبيرة .!!![/FONT]
      [FONT=&quot]استنجد ببعض الحضور ، اسألهم في ذهول ولكن لم أجد منهم أي إجابة ..[/FONT]
      [FONT=&quot]لم يخبرني أحد ما الذي يحصل هناك ، كان الجميع يتهرب مني !![/FONT]
      [FONT=&quot]أتخبط بدون إحساس بين جدران ذلك الممر الطويل ..[/FONT]
      [FONT=&quot]وصلت للخارج ولكن ليتني لم أصل.. [/FONT]
      [FONT=&quot]نظرت وليتني لم انظر ...[/FONT]
      [FONT=&quot]أنه أخي سالم !! [/FONT]
      [FONT=&quot]ولكن لماذا يبكي ؟؟ هل لذلك الاتصال سبباً في بكائه !![/FONT]
      [FONT=&quot]ولماذا عمتي تصرخ هكذا !!؟؟[/FONT]
      [FONT=&quot]لماذا بناتها يحيطون بها والدموع تغرق وجوههم البائسة ...[/FONT]
      [FONT=&quot]لماذا يصرخون ؟؟[/FONT]
      [FONT=&quot]لا لا ...... لا أصدق ان مكروهاً قد أصاب حبيبتي ..... انتم تمزحون فقد وعدتني أن لا تسرع وهي قادمة إلى القاعة لأنني أنبتها آخر مرة كانت تسرع فيها حتى إنني لم أكلمها لمدة أسبوع إلى أن وعدتني أن تتوقف عن عادة السرعة السيئة والزائدة عن حدها .. لا لا مستحيل أن تتعرض لحادث وهي قادمة من صالون التجميل .. لن تذهب بدوني وتتركني لوحدي انتظرها هنا بفارغ الصبر ... ليس سبب بكائهم وصريخهم هي حبيبتي امل .. فحبيبتي امل وعدتني أن تمسك بيدي هذه الليلة ونحن ذاهبون إلى المطار .. لقد أخبرتني أن استعد لمفاجأتها وأنا أرى المكان المكتوب على التذاكر.. [/FONT]
      [FONT=&quot]لا .. لا .. لا يعقل أن تكون تلك المفاجأة هي .... !![/FONT]
      [FONT=&quot]لا يعقل أن يكون ذلك المكان المميز جداً والذي كانت تتحدث عنه طويلاً هو(...........) !! [/FONT]
      [FONT=&quot] [/FONT]
      [FONT=&quot] [/FONT]
      [FONT=&quot] [/FONT]

      [FONT=&quot]قصة قصيرة :[/FONT]

      [FONT=&quot]مكـــــان مميز جـــداً[/FONT]

      [FONT=&quot]تأليف : عريف بحري فيصل بن ناصر بن سعيد السليمي[/FONT]

      [FONT=&quot]منسق رئيس الدراسات البحرية بكلية القيادة والاركان – بيت الفلج[/FONT]

      [FONT=&quot]هاتف : 312119 - 99223877[/FONT]